مجمع الظلم الإسرائيلي.. هكذا رأى كاتب أمريكي محاكم الاحتلال العسكرية
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
نشرت مجلة "ذا نيشن" الأمريكية مقال رأي لمارتن جاربوس يسلط الضوء على نظام المحاكم العسكرية الإسرائيلي، الذي يعد "أحد أسلحة إسرائيل الأكثر فعالية وسرية في السيطرة على السكان الفلسطينيين في الأراضي المحتلة"، وفق تعبير الكاتب.
وقال جاربوس، في المقال الذي ترجمته "عربي21"، إنه ذهب في نيسان/أبريل الماضي إلى الضفة الغربية أملا في الدخول إلى المحاكم والسجون التي يُحتجز فيها الفلسطينيون، محضرًا معه دليلا على قبوله كشاهد أمام المحكمة العليا في الولايات المتحدة، ورسالة تزكية من محامٍ إسرائيلي، ورسالة من مجموعة حقوقية معنية بتطبيق القوانين على الفلسطينيين.
وأشار الكاتب إلى أنه "سبق له زيارة السجون الإسرائيلية، وسجون جنوب أفريقيا في ظل نظام الفصل العنصري، وسجون تشيكوسلوفاكيا قبل الثورة المخملية، وسجون الهند في عهد إنديرا غاندي أثناء حالة الطوارئ، وكان دائمًا قادرا على الوصول إلى المحاكم وأحيانا إلى السجون، ولكن في هذه الرحلة إلى إسرائيل لم يتمكن من الوصول إلى أي منهما".
وأُنشئ نظام المحاكم العسكرية الإسرائيلية عندما احتلت إسرائيل الضفة الغربية وغزة خلال حرب 1967 مع الأردن ومصر وسوريا.
ويُعد هذا الاستخدام الأطول لقانون الاحتلال، وهي "الوسيلة التي تسيطر بها إسرائيل على المدنيين الأجانب" المقيمين في المناطق الخاضعة لها". بحسب جاربوس.
وقد تلغي المحاكم العسكرية تماما حق السكان الخاضعين للاحتلال في تقرير المصير، وتتجاهل الحقوق القانونية والإنسانية الأساسية للفلسطينيين الذين ينتهي بهم المطاف فيها.
وتحت هذا الاحتلال القانوني الأطول في التاريخ الحديث، وفي المنطقة التي تسجل أعلى معدل سجن للفرد في العالم، تعمل المحاكم العسكرية كأحد أكثر أسلحة إسرائيل فعالية وسرية.
وذكر الكاتب "أنه خلال زيارة له لإسرائيل قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ذهب إلى محكمة عسكرية في الخليل حيث كان المبنى - القائم على قمة تل - محاطا بنحو 20 جنديا، كل منهم مسلح ببندقية آلية.
وقال، "لا توجد أي محاولة لخلق مظهر للعدالة في هذه المحاكم، إذ بتصاعد غضب القضاة والمحامين وهم يحاولون الإسراع في البت في القضايا، كانت أحكامهم قاسية".
وتابع، "الشبان الفلسطينيون الذين يواجهون عقوبات تصل إلى 10 سنوات بتهمة رشق المركبات المدرعة بالحجارة ويُحرمون بشكل ممنهج من حق الإفراج عنهم قبل المحاكمة".
في المقابل، قد لا تُوجّه أي تهم إلى المستوطنين اليهود المتهمين بالتسبب في إصابات خطيرة للفلسطينيين، وحتى إذا وُجهت إليهم التهم، فعادة ما يتم إطلاق سراحهم بكفالة.
وأضاف الكاتب، أن جميع القضاة تقريبا من خلفيات عسكرية، وبعضهم ليس لديه أي فهم يُذكر عن القانون.
ويقرر المدعون العسكريون بشكل تعسفي الأشخاص الذين ستُوجه إليهم الاتهامات بارتكاب الجرائم، بينما يقرر القضاة ماهية التهم، بحسب جاربوس.
ويعتبر المحامون الذين يدافعون عن الفلسطينيين المشتبه بهم أن هذه المحاكم هي امتداد للاحتلال وليست مؤسسة تهتم بالعدالة، فهم غالبًا ما يُمنعون من الوصول إلى موكليهم. لذلك، فإن العديد من المحامين القلائل الذين يحاولون الدفاع عن الفلسطينيين المعتقلين يقاطعون المحاكم العسكرية بدلاً من تقديم طلبات عديمة الفائدة.
