بوابة الوفد:
2025-03-04@07:10:15 GMT

إبليس اليوم.. نار تحت الرماد!!

تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT

لقد كان إبليس فيلسوفا وعالما ومجادلا وكان يبهر الملائكة بعلمه وفلسفته حتى لقد سموه طاووس العابدين لفرط زهوه بعلمه وعبادته, وقد ظل سبعين ألف سنة يعبد ويتفلسف ويجادل, والملائكة يتحلقون حوله يستمعون ويعجبون.. ولكن الله كان يعلم أن هذا المخلوق المختال المزهو المتكبر الذى يحاضر فى المعرفة الإلهية هو أقل مخلوقاته معرفة به وأن كلامه لا يدل على قلبه.

وإنما سيد الأدلة على المعرفة وعدمها هو السلوك عند الأمر والنهى (ساعة يتصادم الأمر مع الطبع والهوى ويجد المخلوق نفسه أمام الاختيار الصعب وهذا ما حدث حينما جاء أمر الله لإبليس بالسجود فشق ذلك على كبريائه واستعلائه وزهوه وساعتها نسى ماكان يحاضر فيه منذ لحظات، نسى مقام ربه العظيم وجلاله وعظمته ولم يذكر إلا أنه مأمور بالسجود ولمن ؟ لبشر من طين وهو المخلوق من نار فر الأمر على الآمر وجادل ربه .كأنه رب مثله (قال أنا خيرٌ منه خلقتنى من نار وخلقته من طين)، (قال أأسجد لمن خلقت طيناً).. وسقط إبليس مع أجهل الجاهلين فما عرف إبليس ربه حين جادله وحين رد الأمر عليه..ولم تغن النظريات التى كان يدبجها ولا الحذلقات التى كان يبهر بها الملائكة والتى كان يصور بها لنفسه أنه سيد العارفين.. وإبليس اليوم هو العقلانية المزهوة المتكبرة فى سلوك وفكر الإنسان العصر، إبليس هو التعجرف العقلانى فى الفلسفة الغربية، وهو الإرهاب الفكرى في الأيدولوجيات المادية، وهو العنصرية عند اليهود وهو سيادة الدم الأزرق فى النازية، وهو وهم الجنس المختار عند البروليتاريا (صناع التاريخ وطلائع المستقبل) وهو فكرة السوبر مان عند نيتشه، فكل ذلك هو الجهل والكبر وإن تسمى بأسماء جذابة كالعلم والفلسفة والفكر، والحيوان عنده علم أكثر من علم هؤلاء الناس، فالقطة تأكل ما تلقيه لها وهى تتمسح عند قدميك فإذا خالستك وسرقت السمكة من طعامك، أسرعت تأكلها خلف الباب ،إن عندهم علم بالشريعة وبالحلال والحرام أكبر، من علم رئيس المافيا الذى يقتل بأشعة الليزر ويفتح الخزائن بأجهزة إلكترونية، والفلاح البسيط الذى يطوف بالكعبة باكيا مبتهلا عنده علم بالله أكبر وأعمق من علم دكتور السوربون المتخصص فى الإلهيات، وأنا ولا شك قد حشوت رأسى بكمية من المعارف الإلهية أكثر بكثير ممكا كانت فى رأس أبى رحمة الله عليه ..ولكنى لا أرتاب لحظة فى أنه عرف الله أكثر مما عرفته وأنه بلغ سماء المعرفة بينما أنا مازلت على أرضها حظى منها شطحات وجدان، وإنما سبقنى أبر بالطاعة والتقوى والتزام الأمر، وكما قلت فى بداية مقالى معرفة الله هى خشيته وخشيته طاعته ومن لم يطع ربه فما عرفه ولو كتب مجلدات ودبج المقالات وألف روائع النظريات، وما كان الأنبياء أنبياء بمعجزاتهم وخوارقهم وإنما باستقامتهم وأخلاقهم ، ولم يقل الله لمحمد(إنك لعالم عظيم) بل قال(وإنك لعلى خلق عظيم).

ولقد كان راسبوتين يشفى المرضى ويتنبأ بالمغيبات ويأتى الخوارق وهو أكبر فساق عصره، وسوف يأتى المسيخ الدجال فيحيى الموتى وينزل المطر ويشفى المرضى ويأتى الأعاجيب والخوارق فلا تزيده معجزاته إلا دجلا، وما أكثر العلماء اليوم ممن هم مع الأبالسة. وما أكثر الجهال (فى الظاهر) وهم سادة العارفين، وماعرف ربه من لم يبك على نفسه وعلى جهله وعلى قصيره، ولهذا يقول ربنا عن الآخرة إنها (خافضة رافعة) لأنها سوف ترفع الكثيرين ممن عهدناهم فى الحضيض وسوف تخفض الكثيرين ممن عددناهم من العلية، فلن يكون مع الله إلا الذين عرفوه، وليس العارفون هم حملة الشهادات وإنما هم اهل السلوك والخشوع والتقوى وهؤلاء قلة لا زامر لهم ولا طبال، وليس لهم فى الدنيا راية ولا موكب.. وسلوكك هو شاهد علمك وليس الدبلوم أو البكالوريوس أو الجائزة التقديرية أو نيشان الكمال من طبقة فارس الذى يلمع على صدرك، إنما كل هذه مواهب إبليسية تنفع فى دنيا الشطار ثم لا يكون لها وزن ساعة الحق، أما العارفون الذين هم عارفون حقا فهم البسطاء أهل الاستقامة والضمير الذين تراهم دائما فى آخر الصف، إذا حضروا لم يعرفوا وإذا غابوا لم يفتقدوا.. وإذا ماتوا لم يمش خلفهم أحد، هؤلاء إذا دفنوا بكت عليهم السموات والأرض وشيعتهم الملائكة، جعلنا الله منهم. فإن لم نكن منهم فخدامهم السائرون خلفهم والطامعون على فتات موائدهم.. أروع ما قرأت للمفكر العبقري الذي أعشقه دكتور مصطفى محمود من رائعته «نار تحت الرماد».

سكرتير عام اتحاد المرأه الوفدية ورئيس لجنة المرأة بالقليوبية

magda [email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ماجدة صالح إبليس اليوم نار تحت الرماد إبليس السلوك

إقرأ أيضاً:

بسمة وهبة لـ عصام الحضري: محدش بيشكر نفسه إلا إبليس

تحدث عصام الحضري حارس وقائد المنتخب الوطني السابق، عن دافعه وراء الحديث عن نفسه بشكل جيد، ردا على سؤال الإعلامية بسمة وهبة "الناس بيقولوا محدش بيشكر نفسه إلا إبليس، وأنت قاعد ليل نهار تشكر في نفسك".

وأضاف "الحضري"، في حواره مع الإعلامية بسمة وهبة، مقدمة برنامج "العرافة"، عبر قناتي النهار والمحور: "أشكر في نفسي، عشان افرض الناس مش بتحبني أو الناقد ده مش بيحبني، والجمهور على عيني وراسي، وأتكلم عن نفسي وأفتخر بتاريخي بعد الاعتزال".

 وتابع: "من حقي أفتخر بنفسي وألقابي وإنجازاتي في أي وقت، وبالنسبة للتريند، فأنا لا أعرفه".

 وسألته بسمة وهبة: "عاوز تبقى زي رضا عبد العال عشان تاخد المشاهدات والتريند؟!"، ليؤكد عصام الحضري أنه يحترم الجميع، لكنه حريص على الحديث عن نفسه باعتباره أسطورة، بعدما حقق إنجازات كبيرة في مشواره الكروي.

مقالات مشابهة

  • بسمة وهبة لـ عصام الحضري: محدش بيشكر نفسه إلا إبليس
  • أكثر من 5 ملايين مُصلٍ في المسجد النبوي خلال الأسبوع الماضي
  • في اليوم العالمي للحياة البرية.. أكثر من مليون كائن بحري مهدد بالانقراض
  • بهدف قاتل.. الأخدود يتعادل مع الاتحاد ويمنعه من الابتعاد أكثر في الصدارة
  • قراصنة العصر الحديث.. الهاكر الذى اخترق ناسا وهو بعمر 15 عامًا
  • تامر شلتوت يساعد المداح في مواجهة "بنات إبليس"
  • ترند زمان.. أنا ضحية جبروت امرأة .. اعترافات المذيع إيهاب صلاح بقتل زوجته
  • إيران تحسم الخيار.. هل بقيَ حزب الله قائد وحدة الساحات؟
  • حقيقة «بنات إبليس» في المداح 5.. داعية أزهري يكشف مفاجأة غير متوقعة
  • تشييع أكثر من 90 شخصا في بلدة حدودية لبنانية قضوا خلال الحرب بين حزب الله واسرائيل