سيدتي، إبتهجت كثيرا لما وجدت نفسي أحظى بالقبول لتنشر مشكلتي عبر ركن قلوب حائرة المنضوي تحت لواء منبر موقع النهار اونلاين.

وأنا جدّ مسرورة لأنك كالعادة تولين كبير إهتمامك عند كل مناسبة بما يليق بها. أكيد أن مشكلتي ليست بالأولى من نوعها ولا الفريدة بين عديد المشاكل التي ترد منبرك، لكنني متوجسة من تبعاتها.

خاصة وأن لي إبنة ستجتاز إمتحان شهادة البكالوريا وهي تعاني من أزمة نفسية حادة.

لست أجد من اين أبدأ لك بسرد مشكلتي، لكنني لن أطيل عليك لأخبرك أنني منيت بالطلاق. بعد عديد سنوات الصبر على زوج غير مسؤول بالمرة. زوج إزدراني وحقرني أمام أهلي وأهله، ولم يرحمني ولم يرحم حتى أبناءه من التقتير والغطرسة.

عدت أدراجي إلى بيت أهلي، ولي من الأبناء بنت ستجتاز إمتحان شهادة البكالوريا، وهي اليوم تحيا محطمة ومنكسرة. بسبب والدها الذي لم يسأل عنها ولم يكترث لمصيرها.

إبنتي سيدتي باتت تعاقر الوحدة، ولم يعد لها من مؤنس سوى الشرود والسرحان. علما أنها كانت وإلى آخر لحظة مثالا للطالبة المجدة المكدة.

أنا خائفة أنا عليها من الرسوب وتحطم المعنويات ، وخائفة على نفسي من أعين لا ترحم وألسنة ستجلدني. وتتهمني بأنني السبب في تشتت أسرتي علما سيدتي أن زواجي. كان مهددا بالإندثار منذ بدايته ، إلا أنني كنت طيلة عمري المضحية المتحاملة التي تأتي على نفسها لأجل أن يسعد غيرها. فماذا يمكنني القيام به حتى أجنّب إبنتي الخسارة وأحميها من الرسوب؟

أختكم أم دارين من العاصمة.

الرد:

هوني عليك أختاه، وأسال الله لكل مقبل على شهادة البكالوريا السداد والنجاح بإذن الله. لمست من خلال رسالتك مدى الأسى الذي تحيينه بسبب إبنتك. صحيح أنك لست مجبرة على تحمل المسؤولية مادام زوجك هو من قام بتطليقك ولكنني في المقابل ألوم عليك. أن تبقي إبنتك مكلومة مجروحة عشية هذا الإمتحان المصيري. الذي عليها أن تتسلح حياله بكامل قدراتها المعرفية وزادها الإستذكاري.

إبنتك سيدتي في سنّ يسمح لها أن تميز بين ضغط كانت تحياه وهي بيت والدها بمعيتك ومعية إخوتها، وبين راحة بال لها وهي في بيت أجدادها. ما يكفل لها أن تكون على قدم وساق مثلما دأبت عليه حتى تنتقم لغطرسة والدها وتخيّب ظنّ كل من يريد لها الفشل.

حدثيها وكوني أنت الشاحذ لهمتها حتى تستعيد ثقتها بنفسها ويكون لها من المحفزّات ما يجعلها تبلي البلاء الحسن أمام ورقة الإمتحان.
كل المعطيات في صالح إبنتك، وما تجاوزها للأزمة النفسية التي تحياها سوى على يديك أنت: فلتخبريها أنها أملك، ولتلقي على عاتقها مسألة إدخال الفرحة على قلوب إخوتها، ولتعزّزي ثقتها بنفسها من أنها بنجاحها سوف تكون أقوى ولن يدوس عليها أحد.
إدعميها وشدّي من أزرها وأخبريها من أنك تتوقين إلى اليوم الذي يكون فيه إسمها في قائمة الناجحين. أحبريها أختاه أن هناك من يحيا ويئنّ قلبه تحت وطأة الحزن والألم، هناك من فقد أحد والديه، وهناك من ليس له من الإمكانيات أن يكون له مكان في مقاعد الدراسة، وأن هناك من تبكي اليوم كل لحظة فرطت فيها ولم تراجع دروسها. أخبريها أن البنت الكيسة لا يمكنها أن تكون رهينة للأحزان. ومن أنّ الأمل سلاح المؤمن إلى جانب حسن ظنه بالله.
يمكنك أختاه إنتشال إبنتك من براثين الرسوب وجعلها من المتفوقين فقط بالتغلغل إلى سويداء قلبها لإستئصال كل ألمها وشجنها، ولتدركي أن هناك من الفتيات من لا تتحملن رؤية أحد من أوليائهن يتألم، فلا تتركي لنظرة الحزن مكان في حياتك، ولا تجعلي الحسرة مبدأ تحيين عليه.
فليكن أملك بالله كبيرا أختاه، كما لا يفوتني أن أطلب منك الدعاء لإبنتك ولكل المقبلين على البكالوريا أن يكون النجاح حليفهم بإذن الله.
ردت: “ب.س”

