عقب عملية نوعية نفذها "حزب الله" بسرب مسيّرات استهدفت جنودا إسرائيليين في بلدة حرفيش بالجليل الغربي شمال إسرائيل، اعتبر تقرير عبري أن الحزب وإيران حولا الجليل إلى مختبر تجريبي.

 

مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون: إدارة بايدن حذرت إسرائيل من فكرة حرب محدودة بلبنان إسرائيل: الحرب ضد حزب الله أوتنفيذ عملية محدودة في لبنان سيكون لها تأثيرات كبيرة

 

وفي تقرير لها، أوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن "حادثة حرفيش الصعبة، التي توغلت فيها طائرتان مسيرتان مفخختان حتى المنطقة الجبلية دون أن يتم رصدهما، تثبت أن طهران و"حزب الله" حولا الجليل إلى معمل أبحاث وتطوير عسكري تمهيدا لصراع واسع النطاق".

 

وأشار التقرير إلى أنه "في الآونة الأخيرة، تم استخدام جيل ثالث من الصواريخ المضادة للدبابات، وأن مجموعة من الخبراء من مجمع الصناعة العسكرية الإيراني تقوم بالتحقيق في كل عملية إطلاق".

 

ولفت التقرير إلى أن "الحادثة الخطيرة التي وقعت بعد ظهر أمس (الأربعاء) في حرفيش، والتي قُتل فيها جندي الاحتياط رافائيل قادر، أثبتت مدى تحويل حزب الله وإيران الجليل في الأشهر الثمانية الأخيرة إلى أرض مهجورة ليس فقط من قبل سكانها، ولكن أيضا إلى مختبر للبحث ولتطوير الأسلحة، من أجل الاستعداد بشكل أفضل وأكثر دقة وأكثر فتكا لمواجهة واسعة النطاق مع إسرائيل".

 

وجاء في التقرير: "في حادثة الأمس، تم إطلاق طائرتين بدون طيار صغيرتين نسبيا، لكن دقيقتين، ومتفجرتين بطريقة منسقة، بطريقة لم تلحق أضرارا قاتلة بالقوات الطبية وقوات الإنقاذ التي وصلت في غضون دقائق قليلة فحسب، بل اخترقت أيضا الأراضي الإسرائيلية ووصلت إلى مستوطنة تقع في منطقة جبلية دون أن ترصدها أنظمة الكشف التابعة للجيش الإسرائيلي".

 

إطلاق إنذار

وتالع التقرير: "لم يتم إطلاق إنذار، ومن وجهة نظر الجيش، هذا هو السيناريو الأسوأ، ليس فقط أن الأسلحة الدقيقة من الجو تتمكن من اختراق الأراضي الإسرائيلية دون اعتراضها، ولكن أيضا أنه لا يتم إعطاء أي تحذير للعثور على ملجأ".

 

وحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن بلدة خرفيش لا تقع على خط التماس أيضا، بل على مسافة حوالي أربعة كيلومترات من الحدود، وهذه ليست المرة الأولى التي تخترق فيها طائرات مسيرة أو طائرات بدون طيار تابعة لحزب الله الأراضي الإسرائيلية بالتحليق ببطء وعلى ارتفاع منخفض بحيث تقلل من وقعها وبالتالي يصعب تحديد موقعها، وأيضا دون تفعيل تحذير (إنذار)، لكن هذه الحادثة حدثت بعد عدة أشهر من تحسن الجيش الإسرائيلي أيضا من الناحية التكنولوجية ردا على التحذير وأيضا ما يتعلق بمسألة الاعتراض".

 

لقد "تم اختيار الهدف الليلة الماضية بعناية وبدقة كبيرتين داخل المستوطنة، وكانت الطائرات بدون طيار تحلق على ارتفاع منخفض باتجاه معسكر قوة الاحتياط من الفرقة 143 في خرفيش، وبسبب الارتفاع المنخفض، لم يكن هناك تحديد أو كشف، وبالتالي لم يتم إطلاق أي إنذار، وانفجرت إحدى الطائرات بدون طيار وبقيت الأخرى في الهواء، لحين تجمع العشرات من أفراد الأمن والإنقاذ في مكان الحادث"، وفق الصحيفة.

