نيويورك تايمز: التوصل لوقف إطلاق النار في غزة صعب
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة كان أمرا صعبا، لكن تحقيق اتفاق بهذا الشأن على أرض الواقع سيكون أكثر صعوبة.
وقالت الصحيفة -في مقال تحليلي نشرته اليوم الخميس على موقعها الالكتروني- إن الاقتراح الذي يدعمه الرئيس الأمريكي جو بايدن ينطوي على أبعاد سياسية عميقة ويهدف إلى وقف الحرب على الأقل في الوقت الحالي، لكن إسرائيل ترفض وقفا دائما لإطلاق النار، ولدى حماس أسبابها الخاصة للتردد.
وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى في الوقت الذي يبدو فيه أن حماس والحكومة الإسرائيلية تقتربان من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يشكك محللون بشدة في أن الجانبين سوف ينفذان اتفاقا يتجاوز الهدنة المؤقتة.
وأوضحت أن الأمر يتعلق باتفاق من ثلاث مراحل اقترحته إسرائيل وحظي بدعم الولايات المتحدة، والذي إذا تحقق بالكامل قد يؤدي في نهاية المطاف إلى انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة، وعودة جميع المحتجزين المتبقين ووضع خطة إعمار للقطاع.
لكن الصحيفة قالت إن الوصول إلى خط النهاية هذا أمر مستحيل إذا لم تكن الأطراف مستعدة حتى لبدء السباق أوالاتفاق على المكان الذي يجب أن ينتهي فيه،وفي الأساس فإن الجدال لا يدور فقط حول المدة التي ينبغي أن يستمر فيها وقف إطلاق النار في غزة أو عند أي نقطة ينبغي تنفيذه، بل يدور حول ما إذا كانت إسرائيل قادرة على قبول هدنة طويلة الأمد ما دامت حماس تحتفظ بقدر كبير من السيطرة.
وأضافت الصحيفة أنه لكي توافق إسرائيل على مطالب حماس بوقف دائم لإطلاق النار منذ البداية، فيتعين عليها أن تعترف بأن حماس سوف تظل قائمة وأنها ستلعب دورا في مستقبل القطاع، وهي شروط لا يمكن للحكومة الإسرائيلية أن تلتزم بها.
وعلى الجانب الآخر، تقول حماس إنها لن تفكر في وقف مؤقت لإطلاق النار دون ضمانات بوقف دائم يضمن بقائها بشكل فعال، خشية أن تستأنف إسرائيل الحرب بمجرد إعادة محتجزيها،ولكن بعد ثمانية أشهر من الحرب الطاحنة، هناك دلائل تشير إلى أن الجانبين قد يقتربان من المرحلة الأولى المقترحة، وهي وقف إطلاق النار المشروط لمدة ستة أسابيع. وقال محللون إنه في حين أن هذه الخطوة غير مضمونة، فإن الانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة، التي تنص على وقف دائم للأعمال العدائية والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة، أمر غير مرجح.
ونقلت الصحيفة عن ناتان ساكس، مدير مركز سياسات الشرق الأوسط في معهد بروكينجز الأمريكي قوله: "من الخطأ أن ننظر إلى هذا الاقتراح على أنه أكثر من مجرد حل مؤقت. فالأهم من ذلك، أن هذه الخطة لا تجيب على السؤال الأساسي حول من سيحكم غزة بعد الصراع. هذه خطة لوقف إطلاق النار، وليست خطة لليوم التالي".
وذكرت الصحيفة أنه داخل كل معسكر شخصيات مؤثرة ترغب في إطالة أمد الحرب. ويقول البعض داخل حماس إن الحركة يجب ألا توافق على أي صفقة لا تؤدي على الفور إلى وقف دائم لإطلاق النار. وفي إسرائيل، أدى مجرد ذكر وقف الحرب والانسحاب الكامل للقوات إلى دفع حلفاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من اليمين المتطرف إلى التهديد بإسقاط حكومته.
وقال شلومو بروم، العميد المتقاعد وكبير الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، إنه "من الواضح للجميع أن هذا الاقتراح سياسي في الغالب".
