تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نعى الاتحاد العالمي للكنائس الإصلاحية الراحل يورغن مولتمان، الذي رحل عن عمر يناهز 98 عامًا.

وجاء نص برقية التعزية كالاتي: رافق مولتمان عمل كل من الاتحاد العالمي للكنائس الإصلاحية والتحالف لأكثر من 50 عامًا، وكان أحد المساهمين الرئيسيين في لاهوت العدالة والحياة التي ميزت الفهم الذاتي اللاهوتي لـ WCRC خلال هذا فترة.

وقالت سيتري نيومي، الأمين العام المؤقت لـWCRC: "لا يمكن المبالغة في تقدير تأثير البروفيسور يورغن مولتمان". «على المستوى الشخصي، تعلمت الكثير من كتبه منذ أيام دراستي في الثمانينيات. تعتبر أعماله مصدر إلهام رائع للأمل المرتكز على اللاهوت. بالإضافة إلى ذلك، فهو يتمتع بفهم هائل للدعوة المسيحية إلى الاهتمام بالتحول في العالم. لقد كان لاهوتيًا ومعلمًا لاهوتيًا بارزًا، وقد أثرت حياته وأعماله بشكل إيجابي على العالم.

وقالت آنا كيس وينترز، مديرة مجموعة تخطيط البرامج الاستراتيجية التابعة لـ WCRC، "إن هذه خسارة كبيرة. كم كان لاهوتيًا وإنسانًا جيدًا. إن تأثيره على أجيال من اللاهوتيين، وأنا منهم، لا يمكن قياسه.

كان مولتمان من أوائل اللاهوتيين العالميين. وفي وقت مبكر من حياته المهنية، تعامل مع لاهوتيين مما كان يسمى آنذاك "العالم الثالث". لقد أعرب عن تقديره للتوسع العالمي للاهوت المسيحي وتابع تطور لاهوتيات التحرير في أجزاء كثيرة من العالم. لقد أخذ هذه اللاهوتات الجديدة على محمل الجد وشارك معهم في محادثات عميقة للغاية.

هذا التقدير العميق سمح له أيضًا بأن يكون منتقدًا. في رسالة مفتوحة نوقشت على نطاق واسع إلى ميغيل بونينو في عام 1976، ذكّر لاهوتي التحرير في أمريكا اللاتينية بالوضع قبل الأخير للممارسة المسيحية. هذه السمة الأولية للنشاط البشري تتحدى التماثل المتسرع مع ملكوت الله. في فهم مولتمان، يمكننا اكتشاف العلاقة السببية بين النشاط البشري وملكوت الله في تجربة التحرير. لكن هذه العلاقة السببية لا يمكن تفعيلها؛ فالملكوت لم يكن أبدًا نتاجًا للممارسة البشرية.

كانت العدالة بين الجنسين ذات أهمية خاصة لعمل مولتمان اللاهوتي وشهادته العامة. لسنوات، كان ينشر ويتعامل علنًا مع زوجته إليزابيث مولتمان-فيندل. في المجلس العام في سيول عام 1989، قدموا معًا دراسة للكتاب المقدس حول موضوع المجمع العام "من يقولون أنا" حيث أكدوا أن قراءة الكتاب المقدس من منظور ذكوري فقط هي اختزال للإنجيل:

لفترة طويلة جدًا، سمعنا نصف الإنجيل فقط، أي النصف الذكوري من البشرية. واليوم، من المهم أن نفهمها بالكامل في ملء الخليقة الأنثوية والذكورية للبشر وفي ملء الروح الذي يأتي للأبناء والبنات. لذلك، من البديهي أن يعترف الرجال والنساء بإيمانهم معًا ويفسرون الإنجيل معًا.

