النجمة لبلبة: المسرح الاستعراضي عشقي الكبير sayidaty
تاريخ النشر: 3rd, August 2023 GMT
sayidaty، النجمة لبلبة المسرح الاستعراضي عشقي الكبير،حياتها الفنية فيلم طويل، بدأت أحداثه منذ الطفولة، وما زالت مشاهده محفورة في قلبها .،عبر صحافة السعودية، حيث يهتم الكثير من الناس بمشاهدة ومتابعه الاخبار، وتصدر خبر النجمة لبلبة: المسرح الاستعراضي عشقي الكبير، محركات البحث العالمية و نتابع معكم تفاصيل ومعلوماته كما وردت الينا والان إلى التفاصيل.
حياتها الفنية فيلم طويل، بدأت أحداثه منذ الطفولة، وما زالت مشاهده محفورة في قلبها وعقلها.. أحبت الفن وعشقته، فهي نجمة منذ طفولتها، وفنانة شاملة أحبها الجمهور، وكأنها واحدة من عائلته.. إنها الفنانة لبلبة، المختلفة دائماً، التي تفاجئنا في كل دور تقدمه بإبداع من نوع خاص وموهبة كبيرة متميزة. وها هي في هذا العام تقدم دور الأم في المسلسل الوطني «الكتيبة 101» لتفاجئنا بإبداع وتقمص للدور يهز قلوب كل المشاهدين.
القاهرة | هبة خورشيد Heba Khurshid - تصوير | عادل مبارز Adel Mobarez
تنسيق | ساره مرتضى Sarah Mourtada - الأزياء خاصة بالنجمة
شعر | محمد حافظ Mohammad Hafez - مكياج | علاء التونسي Alaa El Tunsi
الموقع | Fairmont Nile Hotel، مصر
تصفحوا النسخة الرقمية العدد 2213 من مجلة سيدتيحوارنا معها حوار الصدق والصراحة، فتحت فيه قلبها لنا قائلة: «في البداية أنا سعيدة جداً بالعمل في مسلسل الكتيبة 101، ولأول مرة في حياتي أقوم بدور في عمل وطني لبلدي مصر. تحمست كثيراً لهذا الدور؛ لأنه عمل وطني، أقوم فيه بدور أم الفنان عمرو يوسف، أم لجندي مقاتل يحارب، أعيش أحاسيس الأم التي تخاف وتقلق على ابنها الوحيد، الجندي الذي يحارب ويدافع عن وطنه. أحب أن أؤدي أدوار الأم، وأكون سعيدة جداً بها، وفي هذا المسلسل دوري بوصفي أماً مختلف تماماً عن أي دور قدمته من قبل، متمنية أن يلقي دوري في كتيبة 101 إعجاب الجمهور».
جائزة إنجاز العمر في أواخر العام الماضي، كرمت في مهرجان القاهرة السينمائي، وحصلت على جائزة إنجاز العمر، وتذكرتي مشاهد حياتك أثناء تكريمك على خشبه المسرح في المهرجان. ما الذي تبقى لديك من ذكريات من أيام الطفولة وبداية نجوميتك في السينما؟أتذكر وأنا عمري ست سنوات، وجدت نفسي في بلاتوه تصوير فيلم سينمائي، وتحيطني الإضاءة، ومساعد المخرج يحفظني حوار المشاهد التي أمثلها، وأمي تراقبني من بعيد وتطمئن عليّ، وكان ذلك في فيلم «حبيبتي سوسو» من إخراج نيازي مصطفى. أتذكر أيضاً عندما قدمت لي أمي في مسابقة الهواة، وطلب منها أن أذهب إلى مكتب المخرج الكبير نيازي مصطفى الذي أطلق عليّ اسم لبلبة؛ لأنه وجدني أتحدث وأتكلم بشكل سريع، وقال لي: «أنت مثل اللبلب». أمي كانت دائماً تحكي لي تفاصيل الحوارات والمقابلات، لكني أتذكر الصورة والحدث والشخصيات؛ لأني كنت في ذلك الوقت طفلة.
كيف كان رد فعلك عندما أخبرك الفنان حسين فهمي بتكريمك في مهرجان القاهرة السينمائي هذا العام بجائزة إنجاز العمر؟من وقت المكالمة، وكانت في شهر أغسطس الماضي، وكنت في الساحل الشمالي، وحتى هذه اللحظة، شريط سينمائي أمامي، وفي ذاكرتي عن حياتي الفنية وبداياتي ووقوف أمي ودعمها لي في كل مراحل حياتي الفنية والإنسانية. أتذكر أنني كنت أسافر المحافظات، وأغني هناك وأنا طفلة، وكنت أصور أفلامي وأحفظ أدواري جيداً، وألحقتني أمي بمعهد الباليه لأتعلم الباليه منذ طفولتي. واهتمت بأن أتعلم الغناء والعزف على البيانو مع كبار الملحنين، أمثال علي إسماعيل. كانت حياة صعبة، وفي الوقت نفسه، كانت أمي تنسق بين المدرسة وبين الحفلات وتصوير الأفلام.
مع عبد الحليم حافظ ما الذي تتذكرينه من حفلاتك مع عبد الحليم حافظ؟أنا كنت القاسم المشترك في حفلات عبد الحليم منذ كنت في السابعة من عمري، وأتذكر أول حفلة جمعتنا سوياً، كانت في المسرح القومي في الإسكندرية، والجمهور لم يعجبهم صوت عبد الحليم ولا أغانيه وترك المسرح وهو حزين، وبعد شهور وعلى المسرح نفسه أصبح عبد الحليم مطرباً كبيراً ومعبوداً للجماهير، وكان يغني في هذه الحفلة على «قد الشوق»، وكنت أشاركه في الحفلة نفسها أيضاً.
