بوليتيكو: حملة تضليل إعلامي إسرائيلية استهدفت أكثر من 120 عضوًا في الكونغرس الأمريكي
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
حسب تقرير نشره بوليتيكو، فقد حاولت إسرائيل من خلال حملة تضليل على وسائل التواصل الاجتماعي التأثير على 128 عضوًا في الكونغرس الأمريكي، من اجل الترويج لسياستها وحربها الضارية على حرب غزة.
كشف موقع بوليتيكو الأمريكي عن استهداف ما لا يقل عن 128 عضوًا في الكونغرس الأمريكي من خلال عملية مرتبطة بإسرائيل لنشر محتوى مؤيد للدولة العبرية في خضم الحرب الدائرة في قطاع غزة، وفقًا لبيانات حصل عليها بوليتيكو من منظمة إسرائيلية تراقب قضايا التضليل الإعلامي.
وتم الإعلان عن وجود حملة تأثير تستهدف المشرعين لأول مرة في شهر آذار/مارس. وقد أطلق فيها حوالي 600 حساب مزيف أكثر من ألفي تعليق منسق أسبوعيًا لدعم الحرب الإسرائيلية على غزة، ولانتقاد الجماعات الحقوقية الفلسطينية ورفض مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قد ذكرت الأربعاء أن العملية كانت مدعومة من قبل الحكومة الإسرائيلية، نقلًا عن عدة مسؤولين إسرائيليين لم تذكر أسماءهم، ولكنها لم تكشف عن العدد الدقيق للسياسيين الأمريكيين المستهدفين.
واستهدفت المنشورات المضللة حسابات وسائل التواصل الاجتماعي لما لا يقل عن 128 مشرعًا أمريكيًا، وفقًا لبيانات من منظمة FakeReporter، وهي المجموعة الإسرائيلية التي كشفت عن شبكة التضليل الإعلامي لأول مرة.
ومن بين أسماء المشرعين المدرجين في القائمة التي حصلت عليها بوليتيكو والتي لم تكن معروفة من قبل: زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، والنائبان جيم كلايبرن (ديمقراطي من ولاية كاليفورنيا)، وإلهان عمر (ديمقراطية من ولاية مينيسوتا)، وشونتل براون (ديمقراطية من ولاية أوهايو).
بروكسل تفتح تحقيقاً بشأن ميتا وتيك توك بتهمة التضليل في إطار النزاع بين إسرائيل وحماسكما تضم القائمة أيضًا رئيس مجلس النواب، الجمهوري مايك جونسون، وزعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي من نيويورك).
ويكشف حجم القائمة عن أن حملة التضليل أغرقت الكثير من أعضاء الكونغرس. وفي الوقت نفسه، يبدو أن الاستهداف كان يتركز على مجلس النواب أكثر من مجلس الشيوخ، وكانت الأهداف في الغالب من مشرعين من الحزب الديمقراطي.
وقد انتحل المشاركون في شبكة التضليل شخصيات مستخدمين أمريكيين وقاموا بشكل روتيني بتضخيم التعليقات المؤيدة لإسرائيل من خلال مشاركة روابط لصفحات إخبارية مزيفة.
ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، أنفقت وزارة شؤون المغتربين الإسرائيلية مليوني دولار على الحملة واستأجرت شركة التسويق السياسي الإسرائيلية STOIC لتنفيذها.
ولم يتمكن موقع FakeReporter من التأكد من الجهات التي تقف وراء مجموعات التعليقات المؤيدة لإسرائيل، لكن شركة ميتا التي تملك منصتي فيسبوك وإنستغرام نشرت الأسبوع الماضي تقريرًا منفصلًا يزعم أن STOIC كانت وراء حملة التضليل، وأعلنت أنها حظرت الشركة من منصاتها على وسائل التواصل الاجتماعي.
إسرائيل تنفيولم يتمكن موقع بوليتيكو من التأكد بشكل مستقل من وقوف الحكومة الإسرائيلية وراء الحملة.
ورفض متحدث باسم السفارة الإسرائيلية في واشنطن التعليق على التقرير، وأشار بدلًا من ذلك إلى بيان ينفي تورط وزارة شؤون المغتربين في هذه الحملة.
واتهمت منظمة FakeReporter الإسرائيلية التي تراقب التضليل الإعلامي حكومة بلادها بالانخراط في عمليات تأثير أجنبي فجة تخلق مخاطر هائلة، في حين لا تفعل الكثير لمكافحة تهديدات التضليل الإعلامي على الصعيد المحلي.
