العُمانية: اختتمت البحرية السُّلطانية العُمانية مشاركتها في التمرين البحري المشترك (خليج 4) الذي نفذه مركز العمليات البحري الموحد بقيادة قوة الواجب البحري الموحدة (81)، وبمشاركة قطع بحرية من بحريات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وذلك بمياه الخليج وبحر عُمان.

الجدير بالذكر أن تنفيذ التمرين البحري المشترك (خليج 4) يأتي في إطار تفعيل الخطط التدريبية المشتركة لبحريات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وبما يسهم في تأمين خطوط الملاحة والمواصلات البحرية، إلى جانب إدامة القدرات العملياتية لأسطول البحرية السلطانية العُمانية وبما يتناسب والأدوار والمهام الوطنية المنوطة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الدراما العُمانية ما لها وما عليها

مدخل لا بد منه قبل الحديث عن الدراما العمانية، وهو أن الدراما التلفزيونية تجربة احترافية مكتملة الأركان والعناصر، ولها مواصفات قياسية وقواعد متعارف عليها، ووضع لها النقاد في العالم الاشتراطات الفنية اللازمة لنطلق على بنائها الفني مصطلح (دراما)، فكما هو المنزل والبناء لابد من أن يقوم على قواعد محددة ومعروفة لدى المهندسين والعاملين فيه، كذلك هو البناء الدرامي له قواعد صلبة في أصوله التي يختلف بها عن الواقع الحياتي فالدراما ليست واقعا صرفا ولا تأريخا جافا ولا نقلا حرفيا للحياة والمجتمع دون أن يصاحبها تجميلا فنيا يقوم به الخيال والتكثيف الدرامي، ويختلف البناء الهندسي في التفاصيل كما هو الاختلاف في التقسيمات الداخلية والأصباغ والبهرجة الخارجية للبناء، فلا يمكن أن تصنع شيئا من عدم الانضباط في أصوله، فالتاريخ الدرامي قدم لنا الأمثلة والتجارب على ما يمكن أن تقف عليه الدراما من أرضية صلبة.

الكتابة الدرامية قائمة على تمهيد أو مقدمة للحدث الصاعد للذروة، ومن ثم الحدث النازل لحل العقدة، فالوصول للنهاية السعيدة أو الحزينة أو المعلقة. والنص المنضبط دراميا يتألف من هذه العناصر البنائية التي يوصل أحدها للآخر حتى تكتمل الصورة بالتشويق والمفاجأة التي تعلق عيون المشاهد ليتابع الحلقات إلى أن ينتهي المسلسل. ويعد الصراع من أهم العناصر في البناء الدرامي سواء أكان داخليا نفسيا أو خارجيا بين فرد وفرد أو فرد ومجموعة أو مجموعة ومجموعة متصارعة، ولهذا الشخصية الدرامية هي صانعة للحدث ومتحركة بين قوالبه الفنية والحوار هو المعبر عن الأبعاد الاجتماعية (غني/ فقير) والنفسية (سوي / مريض) والمادية (طفل/ شاب/ عجوز)، والحوار يكشف البيئة التعليمية والبيئة المكانية وغيرها.

وتختلف الدراما التلفزيونية وأنواعها حسب طبيعة ونوعية المضمون الذي يؤلفه صانع السيناريو فهناك الدراما التاريخية والدراما التراثية والدراما البدوية والدراما الاجتماعية ودراما الأطفال وهناك تفصيل أدق حسب المحتوى الكوميدي أو التراجيدي أو الميلودرامي.

وعملية صناعة الإنتاج الدرامي لها أسسها والممولين لها، فهناك الإنتاج المحلي والوطني والإقليمي العربي والخارجي الدولي، فكل إنتاج درامي منها له وظيفته ورسالته ومنطلقاته التي تقوم بإيصالها للمشاهد، وتحظى بدعم وتمويل من الجهة المنتجة والمشرفة، وقيمته السوقية تحدد الجهة الراعية لعرضه في قنواتها ذات التردد الفضائي أو الداخلي على الخطوط الأرضية أو المنصات المفتوحة المصدر أو المشفرة. فهذه المنطلقات في صناع الدراما التلفزيونية هي من تقود الاستراتيجيات التي يقوم بها المُرسل لاستقطاب قطاع عريض من المستقبلين وتحقيق الرضا الفني والنقدي وبدون هذه الأسس يبقى التجاذبات والخلافات قائمة لا يمكن أن تصل إلى نتيجة مُرضية وصناعة درامية محترفة.