في بعض الأحيان، لا يعرف المحامون حتى مكان احتجاز موكليهم بسبب لا مبالاة إدارة السجن والمحكمة.
كما ويشكو المحامون من عدم قدرتهم على تجهيز قضاياهم لأنهم لا يستطيعون العثور على شهود، وحتى إذا تمكنوا من العثور على موكليهم، فإن السجون ليس بها مرافق كافية للتحدث معهم بسرية، وفقا لكاتب المقال..
وأوضح الكاتب أن قوانين الاحتلال ليست حالة نادرة من الناحية التاريخية، لكن هذه القوانين سارية منذ عقود، وهو أمر غير معتاد على الإطلاق.
وأردف، أن القوانين التي يفرضها محتل أكثر ديمقراطية تكون مصممة للحفاظ على النظام، ولتكون مثالًا على ما ينبغي أن يكون عليه القانون، ولتخفيف حدة الاحتلال.
وبين، أن قوانين إسرائيل تفعل العكس فهدفها الأساسي يتلخص في دعم السجانين، مما يؤدي بالطبع إلى أعمال العنف والانتقام، وإلى المزيد من الاستياء من جانب الفلسطينيين، وإلى الفوضى التي تنتجها الممارسة غير القانونية للسلطة.
وتشترط اتفاقية جنيف أن لا تكون المحاكم في الأراضي المحتلة سياسية، وأن عليها تحديد حقوق المتهمين والتزامات الحكومة، لكن نظام المحاكم الإسرائيلي يتجاهل هذه المتطلبات تمامًا.
ووفقا لجاريوس، فإنه من غير الممكن أن يستمر احتلال طويل الأمد تعتبر فيه المحاكم مجرد أداة عسكرية أخرى، لذا فإنه يجب إصلاحها.
وأضاف، لايمكن أن يأتي هذا الإصلاح حاليا سوى من داخل الجيش والحكومة الإسرائيليين، وأهم الخطوات في ذلك هي التخلص من قانون الاحتلال، وتطبيق نفس الإجراءات الجنائية التي يتمتع بها مواطنو إسرائيل من اليهود والعرب على الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.
ويجب عقد المحاكمات أمام محاكم مستقلة تضم قضاة مدنيين، وإنهاء الاعتقال الإداري، ووقف التعذيب والترهيب.
وأكد جاربوس أنه لا يجب إجراء أي استجواب دون وجود محام، وأن يكون للمتهمين حق الوصول الفوري لمحام وتوفير التسهيلات الكافية للتشاور معهم بخصوصية. وينبغي للمحكمة أن تتوقف عن إجبار المتهمين على الإقرار بالذنب من خلال فرض عقوبات مشددة للغاية على الذين يرغبون في المثول أمام المحكمة لأنهم يتمسكون ببراءتهم.
ومضى قائلا، "ينبغي على الحكومة الإسرائيلية تقديم تقارير إلى الصليب الأحمر بشأن السجناء المحتجزين تحت سلطة المحاكم العسكرية، ومنح الصليب الأحمر حق الوصول الفوري إلى مراكز الاستجواب والسجون".
ويأسف الكاتب لحقيقة أن التغيير لن يحدث على الفور أو بشكل جذري فنظام المحاكم العسكرية في إسرائيل لا يخلق سوى الضحايا والمعارضين، مما يقوض غرضه الظاهري: الحفاظ على أمن البلاد.
وأشار إلى أن نظام المحاكم والسجون الخبيث هذا لا يخدم أي غرض، وإذا استمر في العمل كما هو الحال الآن، فإن إسرائيل لن تضفي سوى المزيد من المصداقية على اتهامات الفلسطينيين بعدم شرعية تصرفاتها وتزايد تشويه سمعتها في جميع أنحاء العالم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية المحاكم العسكرية الضفة الغربية السجون الاحتلال الضفة الغربية الأسرى الاحتلال سجون صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المحاکم العسکریة
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: إسرائيل تهدم شمال غزة وتعزز مواقعها العسكرية
أظهرت صور الأقمار الصناعية ومقاطع فيديو مؤكدة وتقارير، أن إسرائيل تقوم بهدم واسع النطاق في مناطق سكنية بشمال غزة وتعزيز مواقع عسكرية، مما أجبر عشرات الآلاف من الفلسطينيين على مغادرة منازلهم، حسبما نشرت واشنطن بوست.
