موسوعة العمل والعادات والتقاليد في فلسطين.. ذاكرة فلسطينية لا تشيخ
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
عتبر إصدار كتاب "العمل والعادات والتقاليد في فلسطين" باللغة العربية حدثا معرفيا ضخماً
اعتبرت وزيرة الثقافة هيفاء النجار، أن أهمية موسوعة "العمل والعادات والتقاليد في فلسطين" للباحث والمستشرق الألماني وعالم اللاهوت والآثار واللغات القديمة، غوستاف دالمان تأتي من حيازتها معلومات وصورا وتوثيقا لأنماط الزراعة والعمران والنسيج والتطريز وأسماء الأماكن وبلهجة أهالي المنطقة، والأغاني التي تواكب حياة الإنسان في كل تفاصيلها.
اقرأ أيضاً : بيان لنقابة الفنانين الأردنيين بشأن مهرجان جرش
وبينت النجار خلال رعايتها حفل إشهار المركز العربي للأبحاث، مساء أمس الأربعاء، في المركز الثقافي الملكي، موسوعة "العمل والعادات والتقاليد في فلسطين" للباحث والمستشرق الألماني وعالم اللاهوت والآثار واللغات القديمة، غوستاف دالمان (1855 – 1941"، في عشرة مجلدات- أن كل تلك التفاصيل الغنية شكلت ذاكرة الإنسان في مواجهة محاولات السرقة والتشويه والمحو، التي يتعرض لها الإنسان الفلسطيني في قطاع غزة حاليا، نتيجة العدوان الإسرائيلي الهمجي.
ويعتبر إصدار الكتاب باللغة العربية، حدثا معرفيا ضخماً، إذ يعتبر وثيقة فريدة تاريخية وأنثروبولوجية، تسجيلية وتحليلية، يتناول فلسطين بحضارتها وتاريخها وتراثها ومعالمها وأرضها وشعبها، كما يدرس مدينة القدس ومحيطها الطبيعي والبشري بمنهجية علمية رفيعة.
وشارك في حفل الإشهار الذي أدارته، وزيرة السياحة السابقة مها الخطيب، وبحضور وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور مهند المبيضين، كل من: الباحث والمترجم الرئيس للموسوعة محمد أبو زيد، والباحث والأكاديمي عمر الغول، والباحث والأكاديمي الفلسطيني محمد مرقطن، والباحثة والمترجمة نادية سختيان، والمحرر والباحث في المركز العربي للأبحاث، صقر أبو فخر.
بالنسبة لأبي زيد فإنه يتوقف كثيراً ويستعيد كل ما بوسعه من تفاصيل وذكريات رافقت رحلة ترجمته للموسوعة، مستحضراً كيف عرض عليه "شيخ الجغرافيين الفلسطينيين"، الراحل كمال عبد الفتاح، بحضور الراحل فايز الصياغ، مدير وحدة ترجمان في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، المشاركة في ترجمة الكتاب ونقله إلى العربية، والكاتبة الراحلة ليلى الأطرش، المشاركة في تعريب موسوعة غوستاف دالمان.
يقول أبو زيد عن الموسوعة: "لم يكن غوستاف دالمان يبحث عن سبل سهلة، بل اختار طرقا وعرة ربما كانت السبب وراء صنع هوية جديدة مركبة، حيث منح جهده الحقيقي الممتد على مدار 18 عاما في جمع المعلومات ومطابقتها على الواقع، حتى خرج بهذه التحفة التاريخية الفريدة، التي توضح حق الشعب الفلسطيني في أرضه وعاداته وتقاليده وطقوسهم اليومية".
على أن الغول نهل من ذكرياته أيضاً إبان تواصله مع العديد من دور النشر والمؤسسات العربية، لعرض فكرة ترجمة الموسوعة، معلناً عن سعادته بموافقة المركز العربي للأبحاث على ترجمتها، على الرغم من اسنادها لمترجمين آخرين، يقول : "كان همي أن تظهر الموسوعة باللغة العربية، إذ بقيت الفكرة في رأسي لأكثر من 15 عاما".