كيف كان يتعامل معك عبد الحليم حافظ في ذلك الوقت؟أنا تربية عبد الحليم حافظ، تعلمت منه أن أنظر إلى الجمهور وأشاهد رد فعله وأنا على المسرح؛ لأن الجمهور هو نبض الفنان يرى في عيونهم نجاحه وهل هم سعداء بحضوره وأدائه أم لا. وكان صديقاً للعائلة، ويزورنا في المنزل دائماً، واستمرت الحفلات التي اشتركت فيها مع عبد الحليم حتى آخر حفلة له قبل رحيله التي غنى فيها «قارئة الفنجان»؛ حيث كنت أشاركه أيضاً. عملت مع مطربين كثيرين، منهم وردة وفايزة أحمد، وكانوا حريصين على أن تكون فقرتي قبل فقرتهم؛ لأنني كنت فقرة ناجحة جداً، أقوم بتقليد النجوم وأدخل البهجة والبسمة على قلوب الجمهور ووجوههم، فيسعدون ويستمعون لفقرتهم المليئة بالطرب وروعة الغناء.
ما النصائح التي قالتها لك والدتك والتي رافقتك في كل مراحل عمرك الفنية والإنسانية؟كانت أمي تقول لي دائماً: الله سبحانه وتعالى خلقك لإسعاد الجمهور، فلا تتأخري عنهم أبداً لأي سبب، حتى لو كنتِ مريضة أو حدث شيء للميكروفون وأنت تغنين، مهما حدث لك من معوقات يجب أن تتغلبي عليها وتكوني دائماً عند حسن ظن الجمهور بك، وأن تتأكدي قبل إسدال الستار أنك أسعدتِ جمهورك. ونصيحة أخرى قالتها لي منذ طفولتي: لا تنظري إلى نجاح أحد ولا تقلدي أحداً، وركزي على نفسك وكيف تكونين ناجحة دائماً عند الناس، أعطي الحب لجمهورك، واخلصي له طوال حياتك. أنا لم أشعر في حياتي بغيرة من أحد أو قلت «اشمعني دي شعرها أطول أو أقلد أحد في شكله». فقد قال لي الأستاذ وحيد حامد، الكاتب الكبير قبل رحيله: «أنت حالة خاصة جداً لا تشبهي أحداً ولا تمثلي مثل أحد».
في منزل الموسيقار محمد عبد الوهاب مشهد آخر في حياة لبلبة لا تنساه في بيت الموسيقار محمد عبد الوهاب؟أتذكر بنات الموسيقار محمد عبد الوهاب عندما وجهن لي دعوة لزيارتهن في منزل الموسيقار عبد الوهاب وأنا صغيرة، وكن أيضاً صغيرات مثلي، ذهبت مع أمي وكنت ألعب معهن وعيني على الباب الذي سيخرج منه الموسيقار عبد الوهاب علينا ويجلس معنا، وسألتهن من أين يخرج الأستاذ فأشاروا إلى باب غرفته التي سيخرج منها، حتى خرج، ولم أصدق نفسي، وقلت له: أنا لبلبة، فقال لي: «عارف»، قلت له: «أريد أن أسأل حضرتك ماذا أفعل لكي أظل ناجحة طوال السنوات القادمة؟»، فقال لي: «تعلمي أن تقولي لا لأي عمل لا يعجبك، ولأي مكان تتواجدين فيه أو تدعين فيه تجدينه لا يناسبك؛ لأن سمعة الفنان أهم شيء يمتلكه، ولأي أغنية معروضة عليك لا تعجبك؛ لأنك لو لم تحبي الأغنية لن تستطيعي أن تغنيها. حافظي دائماً على صورتك وشكلك، وحافظي على مظهرك دائماً؛ لأن الجمهور يحب أن يرى الفنان جميلاً من الداخل والخارج طوال الوقت».
تابعي تفاصيل اللقاء مع الممثل محمد فراج: أحاول تقمص أي دور أقدمه بدقة
تخفّي أنور وجدي كيف كان لقاؤك بالفنان الراحل أنور وجدي؟كان يبحث عن طفلة جديدة تشاركه في بطولة فيلم «أربع بنات وضابط»، وأسند إلى الأستاذ حسن الصيفي، أبي الروحي، وكان مساعداً له، أن يبحث عن طفلة جديدة يقدمها لأفلامه، فقال له حسن الصيفي أرشح لك الطفلة لبلبة، فهي تغني في المسرح الاستعراضي، وتقدم حفلات، وتقلد الفنانين، فهي طفلة موهوبة جداً. كنت في ذلك الوقت مع عائلتي في الصيف بالإسكندرية، وأقدم يومياً على المسرح الاستعراضي أغاني واستعراضات، فجاء أنور وجدي ليشاهدني على المسرح وكان متخفياً بنظارته السوداء، وبالفعل أعجب بي كثيراً، وبعد انتهائي من فقرتي عدنا أنا وأمي إلى المنزل. زارنا حسن الصيفي، وطلب من أمي، وقال لها: أنور وجدي يريد مقابلتكما الآن، فقالت له الساعة متأخرة، يقابلنا صباح الغد، فقال لها سيكون غداً في أوروبا، وكان مسافراً للعلاج. وبالفعل، ذهبنا إلى الأستاذ أنور، وسمعت له مشهداً من فيلم «أربع بنات وضابط»، فقال لي: «أنت مثل «الريكوردر»، وانبهرت كثيراً به وبنجوميته وبالكاريزما التي كان يمتلكها، وبالفعل وقّعت أمي على عقد الفيلم، وقال لنا: «عودا إلى مصر لكي تسجل لبلبة الأغاني وتحفظ السيناريو»، فقد كانت الأفلام في الماضي يعد لها قبل تصويرها بستة أشهر، هكذا كان يفعل أنور وجدي وغيره في ذلك الزمن.
