الوطن:
2024-11-22@10:51:29 GMT

محمد مغربي يكتب: ثورة اصطناعية لذوي الهمم (1)

تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT

محمد مغربي يكتب: ثورة اصطناعية لذوي الهمم (1)

فى زمن ما، لم يكن للإنسان سوى ساعده للبقاء على قيد الحياة، فهو إما مُحارب يعيش من كدّ يديه وسيفه، وإما عبد قادر على تأدية مهام منزلية للعيش فى كنف سيده، وقتها، كان «ذوو الهمم» يُعدّون عبئاً ثقيلاً على المجتمع، لدرجة دفعت شعوباً إلى التخلّص منهم بأبشع الطرق، ولم يكن «هتلر» سوى منفّذ لتقاليد قديمة حين اعتبر أن أى «صاحب همّة» هو ألمانى «غير نقى»، وبالتالى يجب التخلّص منه.

لكن أفضل ما فى الإنسان أنه يتطور ويتحضّر، لذلك مع نهاية القرن العشرين لم يعد ذوو الهمم عبئاً على الدولة، بل صاروا أصحاب حقوق على الدولة أن تخصصها لهم، وتمنحهم مميزات تساعدهم على الحياة وفق احتياجاتهم الخاصة، بل صار هناك الثالث من ديسمبر، يوماً عالمياً للتذكير بحقوقهم والنظر فيما تم تقديمه إليهم وماذا يحتاجون غداً.

وكما أن كل اختراع طبى يفيد الإنسان بشكل عام، فإنه يفيد أيضاً ذوى الهمم بشكل خاص، وفى السنوات الأخيرة لم يعد الأمر مقتصراً على الطب فقط، فثورة التكنولوجيا وما أنتجته من تقنيات ساعدت كثيراً أصحاب الاحتياجات الخاصة للدمج فى المجتمع وتيسير مهامهم اليومية، بل إن هناك تقنيات صارت تستهدفهم فى المقام الأول، واستطاعت أن تمنحهم ما لم يكونوا يحلمون به، ما يجسّد وجه التكنولوجيا المشرق رغم كل ما يمكن أن يشوب أوجهها الأخرى من ظلام.

ولعل البداية كانت مع التكنولوجيا «AI»، والذى قدّم ثورة فى مختلف الجوانب، وخاصة تمكّين ذوى الإعاقة من خلال توفير أدوات وخدمات تساعدهم فى التغلب على تحدياتهم، فتطبيق مثل «ألكسا» وهو مساعد ذكى يمكنه التحكّم فى الأجهزة المنزلية باستخدام الأوامر الصوتية فقط، ساعد ذوى الهمم كثيراً داخل البيوت لأداء مهامهم اليومية بسهولة.

وكذلك استخدام كرسى «ويليكس» المتحرك الكهربائى ذاتى القيادة، وهو كرسى مزود بكاميرات رقمية مثبتة عليه وشاشة تحكّم رقمى وأجهزة استشعار «Sensors»، وذلك لتجنب العوائق وفهم احتياجات المستخدم وتفضيلاته والتحكم فى الكرسى بناء على هذه المعلومات، أى أنه يمكنه التوجه إلى الوجهة المطلوبة دون حاجة لتدخل المستخدم نفسه، تلك المميزات دفعت شركات عديدة لتصنيع كراسى «ويليكس»، بما فى ذلك شركات أمريكية وألمانية، وتقدر مبيعاته بنحو 5.8 مليار دولار فى عام 2022، فى ظل توقعات بنمو سنوى ليصل إلى 9.4 مليار دولار بحلول 2025.

أما أصحاب الإعاقة البصرية، فقدّم لهم الذكاء الاصطناعى نظارات Vii See الذكية، والتى تساعدهم فى التعرف على الأشخاص والأشياء من حولهم من خلال قراءة النصوص ووصف المشاهد، وتنتج تلك النظارات شركة Vii See اليابانية منذ عام 2017، ويتم فيها استخدام كاميرات رقمية وأجهزة استشعار SenSors، وبتحليل تقنية الذكاء الاصطناعى يتم فهم محيط المستخدم وتقديم المعلومات بطريقة مسموعة.

كما يعد أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعى فى هذا المجال هو استخدام تقنيات التعرف على الصور لوصف محتوى الصور وفهم مضمونها، ومعرفة الأشخاص والأشياء الموجودة فيها، وكذلك التعرف على النصوص المكتوبة على الصور مثل التعرف على العملات ودفع الفواتير.

وبالنسبة لذوى الإعاقة السمعية، لم تغفلهم تقنيات الذكاء الاصطناعى التى قدّمت لهم سماعات «جارفيس» الذكية، وهى سماعات تُساعدهم على فهم المحادثات فى الوقت الفعلى من خلال ترجمة الكلام إلى لغة الإشارة «ترجمة فورية»، وذلك بربط السماعة بتطبيق على الهاتف يسمح لك، كما أن السماعة تعمل بجميع اللغات.

وتم تأسيس شركة «جارفيس» الأمريكية من قِبل فريق من المهندسين وعلماء النفس، ويُقدّر صافى إيراداتها فى عام 2022 بنحو 100 مليون دولار.

الأمر ذاته ينطبق على ذوى الإعاقة فى التعلم، إذ وفّر لهم الذكاء الاصطناعى أدوات تعليمية مخصصة لهم استناداً على تجارب تعليمية تفاعلية، وأدوات مساعدة لتحرير النصوص وإنشاء العروض التقديمية وإدارة المهام، كما قدّم أيضاً مساعدة لتحسين صحتهم النفسى بتوفير أدوات العلاج النفسى والدعم العاطفى، كما يمكنه مساعدة ذوى الإعاقة فى التواصل مع الآخرين وتكوين صداقات جديدة.

