#التعليم و #سوق_العمل حقيقة أم مغالطة؟
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات
تجتاح الساحة أفكار عن التعليم وسوق العمل، وتعقد منتديات ولقاءات، وتنتشر “مسلّمات” عن ربط التعليم بسوق العمل، حتى أصبح نقد الفكرة أشبه بنقد محرّمات خطرة! فهل التعليم مسؤول عن التخطيط لسوق العمل، أم سوق العمل يخطط نفسه وفق مبادىء العرض والطلب؟ وهل نحن دولة اشتراكية تلزم القوى البشرية بعمل محدد، تعدّ له، وتؤمنه حيث يجد الخريج عمله الذي أعددناه له؟
بالمناسبة؛ لقد فشل الاتحاد السوفياتي في تخطيط قوى العمل وفق سوق العمل! وها نحن نتسابق في الافتخار بالتخطيط الدقيق لتلبيس شبابنا مهارات محددة لأعمال بانتظارهم حال تخرجهم، ولم نسمع صوتًا مخالفًا! الكل يريد ويردد: تنظيم التعليم وفق سوق العمل! فهل هذه مَهمة التعليم؟ وهل الجامعات مؤسسات اقتصادية مسؤولة عن”توظيف” خريجيها، وإيصالهم لأعمال بانتظارهم؟
مقالات ذات صلة فلسطين بين الخامس من حزيران والسابع من اكتوبر 2024/06/05إن ربط التعليم بسوق العمل كمن ينادي بفكرة إعداد العاملين في أعمال ذات الطبيعة الجسدية الصعبة يجب أن يتم في الملاعب والمطاعم! فهل هذا معقول؟
(01)
وظائف التعليم والتعليم الجامعي: أين الجامعات الابتكارية؟
لا أحب استخدام لفظ: ومما لا شك فيه، ولكني أقول: نعم! للتعليم وظائف اقتصادية! ولكن هذه الوظائف جزء يسير من أهداف التعليم، ولا يجوز إهمال كل وظائف التعليم الشخصية، والتربوية، والقيمية، والأخلاقية، والمحلية والعالمية، وتسخير التعليم لسوق عمل متأرجح، وغير يقيني! وبالأصل التعليم ووظائفه الاقتصادية هي في الاستثمار في بناء الإنسان المنتج: معرفة، وفكرًا، وجمالًا، وخيرًا، وحقّا، وعدلًا! هذا ما يسمى الاستثمار في التعليم، وليس تخريج عامل محدد بمهارات توقعها مخططون فاشلون أو حتى مبدعون!
إذن؛ لو استعرضنا أهداف التعليم في مدارسنا وجامعاتنا وجامعات العالم لن نجد أن ربط التعليم بسوق العمل هو غاية التعليم وأساسه! فالتعليم هو بناء الإنسان ليكون قادرًا على العيش في مستقبل متغير.
(02)
الحاجة ليست أُمَّ الاختراع!
بل الاختراع هو أُمُّ الحاجة!!
كان الإنتاج في الماضي يرتبط بحاجات ثابتة أو متحركة، فحين نواجه حاجة ما ، فإن الصناعيين يهبون لاختراع الأداة المناسبة، فالاختراع وليد الحاجات، ولكن في العصر الرقمي انقلبت الأمور، فالاختراع هو من يولّد الحاجات، ومن أمثلة ذلك: ما حاجة الراعي إلى موبايل؟ وهل تم إنتاج الموبايل بناء على حاجاتنا؟ أم أنه
هو من خلق لدينا ألف حاجة؟
بل ما حاجتنا إلى الذكاء الاصطناعي؟ ولذلك الاختراع هو من يخطط لنا، ولم يخطط له أحد!
وكذلك ما يقال عن انقراض مهن وحلول مهن مستقبلية بدلًا منها، أمر يصعب التخطيط له لأسباب عديدة، لعل في مقدمتها أن التعليم ليس مؤسسة عمل، وأن تغير المستقبل قد يحدث بسرعة هائلة قبل أن يبدأ! يقال: إن فترة تأليف كتاب في البيولوجياّ أو الفيزيولوجيا، أو الفيزياء لو كانت خمسة شهور كفيلة بتغيير ثلث المادة فيه وعدّها خاطئة وقديمة و ملغاة بسبب سرعة التغير العلمي، وتزايد المعرفة العلمية الحديثة!
فما بالكم بأعمال مستقبلية متغيرة وغير يقينية نجبر شبابنا على دراسة تناسبها؟
وأيضًا! من يمتلك الحق لإلزام شاب على دراسة لا يرغب فيها؟ ألم تسمعوا بأن الإبداع في العمل يتطلب اختيار عمل يناسب صاحبه أولًا؟
قديمًا في العصر الزراعي والصناعي كان يقال: الحاجة أم الاختراع! لكن في عصر الذكاء الاصطناعي انقلبت المعادلة، وصار الاختراع هو الذي يولد الحاجة، فالاختراع أُمُّ الحاجة وليس العكس؟
وهذه القاعدة تجعل من ربط التعليم بسوق العمل إحدى الخرافات الرقمية!