كان «أربع بنات وضابط» فيلماً عزيزاً على قلبي، وكان أنور وجدي فناناً عظيماً وصانعاً للمواهب، ولم يمهله القدر لكي ينتج لي أفلاماً أخرى.
كيف عشتِ طفولتك مع النجومية؟لم أشعر بنجومية، كنت طفلة عادية أذهب إلى المدرسة، وأصدقائي يشاورون عليّ، ويقولون لي: «دي لبلبة الفنانة» لم تأخذني النجومية، أنا طوال حياتي إنسانة بسيطة، لا أعيش النجومية؛ لأنني منذ طفولتي لا أعيش حياة غير حياة الفن، فأنا لم أصبح فنانة وأنا كبيرة في السن. طفولتي كانت صعبة، لم أكن مثل الأطفال العاديين ألعب مع أصدقائي؛ لأنني لم يكن لديّ وقت لذلك، كل وقتي كان عبارة عن حفظ السكريبت، وإحياء حفلات، وتصوير أفلام، وكنت مصرة أن أكمل ولا أختفي، وساعدتني في ذلك والدتي أن أظل أعمل في كل مراحل عمري، فقدمت أفلاماً في المرحلة ما بين 13 إلى 16 سنة، أفلام: النغم الحزين، وقاضي الغرام، وأبي الروحي، وعندما بلغت من العمر 18 عاماً بدأت أمثل أفلاماً أخرى، أقدم فيها فتاة شابة. الجمهور تعود علي وعرفني في كل المراحل. وأضحك الآن لأنني عندما أزيل المكياج من على وجهي يعود شكلي كما كنت لبلبة الطفلة.
لماذا أنت متأثرة بشدة بعالم الباليه؟أنا أعدُّ «باليرينا»، فمنذ أن كنت في سن السابعة من عمري، سجلتني أمي في معهد الباليه، وبقيت أتدرّب فيه سنين عديدة إلى أن تخرجت. لقد درست الباليه الكلاسيكي وتقنياته بحذافيرها، ولدي ليونة كبيرة جداً في جسمي. بالإضافة إلى أنني قمت بمسرحيات استعراضية تخللتها عروض للباليه. ولا بد من الإشارة إلى أن رقص الباليه هو قاعدة أساسية لأي رقص في الدنيا.
لبلبة والزواج متى تزوجتِ من الفنان حسن يوسف؟تزوجت عام 1963 في سن 18 عاماً، طوال فترة الزواج قدمت حفلات وبرنامجاً اسمه «صندوق الدنيا» أسبوعياً، ومثلت بعض الأفلام، وبعد ذلك انفصلت في سن 24 عاماً، وركزت على فني وعملي وأن أسعد جمهوري.
لماذا لم تتزوجي مرة أخرى؟كل من تقدم لي للزواج كانوا لا يحبون الفن، ويريدون مني أن أعتزل، وأكون زوجة فقط، كنت أرفض؛ لأن الفن يجري في دمي، ولا أتصور نفسي من دونه.
أفلام السبعينيات مرحلة جميلة
أفلامك في السبعينيات الاستعراضية والكوميدية لو قيمناها ماذا تقولين عنها؟كانت مرحلة جميلة، قدمنا أفلاماً كوميدية واستعراضية، أدواراً رئيسية، ولكن بطولات جماعية، ومن أهم الأفلام التي قدمتها في هذه الفترة: في الصيف لازم نحب، وحكايتي مع الزمان، والبنات والحب، ومولد يا دنيا، وغيرها. قدمت بعد ذلك فيلم البعض يذهب إلى المأذون مرتين، فأحبنا الجمهور أنا وعادل إمام بوصفنا ثنائياً فنياً كوميدياً في هذا الفيلم، وبسبب نجاحنا رُشحت لبطولة مطلقة مععادل إمام
ماذا قال لك عادل إمام في رسالة التهنئة التي أرسلها إليك على الموبايل بعد تكريمك في المهرجان؟قال لي: ألف مبروك، تستحقين التكريم؛ لأنك أعطيتِ الفن الكثير طوال حياتك.
