متخصصون يشيدون بتطوير قطاع النقل النهري: له عوائد اقتصادية مهمة وغير ملوث للبيئة
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
بذلت الدولة جهوداً مُضنية فى تطوير قطاع النقل النهرى، لكونه يحقّق الكثير من المزايا الاقتصادية التى أشار إليها عدد من المتخصّصين، بجانب كونه أحد أهم القطاعات التى تحقّق فائدتين، الأولى هى نقل الركاب والبضائع، والثانية هى رحلة سياحية توفر للراكب نوعاً من التنزه.
«الأباصيرى»: يسهم فى تقليل تكلفة الإنتاجوأكد محمد الأباصيرى عبداللطيف، رئيس قسم الدراسات الاقتصادية بمركز البحوث بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، أن قطاع النقل النهرى له أهمية كبيرة بالنسبة لمصر، موضحاً أن الأهمية أو العوائد الاقتصادية لهذا القطاع تنبع من أن نهر النيل بالنسبة لمصر شريان حيوى، وله ارتباط أساسى بجميع المحافظات: «يربط جميع المناطق الاقتصادية الحيوية ويرتبط بالموانئ الرئيسية كميناءى الإسكندرية ودمياط».
يسهم القطاع، وفق ما رواه «الأباصيرى» لـ«الوطن»، مساهمة إيجابية كبيرة فى تنمية الأنشطة الاقتصادية لمصر، فالعوائد الاقتصادية الخاصة به تتمثل فى نقل كميات كبيرة الحجم أو الشاحنات الضخمة، ويعتبر القطاع ذا تكلفة اقتصادية أقل، مقارنة بالنقل البرى، وبالتالى فإن الاستفادة من النقل النهرى تساعد فى تقليل تكلفة الإنتاج بالنسبة للمشروعات الاقتصادية المختلفة: «لما نتكلم عن نقل مواد خام أو حديد يمكن نقلها بسهولة عبر النقل النهرى».
وشدّد «الأباصيرى» على ضرورة تطوير وتجهيز مجموعة الموانئ النهرية بالشكل الكافى لاستيعاب حجم الحركة وحجم النشاط الخاص بالنقل النهرى، مؤكداً أهمية تنظيم النقل النهرى بين الشركات القائمة عليه حتى يشجّع المستثمرين.
«الجزار»: المنظومة الإلكترونية تُعزّز الكفاءةمن جانبها، أكدت الدكتورة هبة الجزار، رئيس قسم إدارة اللوجيستيات بالأكاديمية البحرية، أنه تم تطبيق التكنولوجيا الحديثة فى الموانئ، ومنها النقل النهرى، موضحة أن المنظومة الإلكترونية تُعزّز الكفاءة والتحكم فى العمليات وتسهم فى تحسين الخدمات المقدّمة.
وأضافت أن بعض الموانئ تتميز فى مصر بالقُدرة على التوسّع وزيادة الطاقة الاستيعابية، ويتم توفير مساحات إضافية لتلبية النمو المستقبلى والزيادة فى حجم الشحنات، مؤكدة أن هذه المقومات تعزّز القدرة التنافسية لمصر كوجهة للتجارة والنقل اللوجيستى، وتُسهم فى تعزيز الاستثمارات وتطوير الاقتصاد المحلى.
وتعمل الدولة على تعظيم الاستفادة من نهر النيل والنقل النهرى، لما له من أهمية كبيرة فى توفير الوقت والمال فى النقل، حسب ما أكده الدكتور عبدالله أبوخضرة، أستاذ الطرق والنقل بجامعة بنى سويف، موضحاً أن النقل النهرى له القدرة على نقل كميات كبيرة من البضائع، مما يُخفّف الضغط على الطرق، بالإضافة إلى الربط مع دول أفريقيا، كأحد بدائل النقل.
