العميد طيار أمين شمسان.. نهاية مأساوية لأحد صقور الجو في اليمن
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
يعيش العميد طيار، أمين راوح شمسان، أحد أقدم طياري سلاح الجوي في اليمن، أوضاعا صعبة في ظل التجاهل والإهمال وقطع مرتبه الضئيل بشكل نهائي بعد سيطرة ميليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، على صنعاء ونهبها لرواتب العسكريين والمدنيين.
العميد شمسان، من مواليد 1945 في مديرية المقاطرة، تلقى تعليمه في السنوات الأولى بمدينة عدن وتحديداً في مجمع بلقيس التعليمي.
رحلة كفاح
عقب انتصار الجمهورية ابتعث العميد طيار أمين راوح شمسان، حينها إلى العاصمة المصرية القاهرة للدراسة في مركز التدريب المهني في تخصص هندسة الطائرات التابع للقوات المسلحة المصرية عام 1963 وتخرج منها عام 1967. ليلتحق في صفوف القوات الجوية التابعة للجمهورية العربية اليمنية آنذاك ضمن الدفعة الثالثة حربية. كما حصل على عدة دورات منها دورة في بريطانيا في مصنع الطائرات عام 1974، ودورة في اللغات العسكرية ودورة طيران من الولايات المتحدة الأمريكية لنفس العام 1981. كان واسع الاطلاع وعمل على تطوير مهاراته وقدرته في المجالين العسكري والمدني فقد التحق في قسم التاريخ والآثار في جامعة صنعاء وحصل على ليسانس آداب عام 1978.
معاناة كبيرة
عُرف العميد طيار أمين راوح شمسان، بين زملائه بأنه عفيف ورجل مقدام ومتميز بأخلاقه العالية، وبعد حادثة اغتيال الشهيد إبراهيم الحمدي 1977م، تعرض للسجن والتهميش والمضايقات والفصل والتسريح من القوات الجوية مع 50 طيارا ومهندس طيران من زملائه وتم الإفراج عنه في العام 1983. وأصيب العميد شمسان بحالة نفسية صعبة وتدهورت صحته بشكل كبير بعد تسريحه من عمله في القوات الجوية وبراتب ضئيل جداً. حتى قطعه بشكل نهائي عقب سيطرة ميليشيا الحوثي على صنعاء في العام 2015.
حالة صعبة
تزوج العميد أمين شمسان من مصرية، وأسس معها حياة زوجية ورزق منها بثلاثة أطفال "ولدين وبنت"، ومع تفاقم الأوضاع الصعبة التي واجهت العميد شمسان، من حالة التهميش والإقصاء والتجاهل من قبل وزارة الدفاع والقوات الجوية، إلى السجن والمضايقات المتكررة وإصابته بحالة نفسية صعبة، اضطرت زوجته للعودة إلى بلدها "مصر"، ومعها اثنان من أبنائها الذكور، في حين بقيت ابنته الوحيدة مع والدها لرعايته والاهتمام به في الوقت الحاضر.
دعوة عاجلة
الكثير والكثير الذي لم يحكَ عن قصة العميد الطيار، أمين راوح شمسان، فالرجل اليوم يعيش وضعا صعبا جداً في مدينة التربة بمحافظة تعز، مع ابنته الوحيدة التي ترعاه رغم حالته الصحية والنفسية المتدهورة.
ويقول الكاتب، جميل حزام المقطري، العميد شمسان واحد ممن أهداهم الشاعر الكبير الدكتور سلطان الصريمي مقدمة ديوانه أبجدية البحر والثورة (إليهم وهم محرومون من أقل ما يمكن أن يقدمه الأب لأبنائه العاطفة، الأمان، المعنى الحقيقي للثورة). ففي وسط الملحمة الشعرية الصريمية ألمح الشاعر لصديقه بالأحرف الرمزية "أ. ر. ش".
وأشار الكاتب المقطري: "التقيت العميد طيار أمين في مدينة التربة، وهو في حالة نفسية سيئة للغاية، وجدته فاقدا للتوازن النفسي وغير قادر على التمييز، ويرفض التحدث أو قبول أي شيء من أحد حتي حبة سيجارة باستثناء قبوله من اثنين أو ثلاثة أشخاص فقط علقت أسماؤهم في ذاكرته على أنهم زملاؤه في الجيش.
ووجه الكاتب جميل المقطري رسالة مناشدة إلى مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية ووزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة وقيادة محافظة تعز، بضرورة الالتفات إلى معاناة العميد طيار أمين رواح شمسان، أحد أبطال صقور الجو في اليمن، وإعادة الاعتبار لهذا الرجل الذي أفنى حياته في خدمة بلده، وكذا إعادة صرف مرتباته المنقطعة من قبل الجماعة الحوثية.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: فی الیمن
إقرأ أيضاً:
غارات واشنطن على اليمن.. المناطق المستهدفة والأضرار
صنعاء- شن الجيش الأميركي، خلال الساعات الماضية، سلسلة غارات على عدة محافظات يمنية واقعة تحت سيطرة الحوثيين منها العاصمة صنعاء.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في بيان، إن "واشنطن أطلقت عملا عسكريا حاسما وقويا ضد الحوثيين"، متوعدا باستخدام "القوة المميتة الساحقة حتى نحقق هدفنا". كما طالب إيران بأن "توقف فورا" دعمها "الإرهابيين الحوثيين".
وحسب قناة المسيرة الفضائية التابعة للحوثيين وموقع 26 سبتمبر الناطق باسم الجماعة، شن "العدوان الأميركي، مساء السبت وصباح اليوم الأحد، نحو 30 غارة على صنعاء وعدة محافظات".
خريطة الضرباتوتعد أولى غارات تشنها القوات الأميركية على اليمن منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير /كانون الثاني الماضي.
وإليكم المحافظات المستهدفة:
صنعاء
يسيطر عليها الحوثيون منذ سبتمبر /أيلول 2014، وتُعد واحدة من أكثر المدن اليمنية من حيث عدد السكان. واستهدف القصف حي الجراف شمالي العاصمة، ومنطقة فج عطان جنوب غربيها والتي هي عبارة عن سلسلة جبلية تحوي مقر ألوية الصواريخ الإستراتيجية.
كما استُهدفت منطقة جربان التابعة لمديرية سنحان، مسقط رأس الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي قُتل على يد الحوثيين، في ديسمبر/كانون الأول 2017، بعد انتهاء التحالف بين الجانبين.
إعلانوذكرت وسائل إعلام محلية، أن إحدى الغارات الأميركية على صنعاء استهدفت مقر المكتب السياسي للحوثيين في حي الجراف، دون تعقيب من الجماعة على هذا.
صعدة
أعلنت جماعة الحوثي، عبر وسائل إعلام تابعة لها، أن الغارات استهدفت عددا من مناطق محافظة صعدة شمالي اليمن. وأفادت أن "العدوان الأميركي استهدف محطة كهرباء مدينة ضحيان ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن المدينة وضواحيها".
كما شُنت غارات أخرى على منطقة قحزة وعلى مواقع شمالي مدينة صعدة مركز المحافظة، واستهداف عدة مواقع في مديرية سحار.
وتكمن أهمية هذه المحافظة في كونها المعقلَ الرئيسي لجماعة أنصار الله والمقر المفترض لزعيمها عبد الملك الحوثي، كما ترتبط بحدود برية مع السعودية.
البيضاء
استهدفت الغارات الأميركية أيضا محافظة البيضاء وسط البلاد، والتي توصف بأنها قلب اليمن كونها تتوسط جغرافيا عدة محافظات شمالية وأخرى جنوبية.
وحسب جماعة الحوثي، تم تنفيذ غارات على مديريتي مُكيراس والقريشية بالمحافظة، دون أن تُحدد ماهية مواقع القصف الأميركي.
ذمار وحجة
تقع مدينة ذمار على بعد نحو 100 كيلومتر جنوبي العاصمة صنعاء، ويسيطر عليها الحوثيون منذ عام 2014.
وتعد واحدة من المعاقل المهمة للحوثيين، وينتمي إليها العديد من مسلحي الجماعة، حيث استُهدفت، مساء أمس السبت، بعدة غارات أميركية، إضافة إلى استهداف مديرية عنس بالمحافظة.
كما استُهدفت مديرية مبين في محافظة حجة شمال غربي اليمن. وهذه المحافظة تقع معظمها تحت سيطرة الحوثيين، بينما تسيطر القوات الحكومية على بعض المناطق.
مأرب
اُستهدفت مديرية مجزر في محافظة مأرب بعدة غارات، وهذه المحافظة من أهم مناطق اليمن كونها نفطية وحدث فيها صراع مرير بين القوات الحكومية والحوثيين على مدار السنوات الماضية.
وتخضع مديريات فيها لسيطرة الحوثيين، بينما تسيطر الحكومة على مركز المحافظة، مدينة مأرب ومديريات أخرى.
إعلان الأضرارأعلنت وزارة الصحة في حكومة الحوثيين، اليوم الأحد، أن "العدوان الأميركي الذي استهدف مناطق مدنية وسكنية في صنعاء ومحافظات أخرى، أدى إلى سقوط 132 من المدنيين العزل منهم 31 شهيدا و101 جريح معظمهم من الأطفال والنساء".
وأضافت في بيان لها، أن "هؤلاء سقطوا إثر سلسة من غارات طيران العدوان الأميركي مستهدفة الأعيان المدنية، وهي حصيلة أولية ولا يزال البحث جاريا لانتشال الضحايا الذين لا تزال حصيلتهم غير نهائية".
كما بثت قناة المسيرة الفضائية التابعة للحوثيين مقطع فيديو يظهر سقوط قتلى وجرحى منهم نساء وأطفال جراء الغارات.
وأعلنت المؤسسة العامة للكهرباء التي يديرها الحوثيون، في بيان، أن هذه الغارات أدت إلى "انقطاع جزئي ومؤقت للتيار الكهربائي لعدد من محافظات ومدن الجمهورية جراء استهداف القصف العدواني الأميركي للشبكة الكهربائية الوطنية".
وحسب البيان ذاته، "يتم تقييم الأضرار ومعالجتها من الفرق الهندسية والفنية التابعة للمؤسسة، وسوف يعود التيار الكهربائي للمناطق المعنية خلال الساعات القليلة القادمة".
كما أدت غارات صعدة إلى نفوق مئات المواشي، فضلا عن دمار في المواقع المستهدفة بالغارات في صنعاء والمحافظات، لكن لم يُعرف فورا حجم الأضرار.
رسائل ردعتعليقا عليها، يرى المحلل السياسي اليمني عبد السلام قائد، أن الضربات الأميركية على مواقع للحوثيين "تهدف إلى توجيه رسائل ردع، وإجبارهم على التوقف عن تهديد الملاحة في البحر الأحمر، خصوصا بعد تهديدات الجماعة الأخيرة بمعاودة استهداف السفن الإسرائيلية".
وتحدث للجزيرة نت، عن وجود رسالتين أخريين أرادت إدارة الرئيس ترامب تمريرهما:
الأولى: موجهة إلى إيران للتوقف عن دعم الحوثيين والعودة إلى المفاوضات بشأن برنامجها النووي. الثانية: تتعلق بإدانة إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن واتهامها بالعجز والفشل والتهاون في وقف تهديدات الحوثيين. إعلانوبالنسبة للرد الحوثي، يتوقع المحلل قائد أن "يتأخر قليلا، وسيكون ذلك بناء على التطورات القادمة وبعد تقييم أضرار الضربات السابقة".
ويرى أنه سيكون "باهتا أو شكليا لحفظ ماء الوجه فقط، لأن أي رد قوي سيواجه بآخر أميركي أعنف وأوسع وأكثر ضررا، وهو ما يدركه الحوثيون، خصوصا أن الرد في هذا التوقيت الذي تشدد فيه الولايات المتحدة مراقبتها على مناطق سيطرة الجماعة، سيكشف للجيش الأميركي عن بنك أهداف جديدة، وهي الأماكن التي سينطلق منها الرد".
وقد يكون الرد الحوثي في بدايته -وفق الباحث اليمني- بواسطة طائرات مسيّرة لسهولة نقلها وإخفائها، على عكس الصواريخ التي تحتاج إلى منصات إطلاق وتحركات مكشوفة أمام طائرات المراقبة والاستطلاع، وربما تكون بعض المنصات قد دُمّرت في الضربات السابقة.
ويضيف أن الحوثيين سيتأنون في الرد. وفي حال استمرت الضربات الأميركية أياما أو أسابيع، كما صرح مسؤولون أميركيون، قد يغامرون بإطلاق كل ما يمكنهم من صواريخ على القطع والقواعد العسكرية الأميركية في المنطقة، و"ذلك في حال شعروا بأن الأمور تمضي نحو نقطة اللاعودة".