تقرير إسرائيلي: "قوة جوية صغيرة يجري تطويرها.. حزب الله يحول الجليل إلى مختبر تجريبي
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
عقب عملية نوعية نفذها "حزب الله" بسرب مسيّرات استهدفت جنودا إسرائيليين في بلدة حرفيش بالجليل الغربي شمال إسرائيل، اعتبر تقرير عبري أن الحزب وإيران حولا الجليل إلى مختبر تجريبي.
إقرأ المزيد المشاهد الأولى لعملية نوعية نفذها حزب الله بسرب من المسيرات استهدفت تجمعا لجنود إسرائيليين في الشمالوفي تقرير لها، أوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن "حادثة حرفيش الصعبة، التي توغلت فيها طائرتان مسيرتان مفخختان حتى المنطقة الجبلية دون أن يتم رصدهما، تثبت أن طهران و"حزب الله" حولا الجليل إلى معمل أبحاث وتطوير عسكري تمهيدا لصراع واسع النطاق".
وأشار التقرير إلى أنه "في الآونة الأخيرة، تم استخدام جيل ثالث من الصواريخ المضادة للدبابات، وأن مجموعة من الخبراء من مجمع الصناعة العسكرية الإيراني تقوم بالتحقيق في كل عملية إطلاق".
ولفت التقرير إلى أن "الحادثة الخطيرة التي وقعت بعد ظهر أمس (الأربعاء) في حرفيش، والتي قُتل فيها جندي الاحتياط رافائيل قادر، أثبتت مدى تحويل حزب الله وإيران الجليل في الأشهر الثمانية الأخيرة إلى أرض مهجورة ليس فقط من قبل سكانها، ولكن أيضا إلى مختبر للبحث ولتطوير الأسلحة، من أجل الاستعداد بشكل أفضل وأكثر دقة وأكثر فتكا لمواجهة واسعة النطاق مع إسرائيل".
وجاء في التقرير: "في حادثة الأمس، تم إطلاق طائرتين بدون طيار صغيرتين نسبيا، لكن دقيقتين، ومتفجرتين بطريقة منسقة، بطريقة لم تلحق أضرارا قاتلة بالقوات الطبية وقوات الإنقاذ التي وصلت في غضون دقائق قليلة فحسب، بل اخترقت أيضا الأراضي الإسرائيلية ووصلت إلى مستوطنة تقع في منطقة جبلية دون أن ترصدها أنظمة الكشف التابعة للجيش الإسرائيلي".
وتالع التقرير: "لم يتم إطلاق إنذار، ومن وجهة نظر الجيش، هذا هو السيناريو الأسوأ، ليس فقط أن الأسلحة الدقيقة من الجو تتمكن من اختراق الأراضي الإسرائيلية دون اعتراضها، ولكن أيضا أنه لا يتم إعطاء أي تحذير للعثور على ملجأ".
وحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن بلدة خرفيش لا تقع على خط التماس أيضا، بل على مسافة حوالي أربعة كيلومترات من الحدود، وهذه ليست المرة الأولى التي تخترق فيها طائرات مسيرة أو طائرات بدون طيار تابعة لحزب الله الأراضي الإسرائيلية بالتحليق ببطء وعلى ارتفاع منخفض بحيث تقلل من وقعها وبالتالي يصعب تحديد موقعها، وأيضا دون تفعيل تحذير (إنذار)، لكن هذه الحادثة حدثت بعد عدة أشهر من تحسن الجيش الإسرائيلي أيضا من الناحية التكنولوجية ردا على التحذير وأيضا ما يتعلق بمسألة الاعتراض".
إقرأ المزيد حزب الله يكشف عن مميزات سلاح جديد استخدمه في استهداف مستوطنة المطلة (صورة)لقد "تم اختيار الهدف الليلة الماضية بعناية وبدقة كبيرتين داخل المستوطنة، وكانت الطائرات بدون طيار تحلق على ارتفاع منخفض باتجاه معسكر قوة الاحتياط من الفرقة 143 في خرفيش، وبسبب الارتفاع المنخفض، لم يكن هناك تحديد أو كشف، وبالتالي لم يتم إطلاق أي إنذار، وانفجرت إحدى الطائرات بدون طيار وبقيت الأخرى في الهواء، لحين تجمع العشرات من أفراد الأمن والإنقاذ في مكان الحادث"، وفق الصحيفة.
وفي مئات العمليات، فضل "حزب الله" اختيار أسلحة قادرة على "تجاوز" أنظمة الدفاع النشطة والناعمة للقوات الجوية، أي القبة الحديدية والحرب الإلكترونية. وبدلا من الصواريخ أو الصواريخ الموجهة الدقيقة التوجيه، التي تم تحسينها واستخدامها لقصف أكثر دقة من ذي قبل، يقدم حزب الله "قوة جوية صغيرة" يتم تحديثها وتغييرها باستمرار، مع مجموعة من الخبراء والمهندسين في الصناعة العسكرية الإيرانية، حسب الصحيفة.