منذ عام 1970 فصاعدًا، كان مولتمان المتحدث الرئيسي في العديد من المجالس العامة. عندما ألقي كلمة أمام المجلس العام لعام 2017 في لايبزيغ، لخص رحلته:

لقد تحدثت لأول مرة في المجلس العام الاتحاد العالمي للكنائس الإصلاحية (المشيخية والأبرشية) في نيروبي عام 1970 – منذ 47 عامًا. لقد تابعت برنامج مجلس الكنائس العالمي لمكافحة العنصرية، وفي عام 1976، ساهمت في برنامج حقوق الإنسان التابع لـ WARC، "الأساس اللاهوتي لحقوق الإنسان". لقد كنت حاضراً الحادث المأساوي الذي وقع في أوتاوا عام 1982 عندما رفض السود في جنوب أفريقيا تناول المناولة المقدسة مع البيض في جنوب أفريقيا، ورحل الأخيرون أثناء الليل. وفي نفس العام، 1982، ظهر اعتراف بلهار في جنوب أفريقيا ومهّد الطريق لاختفاء أيديولوجية الفصل العنصري من كنائس جنوب أفريقيا. لقد رحبت بميثاق الكنائس الإصلاحية في أكرا عام 2004.

في كلمته الرئيسية، اختتم هذه الرحلة نحو لاهوت العدالة من خلال الإشارة إلى القصور في لاهوت التبرير من قبل إصلاحيي القرن السادس عشر ودعا لجنة حقوق الطفل لمعالجة هذا القيد:

هناك شيء مفقود في قلب لاهوت الإصلاح. لقد سلطت لجنة الحقيقة والمصالحة في جنوب أفريقيا الضوء على هذا الأمر: تبرير ضحايا الخطايا المرتكبة، نحن نتحدث عن "مغفرة الخطايا بنعمة الله وحده، بالإيمان". وهذا أيضاً صحيح ومهم، ولكنه نصف الحقيقة فقط. الخاطئ الذي ارتكب الذنب يُغفر له، ولكن أين يقف ضحايا هذه الخطية؟ نحن نصلي، "اغفر لنا خطايانا"، ولكن أين ضحايا أفعالنا الخاطئة؟ سر التوبة هو من جانب واحد، مع التركيز على مرتكب الجريمة. عقيدة التبرير تنسى الضحايا. هناك فجوة هنا في عقيدة النعمة المسيحية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الأبرشية أيديولوجية فی جنوب أفریقیا

إقرأ أيضاً:

النمو في الصين لا يكفي لإخراج الاقتصاد العالمي من دائرة التباطؤ

خلال الاجتماعات السنوية لمؤتمر الشعب، البرلمان الصيني الأخيرة تعهدت الحكومة الصينية بألا يقل معدل نمو الاقتصاد خلال العام الحالي عن مستواه في العام الماضي أي حوالي 5% من إجمالي الناتج المحلي.

وتحقيق نمو بمعدل 5% لا يبدو أمراً سيئاً، لكن الواقع الاقتصادي في الصين مازال أقل إقناعاً مما يوحي به هذا الرقم، كما أنه من غير المحتمل أن يشهد الطلب الاستهلاكي في الصين نموا كافيا لزيادة وارداتها من دول العالم.

China wants to keep its trade surplus intact, while Donald Trump seeks to turn the US trade deficit into a surplus. Neither wants to be the world’s consumer of last resort. https://t.co/sKR9Pov47m

— Chatham House (@ChathamHouse) March 15, 2025 السياسات الصينية

وفي تحليل نشره موقع المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس) البريطاني قال ديفيد لوبين الباحث البارز الزميل في برنامج الاقتصاد والتمويل العالمي  بالمعهد إن المشكلة الأساسية هي أن السياسات الصينية ستنتهي بالمحافظة على الفائض التجاري الكبير لثاني أكبر اقتصاد في العالم. في المقابل يريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب  تحويل العجز التجاري الأمريكي إلى فائض.