تعرفي عن قرب على الفنانة مريم عبدالرحمن
نصائح عادل إمام أول بطولة في الدراما التلفزيونية كانت مع عادل إمام في مسلسل «صاحب السعادة»، كيف كانت هذه التجربة وماذا تعلمت منه؟عندما رشحني أستاذ عادل لأشاركه البطولة في مسلسل «صاحب السعادة» كنت سعيدة وخائفة في الوقت نفسه، فلأول مرة أتعامل مع أكثر من كاميرا وأصور مسلسلاً كأنه 10 أفلام معاً. نصحني وقال لي: عدي نفسك تمثلين في السينما، ولا تنشغلي بأي اختلاف بين السينما والتلفزيون. بدأت التصوير وكنت مستمتعة جداً بجو المسلسل، أستاذ عادل يشعرنا بجو عائلي في البلاتوه، هو حنون على كل الناس التي يعمل معها، وكأننا أسرة واحدة، أنا لا أخاف على نفسي وأنا أمثل أمامه؛ لأنه يكون حريصاً على أن يظهر كل ممثل أمامه في أحسن حالاته. وفي يوم انتهيت من أحد المشاهد وذهبت مع الممثلين الشباب المشاركين لنا في العمل لأشاهد المشهد بعد انتهائه، وهو يعاد على المونيتور، فناداني وقال لي: «رايحة فين يا نونيا»، قلت له أشاهد المشهد، قال لي: «لا تشاهدي نفسك بعد انتهاء المشهد؛ لأن الفنان لا يعجبه نفسه في كل حالاته، ويكون ناقداً قاسياً جداً دائماً على نفسه، نحن قدمنا معاً أنجح الأفلام في السينما، ولم نكن نشاهد المشهد بعد انتهائنا من تصويره؛ لأنه لا توجد في السينما هذه الإمكانية، فعدي نفسك تمثلين في السينما». ثم قدمت معه ثاني عمل لي معه في الدراما التلفزيونية مسلسل «مأمون وشركاه»، وكنت أعتز جداً بدوري في هذا المسلسل، المرأة التي تهمل نفسها بسبب الحياة القاسية التي تعيشها مع زوجها الذي يبخل عليها بما لديه من ثروة، وقد استعنت في هذا المسلسل ببعض من ملابس أمي التي أحتفظ بها في دولابها الخاص في منزلنا، وقد أعجب الأستاذ رامي إمام بهذه الملابس، وشعر بأنها ستناسب الشخصية جداً، وكانت أجمل مشاهدي عندما ظهرت بهذه الملابس؛ حيث عبرت عن الشخصية ونفسيتها بشكل كبير.
ما علاقتك بعائلة الفنان عادل إمام؟زوجته وأبناؤه أعدهم عائلتي، فمدام هالة زوجته صديقتي وحبيبتي، وأبناؤه محمد ورامي إمام أفرح جداً بنجاحهما الكبير، سواء محمد في التمثيل، أو رامي في الإخراج.
جمعتك بعادل إمام مشاهد كوميدية رائعة، سواء في السينما أو التلفزيون، هل يكون هناك اتفاق بينكما قبل أداء هذه المشاهد على أفيهات أو تصرفات معينة في المشهد؟لا يكون بيننا أي اتفاق في تقديم أشياء محددة في أي مشهد كوميدي قمنا بأدائه، هو يفاجئني أمام الكاميرا بأشياء وتصرفات ومواقف، وأرد عليه بما يناسب الموقف، فتكون مشاهد طبيعية وكوميدية جداً. أمنيتي أن أعمل مع الأستاذ عادل في عمل جديد، فقد تذوقت وعرفت معنى النجاح جيداً مع عادل إمام.
ومن عالم الفن والأغاني تابعي ملف «الأغاني السينجل لا تكفي» شعار بعض الفنانين ألبومات صيف 2023.. عودة نجوم التسعينيات
المخلص نور الشريف نور الشريف ماذا يمثل بالنسبة إليك؟كان نور الشريف صديقاً جميلاً ومخلصاً جداً «يا بخت اللي اشتغل معه»، فهو كان يحب الممثل الذي يعمل معه، أول أفلامي معه كان فيلم «لهيب الانتقام» مع المخرج الكبير سمير سيف، وكان دائماً يساعدني ويوجهني، وكنت أخجل منه لأنني أول مرة أعمل معه، أما عندما التقينا مرة أخرى في فيلم «ليلة ساخنة» للمخرج الراحل عاطف الطيب، فكان على الرغم من انتهائه من تصوير مشاهده يرفض أن يعود إلى منزله ويتركني، ويقول لأستاذ عاطف لن أعود إلى منزلي حتى تنتهي لبلبة من كل مشاهدها، فكان يصر أن يقف خلف الكاميرا وأنا أمثل مشاهدي حتى يعطيني إحساس المشهد وكأنه معي أمام الكاميرا. كان إنساناً محترماً خلوقاً ومبدعاً ومثقفاً، حزنت حزناً كبيراً على رحيله، كان مريضاً ولم يخبر أحداً بمرضه.
محمود عبد العزيز وقف بجانبك بعد رحيل والدتك، كيف كانت صداقتكما؟كان محمود عبد العزيز صديقاً لي، مثلت معه فيلماً واحداً بعنوان «لك يوم يا بيه»، كان خفيف الظل، وكان دائماً يضحكني.. هو مخلص جداً لأصدقائه، لا أنسى عندما وقف إلى جانبي بعد رحيل أمي هو وزوجته بوسي شلبي في ذلك الوقت. كانا يحاولان أن يخرجاني من حزني، فكانا يدعواني دائماً إلى منزلهما لأقضي كثيراً من الوقت معهما، ويقول لي يجب أن تهتمي بصحتك وتأكلي جيداً، وكان يتعمد أن يدعوني على الغداء حتى يطمئن أنني أكلت.
من أقرب صديقات لك في الوسط الفني؟جميعهن عزيزات وقريبات إلى قلبي، وقد ظهر ذلك بوضوح في الندوة التي أقيمت لي في مهرجان السينما، يسرا وليلى علوي وإلهام شاهين ومنى زكي ومنة شلبي، نسافر معاً، ونهنئ بعضنا البعض في أعياد ميلادنا، وعلى نجاح أدوارنا في أي عمل فني جديد.
