الحجر الأسود.. يمين الله يصافح بها عباده في الأرض
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لكل واحد منا أمنيه يتمنى أن يحققها وها قربت الأيام الكريمة واطلت بظلاليها على أنحاء الأرض لتحقق أمنية كل من يريد التقرب إلى الله زلفى فضلا عن أنها تبشرنا بقدوم بشائر الجنة التي بها تفتح الأبواب لكل من يتمنى أمنيه التقرب من الله وفى سبيل ذلك يتضرع إلى الله داعيا أن يجد ملاذه وأمانيه في رحله يطوف فيها حول البيت الحرام داعيا أن يتحرر من الذنوب ويتقرب الى الله وفى ذلك يمارس طقوس الحج وكل ما فرض عليه في تلك الأيام من زياره لأماكن مقدسه وممارسة يعض الشعائر ومنها الطواف حول الكعبة وتقبيل الحجر الأسود فماذاعن هذا الحجر وما قصته ولماذا عرف بهذا الاسم وماذا عن تاريخه؟ وماذا عن فضائله؟
تاريخ الحجر الأسود
ظهرت بوادر ومعرفه الحجر الأسود، منذ عهد الرسول صلى الله عليه السلام حينما اختلفت قبائل قريش والعرب على من يضع الحجر الأسود، في مكانه فكان الاحتكام بعد المشورات للاتفاق على أن اول من بحكم بينهم في ذلك الخلاف هو أول رجل يدخل الكعبة، فكان أول رجل يدخل الكعبة هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يكن آنذاك نبيا وقد احتكموا اليه لما عرفوا عنه امانته وحكمته ورجاحة عقله،وعلى ذلك ارتضوا بحكمه واحتموا اليه وفعلا بحكمة النبي التي عرف عنها أنهى النزاع، والخلاف بطريقة حكيمة إذ أخذ الحجر بيده الشريفة ووضعه في ثوبه ، ثم طلب من زعماء القبائل أن يشتركوا في حمل الثوب، وبعد أن وصلوا إلى مكان الحجر أخذه الرسول صلى الله عليه وسلم بيده ووضعه في مكانه وظل على هذا الحجر منذ تلك الحادثة مكرما لدى العرب وهذا التكريم تجلى فى تقبيل الرسول صلى الله عليه وسلم الذى صار بعد ذلك سنه يتبعها كل مسلم ويقوم بهذا العمل أثناء الطواف الكعبة ذلك عن تاريخه.
سر التسمية
يقال أنه نزل مع آدم عليه السلام وقد كان شديد البياض ولكنه بسبب خطايا وذنوب بنى آدم أسودّ لونه وبرغم ذلك حفظه الله عز وجل لنبيه إبراهيم وابنه إسماعيل وبدأ إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام ببناء الكعبة وقد اراد أن يكون مكان بدء الطواف ظاهرا للناس فأحضر جبريل عليه السلام الحجر ووضعه مكانه وكان الحجر في ذلك الوقت يتلألأ من شدة بياضه اذ كان يضئ كل أطراف الكعبة .
وصفه
وصف بأنه بلغ طوله ذراع وقد غرس في بناء الكعبة ولم يظهر الا راسه الذى اصبح اسود بسب ذنوب العباد اما الجزء المغروس في الكعبة فمازال لونه أبيض
فضائل الحجر الأسود
اكتسب أهميته وفضله بسبب أنه يعد يمين الله في الارض اذ يصافح من خلاله عباده كما يصافح الرجل أخاه كما انه يعد أحد احجار الجنه اذ يعد واحدا من ياقوت الجنة وقد زاد كرامة وتشرفا بسبب تقبيل الرسول صلى الله عليه وسلم له فضلا عن كرامته التى تجلت فى أن من يمسحه قد يمسح خطاياه كما تتجلى كرامته في ان من يأتي اليه ويقبله قد يشهد عليه بحق يوم القيامة كما يجاب الدعاء عند موضع الحجر وذلك بسبب ازدحام الملائكة على تقبيله .
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: تسميته فضائله الرسول صلى الله علیه صلى الله علیه وسلم الحجر الأسود
إقرأ أيضاً:
الأسطورة
قل لي بالله من أين أتيت؟! يا نسجا من نور وسنًا من خلود، يا أعجوبة متجددة، وآية الله في السماوات والأرضين، قل لي أي روح نفخت داخلك منذ قدمت لدنيانا، وكأنك خلقت تحت رعاية إلهية خاصة فكنت أنت… الحامي المستبسل والحارس الأمين، وكأن أزقة فلسطين ومساجدها وكل ربوة وجبل وحجر رسم باحترافية في مقلتيك وخبأ بعناية تحت جفنيك، وكأن روحك غذيت بفوح نسمات وندى أوراق وحبات غيث أرض مسرى الأنبياء فاشتد عودك وكنت أنت، على الهيئة التي ميزك الله عليها والتي حفرت في وجدان العاشقين لك ولمجدك المعفر بنضال السنين.
