أهمية كبرى.. ماذا يعني انضمام إسبانيا إلى دعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيل؟
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
أعلنت إسبانيا، الخميس، على لسان وزير خارجيتها، خوسيه مانويل ألباريس، أن مدريد قد قررت الانضمام إلى دولة جنوب أفريقيا في دعواها ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، مما يثير تساؤلات عن مغزى التوقيت وأهمية انضمام دولة أوروبية ثانية لاتهام إسرائيل بـ"أعمال إبادة جماعية" في قطاع غزة الفلسطيني.
ويأتي القرار الإسباني في ظل توتر علاقات مدريد الدبلوماسية مع إسرائيل خلال الأسابيع القليلة الماضية، على خلفية اعتراف إسبانيا بالدولة الفلسطينية، وهي الخطوة التي لاقت تنديدا من المسؤولين الإسرائيليين الذين اعتبروها "مكافأة للإرهاب".
وقال ألباريس في مؤتمر صحفي، إن بلاده قدمت طلبا للمحكمة للانضمام إلى دعوى جنوب أفريقيا، بعد دراسة هذا التوجه خلال الأسابيع الماضية.
وأشار إلى أن إسبانيا اتخذت هذا القرار لهدف مزدوج، "عودة السلام إلى الشرق الأوسط والتزامها بالقانون الدولي"، مضيفا: "ندعو مرة أخرى إلى وقف القصف ووقف إطلاق النار في غزة".
وفي هذا الصدد قال أستاذ القانون الدولي، الدكتور أيمن سلامة، لموقع "الحرة": "حين قامت إسرائيل بانتهاك الاتفاقية القنصلية الإسبانية الإسرائيلية، وحرمت الفلسطينيين من خدمات القنصلية الإسبانية لم يدر بخلد إسرائيل أن مدريد سترد لها الصاع صاعين في لاهاي".
وكانت جنوب أفريقيا قد رفعت دعوى ضد إسرائيل، في التاسع والعشرين من ديسمبر الماضي أمام محكمة العدل الدولية على خلفية اتهامها بارتكاب "أعمال إبادة جماعية" ضد المدنيين في قطاع غزة.
وقد انضمت العديد من الدول لاحقا لتلك الدعوى حيث أضحت إسبانيا ثاني دولة أوروبية تحلق بركب تلك القضية التي سبق أن انضمت لها أيرلندا، حسب وكالة رويترز.
وقدمت جنوب أفريقيا إلى المحكمة ملفا من 84 صفحة، جمعت فيه أدلة على "قتل إسرائيل" لآلاف المدنيين في قطاع غزة، وخلق ظروف "مهيئة لإلحاق التدمير الجسدي بهم"، ما يعتبر جريمة "إبادة جماعية" ضدهم.
وفي قرار صدر في 26 يناير، أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل ببذل كل ما في وسعها لمنع أعمال الإبادة الجماعية أثناء عمليتها العسكرية في غزة.
لكن جنوب أفريقيا حضت منذ ذلك الوقت مرارا المحكمة على التحرك بحجة أن الوضع الإنساني المتردي في غزة يجبر المحكمة على إصدار مزيد من الإجراءات الطارئة.
طرد ممرضة أميركية بسبب وصفها حرب إسرائيل في غزة بأنها "إبادة جماعية" طردت ممرضة من إحدى مستشفيات مدينة نيويورك، بعد أن أشارت إلى الحرب الإسرائيلية في غزة على أنها "إبادة جماعية" خلال كلمة ألقتها أثناء استلامها جائزة.وأمرت محكمة العدل الدولية مجددا إسرائيل في 24 مايو بوقف هجومها العسكري "فورا" في رفح، كما دعت إلى الإفراج "غير المشروط" عن الرهائن الذين احتجزتهم حماس، المصنفة إرهابية، خلال هجوم السابع من أكتوبر.
ورفضت إسرائيل الأسس التي أصدرت المحكمة قرارها بناء عليها، وأصرت على أن عملياتها العسكرية في رفح متوافقة مع القانون الدولي.