المصدر: النهار أونلاين

كلمات دلالية: هناک من

إقرأ أيضاً:

استشاري صحة نفسية: المتنمر يشعر بالنقص والتجاهل أقوى سلاح لمواجهته

قالت الدكتورة منة بدوي، استشاري الصحة النفسية، إن أول خطوة لتعزيز ثقة الطفل بنفسه، هي تعليمه أن المتنمر يعاني من مشكلات نفسية وشخصية، وغالبًا ما يلجأ للتنمر للفت الانتباه بسبب شعوره بالنقص أو مشكلات في بيئته المحيطة.

وأوضحت استشارية الصحة النفسية، في حوار مع الإعلامية مروة شتلة ببرنامج «البيت»، المذاع على قناة «الناس»، أنه يجب على الأمهات التوضيح للأطفال، بأن المتنمر ليس عملاقًا كما يبدو، بل هو شخص يعاني داخليًا.

كما يجب على الأم أن تكون مثقفة وواعية لتشرح لطفلها أن المتنمر ليس قويًا، بل يحاول إثبات نفسه من خلال السخرية.

وأكدت، أنه من الناحية العملية، يجب على الوالدين التواصل مع المدرسة، والأخصائي الاجتماعي والنفسي، والمدرسين، لبحث المشكلة ومعالجتها بشكل شامل، كما ينبغي تعزيز ثقة الطفل بنفسه من خلال مشاركته في الأنشطة الرياضية أو الفنية التي تعزز شعوره بالإنجاز والفخر.

وأشارت، إلى أنه من المهم تعليم الطفل ألا يتفاعل مع الشخص المتنمر، وألا يظهر أي ضعف أمامه، ويجب أن يسير بثقة وذكاء بعيدًا عن الموقف دون أن يبدو منكسرًا، متابعة: «إذا استمرت الضغوط وكان الطفل مضطرًا لمواجهة المتنمر، يمكنه الرد بابتسامة هادئة وقول كلمات ذكية تُربك المتنمر، مثل: «جرب حاجة جديدة، لا يمكن تستفزني»، ثم يغادر المكان.

مقالات مشابهة

  • زوجة تشكو: زوجى هجرنى بعد إنجابى طفلى الثالث ورفض سداد النفقات
  • أزمة نفسية..تفاصيل إنهاء مسن حياته قفزًا من شقته في الدقي
  • هشام حنفي: هناك علامات استفهام على كولر بسبب التشكيل والتغييرات
  • محافظ شمال سيناء: هناك غرفة أزمة لتنسيق إدخال المساعدات إلى قطاع غزة
  • استشاري صحة نفسية: المتنمر يشعر بالنقص والتجاهل أقوى سلاح لمواجهته
  • من يستحق الشبكة حال فسخ الخطبة أو كتب الكتاب أو الطلاق؟.. الإفتاء تحدد
  • تفسير حلم الوضوء في المنام .. خير وبركة وراحة نفسية
  • أزمة في مدينة يابانية بسبب طائرة أمريكية.. «حمولة وقعت في البحر»
  • طعن طالب بآلة حادة فى قنا.. والتحريات: والدة زميله تعدت عليه بسبب خلافات
  • الذوَّاقون والذوَّاقات