تشديدات أمنية مشددة وتسليم لجان الثانوية في قبضة الشرطة بداية من السبت
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
تستعد وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، لبدأ ماراثون امتحانات الثانوية العامة المقرر انطلاقها يوم الاثنين المقبل في جميع أنحاء الجمهورية، ووسط إجراءات أمنية مشددة.
ويؤدن امتحانات الثانوية العامة، 745086 طالب وطالبة، في1981 لجنة على مستوى الجمهورية، المقرر انطلاقها في يوم ١٠ يونيو الجاري للمواد خارج المجموع، و٢٢ يونيو للمواد الأساسية في جميع أنحاء الجمهورية.
وبدأت الإدارات التعليمية في تجهيز اللجان الامتحانية استعدادا لتسليمها لرؤساء اللجان ورجال الشرطة يوم السبت المقبل، لتضبيطها ووضع كاميرات المراقبة داخل الفصول، وتوزيع قوائم الطلاب امام ابواب اللجان.
طلاب الثانوية العامةكما بدأت كنترولات النظام والمراقبة في تجهيز أسئلة امتحانات المواد خارج المجموع المقرر أدائها قبل عيد الاضحي المبارك.
وقالت مصادر خاصة بديوان عام الوزارة، إنه سيتم إرسال أسئلة الامتحانات المواد الخاصة بامتحانات خارج المجموع، للمحافظات النائية بداية من يوم السبت المقبل، وتابع وسيتم توزيعها على المحافظات القريبه فجر يوم الامتحان استعداد لتوزيعها على الإدارات التعليمية لتوزيعها على اللجان.
وشدد المصادر أن تم اجتماع بين قيادات الوزارة مع رؤوساء اللجان الامتحانية عبر تقنية الفيديو كونفرانس لتدريبهم على كيفية توزيع أسئلة الامتحانات وإعادة جمعها من الطلاب بعد الإجابة عليها، كما يتم تدريبهم على كيفية كتابة الطلاب لبياناتهم سواء على كراسة البابل شيت أو كراسة الإجابة على الأسئلة المقالية، كما يتم تدريبهم على كيفية تفتيش الطلاب بالعصا الالكترونية امام اللجان قبل بدء الامتحان.
ومن جانبه شددت وزير التعليم الدكتور رضا حجازي، على مديري المديريات التعليمية، على استكمال المراجعات النهائية لطلبة وطالبات الثانوية العامة، حتي يستفيدون منها قبل انطلاق ماراثون الامتحانات.
ووجه الدكتور رضا حجازى بأن تكون الامتحانات منضبطة، مشيرًا إلى أن الوزارة اتخذت العديد من الإجراءات المكثفة من أجل ضمان انتظام سير منظومة الامتحانات وحصول كل طالب على حقه، بما يحقق مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص والشفافية، متمنيًا التوفيق لجميع الطلاب.
طلاب الصف الثالث الثانويوقال الوزير إن الطلاب الذين يؤدون الامتحان أبنائنا جميعًا، موجهًا مديري المديريات بتوجيه المراقبين بضرورة التحلي بالمسئولية خلال سير الامتحانات والعمل على توفير الهدوء داخل اللجان؛ وذلك حفاظًا على مصلحة أبنائنا الطلاب.
و أكد الدكتور رضا حجازي، أن امتحانات الثانوية العامة مهمة وطنية، مشددًا على مديري المديريات التعليمية، بضرورة الالتزام بالتعليمات الخاصة بضوابط الامتحانات والتي أعلنتها الوزارة بشأن عقد الامتحان، مشددًا على منع الغش بكافة أنواعه داخل اللجان، وعدم التجاوز مع الطلاب المخالفين لذلك والتعامل معهم بحكمة وهدوء في تنفيذ اللوائح المنظمة لمواجهة الغش، بما يضمن انضباط سير الامتحانات، مؤكدًا أن تقييم مديرى المديريات سيأتى فى ضوء أدائهم خلال الامتحانات السابقة وامتحانات شهادة الثانوية العامة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: وزارة التربية والتعليم امتحانات الثانوية العامة الثانوية العامة ماراثون امتحانات الثانوية العامة وزير التعليم الدكتور رضا حجازي الثانویة العامة
إقرأ أيضاً:
امتحانات الشهادة السودانية.. الطريق إلى تقسيم السودان عبر “سلاح التعليم”
امتحانات الشهادة السودانية.. الطريق إلى تقسيم السودان عبر “سلاح التعليم”
فتحي محمد عبده
وضعنا البيان الصادر عن لجنة المعلمين السودانيين يوم أمس الأول أمام حقائق مهمة ومؤسفة في الوقت نفسه، فيما يتعلق بامتحانات الشهادة السودانية التي قررت حكومة بورتسودان إقامتها بنهاية ديسمبر الجاري. ففي خضم الحرب المستمرة في مناطق واسعة من البلاد لما يقارب العامين، التي أنهكت البلاد وأثقلت كاهل الشعب، تأتي قرارات حكومة بورتسودان بإقامة امتحانات الشهادة الثانوية لعام 2023 في المناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة فقط، كخطوة غريبة، وهي امتحانات “أُجِّلت” بسبب الحرب وتوسع رقعتها. ومما لا شك فيه أن هذه القرارات تحمل في طياتها تداعيات خطيرة على وحدة البلاد ومستقبلها. هذه القرارات، التي تبدو في ظاهرها تنظيمية، تحمل أبعادًا سياسية واجتماعية تهدد بالانقسام وتعزيز الإقصاء، وهو ما يمهد الطريق لتقسيم السودان بشكل أعمق وأكثر تعقيدًا.
