لماذا ارتفعت درجات الحرارة هذا الصيف بشكل غير مسبوق؟.. دراسة تجيب
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
السومرية نيوز – علم وعالم
كشفت دراسة حديثة نشرها موقع science daily أن ارتفاع حرارة الأرض الناجم عن النشاط البشري بلغ "مستوى غير مسبوق"، فيما تضيق الفترة الزمنية المتاحة للحد من ارتفاع الحرارة عند 1,5 درجة مئوية.
*ارتفاع حرارة الأرض لـ"مستوى غير مسبوق"
وذكر العلماء أن "ارتفاع سخونة الأرض الذي يسببه الإنسان زاد بمعدل غير مسبوق في القياسات التي أجريت باستخدام أدوات علمية ليبلغ 0,26 درجة مئوية في الفترة بين 2014-2023".
وفي عام 2023، بلغ الاحترار الناتج عن النشاط البشري 1.31 درجة مئوية، في حين وصل إجمالي الاحترار إلى 1.43 درجة مئوية بسبب التأثيرات الطبيعية على المناخ، مثل ظاهرة "النينيو".
بيانات مناخية محدثة سنوياً
ويهدف العلماء الذين قاموا بالدراسة إلى تقديم بيانات محدثة سنوياً لإطلاع المشاركين في مفاوضات مؤتمر الأطراف والمناقشات السياسية، خاصة أن العقد الحالي يُعد حاسماً لتحقيق أهداف اتفاق باريس لعام 2015، والذي يهدف إلى إبقاء الاحترار تحت 2 درجة مئوية، ويفضل أن يكون عند 1.5 درجة مئوية إذا أمكن.
ونُشرت هذه الوقائع بالتزامن مع اجتماع ممثلين من جميع أنحاء العالم في بون لدفع مفاوضات المناخ قبل مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين المزمع عقده في باكو نهاية العام (من 11 إلى 22 نوفمبر).
تعود ظاهرة الاحترار إلى انبعاثات غازات الدفيئة، الناتجة بشكل رئيسي عن الاستخدام المكثف للوقود الأحفوري (النفط، الغاز، والفحم)، والتي وصلت إلى مستويات قياسية تقدر بحوالي 53 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً خلال الفترة من 2013 إلى 2022، وبلغت 55 مليار طن في عام 2022 وحده.
كما يشير العلماء إلى تأثير آخر له دور في الاحترار وهو انخفاض التبريد الناتج عن الجزيئات الملوثة العالقة في الهواء، التي تعكس أشعة الشمس وتساهم في تكوين بعض السحب.
ما هو احترار الأرض الناتج بسبب النشاط البشري؟
سخونة الأرض الناتجة بسبب النشاط البشري، هو الزيادة في متوسط درجة حرارة الأرض بسبب الأنشطة البشرية، والتي تشمل:
استخدام الوقود الأحفوري: مثل النفط، الغاز الطبيعي، والفحم لتوليد الطاقة والنقل والصناعة، هذا الاستخدام يؤدي إلى إطلاق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون (CO2) وغيره من غازات الدفيئة.
إزالة الغابات: التي تقلل من قدرة الأرض على امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الجو، ما يزيد من تركيزه في الغلاف الجوي.
الزراعة الصناعية: التي تنتج غازات دفيئة أخرى مثل الميثان (CH4) وأكسيد النيتروس (N2O).
النشاط الصناعي: الذي يسهم في إطلاق غازات دفيئة متنوعة وملوثات أخرى تؤثر على المناخ.
هذه الانبعاثات تؤدي إلى احتباس المزيد من السخونة في الغلاف الجوي، ما يرفع متوسط درجات الحرارة على سطح الأرض. هذا الاحترار يؤثر على النظم البيئية، ويزيد من تواتر وشدة الظواهر الجوية المتطرفة مثل: موجات الحر، الفيضانات، الجفاف، وارتفاع مستوى سطح البحر.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: النشاط البشری درجة مئویة غیر مسبوق
إقرأ أيضاً:
لا يستطيعون تفسيرها.. ارتفاع درجات الحرارة يُحيّر العلماء
تتسبب درجات الحرارة العالمية التي حطّمت الأرقام القياسية سنة 2023 ومرة جديدة عام 2024، في حيرة للعلماء، إذ يواجهون صعوبة في فهم ما يحدث.
وقد أثبتت الأوساط العلمية أنّ حرق الوقود الأحفوري وتدمير المساحات الطبيعية مسؤولان عن احترار المناخ على المدى البعيد، والذي يؤثر تباينه الطبيعي أيضا على درجات الحرارة من عام إلى آخر.أسباب الاحترار العالميلكنّ أسباب الاحترار الكبير الذي شهدته سنة 2023 وكذلك 2024، تبقى موضع جدل كبير بين علماء المناخ، إذ يتحدث البعض عن احتمال أن يكون الاحترار حصل بشكل مختلف أو أسرع من المتوقع.