وبالحديث عن الدراما العمانية تمر بما مرت به الدراما في عدد من الدول العربية وهي مرحلة المحاولات والتجريب وانعكاسات ذلك على ما يقدم من تجارب متذبذبة بين تهيئة مناخ يمكن أن يطلق عليه المناخ المتصالح مع المتلقي/ المشاهد وطموحه بأن تكون الدراما جزءا معبرا عن آمال المجتمع العماني وطموحاته ولسان حاله الذي ينشد أن يرى التطور الذي تشهده نهضته الحضارية وبين أن يرى بيئاته الجغرافية المتنوعة ولهجاته التي يتحدث بها قطاع عريض في الأعمال الدرامية وهذا ما تمثله (المسلسلات البدوية في المناطق الصحراوية، ومسلسلات البيئة الزراعية، وبيئة المناطق الساحلية/ البحرية) فهناك قطاعات من المشاهدين يُعبرون بأصدق العبارات بأننا نريد أن نرى بيئاتنا وأنفسنا في الدراما من خلال الحكايات الشعبية والأبطال التاريخيين والأماكن التراثية وهذه المطالب معمول بها وقامت عليها صناعات محترفة كالمسلسلات البدوية الأردنية، والمسلسلات التي تدور في بيئة الصعيد المصرية، وبيئات الأرياف التركية وغيرها، فهذا التنوع المنشود والمطلوب لم يتحقق بشكل احترافي إلا فيما ندر من أعمال وعلى فترات متقطعة فالتراكم والاستمرارية في إيجاد هذه البيئات دراميا أول ما يعاني منه المتلقي العماني، والأمر الثاني الذي يجب الوقوف عليه شح الإنتاج ليصل في بعض السنوات بأن لا يوجد مسلسل درامي ينتج في العام أو مسلسل واحد (دراما تنموية كما هو الحال في مسلسل - منا وفينا - كما صرح مخرجه بذلك) وهذا مفاده تكرار خريطة الإنتاج لتكون محصورة لشهر رمضان وهو شهر الانطلاقة للأعمال الدرامية العمانية، وكما هو معلوم بالشهر العربي يتحرك طوال الفصول بين الصيف والشتاء وهذا بحد ذاته يمثل تحدٍ للعملية الإنتاجية والتصوير. والأمر الثالث هناك اللهجات العمانية واللغة العربية التي تم تقديم بعض الأعمال الدرامية بها وبين الوحدة في هذه اللغة هناك خليط من اللهجات التي يتحدث بها الممثلون الذين ينتمون لبيئات وأماكن عمانية مختلفة وضعت بصمتها على مخارج الحروف فنجد الأذن تلتقط داخل الأسرة والبيت والواحد أكثر من لهجة لا يجمعها وصلا ولا رابطا عدا الممثلين يمثلون أنفسهم.

وحول الإجابة عن سؤال هل تراجع مستوى الدراما العمانية عما كانت عليه قبل عقد من الزمان؟ بعين المتابع الصادق على تقدير الجهود المبذولة في هذا القطاع هناك تذبذب كبير لا يوصل لنتيجة محسومة بين الصعود للأفضل أو النزول إلى الأسفل وهذا مرده إلى عدم وجود استقرار في قطاع الإنتاج الدرامي العماني والتقلبات والتنقلات في قياداته الداخلية الكثيرة وفي مستوى دون الطموحات التي لا تصنع من التحدي منهجا ولا من التقييم الجيد سبيلا إلى الوصول لمرحلة الاعتماد على نقل الخبرات لأجيال من الممارسين لاستراتيجية الدراما العمانية، ومرد هذا الأمر إلى العدد الضيق والمحدود من العاملين في قطاع الدراما حتى تمت الاستعانة بأقسام هندسية وفنية ومن غير حملة المؤهلات العلمية في الدراما أو من غير المؤهلين بالتدريب الفني في الدورات المتخصصة دراميا للعمل في هذا القطاع، لهذا النتيجة واقعيا تكون كمن أراد استبدال العلاج بين الطبيب المؤهل المتخصص بأفضل الأساليب الحديثة وبين المعالج الشعبي الذي يعتمد على الأساليب التقليدية!

وهل تطور الدراما العمانية يسير بشكل تراكمي أم يشهد الآن مرحلة جمود أو تراجع؟

الإجابة على تطور قطاع من عدمه عندما ننظر إلى المخرجات من حيث الكيف والكم وهي ببساطة علامات واضحة ولا تحتاج لنتستر عليها ونحجب الإجابة حولها، وأفضل وسيلة هي مقارنتها بأقرب قطاع مستقل بالمؤسسة فعلى سبيل المثال قطاع الأخبار في تلفزيون سلطنة عمان هو نفسه قبل عقد من الزمن أم أن هناك تطورا نوعيا وأساليب جديدة دخلت عليه. الإجابة المؤكدة أن هناك هدفا تحقق من تزويد هذا القطاع بالممكنات لهذا وصل إلى تقديم صورة بصرية وتقنية وأضاف أسماء جديدة ومحترفة وتقدم رسالتها بجودة متوفرة وما حصلت عليه من علوم ومعارف عكفت المؤسسة على تنفيذه لها، وهذا باختصار ما يتطلبه قطاع الدراما من خارطة طريق.

وحول سؤال هل نواجه أزمة نص؟ أم هي أزمة ممثل؟ أم أزمة مخرج؟!

من السهل أن نرمي الأخطاء على غيرنا ومن الصعوبة المكاشفة بأننا مرتكبي هذه الأخطاء. فالحديث دائما عن أزمات للنصوص وللممثلين هي تتردد كثيرا وواقع الحال يقول عكس ذلك، فهناك قاعدة عريضة من الممثلين المحترفين ومن الصف الثاني والثالث والشباب الطموح الذي يرغب في الحصول على فرصة للتمثيل، والأمر الآخر نفس الممثل العماني الذي نجده في صورة نمطية وتمثيل مبالغ فيه نجده في أدوار أخرى ممثلا متمكنا ومقنعا، فما هو السر في ذلك؟ ونقولها باختصار متى ما كانت صناعة العمل الدرامي مكتملة كان الإنتاج محترفا، ومتى ما كان الإنتاج الدرامي يقف خلفه عوامل السرعة والاستعجال وعدم تساوي الفرص الإنتاجية كان العمل أقل ما يقال عنه هو إضافة رقم للأعمال المقدمة وكسب للمال الذي كان لابد من تخصيصه وصرفه سنويا! وذات الإجابة في قضية ازمة الكاتب الدرامي العماني، فالحقائق تقول هناك كتاب لهم باع طويل وحققوا مراكز متقدمة في مسابقات الدراما العربية على مستوى الإذاعة والتلفزيون كالأستاذ أحمد الأزكي وأحمد درويش الحمداني وخليفة الطائي وغيرهم، وهناك كتاب المسرح الذين يمكن أن يكونوا فريقا وطنيا جاهزا ليقدم تجاربه في الكتابة الدرامية التلفزيونية، ولكن هل عمل واحد يتيم يمكن أن يخلق الرغبة في الكتابة للدراما التلفزيونية في ظل عدم الوضوح حول ما هي استراتيجية الإنتاج الدرامي السنوية التي يرغب التلفزيون في تنفيذها؟! فلو افترضنا طرح قطاع الإنتاج رغبته في إنتاج ثلاثة أعمال درامية بين الاجتماعي والتراثي والبدوي ويستقبل الأفكار من الكتاب أو مجموعة من الكتاب ويتم بعد قبول الفكرة إسناد كتابة المسلسل الذي انتخب للتنفيذ، فهل هذه الطريقة تلقى قبولا أم طريقة الغموض العامة التي لا أحد يعرف أين خريطة الإنتاج والتي تتطلب أن يقدم الكاتب مسلسله كاملا لثلاثين حلقة تتجاوز عدد صفحاتها الألف صفحة ويمكن قبوله أو رفضه بناء على رغبة القائم بالعملية الإنتاجية؟! هنا علينا أن نتوقف قليلا وأن نلتزم بالمهنية والحرفية المطلوبة في إدارة أزمة التأليف والإجابة على فحوى هل هي أزمة حقيقية أم أزمة مصطنعة؟