رد جيش الدفاع الإسرائيلي ليس دفاعيا فقط في مواجهة هذه التهديدات بل هجومي أيضا، وأيضا في عمق لبنان في البقاع، لكن "حزب الله" استخدم منذ اندلاع الحرب كميات يمكن أن تشهد على ترسانة ضخمة من الأسلحة، ربما تتجاوز ما تعرفه المخابرات الإسرائيلية.
ولفتت "يديعوت أحرونوت" إلى أنه في نوفمبر الماضي، اكتشف الجيش الإسرائيلي وصول شاحنات ذخيرة تابعة لـ"حزب الله" محملة بالإمدادات إلى مواقع في جنوب لبنان، ولكن لم يتم إلحاق الضرر بها، والسبب أنه في تلك الأيام العشرة، كان هناك وقف لإطلاق النار مع "حماس" كجزء من صفقة الرهائن، وقد تُرجم وقف إطلاق النار في الجنوب إلى اتفاق صامت مع "حزب الله" أيضا.
لا يعرف الجيش الإسرائيلي بالضبط عدد الأسلحة التي تم نقلها إلى عناصر "حزب الله" بهذه الطريقة، لكن الحزب أثبت بالفعل أنه ليس بحاجة إلى إطلاق الطائرات الانتحارية بدون طيار والطائرات بدون طيار المتفجرة وحتى الصواريخ من المنطقة الحدودية مع إسرائيل، حيث يبلغ مدى طيران هذه الأسلحة الدقيقة عشرات الكيلومترات في بعض الحالات، ومن الصعب التعرف عليها.
ويستعد الجيش الإسرائيلي لسيناريوهات من المحتمل أن تؤدي إلى صراع واسع النطاق مع لبنان، على سبيل المثال، استخدام مثل هذه الطائرات بدون طيار كأسراب نحو أهداف استراتيجية في شمال إسرائيل، وفي الوسط، نحو قواعد عسكرية مهمة، ومقرات، ومرافق الكهرباء وأهداف مماثلة.
إقرأ المزيد قائد المنطقة الشمالية الإسرائيلية: أكملنا الاستعدادات للهجوموفق الصحيفة، فإنه حتى الآن، تم إطلاق ما يقرب من 1000 مقذوف من لبنان، حتى قبل اندلاع "حرب حقيقية" في الشمال، وتتم معظم عمليات الإطلاق في وضح النهار، لأنه بهذه الطريقة يكون التصويب والضرب أسهل. كما أن البحث والتطوير في محور "حزب الله" – إيران فاجأ الجانب الإسرائيلي، لدرجة أنه حصلوا على نسخة الجيل الثالث من الصواريخ الدقيقة والبعيدة المدى المضادة للدبابات من نوع "ألماس" في الشهر الماضي.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أن جنديا من قوات الاحتياط قتل في هجوم نفذته طائرة مسيرة تابعة لـ"حزب الله" على شمال إسرائيل أمس الأربعاء.
وقال "حزب الله" في بيان: "دعما للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادا لمقاومته وردا على الاعتداءات الإسرائيلية والاغتيالات التي ينفذها خصوصا في بلدة الناقورة، شنت المقاومة الإسلامية هجوما جويا بسرب من المسيرات الانقضاضية على تجمع مستحدث جنوب مستعمرة الكوش استهدف أماكن تموضع واستقرار ضباط العدو وجنوده وأصابوهم إصابة مباشرة وأوقعوهم بين قتيل وجريح".
المصدر: "يديعوت أحرونوت" + RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار إيران أخبار لبنان أسلحة ومعدات عسكرية الاستيطان الإسرائيلي الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة القضية الفلسطينية حزب الله صواريخ طائرة بدون طيار طوفان الأقصى قطاع غزة الطائرات بدون طیار الجیش الإسرائیلی یدیعوت أحرونوت حزب الله تم إطلاق
إقرأ أيضاً:
تقرير: "قنبلة" ترامب تدعم اليمين الإسرائيلي
رأت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سكان غزة إلى دول أخرى، أثار جدلاً عالمياً، وتحدى المعايير الدبلوماسية، كما أثار تساؤلات حول استراتيجيات السلام في منطقة الشرق الأوسط.
