الأبيض: صحة الصغار أولوية لأنها تؤثر على مستقبل الوطن
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
أعلنت وزارة الصحة العامة، بالشراكة مع اليونيسف، عن اعتماد "رايزينغ"-Rising- كبرنامج وطني لمعالجة الأسباب المباشرة الكامنة وراء سوء التغذية وتعثّر النمو واعتلاله في مرحلة الطفولة المبكرة لدى الأطفال الأكثر ضعفا في لبنان. وتهدف مبادرة "رايزينغ"-Rising- إلى مساعدة جميع الأطفال على النمو الكامل وتوفير التغذية الأساسيّة والإستجابة من خلال منصات متعددة تتضمن دور الحضانة ومراكز الرعاية النهارية ومراكز الرعاية الصحيّة الأوليّة والتواصل الإجتماعي ورياض الأطفال والمنصات الرقمية.
جاء ذلك في لقاء في فندق راديسون بلو في بيروت برعاية وحضور وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور فراس الأبيض ونائبة ممثل منظمة اليونيسف في لبنان إيتي هيغنز والبروفسور في طب الأطفال والعناية الفائقة لحديثي الولادة والخدّج في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتورة لما شرف الدين ورئيسة دائرة الأم والطفل والمدارس في وزارة الصحة العامة باميلا زغيب ورئيس قسم التغذية وتنمية الطفولة المبكرة في اليونيسسف الدكتور أمير ياربارفار وحشد من المعنيين.
وقد استهل الوزير الأبيض كلمته بالتوقف أمام معاناة أطفال فلسطين الذين يدفعون الثمن الأكبر من العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة. وقال إنه "في أي مؤتمر يتعلق بالطفولة تبرز هذه المعاناة بالدرجة الأولى " ، مؤكدا أن "للمجتمع الدولي مسؤولية كبيرة لوضع حد لما يحصل من عدوان مستمر في غزة".
وتناول الابيض موضوع المؤتمر، وأكد "أن الوزارة تضع موضوع نمو الأطفال وغذائهم من ضمن أولوياتها لانعكاس ذلك على مستقبل الاطفال وبالتالي على مجتمعهم". وذكر بالمقولة المعروفة: العقل السليم في الجسم السليم"، مضيفا:" ان أطفالا بصحة جيدة يستطيعون تقديم الأفضل للوطن عندما يصبحون بالغين".
وأشار الأبيض إلى "أن الوزارة كانت قد أطلقت المسح الوطني الأول من نوعه للمغذيات الدقيقة والقياسات البشرية ونمو الأطفال (LIMA) بالتعاون مع اليونيسف والجامعة الأميركية لرصد النمو الشامل للأطفال في لبنان في السنوات الثلاث الأولى الحرجة من العمر".
وإذ لفت إلى أهمية هذا المسح لتصميم البرامج والسياسات التي تستجيب للحاجات الحقيقية، كشف بعضا من النتائج وأبرزها "أن لبنان يعاني من سوء تغذية والأمر مثبت بالأرقام خصوصًا في الأعمار الصغيرة، وبدرجة أكبر لدى مجتمعات النازحين مما هو الحال لدى المجتمعات المضيفة".
ولفت وزير الصحة العامة إلى "أن لبنان يطالب بصوت واحد بالحل الأمثل لموضوع النزوح وهو العودة الآمنة إلى البلد الأم، ولكن وفي الإنتظار، لا مصلحة للبنان على الإطلاق بأن يعاني المجتمع الشقيق المجاور مشاكل مجتمعية وتأخيرا في النمو"، و قال :" من الضروري في هذا المجال، أن يضطلع المجتمع الدولي بمسؤولياته الواردة في شرائع الأمم المتحدة، بحيث إن تأمين المجتمع الدولي الأمور الأساسية لهذه المجتمعات ليس خدمة بل جزءًا من الواجب المنصوص عليه في الشرائع الأممية".
وأشار الابيض إلى "أن الإهتمام بنمو الأطفال يتطابق كذلك مع الاستراتيجية الوطنية للصحة التي تركز على استباق الأمراض ومراحل الإستشفاء بتأمين التنشئة السليمة والوقاية والكشف المبكر".
ونوه الوزير الأبيض بالشراكة بين الإدارات الرسمية والجامعية والمنظمات الدولية لإتمام هذا العمل المتعلق بنمو الأطفال، مؤكدا "أن جمع الموارد يعطي النتائج الفضلى".