ماذا لو تم تحويل الروايات العمانية إلى أعمال درامية؟

الرواية كفن سردي مكتمل الحكاية هي مادة جاهزة لتحويلها لفضاءات الصورة الدرامية التلفزيونية وهذه الحرفة في تحويل السرد لسيناريو قامت العديد من المؤسسات الإعلامية والفنية في العالم بتنفيذها، ونجحت في تقديم تكامل بين كتاب الرواية وكتاب السيناريو، وحققت الكثير من الأعمال نجاحات متواصلة، ودخلت في هذا التحويل من السرد إلى الدراما أسماء كبيرة عالمية وعربية، والروايات العمانية لا تقل قيمة فنية عن غيرها من الأعمال التي يمكن تحويلها بوجود محترف في كتابة السيناريو، والغريب في الأمر أن الإذاعة العمانية تجاوزت التلفزيون بمراحل واستطاعت خلال مسيرتها تنفيذ مسلسلات إذاعية مأخوذة من نصوص روائية قام بها عدد من كتاب السيناريو العمانيين والعرب وشارك فيها نجوم الدراما العمانية في تمثيلها، وشخصيا حصل على جائزة الدراما العربية لدورة بغداد في عام 2013 لمسلسل إذاعي (رياح الحب) مأخوذ عن رواية عمانية للكاتب والشاعر محمد المسروي بعنوان (ولد العجيلي)، التي قمت بكتابتها تلفزيونيا ولكنها لم تنتج بعد!!

في الختام نتطلع لخارطة من الإنتاج الدرامي العماني المحترف تقارع ما ينتج عالميا وعربيا وخليجيا وهذا لا يتأتى بالاستمرار على النهج ذاته في وجود عمل يتيم سنويا! ومن الحلول التي بين أيدينا أن يكون للدراما العمانية مختبر يجمع القطاعات الفنية الفاعلة فيه ليكون ذلك خارطة لطريق طويل ينجز تراكميا بين المؤسسة الرسمية وشركات الإنتاج الفني، ويسعى لجذب مزيد من الدعم والإعلان والمشاهدة الواسعة والقبول الجيد فصناعة الدراما الاحترافية هي قوة اقتصادية في المقام الأول، وبيئة حاضنة لعدد كبير من الفرص الوظيفية، ورافد للعديد من القطاعات كالفنادق والنقل والتغذية والملابس، والدراما كقوة ناعمة تمثل التثقيف والترفيه الذي لا بد منه لإنشاء مجتمع شغوف بفنونه ويقدر منجزاته الحضارية ويمارس رسالته في زراعة المحبة والعطاء وتأكيد قيمة الرفيعة العالية التي تتعرض كغيرها لتجاذبات كثيرة تستطيع الدراما استحضارها ومدها بالحياة والتجديد والاستمرارية.

......................

• د. سعيد بن محمد السيابي - أستاذ المسرح المساعد بقسم الفنون المسرحية بجامعة السلطان قابوس

مقالات مشابهة

  • اختيار أكاديمية عُمانية عضوا بـ"مجلس التعليم الدولي للتعليم"
  • ترفع علم قطر..البحرية الأمريكية تنقذ طاقم سفينة إيرانية في الخليج العربي
  • البحرية الأمريكية تنقذ بحارة إيرانيين وهنودًا من سفينة تجارية إيرانية غارقة في الخليج العربي
  • قائد البحرية السُّلطانية يستقبل وفدًا سعوديًّا
  • "برجيل" تطلق خطة لإنشاء شبكة لعلاج الأورام بالإشعاع في دول الخليج
  • وزير “الشباب” يؤكد أهمية تعزيز العمل الشبابي والرياضي المشترك بين دول “التعاون”
  • طائرة السلام تختتم مشاركتها في بطولة غرب آسيا للأندية
  • الدراما العُمانية ما لها وما عليها
  • الإمارات تشارك في الاجتماع التاسع لوزراء السياحة بدول الخليج في الكويت
  • الكشافة السعودية تختتم مشاركتها في اللقاء الدولي العاشر بالشارقة