هيفي النيوزيلندية.. وجهة سياحية تجتمع فيها الجبال الثلجية والغابات الكثيفة والطيور النادرة
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
تزخر نيوزيلندا بمسارات التجول والجزر الصغيرة ذات المناظر الطبيعية الخلابة، سواء من قمم جبلية مغطاة بالثلوج، أو غابات كثيفة ذات أشجار عالية، أو حتى الشواطئ الساحرة والطيور النادرة.
ويعتبر مسار هيفي الأطول في نيوزيلندا، إذ يمتد بطول 78 كيلومترا، ويوفر للسياح فرصة للاستمتاع بجولات التنزه سيرا على الأقدام والتجول لمسافات طويلة، ويمتاز بتنوع المناظر الطبيعية.
وفي منتصف مسار التجول يشاهد السياح اثنين من طيور التاكاهي في حجم الديك الرومي وبريش أزرق ومنقار أحمر. وتعتبر طيور التاكاهي بمثابة أسطورة وسط الطيور النادرة والغريبة في نيوزيلندا؛ حيث كان يعتقد أن هذه السلالة قد تعرضت للانقراض حتى إعادة اكتشافها مرة أخرى في جبال "مورشيسون" في عام 1948.
وقد تم إطلاق 30 طائرا من هذا النوع في البرية قبل 6 سنوات في منطقة "غولاند داونز"، وهي عبارة عن هضبة مرتفعة تقع في شمال غرب الجزيرة الجنوبية، وعلى الرغم من عدم إمكانية مشاهدة هذه الطيور في المناطق المحمية الأخرى، فإنه يمكن للسياح مشاهدة هذه الطيور النادرة أثناء التنزه على مسار التجول "هيفي".
يقال إن طائر التاكاهي انقرض قبل أن يُعاد اكتشافه في جبال مورشيسون بنيوزيلندا عام 1948 (الألمانية) نقطة البدايةوتمثل منطقة "براون هات" نقطة البداية لمسار التجول، الذي يبدأ في الصعود بلطف ليمر بين أشجار الزان وشجيرات المانوكا ونباتات السراخس، وترفرف حمامات فاكهة الماوري وتغرد الطيور بأصوات عجيبة، وفي بعض الأحيان تنفتح الغابة جهة اليسار لتكشف عن سلسلة جبال "دوغلاس رانج" المغطاة بالغابات الكثيفة ونهر "أورير" بمياهه الفيروزية الرقراقة وقاعه المغطى بالحصى.
وقد سارت قبائل "الماوري" على هذا المسار الواصل بين الخليج الذهبي "غولدن باي" والساحل الغربي منذ 900 عام.
وشهد عام 1893 الانتهاء من تمهيد هذا المسار وكان بعرض مترين، وكان مخصصا للعربات، التي تجرها الثيران وخيول النقل.
وما يزال المسار يخدم عشاق التجول والتنزه سيرا على الأقدام، والذين يحملون حقائب الظهر الكبيرة وأكياس النوم معهم والأطعمة والمشروبات، التي تكفيهم لـ4 أيام.
وعند الوصول إلى قمة هذه المرحلة يمكن للمتجولين إلقاء حقائب الظهر على الأرض، بعد الوصول إلى أعلى نقطة في هذه الجولة عند ارتفاع 915 مترا فوق مستوى سطح البحر، وهنا ينعم السياح بإطلالة رائعة على شجيرات الكورديل وحتى الجبال المغطاة بالغابات.
قبائل "الماوري" عبرت المسار الواصل بين الخليج الذهبي "غولدن باي" والساحل الغربي منذ 900 عام (الألمانية) كوخ "بيري ساديل"ولا تقل روعة المناظر الطبيعية من كوخ "بيري ساديل"؛ حيث ينعم السياح بإطلالة رائعة على الطبيعة المحيطة بالكوخ أثناء وجودهم في غرفة المعيشة. وعندما يحل الظلام تظهر مناظر بانورامية رائعة من النوافذ وتضيء لمبات صغيرة من السقف بفعل أيدي سحرية، وذلك بفضل الألواح الشمسية.
وخلال الجولة على مسار هيفي يشاهد السياح طيور الكيوي، وكذلك الحلزون العملاق ذا الصدفة الكبيرة، التي يصل قطرها إلى 9 سنتيمترات. ويأكل هذا الحلزون ديدان الأرض، ومن أجل حماية هذه الأنواع النادرة فقد تم دمج المحميات الصغيرة في عام 1996 لتكوين المحمية الطبيعية "كاهورانجي"، والتي تعتبر ثاني أكبر محمية طبيعية في نيوزيلندا.
وتحت المظلة ينعم السياح بفرصة الاستمتاع بجمال الطبيعة والتأمل فيما حولهم، وتتدفق جداول المياه المشوبة باللون البني من مادة التانين الموجودة في الأشجار عبر وديان السافانا، كما أن صخور الحجر الجيري المستديرة والمصقولة تشبه الصخور السوداء في محمية "سيرينغيتي" في تنزانيا.
أشجار النخيل الأصلية الوحيدة في نيوزيلندا تشكل ممرات جيدة التهوية مع شجيرات السرخس (الألمانية) بحر ونخيل وآثاروخلال المساء، يمكن للسياح مشاهدة البحر يتلألأ من بعيد لفترة وجيزة، ويعتبر البحر هو وجهة المرحلة التالية من الجولة، وعند النزول إلى الساحل تصبح الغابة أكثر خصوبة مع كل كيلومتر ويطغى عليها الطابع شبه الاستوائي، وتتدفق المياه من الجداول والأنهار الصغيرة وتتساقط أشجار السرخس.