وأضاف بروم: "المرحلة الأولى جيدة لنتنياهو، لأنه سيتم الإفراج عن بعض الرهائن. لكنه لن يصل إلى المرحلة الثانية أبدا. وكما حدث من قبل، سيجد خطأ ما في ما تفعله حماس، وهو ما لن يكون من الصعب العثور عليه".
كما نقلت الصحيفة عن محللين قولهم إنه ليس هناك ما يضمن هذه المرة أيضا أن المرحلة الأولى ستليها المرحلة الثانية،ويتفق المحللون على أن هذا قد يناسب نتنياهو بشكل جيد، إذ سيعمل على تهدئة الأمريكيين من خلال وقف مؤقت لإطلاق النار وزيادة المساعدات لغزة مع إيجاد أسباب لعدم تجاوز هذا الاتفاق.
وأوضح المحللون إن نتنياهو يأمل ألا توافق حماس على الاقتراح على الإطلاق، وبالتالي إبعاده عن هذا المأزق،ومع احتدام الأعمال العدائية مع حزب الله في الشمال، فهو يقترح على حلفائه أنه حتى لو كان يجب عليه الموافقة على اقتراح غزة، فإن المفاوضات بشأن المرحلة الثانية يمكن أن تستمر إلى أجل غير مسمى.
وقال آرون ديفيد ميلر، خبير شئون الشرق الأوسط في معهد كارنيجي، إن بايدن، الذي وضع الخطة من البيت الأبيض الأسبوع الماضي، لديه اعتباراته السياسية الخاصة في جعل الجانبين يتفقان، عاجلا وليس آجلا، فمن الواضح أنه يريد وقف حرب غزة قبل فترة طويلة من الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل، مضيفا أن "الطرف الوحيد المتعجل حقا هو بايدن".
ويقول المحللون إنه على الرغم من الإلحاح الأمريكي المتواصل، رفض نتنياهو أن يقرر من أو ما الذي سيحكم غزة، إن لم تكن حماس.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قطاع غزة أمرا صعبا سيكون أكثر صعوبة المرحلة الثانیة وقف إطلاق النار لإطلاق النار وقف دائم
إقرأ أيضاً:
هل ينجح بايدن في إبرام اتفاق بشأن غزة قبل رحيله؟
واشنطن– مع قرب انتهاء منصبه، يتطلع الرئيس الأميركي جو بايدن لتحسين إرثه الرئاسي بالتوصل لوقف إطلاق نار في قطاع غزة يؤدي للإفراج عمن تبقى من المحتجزين لدى حركة حماس، ويسلم خليفته دونالد ترامب شرقا أوسط ممهدا للسير نحو تسوية إقليمية أوسع.
ويأمل بايدن فياستثمار وقف إطلاق النار في لبنان لبث الزخم في جهود السعي لوقف الحرب في قطاع غزة قبل ترك منصبه.
في إعلانه عن التوصل لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، قال بايدن إنه "خلال الأيام المقبلة، ستقوم الولايات المتحدة بدفعة أخرى مع تركيا ومصر وقطر وإسرائيل وغيرهم لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة مع إطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب دون وجود حماس في السلطة".
على مدار سنوات حكمه الأربع لم يهتز دعم بايدن لإسرائيل (رويترز) هل يفعلها بايدن؟ومنذ التوصل لاتفاق لوقف القتال المؤقت والإفراج عما يقرب من نصف الرهائن والمحتجزين في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، تعرقلت سبل التوصل لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن المتبقين، في وقت لم يهتز فيه دعم إدارة بايدن الكامل وغير المشروط لإسرائيل.
ويبدو أن استشهاد زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار في بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يمنحها فرصة للتوصل لاتفاق يوقف القتال في غزة.
ولا توحي المؤشرات الصادرة من البيت الأبيض إلى أي تغيير في موقف إدارة بايدن الذي يلقي باللوم على حماس في عدم التوصل لوقف لإطلاق النار حتى الآن.
وفي رده على فيديو للمحتجز لدى حماس لإيدان ألكسندر، والحامل للجنسية الأميركية إلى جانب جنسيته الإسرائيلية، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، شون سافيت "الحرب في غزة ستتوقف غدا ومعاناة سكان غزة ستنتهي على الفور، وكانت ستنتهي قبل أشهر، لو وافقت حماس على إطلاق سراح الرهائن".