الهجمات العسكرية الإسرائيلية والتهجير القسريتقول الصحيفة، أعلنت قوات الدفاع الإسرائيلية (IDF) أنها بدأت هجومًا جويًا وبريًا في 5 أكتوبر على المناطق الشمالية من غزة، بما في ذلك جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، لإخراج مقاتلي حماس الذين أعادوا تجميع صفوفهم هناك. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 100 ألف فلسطيني أُجبروا على مغادرة المناطق المتضررة خلال الأسابيع الـ11 الماضية.
مخيم جباليا صور الأقمار الصناعية تكشف حجم الدماروفقًا لتحليل صور الأقمار الصناعية عالية الدقة من واشنطن بوست، فقد تم تدمير ما يقرب من نصف مخيم جباليا للاجئين أو تطهيره بين 14 أكتوبر و15 ديسمبر.
وقد أظهرت الصور إنشاء محور عسكري يمتد من البحر إلى السياج الحدودي مع إسرائيل، وهو ما يعكس تحويل منطقة ممر نتساريم العسكرية وسط غزة.
صورة جوية تظهر الدمار في جبالياإنشاء ممر عسكري وتدمير مدن فلسطينية
بينما لم تقدم إسرائيل تفسيرًا علنيًا لعمليات الهدم والتحصين هذه، يشير المحللون إلى أن المحور الجديد قد يساعد في فصل الشمال عن مدينة غزة، مما يخلق منطقة عازلة لحماية المجتمعات الإسرائيلية الجنوبية من الهجمات.
تصاعد الدمار وفقًا لبيانات الأمم المتحدةبحسب مركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة، تم تدمير ثلث المباني في محافظة شمال غزة منذ بداية الحرب، بما في ذلك أكثر من 5 آلاف مبنى في جباليا و3 آلاف في بيت لاهيا و 2000 في بيت حانون.
غزة حسب القمر الصناعي الظروف الإنسانية المتدهورة وشهادات السكانيشير السكان إلى أن الحياة في شمال غزة أصبحت مستحيلة، وقال سعيد الكيلاني من بيت لاهيا: “لا يوجد شيء هنا يدعم الحياة. كل شيء تم تدميره لإجبار الناس على المغادرة”.
دبابة اسرتئيلية على الحدود مع غزة إخلاء قسري ومآسي إنسانيةروى سكان شمال غزة كيف أجبروا على الفرار بعد تعرضهم لقصف مكثف، بما في ذلك استهداف المنازل والمدارس التي لجأت إليها العائلات.
وأكدت صور الأقمار الصناعية وجود آليات عسكرية إسرائيلية حول المستشفيات والمدارس، حيث تم فصل الرجال عن النساء والأطفال في عمليات تفتيش واسعة.
شهادات عن العنف والانتهاكاتذكر العديد من السكان أنهم تعرضوا للضرب والإهانة أثناء محاولات الفرار، كما أشار بعضهم إلى أن القوات الإسرائيلية صادرت ممتلكاتهم وأجبرتهم على البقاء لساعات في مواقع عسكرية مؤقتة.
إعادة تشكيل الجغرافيا العسكرية في شمال غزةأظهرت الصور الملتقطة من الأقمار الصناعية إنشاء تحصينات عسكرية جديدة، بما في ذلك سواتر ترابية وطرق تم شقها عبر المناطق المدمرة.
ووفقًا للخبراء، تهدف هذه التحركات إلى إنشاء خط دفاعي جديد يجلب المناطق الشمالية تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية.
السيطرة العسكرية طويلة الأمد؟قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إنه حتى بعد القضاء على حماس، ستواصل إسرائيل السيطرة الأمنية على غزة مع “حرية كاملة للتحرك”.
تشير البيانات والصور إلى أن الحملة الإسرائيلية في شمال غزة مستمرة بوتيرة متسارعة، مع تزايد الدمار والتهجير، ما يثير تساؤلات حول الأهداف العسكرية والإنسانية لهذه العمليات.
اقرأ أيضاًشرق غزة.. 3 شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لفلسطينيين بحي الشجاعية
ارتفاع عدد ضحايا العدوان على غزة لـ45317 شهيدًا.. والاحتلال يرتكب 5 مجازر خلال 24 ساعة
استشهاد 3 فلسطينيين في قصف إسرائيلي لمستشفى كمال عدوان شمال غزة