وجاء في بيان مشترك لمستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هانغبي، والمتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية أن "إسرائيل لا تعتزم ولن تنفذ عمليات عسكرية في منطقة رفح تؤدي الى ظروف معيشية يمكن أن تتسبب بتدمير السكان المدنيين الفلسطينيين، سواء في شكل كامل او جزئي".
كذلك، أمرت المحكمة إسرائيل بإبقاء معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة مفتوحا بعدما أغلقته في وقت سابق من الشهر الحالي مع شنها هجومها في المدينة.
وتابع البيان الإسرائيلي أن "إسرائيل ستبقي معبر رفح مفتوحا أمام دخول المساعدات الإنسانية من الجانب المصري، وستمنع المجموعات الإرهابية من السيطرة على المعبر".
وقرار المحكمة جاء في إطار قضية رفعتها جنوب أفريقيا العام الماضي ضد إسرائيل أمام الهيئة تتّهم فيها إسرائيل بانتهاك اتفاقية الامم المتحدة لعام 1948 بشأن منع الإبادة الجماعية، وهو الأمر الذي تنفيه إسرائيل.
وتابع البيان الإسرائيلي "اتّهام جنوب أفريقيا لإسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي بارتكاب إبادة جماعية، كاذب وشائن وبغيض أخلاقيا".
وكان مصطلح (genocide) أو كما يتداول باللغة العربية "الإبادة الجماعية"، قد ظهر في العام 1944، أي خلال الحرب العالمية الثانية و"الهولوكوست"، وقد صاغه المحامي البولندي، رافائيل ليمكين، لوصف الجرائم التي ارتكبها النظام النازي في ألمانيا آنذاك بحق يهود أوروبا.
وهذا المصطلح مشتق من الكلمة اليونانية "geno" والتي تعني "سلالة أو عرق" والكلمة اللاتينية "cide" والتي تعني "قتل"، ليصبح المصطلح "القتل على أساس عرقي".
وفي عام 1948، تم اعتماد مصطلح "الإبادة الجماعية" التي قد ترتكب في أيام السلم أو أثناء الحرب، من قبل الأمم المتحدة في اتفاقية أطلق عليها "منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها".
وحسب هذه الاتفاقية، تعني الإبادة الجماعية أياً من الأفعال التالية، المرتكبة بقصد التدمير الكلي، أو الجزئي لجماعة قومية، أو إثنية أو عنصرية أو دينية، بصفتها هذه: قتل أعضاء من الجماعة، إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة، إخضاع الجماعة، عمداً، لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كليا أو جزئيا، وفرض تدابير تستهدف الحؤول دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة، وكذلك نقل أطفال من الجماعة، عنوة، إلى جماعة أخرى.
تهديدات لخبيرة في الأمم المتحدة بعد "تفصيل الإبادة الجماعية" في غزة قالت خبيرة في الأمم المتحدة، كانت قد نشرت تقريرا يفيد بأن هناك أسسا معقولة للاعتقاد بأن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية في قطاع غزة خلال حملتها العسكرية هناك ضد حماس، اليوم الأربعاء، إنها تلقت تهديدات خلال فترة تفويضها.وطُبِّقت الاتفاقية للمرة الأولى أوائل التسعينيات، بعد أكثر من أربعة عقود من اعتمادها، وذلك خلال العمليات القضائية التي أعقبت صراعات رواندا والبلقان.
"أهمية كبرى"وعن مغزى انضمام إسبانيا للدعوى المقامة ضد إسرائيل، أجاب سلامة أن "أكثر طلبات الإذن بالتدخل في دعوى منظورة أمام محكمة العدل الدولية هي في دعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في العام 2023".