وأضاف سافيت "لقد رفضت القيام بذلك، ولكن كما قال الرئيس الأسبوع الماضي، لدينا فرصة حاسمة لإبرام اتفاق لإطلاق سراح الرهائن، ووقف الحرب، وزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة. هذه الصفقة مطروحة على الطاولة الآن".
قبل تنصيب ترامبليس من الواضح بعد مدى الأولوية التي ستحظى بها أزمة غزة عندما يتولى الرئيس المنتخب منصبه، ودعا ترامب خلال حملته الانتخابية إلى إنهاء سريع للحرب، وقال مؤخرا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "عليك أن تنهيها وتفعل ذلك بسرعة"، وأضاف "احصل على انتصارك وتجاوزه، الحرب يجب أن تتوقف، يجب أن يتوقف القتل".
وتواصل فريق بايدن مع فريق ترامب مرارا بعد اجتماع الرئيسين في البيت الأبيض قبل أسبوعين، حيث تطرقا إلى سبل التوصل لاتفاق حول غزة يوقف القتال ويفرج عن الرهائن. وعقب ذلك، أُثيرت القضية خلال اجتماع جيك سوليفان ومستشار الأمن القومي القادم لترامب، النائب مايكل والتز، وفي محادثة بين كبير مستشاري بايدن في الشرق الأوسط بريت ماكغورك ومبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
في حين قال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، الذي عاد لتوه من زيارة سريعة لإسرائيل وللسعودية، إن ترامب يريد إنهاء القتال في غزة وإطلاق سراح الرهائن قبل دخوله البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني.
وتحدث غراهام لموقع أكسيوس، وأكد أن ترامب يضغط من أجل إنهاء القتل في الحرب بين إسرائيل وحماس حتى يتمكن من التركيز على تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، من بين أهداف أخرى لسياسته الخارجية، بحسب غراهام.
غزة تختلف عن لبنانرغم بعض التفاؤل في الأوساط الأميركية، إلا أن هناك شكوكا حول إمكانية التوصل لهدف وقف القتال في غزة خاصة بعدما كرس فريق بايدن للسياسة الخارجية، وعلى رأسه وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ومساعدوه جون فينر وبريت ماكغورك، إلى جانب مدير وكالة الاستخبارات المركزية، ويليام بيرنز، معظم العام الماضي دون تحقيق أي نجاح.
ورغم الفكرة القائلة إن وقف إطلاق النار في لبنان يمكن أن يؤدي إلى وقف لإطلاق النار مع حماس، يجادل بعض الخبراء العسكريين بعكس ذلك. وكتب الخبير دانيال ديبيتريس، الخبير بمركز أولويات الدفاع، على موقع إكس، يوضح أن غزة تختلف جذريا عن لبنان في عدة جوانب من أهمها عدم وجود رهائن إسرائيليين لدى حزب الله.
وقال "لم يكن لدى حزب الله أي رهائن إسرائيليين محتجزين لديه. وهذا جعل المفاوضات أسهل. لدى حماس، بالطبع، العشرات والعشرات من الرهائن وهي غير مستعدة لإطلاق سراحهم حتى يتم الوفاء بشروطها، انسحاب إسرائيلي كامل من غزة ونهاية دائمة للحرب. هذه هي المطالب التي لا يرغب نتنياهو في تلبيتها.
وأضاف ديبيتريس أن إستراتيجية حماس لا تعتمد على حزب الله، ومن غير المرجح أن يغير وقف إطلاق النار في لبنان حسابات نتنياهو.
في حين أشار جو تروزمان، الخبير بمنظمة الدفاع عن الديمقراطيات، المعروفة بقربها من إسرائيل، إلى أنه "على الرغم من اهتمام حماس المتجدد على ما يبدو بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ليس هناك ما يشير إلى أن عرضهم يختلف عما أعلنوه سابقا".
ومنذ بداية الحرب، أعربت حماس عن اهتمامها بالتوصل إلى اتفاق، لكن جوهر المسألة، بحسب تروزمان، يكمن في حقيقة أن "مثل هذه الصفقة يجب أن تتماشى مع شروطها. ومن الأمور المحورية في مطالبهم انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، وهي خطوة يعتبرونها ضرورية لضمان بقاء الحركة وتجديدها في المستقبل".