رفضت الزواج من أجل الفن.. ولم أندم على عدم الإنجاب شخصية جادة بعيدة عن الكوميديا مرحلة عاطف الطيب كانت مرحلة فارقة في حياتك، كيف كانت هذه المرحلة؟عاطف الطيب من المخرجين الذين أثروا في حياتي، فكانت جرأة منه أنه اختارني أن أجسد دور المحامية الانتهازية التي دخلت معتقلاً سياسياً، دور جاد في فيلم «ضد الحكومة»، وأنا كنت أقدم أفلاماً استعراضية وكوميدية، إلى جانب أن ملامحي الشكلية توحي دائماً بالطيبة، ولا تعبر أبداً عن أي ملامح شر. قبل عملي مع عاطف الطيب أخرج لي الدكتور سمير سيف فيلم «الشيطانة التي أحبتني»، فشعر الأستاذ سمير بأنني أؤدي المشاهد الجادة بشكل جيد، فأسند إلي دوراً جاداً في فيلم «لهيب الانتقام»؛ ما جعل الأستاذ عاطف يقتنع بأنني من الممكن أن أؤدي دور شخصية جادة بعيدة عن الكوميديا. كنت خائفة جداً من دوري في »ضد الحكومة»، لكن الأستاذ عاطف قال لي ستكونين مفاجأة في هذا الفيلم. وعندما حذفت الرقابة بعض المشاهد الخاصة بي، التي تعبر عن توجهات شخصيتي في الفيلم وأنها ضد الحكومة، وكانت الرقابة في ذلك الوقت ليست متنورة. قال لي: لا تحزني يا نونيا، أنا سأقدمك في فيلم آخر سيكون مفاجأة، وكان فيلم «ليلة ساخنة»، والفيلم من فكرة الدكتور رفيق الصبان، واشترك في كتابته بشير الديك ونور الشريف، وقد حصلت على 13 جائزة من داخل مصر وخارجها، عن دوري في الفيلم، وحصل الفيلم على 26 جائزة، وحصل الأستاذ عاطف الطيب على جوائز عديدة وهو متوفٍ. كانت صدمتي كبيرة في وفاته، كان مؤمناً بي، وكنت معجبة جداً به بوصفه مخرجاً، تعلمت منه أن أنسى النظر إلى نفسي في المرآة بين المشاهد؛ لأنني في الأفلام الكوميدية الاستعراضية التي قدمتها كنا نفعل ذلك وننظر في المرآه ما بين مشهد وآخر؛ لأننا كنا نؤدي استعراضات من الممكن أن تؤثر في تسريحة الشعر أو الملابس. فأثناء عملي في فيلم «ضد الحكومة» وما بين مشهد وآخر طلبت من المكياج أن أنظر إلى وجهي في المرآة، فهمس الأستاذ عاطف في أذني وقال لي: «من فضلك، انسي المرآة لكي تكوني ممثلة شاطرة، أنت ممثلة ممتازة، والغناء ظلمك، يا ريت تركزي في التمثيل أكثر من الغناء؛ لأنك تمتلكين مواهب لم تظهر بعد». فقللت جداً من الأغاني، وأصبح التمثيل عندي هو الأساس، وخاصة الأدوار الصعبة، من دون غناء أو استعراض، وكانت هذه الأدوار تحدياً بالنسبة إلي، وأثناء قيام أستاذ عاطف الطيب بمونتاج فيلم «ليلة ساخنة»، سألته: هل أنت راضٍ عني يا أستاذ؟ قال لي: «ستحصلين على جوائز عدة عن هذا الفيلم». وبالفعل، حصلت على جوائز من جنوب أفريقيا، وباريس، وفالنسيا، وفي مصر، وفي دول أخرى.
عرفت معنى النجاح مع الزعيم عادل إمام وتلقيت تهنئة منه بعد تكريمي بمهرجان القاهرة المخرج هو المايسترويوسف شاهين مرحلة أخرى في حياتك ومدرسة مختلفة عن أي مخرج، كيف اقتنع بك بصفتك ممثلة تؤدين أدواراً جادة ليختارك في فيلم «الآخر»؟عندما اختارني الأستاذ يوسف شاهين لأشارك في بطولة فيلم «الآخر»، سألته وقلت له: «حضرتك شاهدت فيلم «ليلة ساخنة» واخترتني بسبب نجاحي في هذا الفيلم»، فقال لي: «اخترتك لنجاحك الكبير في فيلم «جنة الشياطين» من إخراج أسامة فوزي.. سعيدة بأنني عملت مع المخرج الكبير يوسف شاهين».
ماذا يمثل لك المخرج في أفلامك؟المخرج هو المايسترو، وهو القائد، لو أي مخرج شاب أو كبير قام بحذف نصف دوري ليس لي الحق أن أسأله لماذا حذفته، حتى لو كان مخرجاً شاباً وفي بداياته، فأنا مثلاً استمتعت بالعمل مع المخرج الراحل أسامة فوزي، وكان شاباً وفي ثاني تجربة له في السينما، وقدمت معه أجمل أدواري الصعبة في فيلم «جنة الشياطين».
ننصحك بالتعرف إلى الفنانة العُمانية زهى قادر: أطمح إلى تجسيد شخصيات مركبة
مستقبل الوطن مسلسل «دايماً عامر» الذي قدمته في رمضان الماضي مع مجدي الهواري، ماذا أضاف إليك في الدراما التلفزيونية؟أحببت المسلسل جداً؛ لأنه يتكلم عن التعليم، وهو أهم شيء في حياتنا، وهو مستقبل الوطن... كان دور مديرة مدرسة إنترناشونال جديداً عليّ. قدمت الدور بإحساس صادق جداً، ووجدته دوراً يقدم رسالة إلى المجتمع، وبعده عرضت عليّ أدوار ليست في المستوى نفسه فرفضتها.
