فى مثل هذا المقال قد لا تسعفك العبارات وقد تتلعثم الكلمات لمكانة وجلال ووصف من نتحدث عنهما، فهما يمثلان حالة القيم الانسانية والرقى البشرى والسمو الاخلاقى والنبل المعرفى والهمم العالية والأهداف العليا والقدوة المثلى ولا يمكن لقلم أن ينصفهم او يصفهم وسيقف التاريخ طويلا امام هؤلاء فإنهم من صناع المجد وإرساء القيم وملوك الأثر والتأثير ولا يمكن للأمم ان تنهض الا بمثل هؤلاء فهما رمزا العطاء الدكتور محمد غنيم والدكتور مجدى يعقوب قلعتان كبيرتان وهرمان عظيمان نفتخر بهما ايما فخر واعتزاز والحديث عنهما لا يحتاج إلى كلام فهما ملء السمع والبصر ولكن سأعرج قليلا فى هذا المقال محبة فى ان اقول شيئا وان كان معلوما ولا أخفيكم سرا اننى كنت انتوى منذ اسبوعين او أكثر الحديث عنهما وأرجأته لهذا الأسبوع وفوجئت بحصولهما على جائزتين كبيرتين، فلقد حصل الدكتور محمد غنيم على جائزة الريادة والابتكار لأفضل انتاج علمى من جامعة الامير محمد بن فهد السعودية لاستخدام الخلايا الجذعية لعلاج مرض السكر، وسجل الدكتور غنيم حافل بالانجازات العلمية، فهو رائد زراعة الكلى بالشرق الاوسط وواحد من رواد زراعة الكلى فى العالم وهو مؤسس مركز المنصورة للكلى، وكان حلم الدكتور غنيم وطلبه من الرئيس السادات فى ١٩٧٨ والذى رحب به وتم افتتاحه ١٩٨٣ وفى هذا الصرح العلمى تخرجت أجيال تتلمذت على العلم والالتزام والمركز يقدم خدمات علاجية بالمجان لعشرات الآلاف من المرضى شهريا وفى ٢٠١٦ قامت جامعة المنصورة بإطلاق اسم غنيم على المركز تكريما له، وقد حصل على العديد من الجوائز منها جائزة الدولة التشجيعية فى ٧٨ وجائزة مبارك للعلم فى ٢٠٠١ ووسام فيليكس من الجمعية الدولية لجراجة المسالك، وحصل على العديد من الجوائز من الجامعات العالمية، ويعد أمهر جراح فى العالم فى الكلى والمسالك البولية وجعل من المنصورة قبلة لمرضى الكلى من مصر والعالم العربى، والحديث عن ملك القلوب الدكتور مجدى يعقوب والذى لقبته به الأميرة ديانا حديث لا ينتهى، فلقد حقق نجاحات غير مسبوقة فى مجال زراعة القلب والرئة فله العديد من الابحاث العالمية فاقت اكثر من ٤٠٠ بحث وحصل على لقب اسطورة الطب فى العالم من جامعة القلب الأمريكية بشيكاغو ضمن اكبر خمس شخصيات طبية أثرت فى تاريخ الطب، وهو واحد من رواد زراعة القلب فى العالم وسجل فى موسوعة جينيس كأشهر علامة طبية فى العالم قام بإجراء ١٠٠ عملية قلب فى عام واحد ١٩٨٠ وإدرك ان هناك اعدادا كبيرة لا تستطيع الانتظار الطويل حتى يتسنى له إجراء العملية بنفسه فاهتم بتدريب الأطباء على مستوى العالم وقام بتأسيس مؤسسة سلاسل الأمل ١٩٩٥ لإجراء جراحات القلب للمرضى فى الدول النامية وفاز بجائزة الشعب فى ٢٠٠٠ التى نظمتها BBC وحصل على وسام قلادة النيل من مبارك وفى عام ٢٠١٢ حصل على وسام العظام من الجمعية الأمريكية للقلب ومنحته ملكة اليزابيث لقب سير فى ١٩٩١ وإنشاء مؤسسة مجدى يعقوب لأمراض وابحاث القلب، وذلك لتقديم خدمات طبية مجانية للمصريين وتدريب جيل من شباب العلماء والأطباء والممرضين على اعلى مستوى من المعايير الدولية وعمل على تأسيس البرنامج العالمى لزراعة القلب والرئة واستحداثه اساليب مبتكرة للعلاج الجراحى لحالات هبوط القلب الحاد وتطوير صمام القلب باستخدام الخلايا الجذعية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حاتم رسلان القيم الإنسانية الدكتور محمد غنيم جائزة الريادة والابتكار فى العالم
إقرأ أيضاً:
الدكتور منجي علي بدر يكتب: قمة مجموعة الـ«D8» بالقاهرة
اتجهت مصر وتركيا الفترة الأخيرة لتعزيز العلاقات الثنائية، وجاءت زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان للقاهرة فى فبراير 2024، وزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى أنقرة، فى الـ4 من سبتمبر 2024 تجسيداً للرغبة فى التعاون، ثم تأكيد مشاركة الرئيس التركى فى اجتماعات قمة منظمة الدول الثمانى الإسلامية للتعاون الاقتصادى (D8) فى نسختها الحادية عشرة بالقاهرة يوم الخميس 19 الجارى لمناقشة سبل مواجهة المتغيرات العالمية الاقتصادية والسياسية تحت شعار: الاستثمار فى الشباب ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة.. «تشكيل اقتصاد الغد»، حيث تولت رئاسة المجموعة فى مايو 2024 وتستمر فى قيادة أعمالها حتى نهاية عام 2025.
