بوابة الوفد:
2025-04-11@23:36:51 GMT

التحول إلى الدعم النقدى بداية إصلاح الخلل

تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT

عانت منظومة الدعم على مدار سنوات طويلة من خلل وتشوهات عديدة لدرجة تسببت فى إثقال كاهل الموازنة العامة للدولة بأعباء كبيرة وذلك نتيجة إهدار أموال طائلة من أموال الدعم بسبب العشوائية والفساد وغياب الضمير لدى البعض الذى تسبب فى وصول الدعم لأعداد كبيرة غير مستحقة وهو ما يسبب ضرراً للفئات الأكثر احتياجا والأولى بالدعم.

لذلك منظومة الدعم العينى لم تعد ملائمة بسبب هذه التشوهات وعدم القدرة على تحديد المستحقين للدعم بدقة، فضلاً عن عدم وجود قاعدة بيانات دقيقة للمستفيدين، وآن الأوان للتحول إلى الدعم النقدي؛ فهو الأنسب والأكفأ لدعم محدودى الدخل والأسر الأكثر احتياجا وضمان وصول الدعم لمستحقيه.

إن إعلان الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، إحالة قضية التحول من الدعم العينى إلى النقدى للحوار الوطنى لمناقشتها، خطوة مهمة من جانب الحكومة وإن كانت متأخرة، فأن تأتى متأخراً خير من ألا تأتى أبدا، وأن تتخذ الحكومة خطوات جادة نحو دراسة التحول من الدعم العينى إلى الدعم النقدى فذلك أمر محمود منها أن تستمع للخبراء والمتخصصين وتستجيب للمقترحات البناءة التى تستهدف الصالح العام للوطن والمواطن، ومنها الاقتراح الذى طرحته بصفتى عضواً بمجلس الشيوخ المصرى بضرورة التحول إلى الدعم النقدي، لذا وجب أن أتوجه بالشكر إلى الدكتور مدبولى رئيس مجلس الوزراء على استجابته لمقترحنا.

كما أثمن الاستجابة السريعة من مجلس أمناء الحوار الوطنى بعقد اجتماع يوم السبت الماضي، لبحث الأمر، وترحيبه بإحالة قضية التحول إلى الدعم النقدى إلى الحوار الوطنى، وأن الحوار سيتصدى عبر آلياته المعتمدة لقضية الدعم وما هو مطروح من الحكومة حول إمكانية تحويله من عينى إلى نقدي، ومن الضرورى أن يولى الحوار الوطنى أهمية قصوى وأولوية لقضية الدعم التى تمس أكثر من 60 مليون مواطن، فالموضوع معقد ومتشابك ويحتاج إلى اتخاذ قرارات جريئة ومتأنية بعد الاستماع إلى كل الرؤى والتصورات من الخبراء والمتخصصين والاستفادة بتجارب الدول الأخرى.

الجميع يتفق على أهمية حوكمة وإعادة هيكلة منظومة الدعم، ووضع الضوابط اللازمة لضمان وصول الدعم لمستحقيه، ومنها التحول إلى الدعم النقدي، وضرورة تطبيق الميكنة والرقمنة فى المنظومة وإعداد قاعدة بيانات دقيقة للمستحقين والمستفيدين من الدعم، وتشديد الرقابة على هذه المنظومة للحد من الفساد حتى يتم «ترشيد الدعم» وضمان وصوله لمستحقيه من الأسر الأولى بالرعاية والأكثر احتياجا، مما يمنع إهدار المال العام بسبب حصول بعض غير المستحقين على الدعم، والدعم النقدى يصب فى صالح المواطن، حيث إن رئيس الحكومة أكد على أن «الدولة ستظل مُلتزمة بوجود واستمرار الدعم، خاصة فى السلع الأساسية التى تمس حياة المواطن، وأن كل محاولاتنا تستهدف ترشيد هذا الدعم، حتى يتسنى لنا كدولة استدامة تقديمه».

إن كل الخبراء الاقتصاديين يؤكدون أنه «لضمان استدامة منظومة الدعم ووصوله لمستحقيه، لا سبيل لذلك إلا من خلال التحول من دعم عينى إلى دعم نقدي، والحقيقة أن تطبيق الدعم النقدى هو السبيل الوحيد لتوفير الأمان الاجتماعى للفئات الأكثر احتياجا، خاصة أنه يذهب مباشرة إلى المواطن، وسيضمن تنقية كشوف المستفيدين من الدعم واستبعاد غير المستحق، وسيساهم فى السيطرة على أموال الدعم وتوجيهها فى الأغراض المخصصة لها، وبالتالى القدرة على مواجهة الفساد فى هذه المنظومة وتطهيرها.

