التحول الرقمي في العالم العربي يعزز النمو الاقتصادي والاجتماعي ويساهم بالتنمية المستدامة
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
أشارت ندوة "المدن الذكية في العالم العربي والتحول الرقمي"، التي نظمها معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي في بيروت مؤخراً، إلى أن العالم العربي يشهد حالياً تطوراً ملحوظاً في مجال التحول الرقمي الذي بات يلعب دوراً كبيراً في تعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي وإحداث نقلة نوعية في حياة المواطنين.
واستُهلت الندوة التي حضرها دبلوماسيون ونواب وأكاديميون بكلمة ترحيبية لرئيسة المعهد د.
وقال د. أبوزكي: "تمثل المدن الذكية مفهوماً متطوراً يهدف إلى توظيف تقنيات المعلومات والاتصالات بشكل فعال لتحسين مختلف جوانب الحياة، وتقديم خدمات أفضل للمواطنين عبر أتمتة المهام الحكومية، مما يسهم في تقليل الوقت والجهد وتحسين كفاءة الخدمات وإتاحة الوصول إليها على مدار الساعة، وبالتالي تعزيز سهولة الاستخدام والمرونة في التعامل معها. كما تساهم المدن الذكية في تحسين جودة الحياة من خلال توفير بيئات معيشية أكثر استدامة وأماناً، ودعم الابتكار والتطور التكنولوجي، وبالتالي تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز رفاهية المجتمع."
وأشار د. أبوزكي إلى مساهمة المدن الذكية في تنمية وتحفيز الاقتصاد، وخلق فرص عمل جديدة في مجالات متعددة مثل إدارة وتحليل البيانات وتطوير البرمجيات وصيانة البنى التحتية، بالإضافة إلى المتطلبات التي تفرضها الوظائف الجديدة في وجود كفاءات وقدرات بشرية متقدمة، مما يحفز على تطوير مهارات القوى العاملة لضمان مواكبة متطلبات سوق العمل.
ولفت د. أبوزكي إلى دور التحول الرقمي في تسهيل وتطوير مجالات التعليم والعمل عن بعد عبر توفير بيئات تعليمية رقمية متكاملة تمكّن الطلبة من الوصول إلى الموارد التعليمية والمشاركة في الفصول الدراسية الافتراضية من أي مكان وفي أي وقت، الأمر الذي يعزز من فرص التعليم للجميع ويتيح التعلم المستمر مدى الحياة. كما تُتيح تقنيات المدن الذكية إمكانية العمل عن بعد بشكل أكثر كفاءة وفعالية، ممّا يُتيح فرص عمل جديدة للأشخاص الذين يعيشون في مناطق بعيدة عن مراكز المدن الحيوية.
ونوه د. أبوزكي إلى أن استشراف مستقبل المدن الذكية في العالم العربي يمثل خطوة متقدمة نحو تحقيق تطلعات المجتمعات العربية في تعزيز النمو المعرفي والاقتصادي والاجتماعي والبيئي، لافتاً إلى أن بعض الدول العربية شـــهدت نماذج رائدة في هذا المجال، وأن مدن دبي وأبوظبي والرياض و"العاصمة الإدارية" في مصر، ومدينة الرباط في المغرب تعد من أبرز النماذج العربية في الابتكار في تطوير المدن الذكية.
وتطرّق د. أبوزكي إلى تجربة بعض الدول النامية في مجال التحول الرقمي، مسلطًا الضوء على تجربة الهند التي شهدت انتشاراً واسعاً للتقنيات الرقمية واستخدام البيانات. وأوضح أن الهند تمتلك أكثر من 250 مركزًا تقنيًا، مما يعكس النمو السريع لقدراتها التكنولوجية.
أشار إلى أن هذا التحول الرقمي أسفر عن نتائج إيجابية ملموسة على مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
كما أشار د. أبوزكي إلى تجربة سنغافورة الرقمية، التي تعد من أبرز الدول النامية التي حققت نجاحًا كبيراً في مجال التحول الرقمي، حيث استثمرت بقوة في بناء بنية تحتية رقمية متكاملة، وركزت على تنمية مهارات القوى العاملة ووفرت بيئة جاذبة للشركات العالمية الناشئة في مجال التكنولوجيا مما ساهم في جذب الاستثمارات العالمية إليها، وتمكنت من خلال استراتيجيات مدروسة واستثمارات ذكية من أن تُصبح مركزًا إقليميًا وعالميًا رائدًا للتكنولوجيا والابتكار. وبلغت قيمة الاستثمار في الشركات الناشئة 16 مليار دولار في عام 2022.
وتحدث د. أبوزكي عن أهمية التحول الرقمي في لبنان ودوره المحوري في تحسين جودة حياة المواطنين وتعزيز النمو الاقتصادي، والحاجة إلى بناء حكومة مفتوحة 24/24 ساعة في اليوم، تقدم خدماتها إلكترونياً لتلبي احتياجات وتطلعات المواطنين، مشيراً إلى التحديات التي تواجه لبنان في هذا المجال، أبرزها ضعف البنية التحتية الرقمية، والحاجة إلى الاستثمار في تحسينها وتطويرها لتكون قادرة على دعم التحول الرقمي بشكل فعّال.
وأوضح د. أبوزكي أن التحول الرقمي في لبنان يتطلب تعاوناً بين القطاعين العام والخاص، وبناء قدرات بشرية متخصصة ومؤهلة لضمان نجاح هذا التحول، لافتاً إلى أن تحقيق هذا التحول يتطلب وجود استراتيجية واضحة وشاملة تركز على تحفيز الابتكار والاستدامة، وتحقيق التكامل بين التكنولوجيا والبنية التحتية.
وختم د. أبوزكي حديثه بالتأكيد على أهمية التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتحقيق رؤية المدن الذكية. وأضاف: "نحن بحاجة إلى استراتيجيات شاملة ومتكاملة لتعزيز التحول الرقمي في مدننا، وتطوير بنية تحتية تكنولوجية متقدمة. فالمستقبل يحمل لنا فرصًا كبيرة، وسنكون على الطريق الصحيح لتحقيق هذه الرؤية من خلال العمل المشترك والاستثمار في التكنولوجيا والابتكار."
قال غسان الزعني، المدير الإداري والمالي لمعهد باسل فليحان المالي والاقتصادي، في كلمته الافتتاحية: "يلعب التحول الرقمي دوراً حيوياً كمحرك للنمو المستدام، وعاملاً مساهماً في تعزيز كفاءة استغلال الموارد من خلال التقنيات الرقمية الناشئة وتحليل البيانات المتقدّمة لتوفير خدمات نوعية تُحسّن مستوى النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية وجودة الحياة".
وأشار الزعني إلى أن معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي أدرج ضمن برامج عمله تنظيم دورات تدريبية وورش عمل وندوات يسعى من خلالها إلى تعزيز معارف المهتمّين من القطاعين العام والخاص والجمهور عامةً بقضايا التحول الرقمي، والتي يمكن أن تكون محفّزاً للنمو والانتقال إلى نماذج عمل جديدة تعتمد التقنيات الرقمية وتُحسّن الخدمات المقدّمة للمواطنين.
الجدير بالذكر أن د. أبوزكي أطلق مؤخراً كتابه الجديد بعنوان "المدن الذكية في العالم العربي وتأثيراتها الاقتصادية والاجتماعية"، والذي يتناول الأهمية المتزايدة للمدن كمراكز حضرية تواكب المتغيرات المتسارعة المرتبطة بالتقدم الرقمي والذكاء الاصطناعي، كما يستشرف الكتاب مستقبل المدن العربية الذكية، مركّزاً على أبرز التجارب والتكنولوجيات والتقنيات التي تم الاستعانة بها في أنظمة العمل والبنى التحتية، إضافة إلى استعراض بعض المحاولات العربية الطموحة لتطوير هذا المفهوم ومواكبة التقنيات العالمية في هذا المجال خلال السنوات المقبلة.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
جامعة أسيوط تستقبل وفدًا من وزارة المالية لمتابعة تطوير النظام المالي والتحول الرقمي
استقبلت جامعة أسيوط، تحت رعاية الدكتور أحمد المنشاوي رئيس الجامعة؛ وفدًا رسميًا من وزارة المالية وشركة "E-Finance"، الذراع التكنولوجي الرئيسي للوزارة، وذلك في إطار جهودها المستمرة لتطوير النظام المالي وتعزيز التحول الرقمي بالجامعة ومستشفياتها الجامعية.
وأكد الدكتور المنشاوي أن اللقاء يأتي دعمًا لاستراتيجية الدولة في التحول الرقمي، وتعزيز الشفافية وكفاءة إدارة الموارد المالية، إلى جانب تطوير وسائل التحصيل الإلكتروني، في الجامعة والمستشفيات الجامعية، بما ينعكس إيجابًا على جودة الخدمات المقدمة، ويتماشى مع أهداف رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، التي أطلقها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وكان في استقبال الوفد شوكت صابر، أمين عام الجامعة، والذي رحب بوفد وزارة المالية المكون من الدكتور أحمد شريت وكيل الوزارة، وأحمد محمد صبحي مدير حسابات ديوان عام محافظة أسيوط، وعصام كمال مدير عام الحسابات بالجامعة، إلى جانب وفد شركة "E-Finance" والذي ضم الأستاذ أمين خضري رئيس أول قطاع تفعيل المنتجات والدعم الفني، والمهندس إيهاب فراج نائب مدير القطاع، وأمير عبد الله مدير إدارة التعاقدات، ومحمد فاروق مدير فرع أسيوط، وأحمد حلمى مسئول أول الدعم الفنى بالمحافظة والمسئول عن الديوان العام، ومحمود عبد الحفيظ قائد فريق بالدعم الفني والمسئول عن جامعة أسيوط.
وأوضح شوكت صابر أن الاجتماع تناول مناقشة سبل تحديث أنظمة التحصيل والدفع الإلكتروني داخل مختلف قطاعات الجامعة، مؤكدًا حرص الجامعة على دعم جهود الدولة في نشر ثقافة التحول الرقمي، وتقديم خدمات إلكترونية متطورة تواكب متطلبات العصر، وتحد من التكدس داخل الحرم الجامعي، عبر الاستفادة من الحلول التقنية التي توفرها شركة "E-Finance".