ساعات قليلة تفصلنا عن تحديد دار الإفتاء موعد بداية العشر من ذي الحجة واستطلاع غرة هلال هذا الشهر المبارك، ومن المعلوم أن أيام العشر الأوائل من ذي الحجة هي أيام مباركات، يستحب فيها الإكثار من الأعمال الصالحة على مختلف أشكالها سواء بالصيام أوالذكر أوالدعاء والابتهال، وترصد «الوطن» في السطور التالية ماذا قال الشيخ الشعراوي عن العشر من ذي الحجة؟

العشر من ذي الحجة

وقال الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمة الله عليه عن العشر من ذي الحجة في فيديو سابق له، إنها أيام اكتمل فيها الإسلام، وذلك لأن عشر من ذي الحجة هي الليلة التي يكمل الله عز وجل فيها تكليف ربه، واستيفاء أركان الإسلام الخمسة «وهي شهادة أن لا إله إلا الله، إقامة الصلاة، إيتاء الزكاة، وصوم رمضان، حج البيت من استطاع إليه سبيلا».

 

وتابع الشعراوي، خلال حديثه عن العشر من ذي الحجة، أن هذه الأيام هي أيام يكمل فيها المسلم دينه، إذ يحتشد فيها المسلمون على جبل عرفات لإتمام الركن الخامس من أركان الإسلام، وبالتالي يتم تكليف ربه عليه، كأن الإسلام في هذه الليالي أو بالاحتشاد فيها قد استوفى كل أركانه.

فضل العشر من ذي الحجة 

وفي سياق متصل، حول العشر من ذي الحجة وفضلها، قالت دار الإفتاء إن الرسول صلى الله عليه وسلم- أوصى باستغلال هذه الأيام المباركة في الحديث الشريف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ»، مضيفة أنها أيام شريفة ومفضلة، يضاعف العمل فيها، ويستحب فيها الاجتهاد في العبادة، وزيادة عمل الخير والبر بشتى أنواعه، فالعمل الصالح في هذه الأيام أفضل من العمل الصالح فيما سواها من باقي أيام السنة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: العشر من ذي الحجة فضل العشر من ذي الحجة العشر الأوائل من ذي الحجة ذي الحجة فضل ذي الحجة الشعراوي الشيخ الشعراوي العشر من ذی الحجة

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: الإسلام انتشر بطريقة طبيعية بدون عنف ولا إجبار

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، انه إذا تكلمنا عن سيدنا رسول الله ﷺ باعتباره قائدًا مجاهدًا شجاعًا نبيلاً، ونراه ﷺ وهو يعلم قواد الجيوش في العالم بأسره حقيقة الحروب، وكيف تدار، ومتى تبدأ وكيف تنتهي، وبالاطلاع على الحقائق التاريخية يتأكد ذلك المعنى

 ومن هذه الحقائق: أنه ﷺ لم يسع إلى الحروب وإنما فرضت عليه بسبب الاعتداء عليه، أو رغبة الظلم والعدوان، أو محاربة دين الله والآمنين، فقد فرض عليه ﷺ طوال قيادته للدولة الإسلامية اثنان وثمانون تحركا عسكريا، لم ينشب القتال في ستين منها، وخمس تحركات لم يقتل غير المسلمين، ومجموع القتلى والشهداء من الفريقين 1004 أشخاص منهم 252 شهيدا مسلما والباقي من المشركين.

هذه الأرقام ليست من الفظاعة حتى تجبر العالم بأسره أن يخشى من الإسلام ويدخل فيه خوفا من السيف، بل إن عدد قتلى حوادث السيارات في عام واحد في أي مدينة كبيرة يفوق هذا العدد.

وذلك يؤكد أنه ﷺ لم يكن الخيار الأول عنده القتال، وكان يبتعد عن القتال قدر استطاعته حتى لا يجد من القتال بدا بأن يدافع عن نفسه وينصر المظلومين وينشر الإسلام.