 

أسلحة قادرة على تجاوز أنظمة الدفاع

وفي مئات العمليات، فضل "حزب الله" اختيار أسلحة قادرة على "تجاوز" أنظمة الدفاع النشطة والناعمة للقوات الجوية، أي القبة الحديدية والحرب الإلكترونية. وبدلا من الصواريخ أو الصواريخ الموجهة الدقيقة التوجيه، التي تم تحسينها واستخدامها لقصف أكثر دقة من ذي قبل، يقدم حزب الله "قوة جوية صغيرة" يتم تحديثها وتغييرها باستمرار، مع مجموعة من الخبراء والمهندسين في الصناعة العسكرية الإيرانية، حسب الصحيفة.

 

رد جيش الدفاع الإسرائيلي ليس دفاعيا فقط في مواجهة هذه التهديدات بل هجومي أيضا، وأيضا في عمق لبنان في البقاع، لكن "حزب الله" استخدم منذ اندلاع الحرب كميات يمكن أن تشهد على ترسانة ضخمة من الأسلحة، ربما تتجاوز ما تعرفه المخابرات الإسرائيلية.

 

ولفتت "يديعوت أحرونوت" إلى أنه في نوفمبر الماضي، اكتشف الجيش الإسرائيلي وصول شاحنات ذخيرة تابعة لـ"حزب الله" محملة بالإمدادات إلى مواقع في جنوب لبنان، ولكن لم يتم إلحاق الضرر بها، والسبب أنه في تلك الأيام العشرة، كان هناك وقف لإطلاق النار مع "حماس" كجزء من صفقة الرهائن، وقد تُرجم وقف إطلاق النار في الجنوب إلى اتفاق صامت مع "حزب الله" أيضا.

 

لا يعرف الجيش الإسرائيلي بالضبط عدد الأسلحة التي تم نقلها إلى عناصر "حزب الله" بهذه الطريقة، لكن الحزب أثبت بالفعل أنه ليس بحاجة إلى إطلاق الطائرات الانتحارية بدون طيار والطائرات بدون طيار المتفجرة وحتى الصواريخ من المنطقة الحدودية مع إسرائيل، حيث يبلغ مدى طيران هذه الأسلحة الدقيقة عشرات الكيلومترات في بعض الحالات، ومن الصعب التعرف عليها.

 

صراع واسع النطاق مع لبنان

ويستعد الجيش الإسرائيلي لسيناريوهات من المحتمل أن تؤدي إلى صراع واسع النطاق مع لبنان، على سبيل المثال، استخدام مثل هذه الطائرات بدون طيار كأسراب نحو أهداف استراتيجية في شمال إسرائيل، وفي الوسط، نحو قواعد عسكرية مهمة، ومقرات، ومرافق الكهرباء وأهداف مماثلة.

 

وفق الصحيفة، فإنه حتى الآن، تم إطلاق ما يقرب من 1000 مقذوف من لبنان، حتى قبل اندلاع "حرب حقيقية" في الشمال، وتتم معظم عمليات الإطلاق في وضح النهار، لأنه بهذه الطريقة يكون التصويب والضرب أسهل. كما أن البحث والتطوير في محور "حزب الله" – إيران فاجأ الجانب الإسرائيلي، لدرجة أنه حصلوا على نسخة الجيل الثالث من الصواريخ الدقيقة والبعيدة المدى المضادة للدبابات من نوع "ألماس" في الشهر الماضي.

 

هجوم نفذته طائرة مسيرة

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أن جنديا من قوات الاحتياط قتل في هجوم نفذته طائرة مسيرة تابعة لـ"حزب الله" على شمال إسرائيل أمس الأربعاء.

 

وقال "حزب الله" في بيان: "دعما للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادا لمقاومته ‏وردا على ‌ال‏اعتداءات الإسرائيلية والاغتيالات التي ينفذها خصوصا في بلدة الناقورة، شنت ‏المقاومة الإسلامية هجوما جويا بسرب من المسيرات الانقضاضية على تجمع مستحدث جنوب ‌‏مستعمرة الكوش استهدف أماكن تموضع واستقرار ضباط العدو وجنوده وأصابوهم إصابة مباشرة ‌‏وأوقعوهم بين قتيل وجريح".‌

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تقرير إسرائيلي حزب الله يحول الجليل حرفيش الجليل الغربي شمال إسرائيل شمال إسرائيل الطائرات بدون طیار الجیش الإسرائیلی حزب الله تم إطلاق

إقرأ أيضاً:

حزب الله يستخدم نسخة مقلدة من صاروخ إسرائيلي متطور في مواجهة إسرائيل

كشفت تقارير إعلامية ومسؤولون عسكريون إسرائيليون عن أن حزب الله اللبناني يستخدم صواريخ متطورة مضادة للدبابات تم هندستها عكسيا من صاروخ "سبايك" الإسرائيلي، والذي استولى عليه الحزب خلال حرب عام 2006.

