الحكومة الجديدة.. آمال وطموحات وتحديات
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
آمال كبيرة منعقدة على الحكومة المزمع تشكيلها قريبا برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، بعدما قدم استقالته واستقالة حكومته الحالية إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، ليكلفه بتشكيل الحكومة الجديدة.
لن نبخس حق الحكومة الحالية، فيما قدمته من جهود في أجواء صعبة واستثنائية عصفت بالمنقطة والعالم وبالكاد من بينها مصر، ما بين تداعيات جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، وحرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وما استتبع ذلك من تأثر حركة الملاحة في البحر الأحمر بسبب الهجمات الحوثية (محور المقاومة الإيرانية) على السفن التي تتبع الكيان الإسرائيلي، وامتد أثرها إلى تأثر قناة السويس بسبب تحول وجهة السفن إلى استخدام طريق رأس الرجاء الصالح، تفاديا للهجمات، فضلا عن اندلاع حرب في السودان، بين الجيش ومليشيا الدعم السريع.
ولنكون منصفين فإننا نقول إن الحكومة القديمة كانت لديها إخفاقات في بعض المجالات، التي تمس المواطن فيما يتعلق بملف الأسعار وضبط الأسواق، وكانت تلك الإخفاقات سببا في تنامي السخط الذي عجَّل برحيليها، لتكون الحكومة الجديدة، ملزمة بتفادي تلك الإخفاقات خاصة بأنها ستأتي في وقت عصيب جدا وضغوطات شديدة، لتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطن.
الحكومة الجديدة مطالبة بأفكار مختلفة، فهي حكومة التكنوقراط المنشودة، المجددة للدماء والقادرة على تحويل الأزمات إلى انفراجات، والتراب إلى ذهب كما يقولون، تطلق يدها في كل المجالات لتحقيق هدف واحد فقط، وهو الانطلاق بالدولة إلى مكانة أفضل تليق بالجمهورية الجديدة، التي أسسها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتشكلت 90% منها حتى الآن، في جميع المجالات: العمرانية والصناعية والاجتماعية وحقوق الإنسان والبنية التحتية.
ينبغى أن تكون من أولويات الحكومة الجديدة، بناء الإنسان، ثقافيا واجتماعيا وإنسانيا، بالمعنى الشامل، الذي يندرج تحته ألف بند، وتوفير الحياة كريمة له، تجعل منه فردا نافعا في المجتمع، وتقديم تعليم جيد له، وخدمة صحية تليق به، ووسائل معيشة تحترم أدميته.
كما أن الحكومة الجديدة، مطالب بمواصلة جهود تطوير المشاركة السياسية، لجميع فئات الشعب، وتحقيق الهدف الأسمى وهو خدمة البلد، وإيصال جميع الأصوات البناءة إلى الحكومة، بما يخدم توجهات الدولة لتوسيع المشاركة السياسية.
الحكومة الجديدة على عاتقها ايضًا، الاستمرار في الجهود المبذولة في السنوات الماضية، فيما يتعلق بملفات الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب، والحفاظ على حالة الأمن والأمان في ربوع مصر، وهي الميزة الكبيرة التي يشيد بها كل المصريين والضيوف، فضلا عن أهميتها لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.
ملفات الثقافة والوعي الوطني والخطاب الديني المعتدل، من أبرز الملفات التي تعد من أولويات الحكومة الجديدة، فبناء الوعي المصري من الأهمية بمكان بعدما أن عبث به المخربون، كمان أن تجديد الخطاب الديني المعتدل، ضرورة لبناء مسلم معتدل، بعيد كل البعد عن التطرف والتخريب، قادر على التفريق بين الغث والسمين، فيما يتعلق بأمور الدين، وتشكيل صورة وسطية تتماشى مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
ناهيك عن حكومة تعمل على مواصلة برنامج الإصلاح الاقتصادي، وجذب الاستثمارات، وتشجيع نمو القطاع الخاص، في ظل الجمهورية الجديدة، التي من أبرز دعائمها تشجيع مشاركة القطاع الخاص، للقيام بدوره في نمو الاقتصاد، والعمل يدا بيد مع الاقتصاد الحكومي في المشروعات المختلفة.
من أولى الأوليات للحكومة الجديدة أيضًا أن تبذل قصارى جهدها بأفكار مختلفة خارج الصندوق، لإيجاد وسائل حقيقية وواقعية للحد من ارتفاع الأسعار والتضخم، وضبط الأسواق، الشغل الشاغل للمصريين جميعا في الوقت الراهن، وهمهم الأكبر ليل نهار، في ظل الانفلات الحالي في أسعار السلع والتضخم الذي يخيم على السوق المصرية.
أعباء كثيرة، تنتظر الحكومة الجديدة، التي يجب أن تكون قوية ومختلفة، في الفكر والعمل والنفوذ، وتسعى بكل الطرق لنيل رضاء المواطن البسيط، الذي مل الانتظار لانتهاء أزمات كثيرة، في ظل أزمة اقتصادية طاحنة تعصف بالكثير من دول العالم، ومنها مصر.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مليشيا الدعم السريع السيسي مصطفي مدبولي القطاع الخاص الاحتلال الاسرائيلي رئيس الوزراء الإبادة الجماعية قناة السويس استثمارات حركة الملاحة عبدالفتاح السيسي تشكيل الحكومة الرئيس عبدالفتاح السيسي الاستثمارات جذب الاستثمارات خارج الصندوق تشكيل الحكومة الجديدة الدكتور مصطفى مدبولى اندلاع حرب استقالة حكومته المقاومة الإيرانية الملاحة في البحر الاحمر الاحتلال الاسرائيل الحرب الروسية مصطفى مدبولي رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء جائحة كورونا الجمهورية الجديدة مشاركة القطاع الخاص الحرب الروسية الأوكرانية الكيان الإسرائيلي كورونا والحرب الروسية حرب الإبادة حرب الإبادة الجماعية الحکومة الجدیدة
إقرأ أيضاً:
ليما يحيي آمال الإمارات بالعودة إلى المونديال بعد 34 عاماً
دبي (أ ف ب): أصبح فابيو ليما رمز حملة الإمارات للصعود إلى كأس العالم لكرة القدم بعد غياب 34 عاماً، بتسجيله أربعة أهداف (سوبر هاتريك) في الفوز الساحق على قطر 5 / صفر، ضمن تصفيات آسيا المؤهلة إلى نسخة 2026.
