اكتشاف أقدم مياه عذبة في تاريخ الأرض قبل 4 مليارات سنة
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
تمكن فريق بحثي دولي من اكتشاف دليل على وجود أقدم صور الماء العذب على سطح الأرض، ويعود الماء المكتشف إلى ما قبل نحو 4 مليارات سنة من الآن، أي بعد حوالي نصف مليار سنة فقط من نشأة كوكبنا الأرض، وهو الأمر الذي يساعد في تطوير فهم العلماء لأصول الحياة على الأرض.
وبحسب الدراسة التي نشرها الفريق في دورية "نيتشر جيوساينس"، حلل باحثون جزيئات الأكسجين الموجودة داخل بلورات من الزركون يبلغ عمرها 4 مليارات عام من منطقة جاك هيلز في غرب أستراليا، وهي واحدة من أقدم التكوينات الصخرية على الأرض.
ويُعد تأريخ الزركون واحدا من أهم التقنيات المستخدمة لتحديد عمر الصخور والمعادن عبر تحليل مُركّب يُسمى "سيليكات الزركونيوم الرباعي" الذي يوجد عادة برفقة كميات ضئيلة من عناصر نادرة مثل اليورانيوم والثوريوم.
صورة بالمجهر الضوئي لبلورة زركون يبلغ طولها نحو 250 ميكرومترا (مواقع تواصل)ويُعتبر مُركب سيليكات الزركونيوم الرباعي من المواد التي تتميز بثباتها الكيميائي العالي، مما يجعله مقاوما للتحلل والتجوية، وإلى جانب ذلك فإن محتوياته من نظائر اليورانيوم والثوريوم تتحلل إلى نظائر الرصاص بمرور الوقت، وتتبع هذه العملية قوانين التحلل الإشعاعي، حيث يمكن حساب عمر الزركون بناءً على النسبة بين اليورانيوم والرصاص فيه، وبالتبعية حساب عمر الصخور ومكوناتها.
وإلى جانب ذلك، تمكّن الفريق البحثي من دراسة نظائر الأكسجين في بلورات صغيرة من سيليكات الزركونيوم الرباعي، ووجدوا بصمات لنظائر الأكسجين الخفيفة عمرها 4 مليارات سنة، وهذه النظائر عادة ما تنشأ نتيجة للمياه العذبة الساخنة التي تغير من تركيب الصخور على مسافة عدة كيلومترات تحت سطح الأرض.
وبحسب بيان صحفي رسمي من جامعة كيرتين الأسترالية المشاركة في الدراسة، فإن هذا الاكتشاف لا يلقي الضوء فقط على تاريخ الأرض المبكر، بل يشير أيضا إلى أن الكتل الأرضية والمياه العذبة مهدت الطريق لازدهار الحياة خلال فترة زمنية قصيرة نسبيا بعد تشكل الكوكب.
وقاد فريق البحث في هذه الدراسة حامد جمال الدين، وهو باحث مصري يعمل زميل أبحاث مساعد في كلية كيرتن لعلوم الأرض والكواكب، وأستاذا مساعدا في قسم علوم الأرض بجامعة خليفة في الإمارات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
100 سنة «بُن».. «هشام» يحتفظ بأقدم ماكينات الطحن: قيمة وروح للمكان (صور)
الزمن يعود إلى 100 عام بمجرد المرور من شارع سعد زغلول، أحد أقدم الشوارع بمدينة شبين الكوم، وتحديداً أمام محل «المطبعجى»، الذى لم تطمس التكنولوجيا معالمه، محتفظاً بماكينات وصناديق تراثية. ترى في جهة اليسار ماكينة تحميص البُن وتحويله من الأخضر الخام إلى المحمص الجاهز للتحضير، وفي الجهة اليمنى ترى صناديق البُن القديمة بجميع الأنواع التى تبحث عنها، وإذا تقدمت ثلاث خطوات نحو الداخل تجد إحدى أقدم ماكينات طحن البُن في مصر.
حكاية بن المطبعجييحكي هشام المطبعجى، من محافظة المنوفية، عن إرث عائلته: «عمر هذا المكان أكثر من مائة عام، ورثته أباً عن جد، وجميع العائلة تعمل في هذا المجال، والبداية كانت عندما كنت في العاشرة من عمرى واصطحبنى والدي إلى هذا المحل ليعلمني كيفية طحن وتحويج البن حتى تعلمت المهنة، وأصبحت أعشقها، وقررت أن أسير على خُطى أبي وجدي، وعلّمت أولادي الثلاثة أصول المهنة، وأخدت عهد على نفسي عدم ترك هذا المكان حتى ألفظ آخر أنفاسي».
سر شهرة البن في المكانيرى صاحب الـ65 عاماً أن سر شهرة البُن الخاص بهم هو الإخلاص وعدم الغش في طحن وتحويج البُن بجميع مراحله، بداية من تحويل البن الخام الأخضر إلى محمص فاتح أو محوج، وبعد ذلك تبريده وفرزه، ومن ثم طحن البن في الماكينة، كما توجد تحويجة تسمى بـ«المطبعجى» موجودة منذ عشرات السنين وعليها إقبال من المواطنين، بخلاف وجود البن البرازيلي والهندي والإندونيسي والكولومبي والحبشي وغيرها من الأنواع.
أقدم ماكينات طحن البنيمتلك «هشام» إحدى أقدم ماكينات طحن البن في مصر وعمرها 70 عاماً: «كانت يدوية في البداية، ولكن بعد تطويرها أصبحت تعمل بالكهرباء، وهي أحد أسباب توافد الزبائن على شراء البن لكفاءتها العالية، كما توجد ماكينة تحميص البن من الخام الأخضر إلى المحمص وعمرها أكثر من 40 عاماً، فضلاً عن وجود الصناديق القديمة التي تحتوى على جميع أنواع البن، كل تلك الأشياء لم أفكر في بيعها أو استبدالها بأخرى لأنها قيمة وروح المكان».