وعن ترجمته لجزء "القدس ومحطيها الطبيعي" من الموسوعة، بين الغول: "يتضمن الكتاب وصفا دقيقا بالاعتماد على الحفريات الأركيولوجية والصور والخرائط، التي مكنت غوستاف دالمان من تقديم دراسة تفصيلية لتضاريس المدينة ومعالمها التاريخية في بداية القرن العشرين، على نحو يضيء التحولات العمرانية والسكانية التي عاشتها آنذاك، كما أن وصف المؤلف للمدينة، يتخذ أهمية خاصة، لأنه يجيء بعد عقد شهد كثيرا من الحوادث، خاصة الاستيطان اليهودي، مستخدما أسماء المواقع العربية التي كان قد جمعها".
واستعان مرقطان، بـ"سلايد مصور"، لعرض أهمية كتب الموسوعة بجميع أجزائها، رابطاً تلك الأهمية بتوثيق الموسوعة للمشهد الثقافي الفلسطيني، كما كان في بداية القرن العشرين، حيث جمع غوستاف دالمان ما يمكن اعتباره، ثقافة أرض الكتاب المقدس.
يقول : "الموسوعة مفتوحة أمام علماء الأنثروبولوجيا وعلماء الآثار والجغرافيا واللاهوت والنبات والمعادن والباحثين في الدراسات الفلسطيني، لتتبع ما أنجزه دالمان، واثبات أحقية الشعب الفلسطيني بأرضه، ونفي محاولات الاحتلال لسرقة الأرض والتاريخ والطقوس اليومية ونسبها له ".
أما سختيان التي ترجمت الجزئين الأول والثاني من الموسوعة إلى اللغة الانجليزية فاعتبرت الترجمة " حلم وتحقق"، مؤكدة انه أصبح بامكان الكثير من الباحثين في العالم الإفادة والتعرف على حقائق وثقها وأبرزها عالم فذ مثل دالمان ".
ويتألف الكتابين من 300 صفحة من القطع المتوسط لكل منهما، ويتحدث الجزء الأول منه عن الخريف والشتاء في حياة الفلاحين الفلسطينيين، فيما يتحدث الجزء الثاني عن الربيع والصيف، وجميع الأعمال التي يمارسها الفلاح في هذه الفصول.
ولا يبالغ أبو فخر في قوله " إن موسوعة غوستاف دالمان أفضل كتاب عربي عن فلسطين يصدر منذ 50 عاما، أي منذ أصدر أنيس صايغ "الموسوعة الفلسطينية" بأجزائها العشرة أيضا، حسبما أكد في مداخلته التي اعترف خلالها بأن تحرير الموسوعة أضناه وأورثه آلاما في العمود الفقري، وشحا في الإبصار، لكنه شغف بالكتاب أيما شغف، وانهمك في تفصيلاته المدهشة، طوال ثلاث سنوات.
يقول : " مثلما شغفت بهذا السفر الرفيع، شغف غوستاف دالمان بالقرى الفلسطينية وبحياة البدو وطرائق العيش التي أتقنها الفلسطينيون في مدائنهم وأريافهم وبواديهم، فكان لا ينفك جائلا في الأمكنة البهية، فينام في بيوت الفلاحين وخيام البدو وأحياء المدن ".
وبهذه الطريقة، تمكن الألماني من جمع معلومات ثرية عن الحياة في فلسطين بين أواخر القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن الماضي، وأن يعقد صلة متينة بين الماضي والحاضر وبين الجغرافيا والإثنولوجيا والحياة اليومية للسكان قبل أن تدهمهم عواصف النكبة وأعاصير الاستعمار.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: وزارة الثقافة وزيرة الثقافة هيفاء النجار المرکز العربی للأبحاث
إقرأ أيضاً:
أمير القصيم يتسلم شهادة تسجيل واحة بريدة في موسوعة غينيس
تسلم صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، اليوم، شهادة تسجيل واحة بريدة في موسوعة غينيس للأرقام القياسية بصفتها أكبر واحة من صنع الإنسان، وذلك بحضور الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية الدكتور فؤاد آل الشيخ مبارك، وعدد من المسؤولين والمهتمين بالبيئة في المنطقة.
وهنّأ سموه القطاعات والجهات الحكومية جميعها بهذا الإنجاز البيئي العالمي، منوهًا بتسجيل واحة بريدة في موسوعة غينيس الأمر الذي يعكس دعم القيادة الرشيدة -أيدها الله- وحرصها على تحقيق التنمية المستدامة، وبتميز المنطقة في الحصول على مثل هذه الاستحقاقات العالمية بفضل تضافر الجهود وتعاون الجهات المعنية.
وأكد سمو أمير منطقة القصيم أن هذا الإنجاز يجسد جهود جميع القطاعات الحكومية وتعاونها المستمر، مشيرًا إلى أن الواحة أصبحت نموذجًا للاستفادة من المياه المعالجة في تعزيز الغطاء النباتي، مما يسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، ويجعل القصيم من أكثر المناطق إسهامًا في التشجير والاستدامة البيئية.
وأشاد سموه بدعم معالي وزير البيئة والمياه والزراعة في هذا المشروع، الذي يعكس توجه المملكة نحو زيادة المساحات الخضراء وتحقيق التوازن البيئي، وبالجهود المتكاملة بين مختلف الجهات لإنجاح هذا المشروع، لافتًا الانتباه إلى أن المنطقة مستمرة في تعزيز جهود التشجير والاستدامة البيئية، وجعل القصيم نموذجًا عالميًا في التنمية الخضراء، تحقيقًا لرؤية المملكة 2030.
من جانبه، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية الدكتور فؤاد آل الشيخ مبارك، أن هذا الإنجاز يأتي ضمن مبادرات السعودية الخضراء، كاشفًا أن واحة بريدة تمتد على مساحة 19 مليون متر مربع، وتستخدم المياه المجددة من خلال شبكة ري تمتد لأكثر من 3 ملايين متر، كما تضم بحيرة بيئية، مما جعلها نموذجًا عالميًا في إدارة الموارد المائية.
وبيّن أن الواحة أثبتت تأثيرها الإيجابي في البيئة، حيث حصلت على أول بصمة للانبعاث الكربوني، مما يجعلها من أوائل المشاريع البيئية التي تحقق هذا الإنجاز في المملكة، كما حصلت على البصمة المائية في ترشيد استهلاك المياه، مؤكدًا السعي الدائم للحفاظ على هذا الإنجاز وتعزيزه.
وأكد المشرف على مركز الأمير فيصل بن مشعل لإكثار النباتات البيئية الدكتور عبدالرحمن الصقير من جانبه، أن واحة بريدة تمثل إنجازًا وطنيًا يعزز مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء، مشيرًا إلى أن منطقة القصيم رائدة في المبادرات البيئية التي تحقق الاستدامة والتنمية الخضراء.
بدوره، أفاد المدير الوطني لمكون الإدارة المستدامة بمنظمة الفاو الدكتور سامي البرية، أن واحة بريدة حققت أربعة من مستهدفات التنمية المستدامة، وهي: المياه النظيفة والمتجددة، والنمو الاقتصادي، وتوفير فرص العمل، والتنوع البيئي ودعم الاقتصاد الوطني، مما يعكس نجاح الجهود المبذولة في تعزيز الاستدامة البيئية.
وأكد مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالقصيم المهندس سلمان الصوينع أن واحة بريدة أصبحت إحدى أبرز المشاريع البيئية والسياحية في المملكة، حيث تم تخصيص 200 موقع للمنتزهات الطبيعية، مما يسهم في تعزيز السياحة البيئية ورفع جودة الحياة، مشيرًا إلى أن هذا المشروع جاء بتوجيه من سمو أمير المنطقة، الذي حرص على جعل الواحة معلمًا بيئيًا وسياحيًا فريدًا.