وكأن أوجاع أهلك منذ نكبة استحقتها أمة تخلت وقَلَت وحتى الحاضر قد غرزت عميقا فيك وشكلت ندبا لم تمح من الشعور، فاستقمت بكبرياء لم يمسه ثقل الألم، ومضيت شامخا ترسم النور في آخر النفق، وتدفع أبناءك لتلمس طريقهم نحوه رغم الأشواك التي أدمت الأقدام والظلام الذي أرهق الأبدان، موزعا لهم من زاد صبرك وجَلَدِك، موصيا لهم أن تكون بنادقهم حاضرة، وعيونهم راصدة وضرباتهم قاصمة، وأن لا يكلوا مهما كان درب الحرية صعبا وشاقا.
إنك السنوار، الشبح الذي ظل يطارد إسرائيل في صحوها ونومها وحتى رغم محاولاتهم اطفاء ثورتك المتقدة بوضعك تحت رقابة السجان وبين أسوار السجون، كانت روحك أكبر من أن تضمها جدران أسر، فلم ينقطع اتصالك برفاق الجهاد خارجا، فحركت راية الكفاح وقدت المعركة من الداخل ولم يمنعك حاجز أو يصدك عائق.
وليقينك بأن المفاوضات وعهود السلام المزعومة مساومة وبيع علني للقضية، فقد علمت أحباءك من أهل أرضك أن الانعتاق والتحرر لا يتحقق الا عبر زناد البنادق ورصاص الجعب وفوهات المدافع، ومواجهات الميدان.
وبمشيئة الله وأقداره خرجت من السجن الذي هزمت فيه سجانك بصلابتك وصمودك، لتستمر بعدها في كتابة فصول نزالك القاسي والموجع له، وحين كان الأعداء يجدّون في بحثهم عنك تحت الأرض كنت فوقها تدوس على رقابهم بحذائك، فلم يتوقعوا أنك كنت الأقرب إليهم دائما وأنك الملتحم الأول، المتقدم للصفوف والقائد للمعارك على الأرض والمشتبك الجسور حتى رأوا ذلك بأم أعينهم.
نظراتك الحادة وملامح وجهك الصارمة ونبرة صوتك القوية تدلل لكل من يرى السنوار أن روحا غير عادية روحا جبارة تسكن بين جنبيه، فلا يعرف الضعف أو العجز أو التردد إليها سبيلا، بل هي من تمنح الآخرين الشجاعة وتمدهم بالقوة، تخطيطا وتنظيما وعملا دؤوبا في خط الجهاد أخرج للحياة تلك المعركة التي قلبت موازين الأرض وغيرت المعادلات، تلك هي معركة طوفان الأقصى التي لا يدبرها الا عقل مثل عقل السنوار، والتي لا تزال مجرياتها سارية حتى اللحظة وهي أذان صدحت به مآذن الحق بزوال طغاة الأرض، معركة هي المسمار الأخير الذي يدق في نعش الصهاينة.
أودى بهم جنونهم في محاولة الوصول إليك، وحقدهم أيضا على كل ما هو فلسطيني أن ينسفوا الأرض ومن عليها ويرتكبوا المجازر الدموية، ولأنك كنت عند الله الأقرب، وكنت كما كل ما في غزة تقاوم، فقد أراد الله تشريف العالم بالتعرف من خلال ملحمة قتالك الأخيرة، ” من أنت يا سنوار، لماذا كنت يا سنوار استثنائيا؟!” فلا يمكن لشخص أن يقاتل حتى الرمق الأخير بتلك الكيفية في مشهد أذهل العالم إلا أن يكون فقط وفقط “السنوار”، قتالك وأنت مصاب بكل عزة وعنفوان بعد معركة شرسة ورميك لعصا كانت سلاحك بعد أن نفذت ذخيرتك قد مرغ أنوف الغاصبين في وحل السقوط المذل والهزيمة النكراء المدوية، فعصا السنوار أصبحت حديث العالم وأيقونة التحدي والنصر، وحين ظنوا أنهم قتلوك كنت الحي الذي لا يمكن أن يموت، فأنت روح الله التي تسري في أبدان المقاومين وأصحاب الحق إلى قيام الساعة، وأنت أسطورة الزمان التي لا تندثر وأعجوبة الدهر التي ستظل حكاية الأجيال إلى أن يرث الله الأرض وما عليها…