بوابة الوفد:
2025-01-24@22:59:23 GMT

الأيام المباركات

تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT

لقد فضل ربنا (عز وجل) بعض الأيام على بعض، ففضل يوم الجمعة على سائر الأيام، وشهر رمضان على سائر الشهور، والعشر الأُول من ذى الحجة على غيرها من الأيام، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «إن لربكم فى أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدًا»، وأهل العلم على أن أفضل الأيام المباركات هى العشر الأول من ذى الحجة، التى وصفها القرآن الكريم بالأيام المعلومات، فقال سبحانه: «لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ»، ويقول سبحانه: «وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِى أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِى يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ»، وذكر سيدنا عبد الله بن عباس (رضى الله عنه) أنها الليالى العشر التى أقسم بها رب العزة (عز وجل) فى كتابه العزيز فقال: «وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ»، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ يَعْنِى الْعَشْرَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَال: وَلَا الْجِهَادُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ»، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد».

وفيها يوم عرفة، وهو يوم عظيم مبارك يستحب صيامه لغير الحاج، من صامه إيمانًا واحتسابًا فإنه يكفر السنة الماضية والسنة الباقية, حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِى قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِى بَعْدَهُ».

ولقد عظم النبى (صلى الله عليه وسلم) من فضل الدعاء يوم عرفة فقال: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيّون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير»، وسئل سفيان بن عيينة يومًا، ما كان أكثر دعاء النبى (صلى الله عليه وسلم) بعرفة؟ فقال: لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر، فقيل له: هذا ثناء وليس بدعاء، فقال أما علمت أن الله (عز وجل) يقول: «إذا شغل عبدى ثناؤه على عن مسألتى أعطيته أفضل ما أعطى السائلين».

وفيها يوم النحر للحاج وغيره، حيث ذبح الهدى والأضاحي، يقول الحق سبحانه: «وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ»، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «مَا عَمِلَ آدمى مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ (عز وجل) مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ إِنَّهَا لَتَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلاَفِهَا وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأَرْضِ فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا»، وعن عائشة (رضى الله عنها): أنَّهُمْ ذَبَحُوا شَاةً، فَقَالَ النبيُّ (صلى الله عليه وسلم): «مَا بَقِيَ مِنْهَا؟» قالت: مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلاَّ كَتِفُها، قَالَ: «بَقِيَ كُلُّهَا غَيْرُ كَتِفِهَا».

وفى هذه الأيام المباركات يستحب الإكثار من الصلاة والقيام والذكر والدعاء وقراءة القرآن الكريم وسائر أنواع البر والطاعات، وأبر البر فى هذه الأيام صلة الرحم حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: «وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِى تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا»، ويقول سبحانه وتعالى فى الحديث القدسي: «أنا الله وأنا الرحمن، خلقت الرَّحِم، وشققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها بتَتُّه».

 كما يستحب فى هذه الأيام المباركة الإكثار من الصدقة، والتوسعة على الفقراء، والحرص على سنة الأضحية توسعة عليهم، حيث يحثنا نبينا (صلى الله عليه وسلم) على ألا نحوج أحدًا من الفقراء والمساكين إلى السؤال فى أيام العيد فيقول (صلى الله عليه وسلم): «اغنوهم فى هذا اليوم»، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ، وَدَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَأَعِدُّوا لِلْبَلاءِ الدُّعَاءَ»، ويقول (صلى الله عليه وسلم): «مَا مِنْ يَوْمٍ يُصبِحُ العِبادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا».

وزير الأوقاف

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وزير الأوقاف أ د محمد مختار جمعة الأيام المباركات يوم الجمعة وشهر رمضان القران الكريم صلى الله علیه وسلم هذه الأیام یقول نبینا عز وجل

إقرأ أيضاً:

الله يعوض عليه

الله يعوض عليه

مقالات مشابهة

  • الأمين العام لمجمع البحوث :الإسراء والمعراج جسراً سماوياً بين الأرض والسماء
  • عالم أزهري يفجر مفاجأة.. «الإسراء والمعراج» ليس حصرا على النبي محمد صلى الله عليه وسلم
  • محمد الجندي: رحلة الإسراء والمعراج عزَّزت ثقة الرسول بنفسه ورسالته
  • مجمع البحوث الإسلامية: رحلة الإسراء والمعراج جسرًا سماويًا بين الأرض والسماء
  • معنى الصعود في قوله تعالى: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾
  • لماذا تراجعت شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
  • بيان معنى الأمّية في حق النبي صلى الله عليه وآله وسلم
  • الله يعوض عليه
  • بيان مدى علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم للغيب
  • حكم الحلف بغير الله والترجي بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم