نقابة الفنانين الأردنيين تصدر بيانا بخصوص مهرجان جرش
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
#سواليف
بيان صادر عن #نقابة_الفنانين_الأردنيين بخصوص إقامة #مهرجان_جرش.
كان للبشر كلامٌ نقشوه على جدران الكهوف، فيه مقاومةٌ للطبيعة الضروس وأملٌ بغدٍ جديد؛ وقبلَ أن تتمكّن الجدران من الاستماع، كان للبشرِ آذانٌ. وعليه؛ إنَّ الاعتراض على إقامة مهرجان جرش وصل بقوّة الصوت، وصلَ حتّى استلزم الاعتراض المشروع، ردًّا مشروعًا كذلك؛ إيمانًا بتاريخ هذا المهرجان العريق الذي نقش هيبته ووجوده الفاعل في خارطة المهرجانات العربية والعالمية.
ومنذ أن نفى أفلاطون الشعراء عن مدينته، ظلّ الفنّ متّهمًا بوقوفه على الجانب الآخر من الحياة، بل معاديًا للحياة ونقيضًا لها، إلى أن استقرّت في الأذهان مقولاتٌ باتت راسخةً: لا صوتَ يعلو فوق صوت البندقيّة… “الرصاصةُ ما تزال في جيبي”…، ما عساها تفعل الوردة أمام جرحٍ مفتوح؟ لقد وصلَ بنا الحالُ إلى التقليل من كلِّ أشكالِ الحياةِ، فزعٌ في دواخلنا يطيّر غربانه، والموتُ يتسربُ في النسغ من الروح، شبحيٌّ مؤلمٌ في عروقِنا، في عروقِ غزّة المفتوحة جرحًا أبديًّا.
مقالات ذات صلة والد أمين عام وزارة الثقافة في ذمة الله 2024/06/03لا أحدَ يقلّلُ من حجمِ الفاجعة، فأصواتُ الآباء والأمّهات المكلومين أبلغُ من كلّ القصائد والأغاني، ومن اللغة التي تتلعثم حروفها وتضيق دوائر تعبيرها، أشكال الحجارة المهدّمة تصرخُ حيواتٍ كانت تضجّ في داخل “غزة” أملًا ورغبةً وطموحاتٍ؛ حيوات تأخذ من زرقة البحر مدياتها. ولعلَّ الوقتَ قد حانَ، أمام المأساة المستمرّة أمام ناظرينا، أن نواجه أنفسنا بأسئلة حدنا عنها منذ السابع من أكتوبر: أعلينا أن نقف مع الحياة أم الموت؟ وما الذي تعنيه الحياة- أساسًا- في ظلّ كل هذه القسوة والفناء؟
في حياتِنا كلّها، لم نعرف ثقافةَ الموت يومًا، بل كُنّا على طولِ الدرب أنصارًا للحياة، منذ حديث الرسول: “إذا قامت الساعةُ وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها”، وحتّى اللحظة هذه، نرى مظاهر الفرح المسروق من الموت تنتشر في غزّة. لا خلاف جوهريًّا في نظرنا إلّا في التفسير، ذاك المبني على مقدّمات تقول: إنّ الفنّ ينتمي إلى عالم “إضاعة الوقت”، إلى المتعة المنفصلة عن الواقع، التي تتجاهل الدماء وتجعل المرء يلتفتُ إلى نفسه مزهوًّا، ونراها النقيض التامّ لذلك.
وإذا ما تجاوزنا التفسير المباشر للحياة، بوصف الفنّ وسيلةً لكسب الرزق والمعيش، إذ لا داعيَ لهذه الظروف الصعبة التي تعيشها النقابة والمنتسبون لها، أولئك الذين لا يملكون عملًا إلا الفنّ، الذين يمثّل لهم “مهرجان جرش” الوسيلةَ السنوية ليكملوا درب الحياة المشبع بالآلام، فالأغنية طالما كانت شريكة الساسة والمقاومين في وجه المستعمرين، بندقيّتنا في وجه القبح والألم اللذين ظلّلا حياتنا حتّى لم نجد من بدٍّ إلّا أن نشكّك فيها، عوضًا عن مدِّ السبابةِ في وجه الجاني، والتحديق طويلاً في وجه الوحش.
وعليه نقول: من المهم أن يستمرّ مهرجان جرش، مهرجان الوطن، بل من المهمّ كذلك أن يكون بصبغة وطنية عروبية؛ تعكس مشروعنا النهضوي، وقيمنا الأصيلة، ووقوفنا إلى جانب أشقائنا الفلسطينيين في معاناتهم، أن تكون هناك أغنيةٌ أردنية، قصيدةٌ ومسرحٌ وأفلام جادة الطروحات، معرضٌ تشكيليٌّ وفعاليات تعكس جراح غزة؛ تقوي فينا الإرادة والصمود، فرقٌ عربية ملتزمة في المحتوى والأداء؛ من المهمّ أن يرقى الفنّ ليقف كتفًا بكتفٍ إلى جوارِ فلسطين وشعبها، إلى جوارِ إخوتِنا، إلى جوارِنا نحنُ، كي يظلَّ صوتُ الأردنِّ عاليًا، قويًّا، يمُدُّ فلسطينَ وشعبها ثباتًا وتمسُّكًا بالحياةِ.
وعلينا أن نختار: هل نكون ضحيَّةً مثاليّةً، مستكينةً، تجلسُ وتضعُ يدًا على خدٍّ، أو أن يكونَ صوتُنا عاليًا، مُحبًّا، يجذبُ الحياة من تلابيبها، نقفُ مع الخيارِ الثاني كلّ مرّةٍ، فبالأغنية وحدَها تمكّنا من القول “شدينا عالقوم الظمر يوم الغارة ما نتعثر، والقوم اللي شتتناهم صحنا عليهم الله أكبر”.
اليوم؛ وفي هذه الظروف المتشابكة، لا تملكُ نقابةُ الفنّانين الأردنيّين طبيبًا لترسله إلى غزّة فيعالج شعبها، ولا تملك محاميًا يقفُ دفاعًا عن الفردِ أمام العدوانِ، لكنّها تملكُ فنّانًا، بوسعِهِ أن يقف على المنصَّةِ، وبصوتِهِ، بآلتِهِ، يقفُ إلى جانب القضيّةِ وفي صلبها، في صفِّ العدالة والحقيقة، آخر معاقلنا أمام التوحش، تملك فنانًا يقاوم بأدواته، بثقافته ونظرته للحياة والأمل.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف نقابة الفنانين الأردنيين مهرجان جرش مهرجان جرش فی وجه
إقرأ أيضاً:
كيف يترقب أهالي الأسرى الأردنيين صفقة التبادل؟
عمّان- يعيش أهالي الأسرى الأردنيين حالة من الترقب المشوب بالأمل والقلق، مع بدء تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، راجين أن تكون هذه الصفقة بداية لإنهاء معاناة أبنائهم التي استمرت سنوات طويلة.
ووفقا للجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين فإن تصريحات متكررة لمسؤولين بالمقاومة الفلسطينية أكدت أن أي صفقة تبادل "لن تخلو من الأسرى الأردنيين"، فيما لم يتم تأكيد أي قوائم من الجهات الفلسطينية بشكل رسمي حتى الآن من شأنها أن توضح عدد الأسرى الأردنيين الذين سيفرج عنهم في المرحلة الأولى من الصفقة.
وفي تصريح سابق أدلى به القيادي في حركة حماس زاهر جبارين للجزيرة نت، أكد أنه لن يتم إطلاق سراح جنود الاحتلال الأسرى في قطاع غزة إلا من خلال إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين والأردنيين في سجون الاحتلال.
أهالي الأسرى الأردنيين طالبوا بالحرية لأبنائهم خلال فعاليات استمرت سنوات (الجزيرة)وفي عام 2021 قام أهالي أسرى أردنيين بتسليم رسالة لقائد حركة حماس الراحل إسماعيل هنية، خلال زيارته إلى الأردن لأداء واجب العزاء بالقيادي إبراهيم غوشة، طالبوا فيها حركة حماس والمقاومة الفلسطينية بالعمل على تضمين الأسرى الأردنيين في أي صفقات تبادل مستقبلية، مؤكدين حينها أهمية إنهاء معاناة أبنائهم.
وكان الاحتلال قد أورد أسماء أسرى ضمن قائمة أولية على موقع "وزارة العدل" ضمت نحو 735 أسيرا قال إنه سيتم الإفراج عنهم ضمن المرحلة الأولى من الصفقة الحالية.
ويقول الأهالي إن 9 أسرى أردنيين تم نشر أسمائهم ضمن هذه القائمة، من المحتمل إطلاقهم خلال الجولة الأولى من الصفقة، لكن ذلك يعتمد على متغيرات أبرزها عدد الأسيرات الإسرائيليات الأحياء.
والد الأسير الخمايسة: نترقب بحرص كل جديد بخصوص الصفقة (الجزيرة) ترقب بشوق وقلقفي منزله بمنطقة الرصيفة في محافظة الزرقاء يجلس والد الأسير هاني الخمايسة والمحكوم (مؤبد) متابعا مع أسرته بلهفة كل خبر حول مصير صفقة التبادل.
إعلانويقول للجزيرة نت "نحن بشوق كبير لخروج ابننا مع كل الأسرى والأسيرات"، موضحا أن "أهل الأسير لا ينسون، لا يفرحون، دائما قلوبهم معلقة بابنهم وأي خبر يصدر عنه فكيف مع وجود صفقة تبادل قائمة، نتمنى أن يتم ذلك على خير".
وشكر والد الأسير الخمايسة الله على "هذه البشائر، ثم لأهل غزة العظام. رحم الله شهداءهم وداوى جرحاهم"، مشيدا بصبرهم وتضحياتهم، كما شكر المقاومة الفلسطينية على إخراج أبنائهم وبنتاهم وتبييض السجون.
والدة الأسير مرعي أبو سعيدة الذي يقضي حكما بالسجن 11 مؤبدا (الجزيرة)أما والدة الأسير مرعي أبو سعيدة الذي يقضي حكما بالسجن 11 مؤبدا فقالت للجزيرة نت إنهم لم يذوقوا طعم النوم منذ 20 يوما. وأشارت إلى أن لقاءهم مع ابنهم الأسير سيكون لقاء عظيما لا ينقصه إلا وجود زوجها (والد الأسير) المرحوم.
وأضافت "العائلة تتابع من كثب وبكل اهتمام كل خبر على أحر من الجمر"، ووجهت التحيّة لكل من ساندهم طيلة الفترة الماضية ولمن أسهم بإنجاز الصفقة، متمنية "أن تتم على أفضل حال وأن يجتمع كل بعيد بأهله وأولاده".
أما حمزة صديق الأسير الأردني أنس الشرمان، فعبر للجزيرة نت عن تمنياته بصفقة "تقر بها أعين جميع من ينتظرون بشجون كبير الفرج".
وقال إنه يترقب وأصدقاؤه أي قوائم أو أسماء علّهم يحظون باسم أنس بينها، مع تأكيده عدم التفاته لغير المصادر الفلسطينية التي تقود المفاوضات لكي لا يقع في شَرَك فوضى الأخبار وخيبات الأمل، وفقا لتعبيره.
أسرى بأحكام مختلفةوأوضح مقرر اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين في سجون الاحتلال، فادي فرح في حديثه للجزيرة نت، أن عدد الأسرى الأردنيين في سجون إسرائيل بلغ وفقا لآخر إحصائية 29 أسيرا بأحكام مختلفة.
ولفت إلى أن آمال أهالي الأسرى تتزايد بشكل يومي في رؤية أبنائهم يعودون بعد سنوات طويلة من الأسر.
إعلانوتضم قائمة الأسرى الأردنيين 21 أسيرا أردنيا ممن تزيد مدة أحكامهم على 15 عاما، بينهم عبد الله البرغوثي، الذي يحمل أعلى حكم بين الأسرى لدى الاحتلال، حيث يقضي حكما بالسجن 67 مؤبدا.