في اليوم العالمي للصحافة.. الجزيرة ممنوعة في إسرائيل بأمر من نتنياهو والقناة ترد: افتراء وتضليلوقالت آخيا شاتس، المديرة التنفيذية للمنظمة إن "شبكة التأثير الأجنبي التي تم تشغيلها ضد المشرعين الأمريكيين كانت عملًا غير مسؤول ومتهورًا ومعاديًا للديمقراطية“.
وتابعت: "إذا كانت إسرائيل لا ترغب في أن تكون ضحية للتدخلات الأجنبية، فعليها أن تمتنع بنفسها عن فعل ذلك."
المصادر الإضافية • بوليتيكو
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ارتفاع منسوب مياه الفيضانات في النمسا والوضع لا يزال معقدا أيقونة الغناء الأمريكية سيندي لوبر تخلد اسمها ويديها وقدميها في هوليوود الرئيس الإماراتي يلتقي مع مطلوب من طالبان تصل مكافأة القبض عليه إلى 10 ملايين دولار إسرائيل غزة الكونغرس وسائل التواصل الاجتماعي أخبار مزيفة تضليل ـ تضليل إعلاميالمصدر: euronews
كلمات دلالية: روسيا إسرائيل الشرق الأوسط غزة الحرب في أوكرانيا روسيا إسرائيل الشرق الأوسط غزة الحرب في أوكرانيا إسرائيل غزة الكونغرس وسائل التواصل الاجتماعي أخبار مزيفة تضليل ـ تضليل إعلامي روسيا إسرائيل الشرق الأوسط غزة الحرب في أوكرانيا قصف أسلحة نازية الإرهاب البرلمان الأوروبي فرنسا السياسة الأوروبية وسائل التواصل الاجتماعی التضلیل الإعلامی یعرض الآن Next مجلس النواب
إقرأ أيضاً:
الأوهام الصهيونية بين التضليل والواقع: كيف يحول الإعلام هرطقات الاحتلال إلى مسلّمات؟
يمانيون../
لطالما سعى الكيان الصهيوني، منذ نشأته، إلى الترويج لرواياته على أنها حقائق مطلقة، مستخدمًا أدواته الإعلامية والدبلوماسية لترسيخها في وعي العالم، لكنه لم يكن ليحقق ذلك لولا وجود أدوات ترويجية من داخل المنطقة نفسها. فالنخب السياسية والإعلامية التي تتبنى – بوعي أو دون وعي – السردية الصهيونية، تلعب دورًا محوريًا في تحويل هرطقات الاحتلال إلى مسلّمات، حتى عندما تكون الوقائع على الأرض تناقضها تمامًا.
نزع سلاح غزة وإنهاء حكم حماس.. شعار فارغ أم حقيقة ممكنة؟
أحد أكثر الأوهام الصهيونية تكرارًا هو الادعاء بأن نزع سلاح غزة وإنهاء حكم المقاومة الفلسطينية، مسألة وقت ليس إلا. لكن هذا الادعاء الذي يردده الاحتلال منذ عقود، لم يتحقق حتى بعد خمسة عشر شهرًا من الحرب الضارية التي استخدمت فيها “إسرائيل” أقصى قدراتها العسكرية، مدعومةً بالغطاء الأمريكي الكامل.
فكيف يمكن لها تحقيق ذلك في ظل تهدئة أو حتى استئناف القتال؟ بل كيف يمكنها تحقيقه بعد أن أصبحت المقاومة أكثر تنظيمًا، وأكثر قدرة على استنزاف الجيش الصهيوني وإفشال خططه العسكرية؟ إن الاحتلال الكامل لغزة هو الشرط الوحيد لتحقيق هذا الهدف، ولكن هل يمتلك الكيان القدرة على تحقيق ذلك؟
تجربة الحرب الأخيرة أثبتت أن الجيش الصهيوني غير قادر على القتال على جبهات متعددة في وقت واحد، إذ كانت عملياته العسكرية تتسم بالتتابع لا التوازي: تارة في الشمال، ثم الوسط، ثم الجنوب، ثم العودة إلى الشمال مرة أخرى. وحتى داخل كل منطقة، كان يعمل على تقسيمها إلى مربعات صغيرة، ولا يجرؤ على تنفيذ عملية اجتياح واسعة تشمل كل القطاع دفعة واحدة.
والسبب بسيط: لأن هذا السيناريو يعني سقوط عشرات القتلى الصهاينة يوميًا، واستنزاف قوات الاحتلال في مستنقع حربٍ لا نهاية لها. ومن هنا، يصبح الحديث عن نزع سلاح المقاومة وإنهاء وجودها مجرد هراء لا يمتّ للواقع بصلة.
التهجير القسري.. الوهم المتكرر والفشل المستمر
من بين الأوهام التي يروجها الإعلام الصهيوني، ويجد من يروج لها عربيًا، أن الاحتلال يسعى لتنفيذ مخطط التهجير القسري للفلسطينيين خارج غزة. يتم تناول هذا الطرح على أنه حتمية تاريخية، وكأنها مسألة وقت، رغم أن كل المخططات الصهيونية التي سعت إلى تحقيق ذلك خلال الأشهر الماضية باءت بالفشل.
فالتهجير القسري يتطلب بيئةً سياسية وعسكرية معينة:
أولًا، يحتاج الاحتلال إلى موافقة دولية، وهو ما لم يحصل عليه، حتى من أقرب حلفائه.
ثانيًا، يتطلب تهجير سكان غزة وجود دولة أو دول توافق على استقبالهم، وهو ما لم يحدث حتى الآن.
ثالثًا، يحتاج الاحتلال إلى تفريغ القطاع عسكريًا وأمنيًا، وهو أمر مستحيل مع استمرار المقاومة، بل وزيادة قوتها خلال الحرب.
وعلى الرغم من كل ذلك، لا تزال بعض النخب الإعلامية والسياسية تتعامل مع هذا السيناريو وكأنه مسلّمة، دون أن تسأل نفسها: لماذا لم يتحقق حتى الآن؟ ولماذا يفشل الاحتلال في فرضه رغم كل القوة العسكرية التي يمتلكها؟
المعادلة الحقيقية: أقوى أوراق الاحتلال في يد العرب
بعيدًا عن الأكاذيب الإعلامية، الحقيقة التي يدركها الاحتلال جيدًا، ويعمل على استغلالها إلى أقصى حد، هي أن أقوى أوراقه ليست عسكرية، بل سياسية واقتصادية، وهي موجودة بأيدي الأنظمة العربية، التي لو قررت التخلي عن التواطؤ، فإنها قادرة على شل قدرة الاحتلال على التحكم بمصير الفلسطينيين.
أحد أبرز الأمثلة على ذلك هو معبر رفح، الذي يُستخدم كورقة ضغط من قبل الاحتلال، رغم أنه لا يخضع للسيادة الصهيونية، وإنما للقرار المصري. فلو قررت مصر، مثلًا، فتح المعبر بشكل كامل، وإدخال المساعدات والإمدادات دون الرجوع إلى “إسرائيل”، فإن الاحتلال لن يتمكن من فرض الحصار أو استخدامه كورقة ابتزاز سياسي.
لكن بدلًا من استخدام هذه الورقة ضد الاحتلال، نجد أن الأنظمة العربية تُبقيها في خدمة الأجندة الصهيونية، بحجة “التنسيق الأمني”، أو بحجة “التوازنات السياسية”، ما يعزز قدرة الاحتلال على تنفيذ سياساته دون الحاجة إلى تدخل عسكري مباشر.
الاحتلال العاجز.. والرهان على التواطؤ العربي
ما لم يستطع الاحتلال تحقيقه بالحديد والنار، يسعى لتحقيقه عبر الضغط السياسي والتواطؤ الإقليمي. فهو يعلم أنه غير قادر على فرض أي حل عسكري نهائي، لكنه يعتمد على الحصار، والتضييق، والتلاعب بالمساعدات الإنسانية، لإضعاف صمود الفلسطينيين.
ولذلك، فإن معركة غزة اليوم ليست مجرد مواجهة عسكرية، بل هي مواجهة على مستوى الوعي السياسي والإعلامي. فإذا استمرت النخب السياسية والإعلامية في التعامل مع أوهام الاحتلال على أنها حقائق، فإنها تساهم في تحقيق أهدافه دون أن يدركوا ذلك.
أما إذا وُجدت إرادة عربية جادة، فإن الاحتلال سيجد نفسه أمام حقيقة واحدة: فشله في فرض أي من مخططاته، واضطراره للبحث عن حلول بديلة، ربما يكون أولها الرحيل من الأرض التي لم يكن له حق فيها يومًا.
هرطقات الاحتلال إلى مزبلة التاريخ
طالما هناك مقاومة تحمل السلاح، وطالما هناك شعب مستعد للتضحية، فإن أوهام الاحتلال لن تتحقق. أما إذا تمكن الاحتلال من خداعنا بإعلامه المضلل، وجعلنا نردد هرطقاته دون تمحيص، فقد نتحول نحن إلى أدوات لتحقيق مشاريعه دون أن نشعر.
لكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها، هي أن الاحتلال يعيش أسوأ لحظاته منذ نشأته، وأن مصيره – عاجلًا أم آجلًا – هو الزوال. فالأمم لا تموت إلا عندما تستسلم، وما دام هناك من يرفض الاستسلام، فإن مصير الكيان سيكون كمصير كل المستعمرين عبر التاريخ: مزبلة النسيان.
العهد الإخباري – إيهاب زكي