وقد أنتجت هذه الحروب نحو ستة آلاف وخمسمائة أسير عفا رسول الله ﷺ عن ستة آلاف وثلاثمائة أسير، ولم يأسر ويستمر الأسر إلا على مائتين، فكانت حروبه ﷺ رحمة للعالمين، وهو سيد ولد آدم ولا فخر.

وبذلك الخلق وتلك الأرقام يعلمنا رسول الله ﷺ كيف نجاهد جهاد النبلاء، كيف نكون أتقياء مراقبين لله حتى في ظل احتدام المعركة، كيف نذكر الله في كل وقت وخاصة في وقت الجهاد، وقد اكتنف جهاده ﷺ حقائق كثيرة ينبغي أن يعلمها المسلمون، فمن كان يجاهد؟ وكيف كان تواضعه ولجوءه إلى ربه في أصعب الأوقات؟ وكيف صار أصحابه ـ رضي الله عنهم ـ بعده على هديه في الجهاد؟.

وقد واصل الصحابة الكرام مسيرة نبيهم ﷺ في نشر الإسلام، والدعوة إلى الله على بصيرة، وبالحكمة والموعظة الحسنة، وكانوا لا يلجئون إلى القتال إلا إذا فرض عليهم من قوى العالم المتجبرة.

فلم ينشر المسلمون دينهم بالسيف، وقد شهد بذلك المنصفون من أبناء الحضارة الغربية، فهذا المستشرق الفرنسي جوستاف لوبون في كتابه (حضارة العرب) - وهو يتحدث عن سر انتشار الإسلام في عهده ﷺ وفي عصور الفتوحات من بعده -: «قد أثبت التاريخ أن الأديان لا تفرض بالقوة...، ولم ينتشر القرآن إذن بالسيف بل انتشر بالدعوة وحدها، وبالدعوة وحدها اعتنقته الشعوب التي قهرت العرب مؤخرا كالترك والمغول، وبلغ القرآن من الانتشار في الهند التي لم يكن العرب فيها غير عابري سبيل ما زاد عدد المسلمين على خمسين مليون نفس فيها».

ونسجل شهادة الكاتب الغربي الذي يدعى (توماس كارليل)، حيث قال في كتابه «الأبطال وعبادة البطولة» ما ترجمته: «إن اتهامه ـ أي سيدنا محمد ـ بالتعويل على السيف في حمل الناس على الاستجابة لدعوته سخف غير مفهوم ؛ إذ ليس مما يجوز في الفهم أن يشهر رجل فرد سيفه ليقتل به الناس، أو يستجيبوا له، فإذا آمن به من  يقدرون على حرب خصومهم ، فقد آمنوا به طائعين مصدقين، وتعرضوا للحرب من غيرهم قبل أن يقدروا عليها».

إن من يقرأ التاريخ ويلاحظ انتشار الإسلام على مر العصور يعلم أن الإسلام لم ينتشر بالسيف، بل انتشر بطريقة طبيعية لا دخل للسيف ولا القهر فيها، وإنما بإقامة الصلات بين المسلمين وغيرهم وعن طريق الهجرة المنتظمة من داخل الحجاز إلى أنحاء الأرض.  

مقالات مشابهة

  • ظاهرة الودق في القرآن.. ماذا قال عنها الشيخ الشعراوي؟
  • علي جمعة: الإسلام انتشر بطريقة طبيعية بدون عنف ولا إجبار
  • الفراق صعب| بعد وفاة حسن يوسف بخمسة أيام.. ماذا قالت شمس البارودي؟
  • كشف سر العادة النبوية: لماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يمسح بجسده بالمعوذتين قبل النوم؟ وما هي فوائد هذه العادة؟
  • نشاط زلزالي ضخم خلال أيام.. ماذا ينتظر الأرض بعد تحذير العالم الهولندي؟
  • قسمًا سيجبر الله خاطركم يا أهل غزة
  • برقية من قائد الحرس الثوري إلى نعيم قاسم.. هذا ما جاء فيها
  • برنامج يومي حرص عليه النبي واوصانا به فما هو؟.. علي جمعة يوضح
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • هكذا يتحالف بعض العرب مع عدو أمتهم