إحباط هجوم أوكراني بالمسيّرات قرب موسكو وكييف تتحدث عن رصد سفن روسية بالبحر الأسود
تاريخ النشر: 3rd, August 2023 GMT
أعلنت روسيا اليوم الخميس إحباط هجوم بطائرات مسيرة فوق مقاطعة تقع على بعد نحو 200 كيلومتر جنوب غربي موسكو، في حين كشفت كييف عن الجهة التي تقف وراء هذه الهجمات، كما تحدثت عن رصد سفن "معادية" في البحر الأسود مجهزة بصواريخ إستراتيجية.
وتحدثت وزارة الدفاع الروسية في بيان عن إسقاط 6 مسيّرات أوكرانية فوق مقاطعة كالوغا، دون تسجيل أي إصابات بشرية أو أضرار مادية، وبعد ساعات من الهجوم أعلن حاكم المقاطعة فياتشيسلاف شابشا أن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت طائرة مسيرة سابعة جنوب غربي المدينة.
ويأتي الهجوم الجديد بعد يوم واحد من هجوم مماثل استهدف حي الأعمال في قلب موسكو، حيث أصابت إحدى المسيّرات مبنى في حي "موسكو سيتي"، مما أوقع أضرارا مادية، دون تسجيل إصابات.
وفي هذا السياق، قال أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف إن هجمات الطائرات المسيرة على موسكو ينفذها من سماهم "الثوار الروس".
وأكد دانيلوف عدم وجود أي قيود على استخدام الأسلحة الأوكرانية المصنعة محليا ضد أهداف داخل الأراضي الروسية.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حذر الأحد الماضي من أن "الحرب" تصل إلى روسيا و"رموزها"، في إشارة إلى الهجمات التي طالت الداخل الروسي.
كما دعا مرارا إلى تعزيز القدرات العسكرية الأوكرانية، مطالبا حلفاء بلاده بتزويدها بمقاتلات "إف-16".
تطورت أخرىوفي تطورات ميدانية أخرى، أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية إسقاط 23 طائرة مسيّرة من نوع "شاهد" خلال الساعات الماضية.
وقال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية قصفت الأراضي الأوكرانية بـ5 صواريخ مجنحة ونفذت 89 غارة جوية، كما أطلقت 67 مقذوفا من راجمات صواريخ خلال الساعات الماضية، مما أوقع قتلى وجرحى من المدنيين وأدى إلى تضرر منشآت البنية التحتية.
وفي وقت سابق، أكد مسؤولون أوكرانيون أن القوات الروسية لم تحقق أي تقدم على خطوط المواجهة، لكنها متحصنة بشكل جيد في مناطق واقعة تحت سيطرتها مليئة بالألغام، وهو ما يجعل تحرك القوات الأوكرانية إلى الشرق والجنوب أمرا صعبا.
سفينة روسية تطلق صاروخ "كاليبر" خلال تجارب سابقة (وكالات) سفن في البحر الأسودوعلى صعيد آخر، وعقب يومين من إعلان موسكو صد هجوم أوكراني على سفن في البحر الأسود أعلن الجيش الأوكراني رصد 17 سفينة وصفها بالمعادية في البحر الأسود، اثنتان منها تحملان صواريخ من نوع "كاليبر".
وقال المتحدث باسم البحرية الأوكرانية إن إسقاط صواريخ "كاليبر" التي تطلق من السفن الروسية في البحر الأسود أصبح ممكنا بشكل كبير.
وفي تصريح خاص للجزيرة، أضاف المسؤول العسكري أن الدفاعات الجوية الأوكرانية تواجه تحديا في ما يخص الصواريخ الفرط صوتية التي تطلق من قواعد أرضية.
يذكر أن صواريخ "كاليبر" هي صواريخ روسية موجهة تعد من الجيل الثاني من الصواريخ الروسية الإستراتيجية المجنحة، وتضاهي صواريخ "توماهوك" الأميركية، ويبلغ طول الصاروخ 6.20 أمتار، فيما يصل وزنه عند إطلاقه إلى نحو 1770 كيلوغراما.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی البحر الأسود
إقرأ أيضاً:
ألف يوم على الحرب الروسية الأوكرانية
مع مرور ألف يوم على بدء الحرب الروسية - الأوكرانية، أطل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على مواطنيه معترفاً بصعوبة الوضع الميداني في شرق أوكرانيا، مؤكداً أن كييف يجب أن تفعل كل ما في وسعها لضمان انتهاء الحرب العام المقبل «من خلال الدبلوماسية».