كيف توازنين بينك وأنت من جيل قديم مع الأجيال الأخرى الجديدة؟أنا فنانة قديمة جديدة، الفن هو الفن والسيستم والقواعد التي تحكم المهنة واحدة في كل زمن وجيل. أنا طورت نفسي وأصبحت أواكب العصر والمرحلة العمرية التي أعيشها، ولا أخجل أن أقول إنني كبرت، طورت أدواري، وعشت سني وتجددت، عمري الفني أصبح طويلاً عندما قدمت أدواراً تليق بمرحلتي العمرية.
كيف تحافظ لبلبة على نفسها وتظل في شباب دائم؟أنا لم أنجب ولم يزد وزني غير ثلاثة كيلوغرامات فقط عن وزني وأنا في العشرينيات. أنصح كل سيدة أن تحافظ على شكلها، وألا يزيد وزنها، وتظل تحافظ على نفسها.
حافظت على منزلنا كيف تعيشين حياتك الآن؟كان منزلي مليئاً بوجود أمي وأبي وأخواتي، وكانوا يملؤون عليّ حياتي، أبي رحل عام 1993، وأمي رحلت عام 2011، وقبل وفاتها قالت لي اتركي المنزل بعد رحيلي، لا تعيشي فيه بمفردك حتى لا تتعذبي عندما تتذكريني. لكن رفضت أن أترك المنزل وأذهب إلى منزل آخر، وأصررت أن أعيش في منزلنا الذي شهد مراحل كثيرة جميلة في حياتي. لم أغير كرسياً ولا ديكور المنزل، ما زال كما هو دولاب أمي، ما زالت ملابسها فيه كما هي، فأنا دائماً مع أخواتي وأبنائهم وأحفادهم وأعدهم أبنائي. وبالنسبة إلى نظامي الغذائي الذي أحرص على تناوله يومياً، فهو نظام صحي نباتي، فأنا لا آكل اللحوم والدجاج، وأمارس الرياضة بصفة يومية.
هل ندمتِ على عدم الإنجاب؟لم أندم، لأنه قدر اختاره الله لي، فأنا أنجب، لكني تزوجت صغيرة، ولم أكن أفكر في ذلك الوقت في الإنجاب، لكن لو كان ربنا كاتب لي الإنجاب كان سيصبح لديّ ثلاثة أبناء. أنا عشقت الفن والجمهور يحبني، الحب الحقيقي أنا تربيت وكبرت مع جمهوري وأبنائهم.
لماذا ترفضين أن تقدم قصة حياتك في عمل درامي؟أنا أوصيت أبناء أخواتي وأحفادهم ألا يقبلوا أي عرض بعد رحيلي لإنتاج قصة حياتي، أرفض تماماً لأن حياتي شيء خاص بي.
ما أحب البلاد إلى قلبك التي قمت بزيارتها؟أحب اليابان، فقد انبهرت بطوكيو عندما زرتها، وأحب أيضاً إنجلترا؛ لأن أخي الأكبر الدكتور سافر فيها وأخذ شهادته منها، وظل هناك حتى تزوج وأنجب، ولديّ ذكريات كثيرة جميلة فيها. وأحب باريس بلد الشياكة والفن، لكن هناك ذكريات مؤلمة عندما كانت تعالج أمي فيها.
أوصيت أبناء أخواتي بألا تقدم قصة حياتي في عمل درامي البساطة سر الشياكة هل تختارين ماركات معينة في ملابسك؟أنا أرتدي ملابس كثيرة من مصر، شيك وخامات جميلة، وأرتدي كل الملابس التي تليق بي وتناسبني، وليس شرطاً أن تكون ماركات عالمية، البساطة سر الشياكة.
كلمة توجهينها إلى الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟حسين فهمي فنان كبير وعظيم، عملت معه فيلم 1000 بوسة وبوسة، وشيطان من عسل، صديق قلبه جميل وإنسان مثقف، أنا سعيدة جداً أنني كرمت في مهرجان القاهرة السينمائي في دورة هو رئيس مهرجانها.
هل تفكرين في الاعتزال في يوم من الأيام؟لا أفكر في الاعتزال، ولكني أعتزل لو ليست لديّ قدرة أن أمثل أو أكون مريضة، أنا أخاف من المرض، ولا أخاف من الشيخوخة أو الموت، أنا مؤمنة، ولكن المرض صعب، وأنا ليس لي غير أخواتي، ولا أريد أن أكون ثقيلة على أحد.
ما أحدث أعمالك؟لقد انتهيت الأسبوع الماضي من تصوير فيلم سينما جديد تحت عنوان «الشلبي»، من بطولتي والنجمتين ليلى علوي وسوسن بدر، ونجوم آخرين، وهو من إخراج آيتن أمين.