«أبوخضرة»: أكثر وسائل النقل أماناً وأقلها حوادثووفق «أبوخضرة»، فإن النقل النهرى يعتبر أحد أهم عناصر النقل والبنية التحتية ويتميز بالكثير من المزايا، من أهمها انخفاض تكلفة التشغيل والصيانة، ويعتبر أكثر وسائل النقل أماناً وأقلها حوادث واستهلاكاً للطاقة، بالإضافة إلى خفض الانبعاثات الملوثة للبيئة والقدرة على نقل الحمولات ذات الأطوال والأوزان غير النمطية، كما أنه يعمل على ظهور مناطق لوجيستية على طول مساره فى جميع المحافظات والمراكز على النيل، وكذلك يساعد على ظهور مناطق صناعية وتجارية وأسواق ومناطق حرة جديدة، ويعمل على زيادة الاستثمارات وجذب المستثمرين وتوفير فرص عمل بصور مباشرة وغير مباشرة.
وأشار «أبوخضرة» إلى أن الدولة المصرية تعمل على تطوير البنية التحتية من خلال تطوير وإنشاء عدد من المراسى النيلية للبضائع والأفراد، إضافة إلى خطة شاملة لتطوير النقل النهرى من خلال تطوير مجرى نهر النيل وتطوير الأهوسة، وبرامج لتتبّع وحدات المسير، والتعاون مع كبريات الشركات العالمية فى مجال النقل النهرى.
كما تمت الاستعانة بترسانة الإسكندرية لتوفير وحدات خاصة بالملاحة فى نهر النيل وتشجيع السياحة النيلية والنيل كروز والربط مع السياحة الداخلية بمحافظات مصر المختلفة، حيث أكد أستاذ الطرق والنقل، أنه تم بالفعل الربط مع ميناء الإسكندرية من خلال رياح المالح لنقل البضائع، وأيضاً عودة الأوتوبيس النهرى والتاكسى النهرى مرة أخرى.
وأشار «أبوخضرة» إلى حرص وزارة النقل على تطوير عناصر المنظومة بالكامل وتدريب العنصر البشرى بصفة مستمرة، مع منح حوافز وإعفاءات ضريبية للمستثمرين فى مجال منظومة النقل النهرى، وتخصيص أو طرح الموانئ النهرية اللازمة للمستثمرين الجادين لتحفيزهم، وإعطاء الأولوية لنقل السلع الاستراتيجية بين الموانئ البحرية والمحافظات النيلية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: وزارة النقل المعديات النقل النهرى الطرق والكبارى النقل النهرى نهر النیل
إقرأ أيضاً:
نموذج ملهم من قلب الفيوم.. قيادات الذكاء الاصطناعي يشيدون بتجربة “توصيلتي”
في قلب محافظة الفيوم، حيث لم تكن ثقافة البيع الإلكتروني قد رسخت بعد، نجحت شركة “توصيلتي” في رسم ملامح جديدة للتحول الرقمي في صعيد مصر. لم تمر سوى أشهر قليلة على انطلاق المشروع حتى بات اسم “توصيلتي” معروفًا في الشارع الفيومي كمنصة موثوقة لتوصيل الطعام والطلبات، معتمدًا على تقنيات حديثة في الذكاء الاصطناعي وإدارة الطلبات الأوتوماتيكية.
إشادة أكاديمية وتوصيات بالتوسع في باقي المحافظاتإشادة أكاديمية وتوصيات بالتوسع في باقي المحافظاتوفي زيارة رسمية اعتُبرت نقطة فاصلة، استقبلت الشركة وفدًا من كبار الأكاديميين والمتخصصين في قطاع الحاسبات والمعلومات، ضم قيادات علمية من جامعات الفيوم، الزقازيق، والأكاديمية العربية، حيث أعرب الجميع عن إعجابهم بالنموذج الشبابي الطموح الذي جمع بين الفكر المحلي والتكنولوجيا العالمية.
أكثر من مجرد تطببق.. “توصيلتي”يخلق فرصًا ويغير ثقافة مجتمعلم يكن هدف "توصيلتي" مجرد توفير وجبات أو خدمات توصيل سريعة، بل سعى مؤسسوه إلى خلق بيئة رقمية جديدة تفتح آفاق عمل حقيقية أمام شباب المحافظة. وأكد المهندس محمد طريف، مدير التشغيل، أن المشروع وفر أكثر من 50 فرصة عمل مباشرة خلال فترة قصيرة، ويطمح للوصول إلى 1000 فرصة بنهاية العام.