وأضافت "جيروزاليم بوست" في تحليل تحت عنوان "ترامب يلقي قنبلة غزة محطماً العقيدة الدبلوماسية"، أن الرئيس الأمريكي بعد تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني)، لم يبدأ العمل بشكل فوري فقط، بل سرّع اتخاذ القرارات، مشيرة إلى أنه في إطار دوامة الإجراءات التنفيذية والتصريحات التي خرج بها، بدا عازماً على تحديد نبرة رئاسته، ليس في أول 100 يوم من ولايته، بل في أول مئات الساعات.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى بعض القرارات التي دخلت حيز التنفيذ بـ"جرة قلم"، مثل الانسحاب من منظمة الصحة العالمية، وإغلاق المبادرات الفيدرالية للتنوع والمساواة والإدماج، بالإضافة إلى تحركات أخرى، مثل مراجعة جميع المساعدات الأجنبية، وإصدار أوامر بترحيل المهاجرين غير الشرعيين بشكل أوسع نطاقاً، واعتبرت أن هذا السيل من النشاط يقود الولايات المتحدة الأمريكية إلى مسار مختلف تماماً، ولكن ليس من الواضح بعد ما هو حقيقي وما هو "طموح"، وما هي السياسات التي ستصمد، وأيها سوف تصطدم بصخور الواقع الوعرة.
سكان #غزة بين اليأس والتمسك بالأرض
https://t.co/j8t74xzRLn pic.twitter.com/QLVK1f1pGO
تهجير الفلسطينيين
وأضافت أن تعليقات ترامب هذا الأسبوع حول رغبته في رؤية بعض البلدان تستقبل اللاجئين من غزة، وذكره لمصر والأردن على وجه التحديد، تندرج تماماً تحت هذه الفئة غير المؤكدة، في إشارة إلى أنها طموح له.
وتساءلت الصحيفة: "هل هذه خطة ملموسة؟ هل هي اقتراح سياسي جاد؟ أم أنها مجرد مثال آخر على حديث ترامب غير المنقح؟"، موضحة أن ترامب طرح الفكرة، التي كانت حتى الآن حكراً على اليمين المتطرف الإسرائيلي، للمرة الأولى خلال مؤتمر صحافي، السبت الماضي، على متن طائرة الرئاسة الخاصة به، وعندما سُئل عن محادثة هاتفية مع ملك الأردن عبد الله الثاني، بدأ الرئيس بالثناء على الملك، قائلاً إنه قام "بعمل رائع"، مشيرًا إلى أن الأردن يؤوي "ملايين الفلسطينيين بطريقة إنسانية للغاية"، ثم أضاف: "قلت له، أود أن تتولى المزيد، لأنني أنظر إلى قطاع غزة بأكمله الآن، إنه فوضى، إنها فوضى حقيقية"، مستطرداً بأنه بأنه يرغب أيضاً في أن تستقبل مصر فلسطينيين.
ردود فعل عنيفة
وتقول الصحيفة، إن تصريحات ترامب، التي قال فيها إن هذه الترتيبات قد تكون مؤقتة أو طويلة الأجل، أثارت ردود فعل عنيفة على الفور، حيث قالت مصر والأردن والسلطة الفلسطينية وحماس، إن هذا الترتيب غير قابل للتنفيذ، وعلى الرغم من ذلك، عزز ترامب موقفة بعد يومين، قائلاً إنه ناقش الأمر أيضاً مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
ترامب يعتزم فرض رسوم جمركية على المكسيك وكنداhttps://t.co/eF2scTCIeX
— 24.ae (@20fourMedia) January 31, 2025
فكر اليمين المتطرف
بحسب الصحيفة، وسواء هذه الخطة جيدة الصياغة أم لا، وسواء كان هناك أي تفكير حقيقي أو هناك فريق عمل بالفعل يعمل على تنفيذ هذه الفكرة، فقد حرك ترامب هذه الفكرة من نطاق اليمين المتطرف في إسرائيل، وأدخلها الخطاب السائد، واصفة هذا التحول بأنه "ليس بسيطاً".
وأشارت إلى أنه في الثالث عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، كتب اثنان من أعضاء الكنيست آنذاك ، داني دانون من حزب الليكود، الذي عُيِّن منذ ذلك الحين سفيراً لإسرائيل لدى الأمم المتحدة، ورام بن باراك من حزب يش عتيد، مقالاً في صحيفة "وول ستريت جورنال"، وأوصيا فيه بتخفيف المعاناة في غزة، من خلال قيام الدول الغربية، التي أبدت في الماضي استعدادها لاستيعاب ملايين اللاجئين من المناطق التي مزقتها الحرب، بإظهار نفس الاستعداد واستقبال اللاجئين من غزة كحل للأزمة الإنسانية هناك، وقد كُتب هذا المقال بعد أكثر من شهر بقليل من أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
وكتبا: "تتمثل إحدى الأفكار في أن تقبل الدول في مختلف أنحاء العالم أعداداً محدودة من الأسر الغزية التي أعربت عن رغبتها في الانتقال"، كما أكدا أنهما كانا يتحدثان عن سكان غزة الذين يسعون إلى الانتقال، ولا يدعوان إلى أي نوع من النقل القسري، ولكن في الوقت نفسه، نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية مقالاً وصف هذا المقترح بأنه "نسخة مزخرفة من التطهير العرقي".