"الأعلى للثقافة" يكرم الفنان الراحل حازم المستكاوى
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
نظمت لجنة الفنون التشكيلية والعمارة بالمجلس الأعلى للثقافة، تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة، والدكتور هشام عزمى؛ الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، ندوة تحت عنوان: (حازم المستكاوى.. الفنان الإنسان)، وأدارها مقرر اللجنة الدكتور هابى حسنى؛ الأستاذ المساعد بقسم العمارة بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان، وتحدث فيها: الدكتورة صفية القبانى، نقيبة الفنانين التشكيليين، وعضوة اللجنة، والدكتور عصام درويش، الأستاذ بكلية التربية الفنية جامعة حلوان، وعضو اللجنة، والمهندس حمدى السطوحى، استشارى تصميم المتاحف، وعضو اللجنة، وجاءت هذه الندوة بهدف تكريم الفنان التشكيلى الراحل حازم المستكاوى، عضو لجنة الفنون التشكيلية والعمارة، بحضور عائلته وأصدقائه ومحبيه، كما تضمنت الندوة عرض فيلم تسجيلى عن السيرة الذاتية للفنان الراحل ونشأته وبداياته وتحليل لأعماله الفنية.
الفنان التشكيلى حازم المستكاوى
رحل الفنان التشكيلى حازم المستكاوى عن عالمنا فى الخامس من شهر أبريل الماضى عن عمرٍ ناهز 59 عامًا، قدم الفنان الراحل حازم المستكاوى العديد من المعارض الخاصة، منها: (ألف باء) بجاليرى آتريوم إد آرت - فيينا - النمسا 2009، معرض (مودولوس) بقاعة أوكسيد للفنون - وينترتور - سويسرا 2009، ومعرض (حول مساحات) بجاليرى كريم فرنسيس للفن المعاصر - ديسمبر 2010 ، وعقب عودته من أوروبا عام 2014 قدم الفنان حازم المستكاوى معرضه الثالث فى جاليرى (بيكاسو ايست)، ومعرض تجاور تضاد Juxtaposition بقاعة آرت توكس إيجيبت بالزمالك مارس 2015، وغيرها.
بدأت الفاعلية بوقوف الحضور دقيقة حدادًا على روح الفنان الراحل حازم المستكاوى، ومن جانبه أكد الدكتور هابى حسنى أن هذا التكريم هو أقل ما يمكن أن يُقدم لروح هذا الفنان والنحات الكبير حازم المستكاوى، الذى سيبقى خالدًا، فالفنانين العظام لا يرحلوا عنا وإن رحلت أجسادهم تبقى روحهم حيه بيننا وتبقى أعمالهم الفنية البديعة إلى الأبد.
تحدثت الدكتورة صفية القبانى مشيرة إلى أهمية رصد أعمال الفنان حازم المستكاوى من منظور نقدى، وتابعت بقراءتها لبعض المقاطع النقدية التى كُتبت حول تجربة الفنان حازم المستكاوى، ومنها السطور التالية التى كتبها الأستاذ ياسر جاد: "تُعد هذه التجربة المركبة واحدة من التجارب الإنسانية والفنية الأكثر تشويقًا، ومن صنفها أنها فن بحت فقد أصاب، ومن رأى أنها تجربة عمارة محضة فقد أصاب، ومن وصفها أنها تجربة تصميم حر فقد أصاب، ولا تجد أفضل من وصفها وتصنيفها بأنها تجربة إنسانية محملة بمزيد من العناصر، والفكر الناضج والتدبر والفلسفة"، وفى مختتم كلمتها أوضحت أن تجربة الفنان الراحل حازم المستكاوى تمحورت حول فكرة تفكيك العناصر وإعادة صياغتها من جديد برؤيته الفنية البديعة.