هل انتهت القائمة؟ الحقيقة لا، فمنح وهدايا الذكاء الاصطناعى لذوى الهمم طويلة وممتدة لدرجة تجعل اختصارها فى مقال واحد أمراً صعباً، إن لم يكن مستحيلاً، لذلك ففى الجزء الثانى من هذا المقال ستتضح الصورة أكثر، ونعرف أكثر ما يجرى حولنا الآن من تطور مذهل.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ذوو الهمم التكنولوجيا الذكاء الاصطناعى الذکاء الاصطناعى ذوى الإعاقة التعرف على

إقرأ أيضاً:

دراسة: الذكاء الاصطناعي يكتب الشعر أفضل من البشر

هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكتب شعرا أصيلا؟.. تزايد الجدل حول ما إذا كان الذكاء الاصطناعي التوليدي قادرا على تأليف الشعر أم لا.

ووفقا صحيفة «الجارديان» البريطانية، أكدت دراسة جديدة أن غالبية القُرّاء يرون أن قصائد الشعر التي تكتب بواسطة أنظمة الذكاء الاصطناعي أفضل من تلك التي يكتبها البشر.

وأُجريت الدراسة بواسطة باحثين من جامعة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا، وشملت عددا من المشاركين الذين عُرضت عليهم قصائد كتبها 10 شعراء مشهورين باللغة الإنجليزية، إلى جانب قصائد تم إنشاؤها بواسطة برنامج «تشات جي بي تي 3.5» المدعوم بالذكاء الاصطناعي.

ومن بين الشعراء الذين عُرض شعرُهم على المشاركين جيفري تشوسر، وويليام شكسبير، وصامويل بتلر، واللورد بايرون، ووال ويتمان، وإميلي ديكنسون، وتي إس إليوت، وألين جينسبيرغ، وسيلفيا بلاث، ودوروثيا لاسكي.

صورة تعبيريةنتائج الدراسة

ووجد الباحثون أن 75% من المشاركين كانوا أكثر ميلاً إلى الحكم على القصائد التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي على أنها من تأليف البشر مقارنة بالقصائد التي كتبها البشر بالفعل.

وعلى النقيض من الأبحاث السابقة، أظهرت الدراسة أيضاً أن المشاركين صَنَّفوا القصائد التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي أعلى من حيث الجودة الإجمالية من القصائد التي كتبها البشر.

ويقترح المؤلفون أن القُرَّاء العاديين، غير الخبراء في مجال الشعر، يفضِّلون القصائد التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، لأنهم يجدونها أكثر وضوحاً وسهولة.

وأضافوا أن «التعقيد والغموض» في الشعر المكتوب بواسطة البشر، «من الأسباب الرئيسية للتقليل من جاذبية القصائد بالنسبة للقارئ العادي».

وقالت الشاعرة جويل تايلور، الحائزة جائزة «تي إس إليوت» للشعر، رداً على نتائج الدراسة: «بينما ليس لدي أدنى شك في أن الذكاء الاصطناعي يمكنه توليد الشعر بواسطة خوارزمياته. فإن الإنسانية هي جوهر القصيدة».

وتابعت: «القصيدة أكثر من مجرد خوارزمية. إنها معنى وعاطفة وأفكار ومنطق».

الذكاء الاصطناعي

وتأتي هذه الدراسة بالتزامن مع أخرى أكدت أن روبوت الدردشة الذكي الشهير «تشات جي بي تي» يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض.

وبحسب الدراسة، حقَّق روبوت الدردشة، متوسط درجات بلغ 90% عند تشخيص المشكلات الطبية، في حين حصل الأطباء الذين شخَّصوا الحالات بمفردهم على متوسط درجات بلغ 74 في المائة.

اقرأ أيضاً«معلومات الوزراء» يستعرض جهوده في مجال استخدام الذكاء الاصطناعي

يستهدف 30 مليون زائر في 2030.. الذكاء الاصطناعي يجدد شباب آثار المتحف المصري بالتحرير

على هامش « cairo ict 2024».. «هواوي» تشارك في جلسة حول «قوة الذكاء الاصطناعي في تطوير التكنولوجيا»

مقالات مشابهة

  • المجلس الوطنى للذكاء الاصطناعى يناقش الجهود المبذولة لحوكمة الذكاء الاصطناعي
  • "دور ذوي الاحتياجات الخاصة".. ضمن نقاشات ثقافة الفيوم
  • خبير مغربي يحذر من استخدام الذكاء الاصطناعي في صياغة المراسلات داخل المؤسسات الحكومية
  • إعفاءات ضريبية لذوي الاحتياجات الخاصة بالقانون الجديد.. تعرف عليها
  • «مستقبل وطن» بالأقصر ينظم يومًا رياضيًا لذوي الهمم
  • مستقبل وطن ينظم يومًا رياضيًا لذوي الهمم في الأقصر
  • مستقبل وطن الأقصر ينظم يوما رياضيا لذوي الهمم
  • دراسة: الذكاء الاصطناعي يكتب الشعر أفضل من البشر
  • أمير الحدود الشمالية يدشن أول نادٍ لرياضة “البوتشيا” لذوي الإعاقة بمحافظة طريف
  • "النواب" يوافق على منحة إيطالية بـ2 مليون يورو لذوي الهمم