وتأتى هذه الزيارات والمقابلات على المستوى الرئاسى استكمالاً للجهود الرامية لتطوير العلاقات الثنائية التى أخذت تتطور تدريجياً بين مصر وتركيا منذ عام 2021، حين نجح البلدان فى استئناف الاتصالات المشتركة على مستوى الوزراء وكبار المسئولين، وفى عام 2023 تم رفع التمثيل الدبلوماسى بين البلدين لمستوى السفراء.
ويرتبط تطور العلاقات المصرية التركية بالأوضاع الجيوسياسية فى منطقة الشرق الأوسط بالنظر إلى البعد الاستراتيجى للدولتين وثقلهما فى المنطقة، ويعكس الإرادة السياسية المشتركة لتعزيز العلاقات فى مختلف المجالات بما فى ذلك الاقتصاد والسياسة والتجارة والأمن والدفاع، والتنسيق المشترك فى القضايا والملفات المطروحة أمام البلدين، ومنها التوترات الإقليمية والسعى إلى وقف العدوان الإسرائيلى على الفلسطينيين الممتد منذ أكتوبر 2023 حتى الآن، وأيضاً التنسيق فى ملفات إقليمية أخرى، منها الأوضاع الجديدة فى سوريا ولبنان وليبيا والسودان واليمن والقرن الأفريقى وبالتحديد التطورات الأخيرة فى الصومال.
وتكشف أى متابعة للعلاقات بين البلدين أن الروابط بينهما لم تتوقف حتى فى سنوات الخلاف منذ منتصف عام 2013، حيث شهد مسار التعاون الاقتصادى والتجارى والاستثمارى تطورات إيجابية رغم التوترات السياسية التى استمرت حوالى 10 سنوات، بل وأخذ هذا الملف الاقتصادى محوراً استراتيجياً يقوم على إيجاد المساحات المشتركة بين البلدين لتعزيز دورهم فى منطقة الشرق الأوسط، ويعود ذلك فى الأساس إلى حكمة وصبر الرئيس عبدالفتاح السيسى على التجاوزات التركية المتعددة.
وشهدت الزيارة الأخيرة للرئيس عبدالفتاح السيسى إلى تركيا، عقد الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجى رفيع المستوى بين مصر وتركيا، وانتهى الاجتماع بتوقيع 17 اتفاقية بعدة مجالات مختلفة، منها الاستثمارات المشتركة فى الصناعة ومجالات الطاقة، واستهداف زيادة التبادل التجارى بينهما من حوالى 10 مليارات دولار إلى 15 مليار دولار على مدار خمس سنوات.
وتهدف الاتفاقات لتعزيز البيئة الاستثمارية ودعم التجارة الحرة ودعم تبادل الزيارات واللقاءات بين رجال الأعمال، وفيما يتعلق بمجالات الطاقة تسعى الدولتان انطلاقاً من مبدأ المنفعة المتبادلة إلى التركيز على مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة، ولا سيما الغاز الطبيعى والطاقة النووية.
ويحظى الجانب العسكرى والأمنى بزخم متزايد فى الفترة الحالية، ويُشير هذا التعاون إلى تقدم علاقات التعاون الدفاعية، ومن نتائج هذا التعاون ما ظهر واضحاً فى مشاركة أكثر من شركة تركية فى مجال الدفاع الجوى والأنظمة الإلكترونية الدفاعية فى معرض مصر الدولى للطيران والفضاء، لتسويق المنتجات الدفاعية التركية.
ويمكن القول إن العلاقة بين القاهرة وأنقرة ارتفعت إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، وهو ما يؤكده إنشاء مجلس التعاون الاستراتيجى الذى يترأسه رئيسا مصر وتركيا، وهناك دوافع ساعدت على ترسيخ هذه العلاقات من أجل مواجهة التحديات المشتركة فى منطقة الشرق الأوسط القلقة.
وعلى الصعيد السياسى، يستمر التنسيق فى الملفات الإقليمية مثل ليبيا وفلسطين وسوريا والصومال واليمن، مما يعزز دور البلدين فى استقرار المنطقة.
كما أن التقارب الجيوسياسى لمواجهة التحديات الإقليمية قد يؤدى إلى تعزيز دورهما كقوتين إقليميتين مؤثرتين فى النزاعات الإقليمية، وذلك بالتنسيق مع القوى الفاعلة فى المنطقة، مثل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وقطر، وكذا مع القوى الدولية الفاعلة بالمنطقة.
هذا، ونأمل أن تكون اجتماعات قمة الـ(D8) بالقاهرة فرصة لبداية تأسيس علاقات تشاركية تقوم على تحقيق المصالح المشتركة فى ظل إرهاصات نظام عالمى جديد بدأت تتشكل ملامحه، سواء عاند أو استوعب الرئيس الأمريكى المنتخب ترامب التحول فى النظام العالمى إلى نظام متعدد الأقطاب.
عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للأمم المتحدة