وتأمل الإمارات في تكرار إنجاز تأهلها إلى مونديال 1990 في إيطاليا، حين صعدت للمرة الأولى في تاريخها وخرجت من دور المجموعات، ثم فشلت في ثماني محاولات لاحقة.
وعززت الإمارات بفوزها الكبير على قطر مركزها الثالث في المجموعة الأولى ضمن الدور الثالث، برصيد 10 نقاط وبفارق ثلاث عن أوزبكستان الوصيفة وست عن إيران المتصدرة.
ويتأهل أول وثاني كل مجموعة مباشرة إلى نهائيات كأس العالم، في حين ينتقل المنتخبان الحاصلان على المركزين الثالث والرابع لخوض الدور الرابع والتنافس على بطاقتين إلى كأس العالم وبطاقة إلى الملحق العالمي.
وبعد بداية مثالية بالفوز على قطر 3 / 1 في الدوحة في الجولة الأولى، حصدت الإمارات نقطة واحدة في ثلاث مباريات بالخسارة أمام إيران وأوزبكستان بنتيجة واحدة 1 / 0 والتعادل مع كوريا الشمالية 1 / 1.
لكن ليما أعاد المنتخب الإماراتي مجدداً إلى طريق الإنتصارات بتمريرتين حاسمتين أمام قرغيزستان 3 / 0 ثم تسجيل الرباعية في لقاء قطر.
وأظهرت احتفالات لاعبي الإمارات بمهاجم الوصل بعد نهاية مباراة قطر ورفعه عالياً في الملعب، وتصدر اسمه مواقع التواصل الاجتماعي مدى المكانة التي يحظى بها ليما الذي تم تجاهله من قبل المدرب البرتغالي باولو بينتو وابعده عن التشكيلة الأساسية في أول أربع مباريات من التصفيات.
وأكد بخيت سعد الدولي السابق من 1992 حتى 2001 ان الإمارات بحاجة إلى قائد وليما هو اللاعب المؤهل ليكون الرمز في المرحلة المقبلة.
وقال صاحب فضية كأس آسيا 1996: "ليما كان يحتاج إلى الثقة، بينتو أخطأ بابعاده عن التشكيلة الأساسية في المباريات الأربع الأولى وحتى في بعض الوديات، وعندما شارك أظهر معدنه كقائد".
ومع تبقي أربع مباريات في تصفيات الدور الحاسم، تطمح الإمارات بحجز إحدى البطاقتين المباشرتين من المجموعة، ولاسيما انها ستستضيف أوزبكستان الثانية في الجولة قبل الأخيرة.
وقال ليما لفرانس برس: "لدينا فرصة جيدة للوصول إلى كأس العالم، ولكن تحقيق ذلك يحتاج إلى جهد الفريق ككل، وتقديم نفس الأداء الذي ظهرنا عليه في مباراتي قرغيزستان وقطر".
وتابع ابن الحادية والثلاثين: "أشكر زملائي على مساعدتي لتسجيل أربعة أهداف وثقتهم بي، وكنت سأكون بنفس السعادة حتى ولو لم أسجل لأننا نتطلع جميعاً لفوز الفريق، والقتال لتحقيق حلم البلد الذي تشرفت بتمثيله وقدم لي فرصة عظيمة".
وكتب لاحقاً عبر حسابه في إنستغرام:" أشكر الله وزملائي في الفريق والشعب الإماراتي على دعمهم واستمرارهم في الإيمان بحلم العودة إلى كأس العالم بعد سنوات عديدة.. سنقاتل حتى النهاية من أجل هذا الهدف".
وعن الفوز الكبير على قطر، شرح: "لعبنا بشكل جيد جدا، مباراة رائعة. خاض فريقنا أفضل مباراة له ويجب أن نستمر على هذا الشكل".
ويمثل ليما منتخب الإمارات منذ 2020 وشارك في صفوفه خلال تصفيات مونديال قطر 2022، قبل أن يودع المنتخب الاماراتي بخسارة وبصعوبة أمام أستراليا في الملحق الآسيوي.
وانضم ليما إلى الوصل في 2014 بعمر 21 عاماً قادماً من أتلتيكو غوياننسي البرازيلي بنظام الإعارة لمدة موسم واحد، قبل ان يتحول العقد إلى دائم وتم تجديده في 2021 حتى 2025.
وعلى مدى عشر سنوات تحول ليما إلى الهداف الأول للوصل، وفاز معه في الموسم الماضي بثنائية الدوري والكأس بعد غياب منذ 2007 عن منصات التتويج.
كما بات ثاني أفضل هداف في تاريخ الوصل بالدوري الإماراتي برصيد 167 هدفاً خلف أسطورة النادي فهد خميس (175)، وسجل له 223 هدفاً وقدم 75 تمريرة حاسمة في 324 مباراة خاضها في صفوفه في كافة المسابقات.
وعلى الصعيد الدولي سجل ليما 16 هدفاً في 34 مباراة.