فمن مزايا التحول إلى الدعم النقدى أنه يتم تحويل الأموال مباشرة إلى المستفيدين، مما يقلل من إهدار المال العام، وبما يضمن وصول الدعم للمستحقين فقط، وخفض معدل الفقر ودعم الأسر الأولى بالرعاية والأكثر احتياجا، فالدعم النقدى سيساعد على تمكين المرأة اقتصاديا، وتحفيز النمو الاقتصادى وتعزيز ثقافة الإنتاج لدى المواطنين، وتحقيق الضمان الاجتماعى للأسر والمساهمة فى تحقيق الأمن المجتمعي، والاستثمار فى رأس المال البشري، والارتقاء بالمستوى التعليمى لأفراد الأسر المستفيدة، وتحسين مستوى تغذية الأطفال الصغار والرعاية الصحية للأم والطفل، وتحويل الأسر متلقية الدعم الى أسر منتجة.

ختاماً.. أتمنى سرعة مناقشة أهم قضية تمس المواطن المصرى فى الحوار الوطنى وهو الدعم، والاستماع إلى وجهات نظر الخبراء والمتخصصين والمهتمين بالملف، وإعداد رؤية اقتصادية شاملة حول آليات التحول إلى الدعم النقدي، وتحديد مدى الاحتياج إلى تشريع لتطبيق الدعم النقدى أم الاكتفاء بإصدار قرار جمهورى بذلك، والاستعانة بنماذج لتجارب ناجحة فى دول طبقت الدعم النقدى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حازم الجندى منظومة الدعم أموال طائلة أموال الدعم إلى الدعم النقدی إلى الدعم النقدى التحول إلى الدعم الحوار الوطنى منظومة الدعم وصول الدعم من الدعم

إقرأ أيضاً:

«من الطاقة إلى التحول الرقمي».. خريطة تعاون واسعة بين مصر والمجر

استضافت وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية فعاليات منتدى الأعمال المصري المجري، بحضور الوزير حسن الخطيب، وبيتر سيارتو، وزير الخارجية والتجارة المجري، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، إلى جانب أعضاء الوفدين التجاريين من مصر والمجر.

ورحب المهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية بقدوم بيتر سيارتو، وزير الخارجية والتجارة بدولة المجر، مشيراً إلى أن زيارة الوفد التجاري المجري رفيع المستوى إلى مصر تعكس التزام دولة المجر الراسخ بتعزيز الروابط الاقتصادية بين البلدين.

وأشاد الخطيب بجهود الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي في تعزيز شراكات مصر الدولية وتوسيع حضورها على الساحة العالمية.

وقال الوزير إن منتدى الأعمال المصري المجري يستهدف استكشاف الفرص الهائلة للتعاون بين مصر والمجر في مجالات الاستثمار والتجارة مشيرا إلى أن المنتدى يستهدف أيضا بناء شراكات دائمة من شأنها أن تدفع عجلة النمو الاقتصادي والابتكار والازدهار لكل من مصر والمجر.

وأضاف الخطيب أن مصر بدأت رحلة تحوّل طموحة، تهدف إلى ترسيخ مكانتها كمركز استثماري رائد في إفريقيا مشيرا إلى التزام الدولة المصرية بخلق اقتصاد أكثر انفتاحاً وتنافسية وديناميكية.

ولفت الوزير إلى أن جهود الدولة بدأت تؤتي ثمارها، حيث إنه في عام 2024، استطاعت مصر جذب 46.6 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، مما يعكس تزايد الثقة بالاقتصاد المصري.

وأشار الخطيب إلى تطلع مصر إلى المستقبل بأهداف طموحة، منها جذب 60 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتحقيق صادرات بقيمة 145 مليار دولار، وضمان أن يكون 65% من الاستثمارات من قبل القطاع الخاص بحلول عام 2030.

وأوضح الوزير أن هذه الأهداف تشكل خارطة طريق واضحة للنمو المستقبلي، مشيرا إلى أن المجر، بتاريخها الغني في الابتكار وخبراتها المتخصصة، لديها فرصة متميزة لتتعاون مع مصر بشكل فاعل في قطاعات محورية مثل الطاقة، والاقتصاد الأخضر، والصناعة، والتكنولوجيا والتحول الرقمي، والرعاية الصحية.

ونوه الخطيب إلى أن هناك فرصة حقيقية لبناء شراكة متبادلة المنفعة وتحقيق نجاح طويل الأمد بين البلدين

من خلال الاستفادة من الموقع الاستراتيجي لمصر، وقوتها العاملة الشابة، والبنية التحتية المتنامية، إلى جانب خبرات المجر في عدد كبير من المجالات محل الاهتمام المشترك.

ومن جانبه أعرب بيتر سيارتو، وزير الخارجية والتجارة المجري، عن تقديره العميق للعلاقات المتميزة التي تربط بلاده بجمهورية مصر العربية، مؤكدًا أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.

وأشار سيارتو أن النجاحات التي تحققت في مجال التعاون بين البلدين في مجالات النقل والاتصالات مثل مشروع تحديث السكك الحديدية المصرية وكابل الألياف الضوئية بين مصر وأوروبا، مؤكدًا أن هذه المشاريع تمثل خطوات هامة نحو تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

وأكد سيارتو على استمرار المفاوضات بشأن تعزيز التعاون في مجالات الطاقة، الزراعة، والمياه، مشيرًا إلى التقدم المحرز في مشاريع بناء محطات كهرباء جديدة في مصر.

كما أعرب عن فخره بالعلاقات الشعبية المتنامية بين مصر والمجر، بما في ذلك زيادة عدد الطلاب المصريين في الجامعات المجرية وتوسيع شبكة الرحلات الجوية، مما يسهم في تعزيز الروابط الثقافية والتجارية بين البلدين.

وبدورها أعربت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي عن التزام مصر المستمر بتعزيز التعاون مع شركائها الدوليين في مجالات التنمية المستدامة والبنية التحتية. مشيرة أن الوزارة تعمل على تنفيذ استراتيجية "رؤية مصر 2030" من خلال جذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

وأضافت المشاط أن الوزارة تركز على تسريع الإصلاحات الاقتصادية بالتعاون مع المؤسسات الدولية، مع العمل على استدامة الموارد المالية للمشروعات الكبرى، والتركيز على تحسين الظروف المعيشية للمواطنين.

وأكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي على اهتمامها بتعزيز النمو الاقتصادي المستدام، لا سيما في مجالات الطاقة المتجددة والتعليم والصحة مشيرة إلى استمرار الوزارة في تطبيق السياسات الاقتصادية التي تدعم الابتكار، وتعزز الاستقرار الاقتصادي.

وأشارت المشاط إلى أهمية التعاون الفعّال بين الحكومة والقطاع الخاص في تنفيذ المشروعات التي تدعم أهداف التنمية الشاملة.

اقرأ أيضاً«تحديات القطاع الصحي في الجامعات التكنولوجية».. جلسة نقاشية بالمؤتمر الدولي للتعليم

عاجل| البنك المركزي يعلن تراجع التضخم لأدنى مستوى في مارس عند 9.4%

قبل اجتماع «المركزي».. 8 بنوك تخفض فائدة شهادات الادخار وحساب التوفير

مقالات مشابهة

  • الحوار الوطني: أداة حل أم فخّ لاحتواء الغضب؟
  • بارة: إصلاح الوضع في ليبيا يقتضي السماح للقضاء بمحاكمة الطبقة الحاكمة
  • الحكومة تستكمل اليوم مناقشة مشروع إصلاح المصارف وتحديان أمام مجلس الإنماء والإعمار
  • توزيع 13 ألف كيلو لحوم بقرى على قرى الأكثر احتياجا فى الغربية
  • «من الطاقة إلى التحول الرقمي».. خريطة تعاون واسعة بين مصر والمجر
  • الحوار البنّاء .. وسيلة حيوية لتعزيز التفاهم وتقريب الفجوات
  • أهم أخبار الإمارات اليوم
  • الحوار صوت العقل
  • الإنسان بين مرايا ذاته ومآرب غيره
  • الغويل: إصلاح الاقتصاد الليبي يحتاج إلى تغيير جذري والبناء من الصفر