منذ اندلاع الحرب، أصبح التعليم واحدًا من أكثر القطاعات تضررًا، حيث توقفت المدارس في العديد من المناطق، خاصة المناطق التي وصلتها نيران المتحاربين، وفُقدت فرص التعلم لمئات الآلاف من الطلاب بسبب الظروف الأمنية. ورغم هذه الأزمة، أصرت حكومة بورتسودان على إجراء الامتحانات في 28 ديسمبر 2024، متجاهلة الظروف الأمنية والمعيشية التي تعصف بالبلاد. وفوق هذا كله، قررت عدم إجرائها في ثماني ولايات كاملة وأجزاء واسعة من ست ولايات أخرى، بمعنى أن من أصل ثماني عشرة ولاية سودانية، سيجلس طلاب أربع ولايات فقط للامتحانات بشكل كامل.
وفقًا لبيان لجنة المعلمين السودانيين، فإن أكثر من 60% من الطلاب المؤهلين للجلوس للامتحانات سيُحرمون منها، خصوصًا في ولايات دارفور وكردفان الكبرى، وأجزاء من الخرطوم، والجزيرة، ومناطق أخرى تعاني من انعدام الأمن أو غياب الخدمات الأساسية. هذه النسبة الصادمة تعكس واقعًا مريرًا يتمثل في استبعاد شريحة كبيرة من الطلاب، وتحويل حقهم في التعليم إلى امتياز يُمنح فقط لمن يعيشون في مناطق محددة يتحكم فيها الإسلاميون ومليشياتهم.
الإصرار على إجراء الامتحانات في هذه الظروف، دون ضمان العدالة والشمول لكل الطلاب المؤهلين، ودون توفير بيئة آمنة لهم، يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الطلاب. فالتعليم، الذي يُفترض أن يكون أداة محايدة تُفعّل من أجل الوحدة والسلام، يُستخدم الآن، لقصر نظر هؤلاء، كوسيلة لزرع الفتن، وتكريس الفوارق، وإقصاء فئات واسعة من المجتمع السوداني عن حقوقهم.
بالطبع، فإن قرار إجراء الامتحانات على النحو الذي أقرته حكومة بورتسودان ليس قرارًا إداريًا بريئًا، بل يعكس استراتيجية تتبناها هذه السلطة، التي يسيطر عليها عناصر من النظام السابق، لاستغلال التعليم كأداة لتعزيز نفوذهم السياسي والاجتماعي في مناطق محددة، والتحكم بمصير سكانها بزريعة دولتهم المزعومة، أو “دولة البحر والنهر” كما يحلو لهم الاسم والعنوان.
وبالتالي، إقصاء وحرمان طلاب الشهادة الثانوية في المناطق خارج سيطرة القوات المسلحة وحلفائها من عناصر النظام العنصري البائد من الامتحانات، سيعمق بالتأكيد الشعور بالظلم، ويزرع بذور الانفصال وتقرير المصير في نفوس سكان هذه المناطق. لأن استثناء ولايات بعينها من العملية التعليمية، يُراد له أن يُرسّخ فكرة أن السودان ليس دولة واحدة متماسكة، وأن يُواصل ما انقطع من مشروع ما يسمى “بثورة الإنقاذ” الذي عمل على تحويل الدولة السودانية إلى مجموعة من الكيانات المنفصلة، تعاني بعضها دون الأخرى من انعدام العدالة وتفاوت الفرص والحرمان من الحقوق الأساسية والدستورية. وهو ما يمثل تهديدًا خطيرًا لوحدة السودان ومستقبل أجياله.
الوسومالشهادة السودانية حرب السودان دارفور لجنة المعلمين السودانيين