فيما تحدث الدكتور عصام درويش حول تجربة الفنان حازم المستكاوى مستلهمًا رؤية الأديب الكبير توفيق الحكيم، المتمثلة فى صعوبة تلاقى المجتمعات الشرقية مع المجتمع المصرى، ويرجع هذا الأمر إلى ما وصفه الحكيم بالمعضلة البصرية، والتى تتمثل فى أن فنون هذه المجتمعات تعتمد على الزخرفة، والتفاصيل الكثيرة على سطح العمل الفنى، على عكس الفن المصرى الذى يتميز بالجمال والبساطة وكلما تأملناه أكثر وجدنا روعة التفاصيل ودقتها، وفى مختتم حديثه أكد أن تميز الفنان حازم المستكاوى يكمن بدرجة كبيرة فى نجاحه فى الربط بين روح فنون الشرق مع الفن المصرى، وهو ما لم ينجح فيه أحد بهذه الصورة البديعة من قبل، لذلك ستبقى تجربته الفنية مميزة وخالدة تمامًا كما سيبقى هو خالدًا بيننا.
ختامًا تحدث المهندس حمدى السطوحى مؤكدًا أن مقولة أن الفنان يبقى خالدًا لا تنطبق فى حقيقة الأمر إلا على الفنانين الحقيقيين، وبالتأكيد الفنان حازم المستكاوى واحدًا من أولئك الفنانين الخالدين، وتابع مستعرضًا رحلة صداقته مع الفنان حازم المستكاوى، التى بدأت حينما المستكاوى فى عامه الثانى فى الجامعة بكلية الفنون الجميلة، بوصفه أحد الطلاب التى تُدرس لهم والدته، وتواصلت صداقتهما إلى أن عمل كلاهما فى السلك الجامعى، وتحديدًا فى الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، والغريب أن اجتماع هذين الصديقين للعمل فى ذات المكان حدث بالصدفة البحتة، وفى مختتم حديثه رصد المهندس حمدى السطوحى علاقة الفنان حازم المستكاوى الرائعة بطلابه، الذين وجدوا فيه خير نموذج للأستاذ المتعاون الودود، فكما أحبه أستاذته حينما كان طالبًا فى بكلية الفنون حينما رآه أول مرة وهو طالبًا يبدأ حياته العملية، أحبه طلابه وهو يعلمهم كيفية ممارسة فنه الذى أحبه بصدق وأخلص له.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأعلى للثقافة وزيرة الثقافة الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة
إقرأ أيضاً:
المشاركون بمؤتمر الأعلى للثقافة: جميع الديانات السماوية تدعو للحفاظ على البيئة
انعقد بالمجلس الأعلى للثقافة مؤتمر بعنوان "البيئة في الأديان السماوية" الذي نظمته لجنة الجغرافيا والبيئة بالمجلس الأعلى للثقافة ومقررها الدكتور عطية الطنطاوي، ولجنة التعليم ببيت العائلة المصرية ومقررها الدكتور عبد المسيح سمعان.
قدمت المؤتمر الدكتورة منى نور الدين، أمينة المؤتمر ووكيل كلية الدراسات الإنسانية بنات بجامعة الأزهر، والتي افتتحت المؤتمر، مؤكدة أن جميع الديانات السماوية اهتمت بالحفاظ على البيئة، مشيرة إلى أن مصر أول مهبط للوحي الإلهي، ومعبر الأنبياء والمرسلين، مشيرة إلى أن هدية مصر لأبي الأنبياء "إبراهيم" (عليه السلام) هي هاجر المصرية أم إسماعيل وأم العرب، وبمصر كان مسار العائلة المقدسة، وقد ذكرت في القرآن الكريم في خمسة مواضع، مؤكدة أننا في ظل التغيرات المناخية والمشكلات البيئية لا بد أن نتوقف أمام تلك التحديات في هذا المؤتمر المهم.
وتحدث الدكتور عبدالمسيح سمعان، مقرر لجنة التعليم ببيت العائلة المصرية وعضو لجنة الجغرافيا والبيئة بالمجلس الأعلى للثقافة حول اهتمام الديانات السماوية بالبيئة، مؤكداً أن من مبادئ الديانات احترام البيئة والحفاظ عليها، والتعامل معها بما يضمن تحقيق التنمية المستدامة، وهي كذلك قضية أخلاقية، فالقواسم مشتركة بين الأديان في الحفاظ على البيئة.
وأشار إلى دعوة الأديان لمبدأ التضامن ورفض الإسراف في الموارد الطبيعية ونبذ كل مسببات التلوث، فالطبيعة تعكس حكمة الله وجماله، مستشهداً بآيات من القرآن والإنجيل، مشدداً على أن الديانات السماوية ترسِّخ لاستمرار الإنسان في الحفاظ على البيئة، مع أهمية العمل للحفاظ على المستقبل.