كما أشار محمد ثابت، مدير التعاقدات، إلى التحديات الثقافية التي واجهها المشروع في بدايته، إذ تطلّب نشر ثقافة البيع الإلكتروني وتدريب أصحاب المحلات والمطاعم على آليات التعاون الرقمي، حتى بات التطبيق اليوم جزءًا من الروتين اليومي لأكثر من 205 جهة متعاقدة.
فريق محلي بالكامل.. استثمار في الكفاءات الشابة داخل المحافظةاستثمار في الكفاءات الشابة داخل المحافظة
ما يميز "توصيلتي" هو اعتماده الكامل على كوادر من أبناء الفيوم، حيث يضم الفريق الإداري والتقني خريجي كليات الحاسبات والذكاء الاصطناعي من الجامعات المصرية، في تجربة نادرة تعكس قدرات الشباب على قيادة الابتكار من المحافظات.
وأكد محمد عبد الرحمن، المدير الإداري، أن بناء الهيكل التنظيمي لم يكن سهلًا، لكنه تم عبر تدريب داخلي مكثف، واستثمار طويل المدى في المهارات المحلية، وهو ما أثمر عن فريق محترف يدير العمليات اليومية بمنهجية عالية الكفاءة. كما أشار إلى أن آلاف الفرص غير المباشرة أُتيحت من خلال المتاجر المتعاقدة، في نقلة نوعية لسوق العمل المحلي.
إشادة أكاديمية وتوصيات بالتوسع في باقي المحافظاتلاقى النموذج الفيومي إشادة واسعة من الوفد الزائر، حيث عبّر الدكتور خالد حسني عن فخره بقدرة شباب خريجي الجامعات على تحويل أفكارهم إلى تطبيقات تخدم مجتمعاتهم، داعيًا إلى تكرار التجربة في باقي جامعات مصر عبر دعم مباشر من المؤسسات التعليمية والبحثية.
إشادة أكاديمية وتوصيات بالتوسع في باقي المحافظاتمن جانبه، أشار الدكتور محمد خفاجي إلى أن التطبيق الذي تم تطويره بالكامل بأيدٍ مصرية، أصبح ينافس على المستوى الدولي، بل وبدأ بالفعل في دراسة التوسع خارج حدود مصر، وهو ما ينسجم مع استراتيجية الدولة المصرية للتحول الرقمي ودعم الاقتصاد المعرفي.
خطط للتوسع وتعاون مع الجامعات.. والفيوم مركز رقمي واعد
لم تتوقف زيارة الوفد عند حدود الإعجاب، بل تضمنت اتفاقات أولية للتعاون بين “توصيلتي” وكليات الحاسبات في مجالات التدريب، الدعم التقني، والبحث العلمي. وأكد الدكتور مصطفى ربيع على أهمية ربط الطلاب بسوق العمل عبر منصات ناشئة مثل “توصيلتي”، مضيفًا أن الكلية ستعمل على تقديم الدعم الكامل لتكرار التجربة في مبادرات طلابية مماثلة.
كما اقترح الدكتور أحمد السداوي نقل التجربة إلى محافظات مثل أسوان.كما اقترح الدكتور أحمد السداوي نقل التجربة إلى محافظات مثل أسوان، ما قوبل بترحيب من إدارة “توصيلتي” التي أكدت استعدادها لتوسيع رقعة المشروع وتحويل الفيوم إلى مركز رقمي إقليمي، ليس فقط في خدمات التوصيل، بل في صناعة التطبيقات المحلية ذات الجودة العالية.
يمكن للعملاء تحميل تطبيق “توصيلتي” وطلب احتياجات حيواناتهم الأليفة بكل سهولة عبر الروابط التالية:
???? للأندرويد.. من هنا
???? للآيفون من هنا
جدير بالذكر أنّ "توصيلتي" هو التطبيق الأكبر في محافظة الفيوم، ويضم أكثر من ١٩٠ مطعمًا، 7 سوبر ماركت، 5 عطارات، وعدد من الصيدليات والمتاجر المتنوعة، مما يجعله الخيار الأول للمستهلكين الباحثين عن خدمات توصيل سريعة ومميزة.