كما نقترح عليك قراءة تفاصيل اللقاء مع ..إيمان وسيران بطلتا «وداعاً جوليا» تفردان أوراق مشاركتهما بالعمل
34.212.145.168
اقرأ على الموقع الرسمي
وفي نهاية المقال نود ان نشير الى ان هذه هي تفاصيل النجمة لبلبة: المسرح الاستعراضي عشقي الكبير وتم نقلها من مجلة سيدتي نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
علما ان فريق التحرير في صحافة العرب بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: ايجي بست موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس مهرجان القاهرة السینمائی على المسرح ضد الحکومة عبد الوهاب هذا الفیلم فی السینما عادل إمام فی مهرجان فی حیاتی دوری فی کیف کان فی فیلم فی عمل کنت فی قال لی فی هذا
إقرأ أيضاً:
في أعماق غزة… تراجيديا الجوع تحت وطأة الاعتقال الكبير
يمانيون ـ تقرير
في عمق المعاناة، تمتد غزة كالمعتقل الكبير، حيث تُمارس الآلة الصهيونية أبشع جرائم الإبادة الجماعية على مرأى ومسمع العالم. قنابل العدو تتساقط بلا هوادة، وقصف متواصل يقض مضاجع الأبرياء، وعمليات مداهمة واعتقالات لا تتوقف لحظة. تئن شوارع المخيمات تحت وطأة المجازر التي تُرتكب بين الفينة والأخرى، بينما تباد مئات الأسر بدون رقيب أو حسيب.
في هذا الضياع المظلم، تعكس الأجواء الشتائية القاسية صورة الوطن الذي يصارع البقاء؛ الأطفال والنساء والمسنون يعانون من قسوة الطقس وصعوبة الحياة. وحده الألم هو من يستمر، ولكن هناك جانب آخر لهذا الواقع المر، إذ تتزايد الاعتداءات على نقاط وشاحنات نقل المساعدات الإنسانية، حيث يتعرض السائقون للسرقة والابتزاز والتهديد من قِبَل قطاع طرق ولصوص يرسلهم العدو، ما يجعل الحصول على العون الغذائي والدوائي أشبه بمعجزة.
في هذا السياق البائس من فقدان الأمل في عالم فقد الإحساس بكل معاني ودلالات المسؤولية ليلوذ إلى الصمت، تُسرد حكايات تراجيديا الجوع في سجن كبير اسمه غزة لسجان متوحش اسمه الكيان المؤقت، لتعكس الصمود أمام قسوة الظروف، وتظهر العزيمة التي تتحدى المحن. إن هذه الدراما التراجيدية المتشابكة بين الألم والأمل، تجسد واقعًا متناقضًا لا ينفصل عن حياة الفلسطينيين في قطاع غزة، الذين يواصلون الكفاح من أجل البقاء في مواجهة ظلم بلا حدود.
ماذا في المعتقل الكبير (غزة)؟
تحت سماء مشحونة بالغيوم الثقيلة، تسود أجواء من الكآبة بين أنقاض مخيم جباليا، حيث تتجلى مأساة الإنسان بكافة أبعادها، فغزة تبدو كالمعتقل الكبير الذي يسجن فيه الأمل، والأرواح يصطدم حلمها بالواقع المرير.
في كل صباح، يخرج هؤلاء الآباء، متسلحين بالإرادة والأمل، نحو الأراضي المفتوحة شرق المخيم. هناك، حيث يكمن الأمل الوحيد في الحصول على القليل من نبات “الخبيزة”، الذي أصبح سلاحهم في مواجهة الجوع القاتل. لكنهم مدركون تمامًا أن هذه المغامرة ليست خالية من المخاطر، فالجنود المجهزين بكل وسائل القتل يترصدونهم، في انتظار أي حركة مشبوهة.
مع كل خطوة يخطوها الأب، يخالج قلبه خوف مقلق؛ هل سيرى عائلته مجددًا، أو سيلتحق بركب الشهداء في تلك المنطقة المنكوبة؟ لكن الجوع ليس خيارًا، ومواجهة الموت من أجل إطعام الأحبة تبدو هي الخيار الوحيد. ويعود الأب إلى خيمته، حيث تجمع العائلة حول موقد يشعل فيه الحطب، لتبدأ عملية طهي “الخبيزة”، ليس فقط كوجبة، بل كرمز للأمل والمقاومة في زمن اليأس.
تتجلى العلاقة الإنسانية في هذه اللحظات البسيطة؛ أطفال يلتفون حول أمهاتهم، ينظرون إلى تلك الأكلة الشعبية البسيطة وكأنها كنز لا يُقدّر بثمن. يبتسمون رغم كل شيء، ومازال هناك جزء من براءتهم غير ملوث بالواقع المر، لكن قلوب الأمهات محروقة، فهن يتساءلن مع أنفسهن كل يوم: “كيف يُمكننا إطعامكم في الأيام القادمة؟“
سنبقى أحياءً لنروي قصة مقاومتنا للأجيال القادمة
تبدو أسواق المدينة أشبه بالأعجاز الخاوية، حيث تختفي مواد الغذاء من الرفوف والأسعار تحلق بعيدًا بعيداً في ظل انقطاع مصادر الرزق، إلا أن “الخبيزة” ما زالت تنمو في جوانب خلواته أراض الأمل، تُجسد صمود الشعب الفلسطيني في وجه آلة القتل المتوحشة. تمتزج رائحة الحب والصبر بكل ما يتداول في أركان المخيمات، بينما تنبعث من زوايا الإعياء الطاقة المتبقية في الإنسان الفلسطيني الذي لا يُقهر.
ومع شدة البرودة التي تخيم على غزة، تزداد معاناة الأسر، فالأطفال والمسنون يتحملون قسوة الشتاء القارص، مع انعدام وسائل التدفئة، وبينما تسقط الثلوج خارج الخيمة، تتدافع الأفكار في أذهان الأمهات: كيف ستجعل هؤلاء الأطفال يشعرون بدفء الأمن؟.