أخبار متعلقة بالعين المجردة.. ظاهرة "إكليل القمر" تُزين السماء الليلةآركابيتا وفلو تطوران مجمع لوجستي في الرياضوثمة فرضيات عدة تغذي البحوث، منها ما يشير إلى عدد أقل من السحب وبالتالي انعكاس أقل للأشعة الشمسية، وأخرى تلفت إلى انخفاض تلوث الهواء وبالوعات الكربون الطبيعية والمحيطات والغابات التي باتت تمتص كميات أقل من ثاني أكسيد الكربون.
وتكثر الدراسات لكنّ تحديد التأثير الدقيق لكل عامل يحتاج بعد إلى عام أو عامين، ويقول مدير معهد غودارد لدراسات الفضاء التابع لناسا غافين شميت "أودّ أن أعرف السبب الكامن وراء" درجات الحرارة القياسية التي شهدها عاما 2023 و2024".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } موجة طقس حارة تتزايد - مشاع إبداعيالكوكب إلى ساحة مجهولةوتابع: "ما زلنا نقيّم ما إذا كنا نشهد تغييرًا في كيفية عمل النظام المناخي"، فيما يؤكد عالم المناخ ريتشارد ألان من جامعة "ريدينغ" البريطانية، أنّ "الحرارة العالمية القياسية خلال العامين الفائتين دفعت الكوكب إلى ساحة مجهولة".
تبين سونيا سينيفيراتني من المعهد الاتحادي السويسري للتكنولوجيا في زوريخ، أنّ ما سُجّل "استثنائي، في حدود ما يمكن توقّعه استنادًا إلى النماذج المناخية الحالية".
وتقول: "مع ذلك، إن الاتجاه العام للاحترار على المدى البعيد متوقع، نظرا إلى كمية الوقود الأحفوري التي تُحرق"، ولم تبدأ البشرية بعد في خفض الانبعاثات، رغم الاقتراب من مرحلة الذروة.التقلبات المناخية الطبيعيةتفسّر التقلبات المناخية الطبيعية هذه الملاحظة جزئيا. في الواقع، سبق عام 2023 سلسلة نادرة من ثلاث سنوات متتالية شهدت ظاهرة ال نينيا الطبيعية، إذ حجبت جزءًا من الاحترار من خلال تكثيف امتصاص المحيطات للحرارة الزائدة.
وعندما سيطرت ال نينيو، الظاهرة المعاكسة، بكثافة قوية جدا عام 2023، عادت هذه الطاقة، مما دفع درجات الحرارة العالمية إلى مستويات غير مسبوقة منذ مئة ألف عام، بحسب علماء المناخ القديم.
ومع أنّ الذروة التي وصلت إليها ظاهرة ال نينيو في يناير 2023 قد انتهت، لا تزال موجات الحرّ مستمرة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } خطورة الموجات الحارة - NSW Governmentتفسيرات مطروحةويقول عالم المناخ روبرت فوتار إنّ "التبريد بطيء جدا"، مضيفًا "لا نزال ضمن الهوامش المتوقعة نسبيًا" للتنبؤات، لكن إذا "لم تنخفض درجات الحرارة بشكل أكبر سنة 2025، فسيتعين علينا أن نطرح بعض التساؤلات".
من بين التفسيرات المطروحة، الالتزام عام 2020 بالتحوّل إلى الوقود النظيف في النقل البحري. وقد أدى هذا الإجراء إلى خفض انبعاثات الكبريت، مما تسبب بزيادة انعكاس ضوء الشمس عن طريق البحر والسحب وساعد في تبريد المناخ.
وأشارت دراسة إلى أن انحسار السحب على علوّ منخفض سمح بوصول مزيد من الحرارة إلى سطح الأرض، وقد يكون النشاط البركاني أو الدورات الشمسية أديا دورا كذلك.زيادة درجات الحرارةويخشى البعض من عدم إيلاء العلماء اهتمامًا بالعوامل الأخرى، إذ تقول سونيا سينيفيراتني "لا يمكننا استبعاد عوامل أخرى ربما تكون قد تسببت بزيادة درجات الحرارة".
وفي العام 2023، عانت مصافي الكربون من ضعف غير مسبوق، بحسب دراسة أولية كبيرة نشرت في الصيف.
وأفادت الوكالة الوطنية الأميركية لمراقبة الغلاف الجوي والمحيطات (NOAA)، أنّ منطقة التندرا في القطب الشمالي باتت تُحدث انبعاثات من ثاني أكسيد الكربون أكثر مما تخزن.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } أسباب الاحترار العالمي - The Statesmanارتفاع حرارة المحيطاتأما المحيطات التي تشكل مصفاة الكربون الأساسية والمنظم الرئيسي للمناخ، فترتفع حرارتها بمعدل "لا يستطيع العلماء تفسيره بشكل كامل"، بحسب يوهان روكستروم من معهد بوتسدام للأبحاث المتعلقة بتأثير المناخ.
وتساءل قائلًا: "هل احترار المحيطات مؤشر لخسارة القدرة على الصمود على هذا الكوكب؟ لا يمكننا استبعاد ذلك".