إرجاء الانتخابات البلدية في المناطق السورية الخاضعة للإدارة الكردية
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
أرجأت الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرقي سوريا اليوم الخميس انتخابات المجالس البلدية التي كانت تعتزم إجراءها في المنطقة الأسبوع المقبل بعدما أثارت الخطوة غضب تركيا وانتقاد واشنطن أبرز داعميها.
وكان من المفترض أن تُجرى الانتخابات في 11 يونيو/حزيران الحالي، وأن تشمل المقاطعات السبع الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية الكردية، والتي يقيم فيها أكراد وعرب.
لكن المفوضية العليا للانتخابات في مناطق سيطرة الادارة الذاتية أعلنت تأجيلها إلى أغسطس/آب المقبل "استجابة لمطالب الأحزاب والتحالفات السياسية المشاركة فيها، والتي اعترضت على ضيق الوقت المخصص للفترة الدعائية".
ويخوض هذه الانتخابات نحو 18 حزبا ومستقلون وفق الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم، وبينهم حزبه الذي تعتبره أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال مناورة عسكرية في إزمير نهاية الشهر الماضي "لن تسمح تركيا أبدا للمنظمة الانفصالية بإقامة دولة إرهابية" قرب حدود بلاده.
ولوّح أردوغان -الذي شنت قوات بلاده بين عامي 2016 و2019- 3 هجمات واسعة في سوريا استهدفت المقاتلين الأكراد "بالتصرف مجددا" في مواجهة محاولة "فرض أمر واقع"، وتابع "عندما يتعلق الأمر بسلامة أراضي بلادنا وأمن أمتنا فإننا لا نستسلم لأي تهديدات".
أما واشنطن الداعمة الرئيسية لقوات سوريا الديمقراطية فدعت الإدارة الذاتية إلى التراجع عن الانتخابات.
وقال فيدانت باتيل نائب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية في بيان له الأسبوع الماضي "لا نعتقد أن الظروف الملائمة لمثل هذه الانتخابات متوفرة في شمال شرق سوريا في الوقت الحاضر".
وأوضح باتيل أن بلاده حثت "الجهات الفاعلة في شمال شرق سوريا -بما في ذلك الإدارة الذاتية- على عدم المضي قدما في الانتخابات حاليا".
وبعد عقود من التهميش في ظل حكومات سورية متعاقبة أعلن الأكراد إقامة "إدارة ذاتية" بعد انسحاب قوات النظام من مناطق يشكلون أغلبية سكانها في شمال وشرق البلاد من دون مواجهات، وبنوا مؤسساتهم الخاصة.
وتسيطر الإدارة الذاتية ذات الأغلبية الكردية منذ العام 2017 على مناطق واسعة شمال شرقي سوريا، وتصنف أنها "سوريا المفيدة" لغناها بموارد الطاقة والمساحات الزراعية، وتشمل معظم محافظتي الرقة والحسكة وأجزاء من ريف حلب ومحافظة دير الزور.
وتوسعت هذه المناطق تدريجيا لتشمل ربع مساحة البلاد بعدما خاضت وحدات حماية الشعب الكردية -التي تقود قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركيا- معارك عنيفة لطرد تنظيم الدولة الإسلامية.
وتصنف تركيا الوحدات الكردية الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي "منظمة إرهابية"، وبعد تحديد موعد الانتخابات سارعت تركيا -التي تسيطر على شريط حدودي طويل في شمال سوريا- إلى التنديد بما وصفتها بـ"أفعال عدوانية" ضدها "تحت ذريعة الانتخابات".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الإدارة الذاتیة فی شمال
إقرأ أيضاً:
في القامشلي..آلاف الكرديات يتظاهرن ضد تركيا ولمطالبة حكام سوريا الجدد بالمساواة
تظاهرت آلاف النساء في مدينة القامشلي شمال شرق سوريا الإثنين، لمطالبة الحكام الجدد باحترام حقوق المرأة، وللتنديد بالحملات العسكرية المدعومة من تركيا على المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في شمال البلاد.
ولوحت المتظاهرات بالعلم الأخضر لوحدات حماية المرأة، لوحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها تركيا تهديداً لأمنها القومي، وتريد حلها على الفور.وقالت الناشطة سوسن حسين: "نطالب بحقوق المرأة من الدولة الجديدة. ولايجب إقصاء المرأة من الحرية في هذا النظام"، وأضافت "نندد بهجمات الاحتلال التركي على مدينة كوباني".
وتتمتع الجماعات الكردية بالحكم الذاتي في معظم شمال سوريا منذ بداية الحرب الأهلية في 2011. وتعد وحدات حماية الشعب الكردية، التي تقود قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، قوة رئيسية في المنطقة.
لكن ميزان القوة في سوريا تحول بعيداً عن هذه الفصائل منذ أن اجتاحت هيئة تحرير الشام دمشق، وأطاحت بالرئيس بشار الأسد منذ أسبوعين؛ ما أتى بإدارة جديدة صديقة لأنقرة.
وترى تركيا أن وحدات حماية الشعب امتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور، الذي يرفع راية التمرد في وجه الدولة التركية منذ 1984، وتعتبره مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية.
وتصاعد القتال بين قوات سوريا الديمقراطية، والجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، منذ الإطاحة بالأسد، وطُردت قوات سوريا الديمقراطية من مدينة منبج في الشمال.
وقال زعماء أكراد سوريون، إن القوات التركية تحشد لهجوم على كوباني، أي عين العرب، التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية على الحدود التركية.
ويخشى السوريون أن تتجه الإدارة الجديدة في دمشق نحو حكم إسلامي متشدد، وأن تهمش الأقليات والنساء في الحياة العامة.
وذكر عبيدة أرناؤوط المتحدث باسم الحكومة الانتقالية في سوريا الأسبوع الماضي، أن الطبيعة الجسدية والفسيولوجية للمرأة تجعلها غير مؤهلة لبعض الوظائف الحكومية.
وقالت همرين علي المسؤولة في الإدارة التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا لرويترز اليوم الإثنين: "نعم لمساندة قوات حماية المرأة، نعم لصون والحفاظ على حقوق ومكتسبات ثورة المرأة في شمال وشرق سوريا".