وصف الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي، عملية اختراق مقاتلي كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- السياج الفاصل مع إسرائيل بأنها جريئة ومدروسة كبيرة وتعني الكثير بالنسبة للمقاومة.

وأوضح الفلاحي، أن إستراتيجية المقاومة ترتكز على مواجهة التوغل داخل قطاع غزة، وتدمير أكبر ما يمكن من القوات الإسرائيلية المتوغلة، مؤكدا أنه عندما يتم ضرب خطوط القوات الإسرائيلية فإنه يصيبها بحالة إرباك وخلل بالمواجهة، ويسبب إشكالا كبيرا على المستوى العملياتي.

وأكد -خلال تحليله للمشهد العسكري في غزة- أن العملية القسامية تؤثر نفسيا على مستوى جيش الاحتلال، كما أن الخلل الذي أصاب المنظومة الإسرائيلية عسكريا واستخباراتيا لا يزال موجودا، مضيفا أن هذه المنظومة لم تستطع تدارك الأخطاء التي وقعت فيها سابقا.

في الجهة المقابلة، هناك تخطيط عملياتي صحيح ضمن إستراتيجية المقاومة، ومنظومة قيادة وسيطرة تستطيع إدارة المعركة الدفاعية بنجاعة، على غرار إطلاق صواريخ بعيدة المدى تستهدف مراكز ثقل سياسي واقتصادي، أو تنفيذ عمليات تسلل خلف خطوط العدو، وفق الفلاحي.

وأشار إلى أن عملية القسام جاءت بعد 244 يوما من الحرب، وجرت بنفس المنطقة التي تشن فيها قوات الاحتلال عملية عسكرية واسعة في رفح جنوبي القطاع، بمشاركة فرقة عسكرية و6 ألوية مع قدرات استخباراتية وجوية كبيرة.

"التسلل خلف خطوط العدو"

وحول أهداف "عمليات التسلل من خلف خطوط العدو ضمن مناطق غلاف غزة"، قال الفلاحي إنها لضرب أهداف، أو جمع معلومات معينة حول أهداف معينة، كاشفا عن أن عمليات التسلل دائما تكون برية أو جوية أو بحرية.

وأضاف أن العمل الاستخباراتي الدقيق، والتدريب الراقي للمقاتلين، ومعرفة توزيع قطاعات العدو، تعد أهم المرتكزات لتنفيذ مثل هذه العمليات، كما يمكن توظيف الجغرافيا أو الظروف الجوية (الضباب) أو الأنفاق لتنفيذ هكذا عمليات عبر استغلال نقاط الضعف أو الثغرات.

ونبه إلى أن هذه العملية لا يمكن فصلها عن تاريخ عمليات التسلل السابقة التي حدثت في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أو التي أعقبتها مثل الوصول إلى معبر إيريز أو قاعدة زيكيم البحرية، مؤكدا أنها تأتي ضمن سياق متكامل لعمليات سابقة للوصول خلف خطوط العدو.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت كتائب القسام، في بيان مقتضب، "في عملية إنزال خلف الخطوط، تمكن مجاهدو القسام من اختراق السياج الزائل ومهاجمة مقر قيادة فرقة العدو العاملة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة"، وذلك بعد وقت قصير من اعتراف قوات الاحتلال بمقتل جندي، وإصابة عدد من الجنود في عمليات للمقاومة الفلسطينية برفح.

وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، نفذت القسام هجوما كبيرا على قواعد وثكنات ومستوطنات غلاف غزة، ردا على انتهاكات الاحتلال للأقصى والمقدسات، وقتلت القسام مئات الجنود والضباط الإسرائيليين، وأسرت ما لا يقل عن 240 إسرائيليا، وقد أطلق سراح ما يزيد على 100 منهم خلال هدنة إنسانية مؤقتة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات خلف خطوط العدو

إقرأ أيضاً:

سلاح المدارس الصيفية يفسد مكائد العدو

دينا الرميمة

أستغل أعداء الإسلام ضعف الأمة الإسلامية بسبب تيه الحكام وخروجهم عن تعاليم الدين القويم، لتنفيذ حملات الغزو الفكري لإبعاد المسلمين عن مبادئ الدين الحنيف والعقيدة الإيمانية ومسخ الهوية الوطنية داخل المجتمعات بتصدير سموم ثقافة الغرب.

بعد إن أدرك أعداء الأمة ان عقيدة الجهاد وثقافة الإستشهاد هما أسباب تفوق المسلمين في الحروب العسكرية، شن حملات الغزو الفكري بشكل خاص على الجيل النشء والشباب الذين يمثلون مستقبل الامة، لجأوا لشن هجمات إعلامية شرسة على الأنشطة الصيفية لتأثيرها على مواجهة تحصين الأجيال، لمواجهة ثقافة التسامح بين الأديان الذي يروج لها العدو تمهيداً لتطبيع العلاقات مع الكيان المحتل.

وحاول الغرب أقناع المسلمين إن الإسلام هو سبب التخلف الحضاري التحضر فركزت حملاته على تحريض المرأة على خلع الحجاب واباحة الإختلاط عبر برامج ومسلسلات القنوات وترويج ثقافة العنف بأقذر نفايات الأفكار الهدامة وسموم معتقدات الإلحاد التي تؤثر على سلوكيات الأطفال والمرأة والأخلاق العامة للمجتمع المسلم .

في المقابل تغرس مدارس العدو في عقول أبنائه ثقافة العداء والكراهية ضد الإسلام المسلمين وقد تجلت تلك التوجهات في حرب غزة وما يحدث فيها من قتل وإبادة للعرب للفلسطينيين وتدمير المساجد واحراق المصاحف، كل ذلك يؤكد أن الحرب ليست مجرد حرب للإحتلال، بل حرب على الاسلام والمسلمين.

الحرب على المسلمين اليوم هي حرب ضد الوعي المعرفي (الحرب الناعمة) وهذا ما ذكره السيد عبدالملك الحوثي سلام الله عليه ودعانا لخوضها لنهزم كل مخطط علينا وعلى ديننا واخلاقنا وقيمنا بسلاح وعي المراكز الصيفية لتحصن الأجيال من مكائد الأعداء بثقافة القرآن والأنشطة المعرفية والثقافية التي تنمي المواهب والقدرات الذهنية.

مقالات مشابهة

  • “القسام”: استدرجنا اربع جيبات وشاحنة صهيونية بعملية مركبة بتل السلطان
  • الحوثي : عمليات غزة ضربة موجعة لاسرائيل.. والمجتمع الدولي شريك في جريمة التجويع
  • هل معادن أوكرانيا النادرة التي أشعلت الحرب ستوقفها؟
  • ما تداعيات حزمة المراسيم التي اتخذها الرئاسي الليبي.. وما مصير البرلمان والأعلى؟
  • سلاح المدارس الصيفية يفسد مكائد العدو
  • ضحاياه يفوقون العدوان العسكري.. تداعيات الحصار الصهيوني على غزة
  • المراحل العشر التي قادت فيتنام إلى عملية الريح المتكررة ضد أميركا
  • إسرائيل التي تحترف إشعال الحرائق عاجزة عن إطفاء حرائقها
  • رئيس إسرائيل يحذر من تداعيات أمنية للانقسام الداخلي وجنود يرفضون المشاركة بحرب غزة
  • 50 عاما على نهاية حرب فيتنام التي غيّرت أميركا والعالم