وأفاد مسؤولون دفاعيون إسرائيليون وغربيون وخبراء أسلحة أن مقاتلي حزب الله شحنوا نماذج من صواريخ "سبايك" إلى إيران، حيث قامت الأخيرة بعكس هندستها وتطويرها إلى صواريخ تحمل اسم "ألماس". وتستخدم هذه الصواريخ الآن في استهداف القواعد العسكرية الإسرائيلية وأنظمة الدفاع الجوي، مما يشكل تحديًا كبيرًا لإسرائيل بفضل دقتها العالية ومدى يصل إلى 16 كيلومترًا.

صاروخ "ألماس": تطور عسكري بارز
صاروخ "ألماس" يتميز بجهازي توجيه متقدمين لتعقب الأهداف وتحديدها، ويُصنف كصاروخ هجومي من أعلى، مما يجعله قادرًا على ضرب الدبابات من الزوايا الأكثر عرضة للخطر. كما يمكن إطلاقه من منصات متعددة تشمل المركبات البرية والطائرات المسيرة وحتى المروحيات.

حسب محللين في مركز ألما للأبحاث والتعليم في إسرائيل، فإن صواريخ "ألماس" ليست مخصصة فقط لمواجهة إسرائيل بل تُعد تهديدًا محتملًا على جبهات أخرى تديرها إيران ووكلاؤها. وأكد تقرير صدر عن المركز أن حزب الله يبدو أنه يستخدم الجيل الرابع من هذه الصواريخ، الذي يتميز بإرسال صور أكثر وضوحًا لمسار الصاروخ إلى المشغلين، مما يزيد من دقته وفعاليته.

تغير في ديناميكيات القوة الإقليمية
وفقًا لتحليلات خبراء، مثل محمد الباشا، الذي يدير شركة استشارية للمخاطر في الولايات المتحدة، فإن "ألماس" يمثل جزءًا من تحول استراتيجي في استخدام إيران لوكلائها الإقليميين. فقد انتقل الانتشار التدريجي للتقنيات العسكرية القديمة إلى نشر سريع لأنظمة متطورة.

وتأتي هذه التطورات في وقت حساس يشهد تصعيدًا متزايدًا بين حزب الله وإسرائيل، ما يزيد من احتمالات اندلاع صراع واسع النطاق، خاصة مع تأكيد إسرائيل أن هذا السلاح يشكل تهديدًا مباشرًا لقواتها ومعداتها على الحدود اللبنانية.

سلاح ذو تأثير إقليمي محتمل
توقع تقرير لمركز ألما أن صواريخ "ألماس" ستنتشر في ساحات قتال أخرى تديرها إيران، ما يزيد من تعقيد المشهد الأمني الإقليمي. كما أشار إلى احتمالية استهداف الصواريخ لأهداف عالية القيمة ليس فقط داخل إسرائيل بل في مناطق أخرى.

بهذه الصواريخ، يسعى حزب الله لتعزيز موقعه العسكري كقوة إقليمية مدعومة من إيران، في مواجهة التحديات الإسرائيلية المستمرة.

مقالات مشابهة

  • مسؤول إسرائيلي لـCNN: نتنياهو يعقد مشاورات بشأن وقف إطلاق النار مع حزب الله في لبنان
  • ألماسصاروخ إسرائيلي أعاد حزب الله هندسته ويستخدمه لضرب إسرائيل
  • إصابة 11 إسرائيليًا في هجمات صاروخية من حزب الله
  • حزب الله يستخدم نسخة مقلدة من صاروخ إسرائيلي متطور في مواجهة إسرائيل
  • إصابة إسرائيلية أثر إطلاق حزب الله 30 صاروخا على الجليل الغربي
  • الجيش الإسرائيلي: إطلاق 6 صواريخ من لبنان تجاه وسط إسرائيل
  • تقرير: حزب الله يستخدم نسخة من صاروخ إسرائيلي ضد إسرائيل
  • تقرير: حزب الله يستخدم صواريخ إسرائيلية ضد إسرائيل
  • متى سيُوقف نتنياهو حرب لبنان؟ تقريرٌ إسرائيلي يكشف
  • خلال ساعة.. إطلاق 30 صاروخا من لبنان على الجليل الغربي وحيفا