ومع ضيق ذات اليد، يتحول أصدقاء الجوع إلى أسرة واحدة، تتوزع حصص الألم بالتزامن مع صرخات الإرادة من خلف الجدران المنهارة: “لن نموت جوعًا، سنبقى أحياءً لنروي قصة مقاومتنا للأجيال القادمة.”
هكذا، تصبح قصة الجوع في غزة تراجيديا تحتوي على ألم الإنسان ونجاحه في البقاء، إذ يظل الشعب الفلسطيني عنوانًا للصمود والمقاومة في وجه الاستبداد، وأُسر تواصل النضال بكل الوسائل الممكنة. وفي النهاية، تبقى “الخبيزة” أكثر من مجرد غذاء؛ فهي رمز الأرواح الحرة التي ترفض أن تفقد الأمل في ظل الظلام الذي يحيط بها.
مواجهة الموت.. لحظات من الألم والأمل في غزة
ماجد، رجل في الأربعين من عمره، يشق طريقه عبر زقاق المخيم، عينيه مليئة بالتعب، وقلبه مثقل بالألم. كل صباحٍ، يقف على عتبته، مستمعًا إلى أصوات أطفاله الناعمة، الذين يتجمعون مع أقرانهم، حالمين بما قد تحمل لهم الايدي من أرغفة لسد جوعهم. لكن، مع كل لحظة تمر، يتلاشى الأمل شيئًا فشيئًا.
الظروف القاسية عكست صورة قاتمة عن الحياة في شمال غزة، فكل عائلة تعاني مثل الأخرى، الغالبية تحت وقع المجاعة التي تضرب المنطقة بلا هوادة. منذ انطلاق الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، تحوّلت الحياة إلى كابوس مستمر نتيجة سياسات الاحتلال، التي تقضي بمنع إدخال الطعام حتى للعينات القليلة.
تدور في أذهان الكثيرين الأرقام المروعة؛ ثمانية حالات وفاة في منطقة الشمال بسبب المجاعة وسوء التغذية كما ذكر إسماعيل الثوابتة. يتذكر ماجد واحدة من تلك الحالات، والتي لم تكن سوى جاره، أبو سامي، الذي توفي بعد أيام من المعاناة بسبب الجوع، تاركًا وراءه عائلة ممزقة.
يقول ماجد: “لا أستطيع استيعاب كيف يمكن للعالم أن يشاهد كل هذا ويسكت”. الضحايا هنا هم من الأطفال وكبار السن، ومن لا حول لهم ولا قوة، ما يجعل الوضع أكثر مأساوية. لا يقتصر الأمر على الجوع فقط، بل هناك حوالي 60 ألف سيدة حامل لا يجدن الرعاية الصحية اللازمة، والذي قد يؤدي إلى جيل بلا ملامح مستقبلية.
في ظل هذه الأوضاع، ترددت أنباء الصعوبات التي تواجهها الأسر. رائد النمس، المتحدث الرسمي لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أشار إلى حالات الوفاة الناتجة عن الجوع، مؤكدًا على الارتفاع الملحوظ في إصابات فقر الدم بين الأطفال وكبار السن. يشير إلى أن العائلات تضطر إلى تناول غذاء فاسد يسبب التسمم بسبب انعدام الخيارات النظيفة، ووضع المستعمرات الإسرائيلية التي تعترض القوافل الغذائية.
ومع كل ذلك، يبقى ماجد يبحث عن أي فرصة لتمكين أسرته من تجاوز هذه المحنة. يجذب الأطفال، ويقول لهم بلهجة مليئة بالأمل: “الأيام الصعبة ستنتهي، وسنجد الطعام قريبًا”. لكن قلبه في عمق المعاناة يستغيث: “كيف نأكل، ونحن لا نجد ما يباع في الأسواق حتى القليل من الحبوب التي تقدم للحيوانات؟“.
الأمل لا يكفي
في تلك اللحظات العصيبة، تنتشر قصص الصمود والأمل بين الجدران المتصدعة، قصص عن أطفال لا يزالون يحلمون بسماع هذه الكلمات: “الغد أفضل”. لكن، الواقع يؤكد أن الأمل لا يكفي وحده، وأن الحاجة إلى الغذاء والدواء باتت أكثر إلحاحًا مع كل دقيقة تمر. يتأمل ماجد في وجوه أطفاله، فيعتصر في دواخله الصراع المحتدم ما بين الأمل واليأس.
مع شدة الألم، يتذكر ماجد الأيام التي كان فيها أطفال الحي يتشاركون الضحك على ألعابهم البسيطة، بينما الآن، الحياة لم تعد قادرة على إخفاء القسوة المفروضة عليهم. يبقى الحلم حيًا، لكنه كبيت من زجاج متهشم يوشك على الانهيار بتأثير الواقع.
في غزة، الحكايات تتكرّر، والمآسي لا تعود إلى الوراء بل تتزايد في التعداد، ومع كل حالة وفاة جديدة، تزيد الجراح عمقًا، لكن الأمل يبقى نابتًا في قلوب الغزاويين، يرفض الزوال مهما طالت يد وطأة التوحش الصهيوني والمجاعة. وفي خضم كل هذا، يبقى ماجد وأمثاله، ومن زوايا الظلام، يقفون في صفوف المقاومة، في إصرار أذهل العالم يتطلعون إلى غدٍ يحمل بوارق الأمل كاملة في حتمية الانتصار.