وأشار الدكتور عطية الطنطاوي مقرر لجنة الجغرافيا والبيئة بالمجلس، إلى أهمية موضوع المؤتمر في ظل ما يهدد بقاء الكوكب ككل وليس الإنسان فقط، ولا يخفى علينا حجم الكوارث التي تضرب الأرض، كحرائق كاليفورنيا، ولم تنجُ أي غابة على وجه الأرض من الحرائق نتيجة التغيرات المناخية الحالية.
ضارباً المثل بموجات الجفاف المتكررة التي تضرب مناطق كثيرة متنوعة من العالم، وكذلك العواصف التي تتكون في المناطق الاستوائية، كل هذه الكوارث نتجت عن التغيرات المناخية التي تسبب الإنسان في ظهورها.
وأوضح أن الأرض تتعرض لمشكلات جمة منها ظاهرة التصحر والتلوث وكأن الأرض أصيبت بفيروس، وليس لدينا علاج لهذا الفيروس حتى الآن.
وقدم الدكتور محمد الأمير المنسق العام لبيت العائلة المصرية كلمة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والتي قال فيها: لا أقصد من كلمتي هذه أن أروّج لسبق شريعة الإسلام للقوانين والمواثيق الدولية في مجال رعاية البيئة وحمايتها، وإنما أنقل صوت الدين في هذه الأزمة، أو إن شئتم هذه الكارثة التي لو ترك الأمر فيها للعابثين بنعم الله فإن أحداً لن ينجو من آثارها المدمرة، وفي أولهم هؤلاء المتمردون على حدود الله والساخرون من أوامره ووحيه السماوي، مؤكداً أن علاقة الإنسان بالكون في فلسفة الأديان الإلهية هي علاقة حب متبادل، ومشيراً إلى أن خطاب الله للمؤمنين في هذه القضية واضح في القرآن "منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى"، فالصحيح أن علاقة الإنسان بالبيئة هي علاقة مسئولية ومبادئ وأخلاق.
وتابع أن الدين قد حذَّر من الإفساد في الأرض، ونبَّه على أن أي إنسان ليس حرّاً في أن يفسد في الأرض، فالطبيعة بكل عناصرها ومواردها هي ملك لله تعالى، ولا يحل لإنسان أن يتعامل معها إلا في إطار إصلاحها.
وتحدث القس أرميا مكرم نيابة عن الأنبا أرميا عن بعض التوجيهات في المسيحية للحفاظ على البيئة، وكيف كانت الطبيعة تمثل صديقاً للسيد المسيح، فقد كان يحب الطبيعة البكر ويقضي أكثر وقته وخدمته فيها، وكان يصلي في الجبل، حيث الهدوء بعيداً عن صخب المدينة والتزاحم.
وقال الدكتور أشرف العزازي في كلمته: إن هذا اللقاء هو فرصة لتسليط الضوء على العلاقة العميقة بين الإنسان وبيئته من خلال عدسة الأديان التي تشترك في توجيهنا نحو الاعتناء بالعالم الذي خلقه الله لنا.
فمنذ بداية الخلق نجد أن الأديان السماوية قد أكدت أهمية حماية البيئة والعيش بتوازن مع الطبيعة، فقد كان النداء المشترك في جميع الأديان هو الاعتراف بقدسية الأرض وجمالها، والمسئولية التي يتحملها الإنسان في الحفاظ عليها ورعايتها.
وأكد أننا في عالم يعاني من تحديات بيئية متزايدة، تبرز الحاجة الماسة إلى أن نعيد النظر في هذه المبادئ الدينية، وأن نستلهم منها سبلاً عملية للحفاظ على كوكبنا. إن هذا المؤتمر هو خطوة مهمة نحو تعزيز الوعي البيئي، وتطوير حلول مستدامة تنبع من تعاليمنا الدينية العميقة لتكون نموذجاً يحتذى به في جميع جوانب حياتنا، متمنياً أن تكون مناقشات اليوم غنية ومثمرة، وأن يتم الخروج منها برؤى وأفكار جديدة تسهم في تفعيل دور الأديان في حماية البيئة وتحقيق التناغم بين الإنسان والطبيعة.