هذا الاعتراف المتأخر «بصعوبة الوضع» وبالعمل على إنهاء الحرب من خلال المفاوضات لم يكن نتيجة قناعة منه بأن اللجوء إلى المفاوضات هو الحل، بل لأنه شعر بأن التحالف الغربي لدعم بلاده يتآكل، وأن هناك إدارة أمريكية جديدة أعلنت أنها ستعمل على إنهاء الحرب، ولن تقدم المزيد من الدعم لكييف.وإذا جرت المفاوضات العام المقبل وتم التوصل إلى حل فإن زيلينسكي يكون قد تأخر عامين عن اتخاذ هذه الخطوة، وكان وفر على بلاده وجيشه وشعبه كل مآسي الحرب وكوارثها، إذ كانت هناك فرصة مواتية في إبريل (نيسان) عام 2022 لإبرام صفقة بين روسيا وكييف من خلال مفاوضات جرت بين الجانبين في بيلاوروسيا وتركيا، تم خلالها التوصل إلى مسودة اتفاق، لكن الرئيس الأوكراني تراجع عنها تحت ضغط غربي، وخصوصاً من جانب رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون كي يواصل الحرب لإلحاق «هزيمة استراتيجية بروسيا»، مع وعد بدعم غربي متواصل عسكرياً ومالياً.
ما استجد ميدانياً وسياسياً مذ ذاك أدى إلى نتائج عكسية، فلم يعد الدعم الغربي على حاله، ولا الموقف السياسي ظل متماسكاً، ولا الوضع الميداني على الجبهات في صالح القوات الأوكرانية، حيث تكسب القوات الروسية المزيد من الأرض، عدا أن الرهان على الولايات المتحدة في عهد الإدارة الجديدة في حالة عدم اليقين.
وكانت مبادرة المستشار الألماني أولاف شولتس الاتصال بالرئيس الروسي بوتين قبل أيام، وذلك لأول مرة منذ عامين، مؤشراً على انقلاب في المزاج الألماني خصوصاً والأوروبي عموماً إزاء الحرب الأوكرانية، وبداية وعي بفشل أهداف الحرب، حيث أكد بوتين «ضرورة أن يأخذ الغرب مصالح روسيا الأمنية في الاعتبار ويزيل الأسباب الجذرية للصراع»، مشدداً على أن الجانب الروسي «لم يرفض أبداً استئناف المفاوضات».
أمام هذا الواقع المستجد فإن المفاوضات إذا تمت فإنها سوف تستند إلى ما تم إنجازه في المفاوضات قبل عامين، على أمل أن يتمكن زيلينسكي من تحسين شروط الحل من خلال مشاركة الدول الغربية في المفاوضات، وهو ما أشار إليه بقوله «إن ذلك ممكن إذا لم تكن أوكرانيا وحدها مع روسيا، وإذا كانت قوية.. وإلا فإن أوكرانيا ستكون الخاسرة في هذه المفاوضات».
هناك تعارض بين الموقفين الروسي والأوكراني، إذ إن الأخيرة ترفض التنازل عن مناطق في شرق البلاد، وعن شبه جزيرة القرم، في حين أن روسيا التي ضمت القرم عام 2014 تعتبرها جزءاً من أراضيها، وكذلك مقاطعات دونيتسك وزابورجيا ولوغانسك التي تسيطر عليها القوات الروسية الآن ذات الأكثرية من أصول روسية.
لكن في حال دخول زيلينسكي المفاوضات لن يكون في موقف مَن يُملي الشروط، وحسب معظم المحللين الغربيين فإن أي حل يجب أن يضع في الاعتبار الهواجس الروسية، ومنها إعلان حياد أوكرانيا، وعدم انضمامها إلى حلف «الناتو» مع ضمانات دولية، واعتبار شبه جزيرة القرم أرضاً روسية، أما المقاطعات الشرقية لأوكرانيا فيمكن أن تخضع لتنازلات في إطار اتفاقات هلسنكي، أو أن تكون جزءاً من أوكرانيا المحايدة.
بانتظار العام الجديد وما يحمله من جديد، وما إذا كانت الأوضاع الدولية قد مهدت الأرض للمفاوضات ووضع نهاية للحرب الأوكرانية.