وختم موجها الشكر الخاص لفريق وزارة الصحة العامة "الذي يعمل في ظروف صعبة جدا بموارد متضائلة". وقال:" إن في لبنان ورغم هجرة عدد كبير من الطاقات، أشخاصًا كثرًا جيدين ويبقون الأمل في تأمين صمود لبنان".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
التنمية المستدامة: مفتاح بناء مستقبل مزدهر ومتوازن
في ظل التحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها العالم اليوم، باتت التنمية المستدامة محور اهتمام الدول والمؤسسات العالمية، فهي ليست مجرد مفهوم اقتصادي أو بيئي، بل رؤية شاملة تهدف إلى تحسين جودة الحياة للجميع دون استنزاف موارد الكوكب أو الإضرار بحقوق الأجيال القادمة.
ما هي التنمية المستدامة؟تعرف التنمية المستدامة بأنها عملية تنموية تهدف إلى تلبية احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها. وتقوم على ثلاثة أبعاد رئيسية:
1. الاستدامة البيئية: الحفاظ على الموارد الطبيعية وتقليل التلوث وحماية التنوع البيولوجي.
2. الاستدامة الاقتصادية: تعزيز النمو الاقتصادي مع تحقيق العدالة في توزيع الثروات والفرص.
3. الاستدامة الاجتماعية: تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية وضمان وصول الجميع إلى التعليم والرعاية الصحية والخدمات الأساسية.
1. الحفاظ على الموارد الطبيعية:
- تساهم التنمية المستدامة في حماية الموارد المحدودة مثل المياه والطاقة والتربة من الاستنزاف، مما يضمن توفرها للأجيال المقبلة.
- تساعد في مواجهة التحديات البيئية مثل التغير المناخي، والتصحر، وندرة المياه.
2. تحقيق العدالة الاجتماعية:
- تهدف التنمية المستدامة إلى تقليص الفجوات بين الأغنياء والفقراء، وضمان حصول الجميع على فرص متساوية.
- تعزز المساواة بين الجنسين وتمكين الفئات المهمشة في المجتمعات.
3. تعزيز النمو الاقتصادي:
- تدعم التنمية المستدامة نماذج اقتصادية تعتمد على الابتكار والكفاءة، مما يحفز النمو مع تقليل الهدر.
- تخلق فرص عمل في قطاعات مثل الطاقة المتجددة، وإدارة الموارد، والزراعة المستدامة.
4. تحسين جودة الحياة:
- من خلال توفير خدمات صحية وتعليمية مستدامة، تساهم التنمية المستدامة في تحسين رفاهية الأفراد والمجتمعات.
- تسعى إلى بناء مدن ومجتمعات مستدامة توفر بيئة آمنة وصحية للعيش.
5. تعزيز الاستقرار العالمي:
- تقلل التنمية المستدامة من النزاعات المرتبطة بالموارد الطبيعية مثل المياه والطاقة.
- تعزز التعاون الدولي لحل القضايا العالمية المشتركة.
رغم أهميتها، تواجه التنمية المستدامة العديد من التحديات:
- التغير المناخي: يؤدي ارتفاع درجات الحرارة والتغيرات البيئية إلى تهديد الموارد الطبيعية.
- النمو السكاني: يضغط النمو السكاني السريع على الموارد الطبيعية والخدمات الأساسية.
- نقص الوعي: تحتاج التنمية المستدامة إلى دعم مجتمعي واسع النطاق، وهو ما يتطلب نشر الوعي بأهميتها.
- البعد الاقتصادي: قد تكون تكلفة التحول إلى نماذج مستدامة عبئًا على بعض الدول النامية.
1. التعاون الدولي:
- أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 هي خارطة طريق لتحقيق 17 هدفًا عالميًا، تشمل القضاء على الفقر، وحماية البيئة، وتعزيز الصحة والتعليم.
2. الابتكار والتكنولوجيا:
- يشكل الابتكار دورًا محوريًا في تطوير تقنيات صديقة للبيئة، مثل الطاقة المتجددة، وإدارة النفايات، والزراعة الذكية.
3. سياسات وطنية:
- تعمل الدول على تبني سياسات تدعم استخدام الموارد بكفاءة، وتقلل من الانبعاثات الكربونية، وتعزز التوازن بين الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة.