ذكرت صحيفة  نيويورك تايمز الأمريكية أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة كان أمرا صعبا، لكن تحقيق اتفاق بهذا الشأن على أرض الواقع سيكون أكثر صعوبة.

 

وقالت الصحيفة -في مقال تحليلي نشرته اليوم الخميس على موقعها الالكتروني- إن الاقتراح الذي يدعمه الرئيس الأمريكي جو بايدن ينطوي على أبعاد سياسية عميقة ويهدف إلى وقف الحرب على الأقل في الوقت الحالي، لكن إسرائيل ترفض وقفا دائما لإطلاق النار، ولدى حماس أسبابها الخاصة للتردد.

 

وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى في الوقت الذي يبدو فيه أن حماس والحكومة الإسرائيلية تقتربان من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يشكك محللون بشدة في أن الجانبين سوف ينفذان اتفاقا يتجاوز الهدنة المؤقتة.

 

وأوضحت أن الأمر يتعلق باتفاق من ثلاث مراحل اقترحته إسرائيل وحظي بدعم الولايات المتحدة، والذي إذا تحقق بالكامل قد يؤدي في نهاية المطاف إلى انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة، وعودة جميع المحتجزين المتبقين ووضع خطة إعمار للقطاع.

 

لكن الصحيفة قالت إن الوصول إلى خط النهاية هذا أمر مستحيل إذا لم تكن الأطراف مستعدة حتى لبدء السباق أوالاتفاق على المكان الذي يجب أن ينتهي فيه،وفي الأساس فإن الجدال لا يدور فقط حول المدة التي ينبغي أن يستمر فيها وقف إطلاق النار في غزة أو عند أي نقطة ينبغي تنفيذه، بل يدور حول ما إذا كانت إسرائيل قادرة على قبول هدنة طويلة الأمد ما دامت حماس تحتفظ بقدر كبير من السيطرة.

 

وأضافت الصحيفة أنه لكي توافق إسرائيل على مطالب حماس بوقف دائم لإطلاق النار منذ البداية، فيتعين عليها أن تعترف بأن حماس سوف تظل قائمة وأنها ستلعب دورا في مستقبل القطاع، وهي شروط لا يمكن للحكومة الإسرائيلية أن تلتزم بها. 

 

وعلى الجانب الآخر، تقول حماس إنها لن تفكر في وقف مؤقت لإطلاق النار دون ضمانات بوقف دائم يضمن بقائها بشكل فعال، خشية أن تستأنف إسرائيل الحرب بمجرد إعادة محتجزيها،ولكن بعد ثمانية أشهر من الحرب الطاحنة، هناك دلائل تشير إلى أن الجانبين قد يقتربان من المرحلة الأولى المقترحة، وهي وقف إطلاق النار المشروط لمدة ستة أسابيع. وقال محللون إنه في حين أن هذه الخطوة غير مضمونة، فإن الانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة، التي تنص على وقف دائم للأعمال العدائية والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة، أمر غير مرجح.

 

ونقلت الصحيفة عن ناتان ساكس، مدير مركز سياسات الشرق الأوسط في معهد بروكينجز الأمريكي قوله: "من الخطأ أن ننظر إلى هذا الاقتراح على أنه أكثر من مجرد حل مؤقت. فالأهم من ذلك، أن هذه الخطة لا تجيب على السؤال الأساسي حول من سيحكم غزة بعد الصراع. هذه خطة لوقف إطلاق النار، وليست خطة لليوم التالي".

 

وذكرت الصحيفة أنه داخل كل معسكر شخصيات مؤثرة ترغب في إطالة أمد الحرب. ويقول البعض داخل حماس إن الحركة يجب ألا توافق على أي صفقة لا تؤدي على الفور إلى وقف دائم لإطلاق النار. وفي إسرائيل، أدى مجرد ذكر وقف الحرب والانسحاب الكامل للقوات إلى دفع حلفاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من اليمين المتطرف إلى التهديد بإسقاط حكومته.

 

وقال شلومو بروم، العميد المتقاعد وكبير الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، إنه "من الواضح للجميع أن هذا الاقتراح سياسي في الغالب". 

 

وأضاف بروم: "المرحلة الأولى جيدة لنتنياهو، لأنه سيتم الإفراج عن بعض الرهائن. لكنه لن يصل إلى المرحلة الثانية أبدا. وكما حدث من قبل، سيجد خطأ ما في ما تفعله حماس، وهو ما لن يكون من الصعب العثور عليه".

 

كما نقلت الصحيفة عن محللين قولهم إنه ليس هناك ما يضمن هذه المرة أيضا أن المرحلة الأولى ستليها المرحلة الثانية،ويتفق المحللون على أن هذا قد يناسب نتنياهو بشكل جيد، إذ سيعمل على تهدئة الأمريكيين من خلال وقف مؤقت لإطلاق النار وزيادة المساعدات لغزة مع إيجاد أسباب لعدم تجاوز هذا الاتفاق.

 

وأوضح المحللون إن نتنياهو يأمل ألا توافق حماس على الاقتراح على الإطلاق، وبالتالي إبعاده عن هذا المأزق،ومع احتدام الأعمال العدائية مع حزب الله في الشمال، فهو يقترح على حلفائه أنه حتى لو كان يجب عليه الموافقة على اقتراح غزة، فإن المفاوضات بشأن المرحلة الثانية يمكن أن تستمر إلى أجل غير مسمى.

 

وقال آرون ديفيد ميلر، خبير شئون الشرق الأوسط في معهد كارنيجي، إن بايدن، الذي وضع الخطة من البيت الأبيض الأسبوع الماضي، لديه اعتباراته السياسية الخاصة في جعل الجانبين يتفقان، عاجلا وليس آجلا، فمن الواضح أنه يريد وقف حرب غزة قبل فترة طويلة من الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل، مضيفا أن "الطرف الوحيد المتعجل حقا هو بايدن".

 

ويقول المحللون إنه على الرغم من الإلحاح الأمريكي المتواصل، رفض نتنياهو أن يقرر من أو ما الذي سيحكم غزة، إن لم تكن حماس.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قطاع غزة أمرا صعبا سيكون أكثر صعوبة المرحلة الثانیة وقف إطلاق النار لإطلاق النار وقف دائم

إقرأ أيضاً:

"حماس" تعلن بدء جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة

أعلنت حركة حماس، مساء الثلاثاء، بداية جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة، وأكدت أنها تتعامل "بكل مسؤولية وإيجابية" وتأمل أن تسفر الجولة عن "تقدم ملموس نحو بدء المرحلة الثانية من المفاوضات لتمهيد الطريق لوقف العدوان وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة".

 

جاء ذلك في إفادات صحفية أدلى بها القيادي في الحركة عبد الرحمن شديد ونشرتها "حماس" في منصاتها الرقمية الرسمية.

 

وذكر شديد أن الحركة "بدأت اليوم جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار" دون مزيد من التفاصيل بشأنها.

 

وأوضح أن "حركة حماس تتعامل بكل مسؤولية وإيجابية، في هذه المفاوضات، بما فيها المفاوضات مع المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن (آدم بوهلر)".

 

والأسبوع الماضي، التقى بوهلر بمسؤولين كبار من حماس في العاصمة القطرية الدوحة دون علم إسرائيل، لإجراء مباحثات حول إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة وبينهم 5 أمريكيين.

 

وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

 

وتابع شديد: "ونأمل أن تسفر هذه الجولة عن تقدم ملموس نحو بدء المرحلة الثانية من المفاوضات، مما يمهد الطريق لوقف العدوان، وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة، وإتمام صفقة تبادل الأسرى".

 

وبعد إرسال تل أبيب وفد تفاوض إلى الدوحة الاثنين، تستضيف العاصمة القطرية مباحثات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، بعد طول مماطلة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الرافض للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة والتي يفترض أن تفضي لإنهاء حرب الإبادة.

 

وفي 1 مارس/ آذار 2025 انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين "حماس" إسرائيل، بدأ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.

 

وتنصل نتنياهو من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، إذ يرغب في إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين، دون تنفيذ التزامات هذه المرحلة، ولاسيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من غزة بشكل كامل.

 

ولذلك زعم نتنياهو في 8 مارس، أن "حماس" ترفض التجاوب مع مقترح أمريكي لوقف إطلاق نار مؤقت خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، مبررا بذلك استخدامه سلاح "التجويع" المحرم دوليا، بمنع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة في 2 مارس الجاري.

 

وحذر شديد من المخططات الإسرائيلية في الضفة الغربية، مضيفا أن إسرائيل تسعى إلى تهجير الفلسطينيين وتدمير مدن وقرى ومخيمات الضفة والقدس المحتلة، وطمس هويتها التاريخية والديمغرافية "تحقيقًا لما يُعرف بمشروع القدس الكبرى الاستعماري".

 

وقال إن إسرائيل "خططت مؤخرًا لبناء 2684 وحدة استيطانية جديدة، ما يؤكد استمرار سياسة التوسع الاستيطاني التي تشكل تهديدًا خطيرًا للوجود الفلسطيني في الضفة الغربية".

 

ولفت إلى أن "الاحتلال مستمر في عدوانه الواسع على مدينة جنين ومخيمها لليوم الحادي والخمسين، كما يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمي نور شمس وطولكرم لليوم الثالث والأربعين، ويصعّد من اقتحاماته الوحشية في مختلف مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية خلال شهر رمضان المبارك".

 

ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى لمقتل 934 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف شخص، واعتقال 14 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

 

وترتكب بدعم أمريكي إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.​​​​​​​


مقالات مشابهة

  • زيلينسكي: أوكرانيا مستعدة لوقف كامل لإطلاق النار
  • إسرائيل تقترح تمديد وقف إطلاق النار بغزة 60 يوما
  • "حماس" تعلن بدء جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة
  • بدء جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
  • بيان مشترك: أوكرانيا توافق على مقترح أميركي لوقف فوري لإطلاق النار 30 يوما
  • مساعٍ مكثفة للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • جهود دبلوماسية لإطلاق المرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • وفد إسرائيلي بالدوحة لبحث اتفاق غزة ..غدا
  • هل ينجح ويتكوف في حلحلة مفاوضات غزة؟ وكيف علق مغردون؟
  • فوراً..حماس تطالب بمحادثات المرحلة الثانية من اتفاق غزة