وتشكل أشجار النخيل الأصلية الوحيدة في نيوزيلندا مع شجيرات السرخس، ممرات جيدة التهوية، ومن خلال الفتحات الموجودة في الأوراق وسعف النخيل يشاهد السياح نهر هيفي وهو يتلألأ في مضيقه، وقد أطلقت "قبائل الماوري" على هذا النهر اسم "واكابواي"، أي النهر الذي تصرخ فيه أنثى طيور الكيوي.
وعلى مقربة من مصب النهر يمكن سماع أصوات أمواج البحر المتلاطمة قبل أن يصل إليها، وقد قامت قبائل الماوري ببناء قرية في هذه المنطقة خلال القرن الـ13.
وقد اكتشف علماء الآثار بدءا من عام 1961 فؤوسا مصنوعة من اليشم، وخطافات صيد الأسماك ومواقع مرصوفة بالحجر، وهو ما جعلها من أهم المواقع الأثرية في نيوزيلندا، إلا أن فيضان النهر جرف ثلثي القرية.
يمكن للسياح مشاهدة البحر والمنحدرات الجبلية المغطاة بغابة من أشجار النخيل من كوخ "هيفي" (الألمانية) كوخ "هيفي"ويمتاز الكوخ "هيفي" المجاور بأنه أكثر أمانا، ويشاهد السياح عشرات من طيور الويكا منتشرة على العشب أمام الكوخ، ويظهر من الشرفة منظر طبيعي بديع؛ حيث يمكن للسياح مشاهدة البحر والمنحدرات الجبلية المغطاة بغابة من أشجار النخيل.
ومع غروب الشمس تبدو السماء مزينة بالسحب المتوهجة، ولا يمكن الذهاب إلى البحر، وتحت الصخور البارزة يسبح زوج من أوز الجنة مع 7 فراخ، وعلى الجانب الأيسر يمتد الشاطئ الرملي الواسع بشكل لا نهائي، ومن خلف الكثبان الرملية ترتفع السلاسل الجبلية الواحدة تلو الأخرى.
وفي اليوم الأخير في الجولة تصل المتعة إلى ذروتها؛ حيث يمر مسار التجول من خليج إلى خليج عبر غابة من أشجار النخيل، وتتساقط المنحدرات المغطاة بالغابات كخيوط من السحب في البحر، وتنتشر الأخشاب على الرمال ويتناثر رذاذ الماء على الصخور.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الطیور النادرة فی نیوزیلندا أشجار النخیل
إقرأ أيضاً:
حديقة الحيوان بالفيوم.. متنفس طبيعي تواجه تحديات كبيرة
تعد حديقة الحيوان بالفيوم واحدة من أهم الوجهات الترفيهية والتعليمية في المحافظة، حيث توفر بيئة طبيعية مميزة للزوار من مختلف الأعمار للاستمتاع بمشاهدة الحيوانات والتعرف على الحياة البرية عن قرب.
تاريخ الحديقة وتطورها:
تم إنشاء حديقة الحيوان بالفيوم لتكون مساحة خضراء تجمع بين الترفيه والتثقيف البيئي، حيث تضم مجموعة متنوعة من الحيوانات البرية والأليفة، مثل الأسود، والنمور، والزرافات، بالإضافة إلى الطيور النادرة والزواحف.
شهدت الحديقة تطويرات متتالية لتحسين مستوى الخدمات المقدمة للجمهور، مما جعلها وجهة مثالية للعائلات والرحلات المدرسية.
أقسام الحديقة ومعالمها:
تضم الحديقة عدة أقسام متميزة، من بينها:
- منطقة الحيوانات البرية التي تشمل الأسود والنمور والدببة.
- بيت الزواحف الذي يضم الثعابين والتماسيح والسلاحف النادرة.
- منطقة الطيور التي تحتوي على البجع والطاووس والببغاوات الملونة.
- حديقة الأطفال التي توفر أنشطة ترفيهية وتعليمية، بالإضافة إلى إمكانية التفاعل مع بعض الحيوانات الأليفة.
أهمية الحديقة ودورها البيئي:
تلعب حديقة الحيوان بالفيوم دورًا مهمًا في نشر الوعي البيئي بين الزوار، حيث تنظم ورش عمل ومحاضرات حول أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي، كما تسهم في برامج الإكثار للحيوانات المهددة بالانقراض.
تحديات وتطلعات المستقبل:
رغم أهمية الحديقة، إلا أنها تواجه بعض التحديات مثل الحاجة إلى مزيد من التطوير في المرافق والخدمات، بالإضافة إلى تحسين بيئة الحيوانات لضمان رفاهيتها، وتسعى الإدارة إلى تحديث الحديقة وإضافة المزيد من الحيوانات النادرة، مما يعزز مكانتها كوجهة سياحية بارزة في الفيوم.
تظل حديقة الحيوان بالفيوم نقطة جذب رئيسية لمحبي الطبيعة والحيوانات، حيث تجمع بين المتعة والتعليم في آنٍ واحد، مما يجعلها وجهة مثالية لقضاء أوقات ممتعة برفقة العائلة والأصدقاء.