وفي نفس السياق، قالت خبيرة القانون الدولي، الدكتورة ليلى نيكولا، لموقع "الحرة" إن "انضمام مدريد إلى تلك القضية يكتسي أهمية كبرى، فأولا جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، هم حكما أعضاء في محكمة العدل الدولية، وبالتالي فإن اتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية التي دخلت حيز التنفيذ في العام 1951 تفرض على الدول الأعضاء في المنظمة الأممية أن يعمدوا إلى منع قيام أي دولة أخرى بممارسة أعمال الإبادة".
وتابعت: "انضمام إسبانيا إلى تلك القضية يعني أنها متضررة من (أعمال الإبادة الجماعية) في غزة وأنها تسعى لمنعها، وهذا موقف قانوني قوي جدا".
وزادت: "الدعم في تلك القضية كان يأتي في معظمه من دول الجنوب (العالم الثالث) ولكن مع انضمام إسبانيا وإيرلندا من العالم المتحضر فإن هذا يعطي ثقلا أكبر في هذه القضية الإنسانية".
وشددت على أن تلك الخطوة "تعكس ازدياد الوعي لدى الغرب بخطورة ما يحصل في قطاع غزة من انتهاكات إنسانية".
من جانبه، أوضح الخبير في القانون الدولي، أيمن سلامة، أن هناك "واجب دولي على أي دولة تتدخل في دعوى قضائية منظورة أمام محكمة العدل الدولية، وهو أن تثبت بأدلة قانونية أن لها مصلحة قانونية وجوهرية مباشرة في تلك القضية".
وأردف: "ويجب أيضا على تلك الدولة أن تثبت للمحكمة أن من شأن الحكم القضائي النهائي يكون لها تأثير مباشر على حقوق الدولة المتدخلة (مثل إسبانيا)".
وشدد الخبير المصري على أن كثرة الدولة المتدخلة مثل مصر وليبيا وتشيلي والمكسيك وأيرلندا ثم إسبانيا سوف يسهل بشكل كبير على محكمة العدل الدولية قبول تلك القضية.
ووفقا لسلامة فإن طلبات التدخل في قضايا محكمة العدل الدولية هي قليلة جدا، مردفا: "ولكن في هذه القضية تحديدا شهدت تأييدا كبيرا من دول متدخلة لدعم لدولة المدعية (جنوب أفريقيا) على الدولة المدعى عليها، وهي إسرائيل".
يشار إلى أن قرارات محكمة العدل الدولية ملزمة قانونا، لكن تلك الهيئة الدولية لا تمتلك الآليات لتنفيذها.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: أمام محکمة العدل الدولیة الإبادة الجماعیة القانون الدولی انضمام إسبانیا الأمم المتحدة جنوب أفریقیا إبادة جماعیة فی قطاع غزة ضد إسرائیل تلک القضیة فی غزة على أن
إقرأ أيضاً:
إسبانيا ترفض مقترح إسرائيل استقبال فلسطينيي غزة
أعلنت إسبانيا، اليوم الخميس 6 فبراير 2025، رفضها اقتراح وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن تستقبل مع غيرها من الدول المعارضة لحربها على غزة ، المهجرين الفلسطينيين من القطاع، في إطار الخطة الأمريكية للاستيلاء عليه.
وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، في مقابلة مع إذاعة "RNE" الحكومية: "أولاً وقبل كل شيء.. لا ينبغي لأحد حتى أن يناقش أين يجب أن يذهب الفلسطينيون من غزة، هذا النقاش أقفل".
وأضاف: "أرض فلسطينيي غزة هي غزة. يجب أن تكون غزة جزءًا من الدولة الفلسطينية المستقبلية، تمامًا وفق ما تعترف به إسبانيا وأغلب دول العالم".
ومساء الثلاثاء، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي جمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، عزم بلاده الاستيلاء على غزة بعد تهجير الفلسطينيين من القطاع إلى دول أخرى.
وبعد وقت قصير من إعلان ترامب عن خطته، بدأت الحكومة الإسرائيلية في إعداد خطة للسماح لفلسطينيي قطاع غزة بما زعمت أنه "مغادرة طوعية".