(03)
ماذا بعد؟
هل يجوز في العصر الرقمي أن نعقد مؤتمرات علمية أبرز ما فيها:
التعليم مهم، والتعليم يجب أن يربَط بسوق العمل، ويجب تنمية المعلمين وغير ذلك من القضايا المطروحة من خمسين عامًا من دون أن نتقدم خطوة؟
أنا مثلًا أتمنى أن نعد شبابنا في الجامعات لمواجهة التغيير والتغير، وهذا يعني إكسابهم مهارات الخَلق والابتكار، والبناء، والتجديد، والتكيف وإدارة التغيير، وعدم الخوف من المستقبل، وأتمنى أن لا نعدّهم لعمل معين!
التعليم بناء الشخصية المنتجة وليس العامل المرتبط بعمل محدد!
وليت أحدًا من أنصار ربط التعليم بسوق العمل يشرح لنا كيف يتم ذلك، وما التغيرات المطلوبة؟
وكيف أن إجبار طلبة على دراسة تخصص لا يرغبون فيه سيكون عملًا مفيدًا!
وليت أحدًا يفسر لنا كيف نجعل كل التعليم موجهًا للعمل: علمًا بأن العمل يستهلك ٣٠ ساعة أسبوعيًاّ؟ وكيف تعمل بقية أوقات الشباب؟ وهل الشباب كائنات عاملة، أم بشر أحياء؟
وأخيرًا الجامعات والمدارس ليس شركات أو مصانع أو مؤسسات توظيف!
ملاحظة:
لم تتِح لي فرصة إبداء الرأي في المكان المناسب لسبب يحتفظ به منظمو ذلك المكان!
فهمت عليّ جنابك؟!
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سوق العمل ذوقان عبيدات ربط التعلیم بسوق العمل سوق العمل
إقرأ أيضاً:
نزار الفارس لدوللي شاهين: مش عارف أغض بصري.. والأخيرة ترد: أنا حرانة
دوللي شاهين.. حالة من الجدل أثارها الإعلامي العراقي نزار الفارس، بسبب حلقته مع الفنانة اللبنانية دوللي شاهين، حيث اعترض على ملابسها القصيرة التي ارتدتها خلال الحلقة، ووضعها في موقف محرج.
دوللي شاهين ونزار الفارسوقال نزار الفارس، خلال استضافته لـ دوللي شاهين: «أستأذنك لو أخلع الجاكيت وتغطي رجلك، ربنا سبحانه وتعالى أمرني بغض البصر، كيف أنا أحاورك وأغض البصر».
نزار الفارس ودوللي شاهينورديت عليه دوللي شاهين معبرة عن استيائها من السؤال، مشيرة إلى انتهاك خصوصيتها، وجاء ردها: «مش من حقك أنا كده أزعل عشان دا انتهاك لخصوصيتي وحريتي، أنت لو عندك دريس كود كنت بلغني به قبل التصوير، وأنا حرانة وما ينفعش أحط حاجة على رجلي».
دوللي شاهينوانتهت الفنانة اللبنانية دوللي شاهين، مؤخرا من تسجيل دويتو بعنوان «لو كنت جاري»، مع المطرب العراقي تيسير السفير، ومن كلمات حيدر الأسير، ألحان همام حسن، توزيع و مكس محب الرواي.
دوللي شاهين آخر أعمال دوللي شاهينوتعيش الفنانة دوللي شاهين، حالة من النشاط الفني، حيث طرحت عدد من الأغنيات «انا الحاجة الحلوة، ست البنات، حوش الدلع، حكاية بن، حبيبتي يا أمي، الملكة QUEEN» التي طرحتهم عبر قناتها الخاصة على موقع يوتيوب.
أغنية أنا الحاجة حلوة لدوللي شاهينأغنية «أنا الحاجة الحلوة» من كلمات السيد على، والحان احمد يوسف، توزيع طارق حسيب، والكليب من إخراج مؤمن يوسف، ومدير التصوير مصطفي أحمد، اشراف فني موسيقي احمد عبد العزيز.
دوللي شاهينوطرحت دوللي شاهين، أغنيتها الجديدة «روح زورن»، بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة عبر موقع الفيديوهات يوتيوب وعلى جميع المنصات الرقمية الموسيقية وحققت الأغنية نسبة استماع ومشاهدة مرتفعة بعد طرحها بساعات قليلة.
والأغنية من كلمات جوزيف حرب، وألحان فولكور، وتوزيع أحمد عبد العزيز، اخراج مؤمن يوسف، وتصوير محمد السيد، استوديو السيد علي.
اقرأ أيضاًآخرهم ميرهان حسين.. نجوم هددوا سابقًا باعتزال الفن
«الملكة QUEEN».. كليب جديد لـ دوللي شاهين (فيديو)
«روح زورن».. دوللي شاهين تستعد لطرح أحدث أغانيها