آخر تطورات الحرب على غزة.. زيارة مسؤول مهم لمعبر رفح ومعاناة من مقدمات المجاعة
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
كشف محمد المهدي مراسل قناة «إكسترا نيوز»، تطورات الأوضاع في الجانب المصري من معبر رفح البري، مشيرا إلى أنّ إسرائيل منعت أمس عدد هائل من سيارات المواد الغذائية والطبية من دخولها إلى غزة، ما يؤكد إمعانها في عملية التجويع التي تمارسها منذ فترة طويلة تجاه النساء والأطفال داخل القطاع.
معاناة أطفال غزة من مقدمات المجاعةوأضاف المهدي، خلال رسالة على الهواء مع الإعلامية دارين مصطفى، عبر فضائية «إكسترا نيوز»، أنّ منظمة اليونيسيف، أصدرت اليوم، بيانًا، يؤكد أن هناك 90% من أطفال قطاع غزة يعانون من مقدمات المجاعة.
وفيما يتعلق بالأوضاع العسكرية داخل القطاع، أفاد المراسل بأنّه هناك عملية تبادل إطلاق نار بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية، لافتا إلى أن إحدى الطائرات الإسرائيلية، كانت قريبة من قطاع غزة، حتى قابلتها عدة صواريخ من قبل المقاومة الفلسطينية باتجاه هذه الطائرة، قبل أن تعاود مرة آخرى إلى قواعدها.
مسؤول مهم يزور معبر رفحوتابع المهدي: «أهم شخصية وصلت اليوم إلى معبر رفح بعد فترة انقطاع طويلة، هو مسؤول الشرق الأوسط في الاتحاد الأوروبي، ليتفقد ما الذي يجري في محيط هذا المعبر، خاصة مع تداول أخبار عن قرب عودة اتفاقية المعابر مرة أخرى التي أنشئت عام 2005، وكان أحد طرفيها الأساسيين الاتحاد الأوروبي».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل غزة الاحتلال رفح معبر رفح
إقرأ أيضاً:
وداع بلا مقدمات.. عندما حمل متطوع الهلال الأحمر الفلسطيني والدته دون أن يعرفها
عبد العزيز البرديني والذي يعمل متطوعاً في الهلال الأحمر الفلسطيني، اعتاد على مسح الدماء واحتضان الألم، كجزء من وظيفته في إنقاذ الأرواح وسط أصوات القصف وأزيز الطائرات، وفي ذلك اليوم، تلقى إشعاراً عن استهداف سيارة في مخيم المغازي للاجئين، تحرّك بسيارة الإسعاف على الفور، وفي قلبه نبض سريع ينبئه بأن هذه اللحظة تحمل شيئاً مختلفاً.
عندما وصل، كان المكان مليئاً بالفوضى والدمار. وجد جثة امرأة هامدة وثلاثة مصابين آخرين، بينهم طفل لم يتجاوز الثانية عشرة، مصاب بإصابة خطيرة تهدد حياته. كرّس جهده للطفل، عالماً أن عليه إنقاذ من بقي على قيد الحياة أولاً، وحمل جسد الشهيدة في الإسعاف ليتم التعامل معه لاحقاً في المستشفى.
عند وصوله إلى المستشفى، بدأ عبد العزيز بتسجيل بيانات الجثة، وفي خانة الاسم كتب "مجهول". ولكن شيئاً ما دفعه للنظر مجدداً في وجهها. وعندما نظر، تجمدت ملامحه للحظة؛ لقد كانت والدته، جسدها بين يديه، ووجهها الذي احتضنه بعينيه مراراً بات الآن صامتاً.
في تلك اللحظة، كأن الزمن توقف، والمكان ضاق، وتجمعت الكلمات في حلقه دون أن تخرج، سوى صرخات مخنوقة: "ما عرفتكِ، والله ما عرفتكِ، يما.. كنت بدي أسجلك مجهولة". لم يكن هذا حلماً أو كابوساً، بل حقيقة قاسية، أن يحمل جسد أمه شهيدة، غير مدرك أن الموت قد وصل إليها قبله.
هذه ليست المرة الأولى التي يمر فيها عبد العزيز بتجربة مشابهة؛ فقد عايش ألم فقدان زملائه، وحتى زميله المسعف نادر البحيصي عاش مأساة فقدان ابنه بين ضحايا القصف. لكن هذه المرة، كانت الفاجعة تخصه، حيث جسدت له قسوة الحروب التي طالت أغلى الناس على قلبه.
في لحظات الوداع الصامتة تلك، وقف عبد العزيز أمام جسد والدته، يحاول استيعاب الفاجعة بكل ما تحمله من ألم وفقدان. لم يكن هنالك كلمات تكفي، ولا دموع تخفف من ثقل اللحظة. رفع رأسه إلى السماء، كمن يودع روحه فيها، وحمل على عاتقه أن يمضي في عمله رغم الخسارة. فقد أدرك أن واجبه لم ينتهِ، وأن تضحياته لا تزال تحمل رسالة أكبر من الألم نفسه، رسالة حياة وحب لآخرين قد يجدون في يديه عوناً وأملاً جديداً.
ومع رحيل والدته، زاد تعلقه برسالته الإنسانية، وأقسم بينه وبين نفسه أن يكمل الطريق، ليس فقط لأجل أولئك الذين يحتاجون إليه، بل لأجل ذكرى أمه التي غادرت بصمت، تاركةً له في قلبه قوة لمواجهة كل الصعاب.
المصدر : وكالة سوا