وعندما سُئل في وقت سابق الخميس، عن "من سيستقبل الفلسطينيين"، اقترح كاتس 3 دول أوروبية اعترفت مؤخرًا بدولة فلسطينية.
ونقلت القناة (12) الإسرائيلية الخاصة عن كاتس قوله إن "دولًا مثل إسبانيا وأيرلندا والنرويج وغيرها، التي وجهت اتهامات ومزاعم كاذبة ضد إسرائيل بشأن أفعالها في غزة، ملزمة قانونًا بالسماح لأي مقيم في غزة بدخول أراضيها"، وفق تعبيره.
وزعم كاتس أنه "سينكشف نفاقهم إذا رفضوا القيام بذلك"، بحسب ادعاءاته.
وردا على تصريحات كاتس بحق إسبانيا، قال ألباريس إن "إسبانيا تتخذ قراراتها بشكل سيادي ومستقل. ولا ينبغي لأي طرف ثالث أن يخبرنا بما يجب علينا فعله"
وأوضح أن إسبانيا "متضامنة بشكل واضح مع غزة واستقبلت فلسطينيين، مثل الأطفال والمرضى من الحالات الحرجة أو اللاجئين"، لكنه شدد على أن "هذا لا يغير حقيقة أن غزة هي موطن الغزّيين".
وفي إشارة إلى حصيلة القتلى في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة التي تجاوزت الـ 15 شهراً، قال ألباريس: "ما نقوم به هو تقديم مساعداتنا الإنسانية بقدر الإمكان لمساعدة الناس بعد أن سقط أكثر من 45 ألف شخص بريء ضحية للقصف العشوائي".
وشدد على أنه ينبغي على العالم أن يدعم غزة في إعادة الإعمار، كخطوة أولى للوصول إلى الدولة الفلسطينية التي تضم غزة والضفة الغربية".
كما أدان ألباريس المستويات الحالية للعنف الذي يمارسه المستوطنون في الضفة الغربية ووصفها بأنها "غير مقبولة على الإطلاق".
وقال إنه تواصل مع دول عربية وأوروبية أخرى تتفق مع موقف إسبانيا بشأن مستقبل فلسطين.
وأضاف ألباريس: "لقد أوضح الاتحاد الأوروبي أنه يؤيد حل الدولتين".
ولم يستبعد ترامب في تصريحاته، الثلاثاء، إمكانية نشر قوات أمريكية لدعم إعادة إعمار غزة، متوقعا أن تكون للولايات المتحدة "ملكية طويلة الأمد" في القطاع الفلسطيني.
والأربعاء، أعلنت السعودية والإمارات والأردن ومصر وسلطنة عمان، فضلا عن فلسطين، وجامعة الدول العربية والبرلمان العربي ومجلس التعاون الخليجي وجماعة الحوثي اليمنية، رفض خطط ترامب، فيما لاقت إشادة وامتنانا واسعين على المستوى السياسي بإسرائيل، بما يشمل مختلف التوجهات.
وفي أوروبا، أعربت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا وبولندا وسلوفينيا وإسكتلندا وبلجيكا وسويسرا، الأربعاء، عن رفضها القاطع لمخططات ترامب، محذرة من أن ذلك يشكل "انتهاكا خطيرا للقانون الإنساني الدولي" وقد يؤجج الكراهية والاضطرابات بالشرق الأوسط.
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج ترامب لمخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار العربية والدولية ترامب : إسرائيل ستسلمنا قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الإمارات ترفض محاولة تهجير سكان غزة العاهل الأردني: الحل لن يكون على حساب أمن واستقرار الأردن الأكثر قراءة 12 إصابة بالرصاص والاختناق إثر اعتداء الاحتلال على المواطنين في بيتونيا محدث: الإفراج عن 110 من الأسرى الفلسطينيين في الدفعة الثالثة بالفيديو: كتائب القسام تعلن استشهاد قائدها محمد الضيف وقادة عسكريين وصول 20 مبعدا من الأسرى المفرج عنهم الى غزة - أسماء عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025