إيران تحتج لدى مجلس الأمن بعد قرار إدانتها من "الدولية للطاقة الذرية"
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
قدمت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة رسالة إلى مجلس الأمن تنتقد فيها تبنّي قرار مجلس محافظي «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» الذي يدعو إيران إلى تعزيز التعاون مع المفتشين الدوليين، والتراجع عن الحظر الذي فرضته، في الآونة الأخيرة، على دخول المفتشين من أصحاب الخبرة.
وجاء إصدار القرار في مجلس الوكالة الأممية، المؤلف من 53 دولة، رغم المخاوف من أن تردَّ طهران بتصعيد أنشطتها النووية.
وهذا القرار متابعة للقرار السابق، الذي صدر قبل 18 شهراً وأمر إيران بالامتثال السريع لتحقيق تُجريه الوكالة منذ سنوات في آثار اليورانيوم التي جرى العثور عليها في مواقع غير معلَنة. وتقلَّص عدد المواقع الخاضعة للتحقيق إلى موقعين، بدلاً من ثلاثة، لكن إيران لم تقدم بعدُ إجابات شافية للوكالة عن كيفية وصول آثار اليورانيوم إلى هناك.
ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن بعثة إيران لدى الأمم المتحدة قولها إن إصدار القرار «متسرع وغير حكيم»، و«من المؤكد أنه سيكون له تأثير ضار على عملية التواصل الدبلوماسي والتعاون البنّاء (بين إيران والأطراف المعارضة)». وأفادت وكالة «تسنيم»، التابعة لـ«الحرس الثوري»، عن رسالة البعثة الإيرانية بأن «الترويكا الأوروبية تتجاهل مصدر الوضع الحالي». وقالت إن «الادعاء بأن برنامج إيران النووي قد وصل إلى نقطة حرجة لا رجعة فيها، إلى جانب ادعاء أن الأنشطة النووية السلمية الإيرانية تشكل تهديداً للأمن والسلم الدوليين، هي اداعاءات كاذبة ولا أساس لها من الصحة».
وتقول الرسالة الإيرانية إن خطواتها بخفض الالتزامات النووية تتماشي مع الفقرتين 26 و36 المنصوص عليهما في الاتفاق النووي.
وتنص الفقرة 36 من الاتفاق النووي على آلية فض النزاعات، قبل نقل ملف الاتفاق النووي إلى مجلس الأمن، لكن الدول الأوروبية تحاول حل الخلافات عبر الطرق الدبلوماسية، قبل تفعيل آلية فض النزاعات، من الفقرة 36 التي قد تؤدي إلى نقل ملف الاتفاق النووي إلى مجلس الأمن.
بدوره، قال المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، بهروز كمالوندي، إن «الجمهورية الإسلامية لن تتراجع مقابل الضغوط».
ورحّبت فرنسا وألمانيا وبريطانيا بقرار اعتمده مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يدعو إيران إلى تكثيف التعاون. وأضافت الدول الثلاث: «نأمل أن تغتنم إيران هذه الفرصة لحل هذه المسائل القائمة؛ حتى لا تكون هناك حاجة لاتخاذ أي إجراء آخر من المجلس»، مشددة بالقول: «لا بد أن تتعاون إيران مع الوكالة، وتقدم تفسيرات فنية قابلة للتصديق».
وقبل ذلك، قال الثلاثي الأوروبي، في بيان للمجلس، بشأن القرار الذي تقدموا به: «ضرورة أن يُخضِع المجلس إيران للمساءلة على التزاماتها القانونية، أمر طال انتظاره كثيراً. يتعين على إيران أن تُعجل بتعاونها الكامل الذي لا لبس فيه مع الوكالة». ومنذ القرار السابق، ازدادت قائمة المشكلات التي تواجهها الوكالة في إيران، ودعا النص الجديد طهران إلى معالجة عدد من هذه القضايا. وفي سبتمبر، حظرت إيران دخول كثيرين من كبار خبراء التخصيب بفريق التفتيش، التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو ما وصفه رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة، بأنه «غير متناسب وغير مسبوق»، و«ضربة خطيرة جداً» لقدرة الوكالة على الاضطلاع بعملها كما ينبغي. وجاء، في القرار، أن المجلس «يدعو إيران إلى التراجع عن سحبها تعيينات عدد من مفتشي الوكالة ذوي الخبرة، وهو أمر ضروري للسماح الكامل للوكالة بالاضطلاع بأنشطة التحقق في إيران بفعالية».
وبعد ساعات من تمرير القرار، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن «القرار جرت صياغته بعناية، بعد أن خففت الولايات المتحدة من لهجته؛ في محاولة لتجنب إثارة أزمة، في وقت تشهد المنطقة فيها أوضاعاً متقلبة».
وأضافت الصحيفة أن «إدارة بايدن كانت قلقة بشكل واضح بشأن تجنب صدور قرار جرت صياغته بشكل حادّ لدرجة يمكن أن يؤدي إلى رد فعل عنيف من طهران». وقال مسؤولون أميركيون، للصحيفة، إنهم يشاركون الأوروبيين قلقهم من البرنامج الإيراني، لكنهم لا يريدون دعم قرار غير قابل للتنفيذ قد يدفع إيران إلى تصعيد برنامجها النووي، في وقت تسعى فيه إلى نزع فتيل التوترات بالمنطقة.
وقالت وکالة «تسنيم»، التابعة لـ«الحرس الثوري»، إن إصدار القرار ضد إيران في مجلس محافظي الوكالة قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية «كان من المقرر أن يصدر، العام المقبل، قبل الانتخابات الرئاسية؛ بهدف إثارة الخوف في المجتمع والناس من شبح الحرب، والعقوبات؛ لمنع إعادة انتخاب رئيسي».
ونقلت الوكالة، عن مصادر لم تذكر اسمها أو منصبها، أن «إصدار القرار جرى تقديم موعده، مع مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي وإقامة الانتخابات المبكرة».
وأضافت أن «القرار في ظل الأوضاع الحالية، للاستهلاك الداخلي، وإشارة انتخابية للتيار الذي يميل للغرب، ومن يصدرون هذه الإشارات يسعون وراء إنهاء الدبلوماسية (المقتدرة) التي بدأت في حكومة رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان».
ویُظهر التفسیر، الذي قدمته الوكالة التابعة لـ«الحرس الثوري»، أن السلطات الإيرانية لم تكن تتوقع تغييراً جدياً في استراتجيتها الحالية لإدارة الملف النووي، حتى موعد الانتخابات الإيرانية التي كان من المقرر إجراؤها في مايو العام المقبل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إيران تحتج لدى مجلس الأمن قرار إدانتها الذرية الدولية الدولیة للطاقة الذریة الاتفاق النووی إصدار القرار مجلس محافظی مجلس الأمن إیران إلى
إقرأ أيضاً:
وول ستريت جورنال: المحادثات الأمريكية الإيرانية تختبر قدرة ترامب على كبح جماح برنامج طهران النووي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رأت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية، أن المحادثات المرتقبة بين الولايات المتحدة وإيران، تختبر قدرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على كبح جماح البرنامج النووي الإيراني؛ الذي جعله أقرب من أي وقت مضى سلاح فعال، وعلى تحسين اتفاق سابق انسحب منه في ولايته الأولى.
وأوضحت الصحيفة - في تقرير لها اليوم الثلاثاء - أن المحادثات التي تبدأ يوم السبت المقبل، ستشمل مفاوضات مباشرة بين مسؤولين أمريكيين وإيرانيين رفيعي المستوى حيث يقول محللون إن التحدي بالنسبة لإيران يتمثل في إقناع ترامب بتخفيف العقوبات وتجنب صراع عسكري مع الولايات المتحدة، وربما إسرائيل، مع الحفاظ على عناصر رئيسية من عملها النووي.
وتابعت أنه في حين أكد ترامب على أمله في حل دبلوماسي، إلا أنه هدد أيضًا باتخاذ إجراء عسكري ضد إيران؛ إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، وهكذا، تُشكل المفاوضات خطرا جديدا رئيسيا على السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية، التي تُكافح بالفعل لإنهاء القتال بين روسيا وأوكرانيا، وتُنفذ غارات جوية ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، وتسعى إلى نزع فتيل الصراع في غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب كشف عن المحادثات المُخطط لها - يوم أمس الاثنين بعد اجتماعه في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو - حيث قال ترامب، في إشارة واضحة إلى الضربات العسكرية على إيران: "أعتقد أن الجميع مُتفقون على أن إبرام اتفاق سيكون أفضل من القيام بالأمر الواضح، لذا سنرى ما إذا كان بإمكاننا تجنبه، لكن الوضع أصبح خطيرًا للغاية، ونأمل أن تُكلل هذه المحادثات بالنجاح".
بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي - في إعلانه عن المحادثات في منشور على منصة X -: "إنها فرصة بقدر ما هي اختبار، الكرة في ملعب أمريكا".
ومن المرجح أن يكون ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لترامب لشؤون الشرق الأوسط وروسيا، عضوًا في فريق التفاوض الأمريكي، الذي قال ترامب إنه سيكون "على أعلى مستوى تقريبا".
ونوهت الصحيفة بأنه إذا عقدت الولايات المتحدة وإيران محادثات وجهًا لوجه، فستكون أول محادثات نووية مباشرة بين البلدين منذ توصل الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما إلى اتفاق نووي مع إيران عام 2015، والذي انسحب منه ترامب خلال ولايته الأولى فيما أكد المسؤولون الإيرانيون يوم أمس الاثنين، قبل تصريحات ترامب، أنهم سيوافقون فقط على محادثات غير مباشرة في الوقت الحالي، بوساطة طرف ثالث.
ويقول مسؤولو ترامب إنهم عازمون على إجراء مفاوضات مباشرة لتجنب محادثات مطولة وربما غير حاسمة، مثل الجهود الفاشلة في بداية إدارة جو بايدن لإحياء الاتفاق النووي الذي ألغي والذي انسحب منه ترامب.
ورفضت إيران التفاوض مباشرة في ذلك الوقت. وقال العديد من الدبلوماسيين المعنيين إن هذا النهج جعل المحادثات أبطأ وأكثر صعوبة.
وقال عراقجي - يوم أمس الأول - إن المحادثات المباشرة مع الولايات المتحدة ستكون "بلا معنى"، بالنظر إلى التهديدات التي وجهتها الولايات المتحدة مؤخرًا ضد إيران.
وتؤكد إيران أن عملها النووي لأغراض سلمية، كما يسمح به القانون الدولي، وأنها لا تنوي صنع أسلحة نووية.
ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من التصريحات الإيرانية، فإنها قد زادت إمداداتها من المواد الانشطارية عالية التخصيب بشكل كبير. ووفقًا لتقديرات غربية، سيستغرق الأمر أسبوعًا أو أسبوعين فقط للحصول على ما يكفي من المواد الانشطارية الصالحة لصنع أسلحة نووية، ولكن قد يستغرق الأمر عدة أشهر أخرى على الأقل حتى تتمكن طهران من تجميع جهاز نووي فعلي إذا اختارت نشر سلاح نووي.
وكشفت أن مطالب إدارة ترامب تتجاوز بكثير الاتفاق النووي لعام 2015 الذي تفاوضت عليه إدارة أوباما، والذي ضمنت بموجبه إيران الحق في تخصيب اليورانيوم لما تزعم أنه برنامج نووي سلمي.
كما صرح مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل والتز، بأنه في أي اتفاق جديد، يجب ألا تمتلك طهران قدرات تخصيب، ولا قدرة على إنتاج سلاح نووي، ولا صواريخ بالستية استراتيجية.
ووفقا للصحيفة، فأن إيران قد أنتجت بالفعل ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لإنتاج أكثر من ستة أسلحة نووية، وسيتعين على أي اتفاق جديد تقليص مخزونها من هذه المواد، كما يتعين على الولايات المتحدة التعامل مع مشكلة لم تكن تُعتبر وشيكة في عام 2015 ألا وهي قدرة إيران السريعة نسبيًا على صنع نوع من الأسلحة النووية.
وقد يستلزم ذلك نظام تفتيش داخلي، يشمل المواقع العسكرية الإيرانية، وهو ما قاومته طهران في الماضي كما يتطلب الاتفاق التعامل مع إصرار إيران على أن واشنطن لن تُلغي أي اتفاق جديد، كما فعلت من قبل.
واستطردت (وول ستريت جورنال) أن إيران تدخل المحادثات تحت ضغط أكبر مما كانت عليه منذ عقود، حيث تُعاني البلاد من ضعف اقتصادي، بما في ذلك ارتفاع التضخم، وقد شهدت إيران إضعافا شديدا لحلفائها من الميليشيات الأقوى في المنطقة وقد أدى ذلك إلى فقدانها أقوى رادع لها ضد أي هجوم إسرائيلي".