ويعني هذا أن العالم  مقبل على ما يمكن أن نسميه "صراع أصحاب المذهب التجاري"، وهو المذهب المعروف أيضاً باسم المركنتيلية الذي ساد في أوروبا فيما بين بداية القرن السادس عشر ومنتصف القرن الثامن عشر وكان يعطي الأولوية للمكاسب التجارية على أي اعتبارات أخرى. فلا الصين ولا الولايات المتحدة تحت حكم ترامب ترغب أي منهما أن تكون الملاذ الاستهلاكي الأخير للعالم.

ورغم تدهور  ثقة المستهلكين والشركات في الصين خلال السنوات الماضية، ظهرت مؤشرات على تعافي الاقتصاد الصيني خلال الشهور القليلة الأخيرة.  

أول هذه المؤشرات تجاوز المرحلة الأسوأ من أزمة القطاع العقاري الصيني. وجاء ذلك جزئيا، بفضل الجهود المتجددة خلال الأشهر الستة الماضية لزيادة جاذبية العقارات من خلال خفض أسعار فائدة التمويل العقاري وتخفيض شروط الدفعة الأولى من ثمن العقار، وتخفيف القيود على الملكية، ودعم شركات التطوير العقاري المملوكة للدولة.

أما المؤشر الثاني فهو ارتفاع مبيعات التجزئة (لا سيما الأجهزة المنزلية) بفضل الدعم الحكومي لاستبدال الأجهزة القديمة بأخرى جديدة.  ونتيجة لذلك، أرتفع معدل نمو المبيعات إلى ما يقرب من 4% بنهاية عام 2024 وهو معدل لا يزال منخفضاً، ولكنه أفضل من معدلات النمو شديدة  الانخفاض والتي تراوحت بين 2% و3% في الصيف الماضي.

???????? #BREAKING
Chinese authorities are working on a proposal to help China Vanke Co. plug a funding gap of about 50 billion yuan ($6.8 billion) this year.https://t.co/5WbgWdBXzp#CHINA #VANKE #PROPERTY #REALESTATE https://t.co/H4CKC1uMKW

— CN Wire (@Sino_Market) February 12, 2025 احتضان القطاع الخاص

ويعود هذا التحسن إلى الجهد المتزايد لصناع السياسات في الصين لإنعاش الاقتصاد . ومن أبرز هذه الجهود الاجتماع رفيع المستوى الذي عقده الرئيس الصيني شي جين بينغ  مؤخراً مع قادة كبرى الشركات الخاصة، فيما اعتبر محاولة من جانبه لاحتضان القطاع الخاص الصيني بعد سنوات من التضييقات الحكومية عليه.

ولعل هذه التحركات الحكومية في الشهور الماضية تفسر لماذا يرى البعض أن إجراءات تحفيز الاقتصاد التي أعلنتها الحكومة في اجتماعات مؤتمر الشعب لم تكن على مستوى التوقعات.

وعلى الرغم من تعهد الحكومة بالسماح بارتفاع عجز ميزانية العام الحالي إلى 4% من إجمالي الناتج المحلي مقابل 3% في العام الماضي، فإنها ما زالت بعيدة عن اتخاذ الإجراءات التي يمكنها تحقيق زيادة حاسمة في مستويات ثقة الشركات والمستهلكين. وفي حين وعد مجلس الدولة (الحكومة الصينية) في الشهر الماضي بتغيير جذري في العقلية الاقتصادية للبلاد وزيادة التركيز على تحفيز  الاستهلاك، فإن تقرير عمل الحكومة لعام 2025 الصادر في الأسبوع  الماضي جعل الأمر يبدو وكأننا سنكون أمام تعديل طفيف وليس تغييراً جذرياً كما وعدت الحكومة.

ويرى ديفيد لوبين في تحليله أن هناك عاملين رئيسيين يحدان من رغبة بكين في تقديم الدفعة المطلوبة بشدة للاقتصاد.

العامل الأول هو أنه لا يمكن التنبؤ بسياسات وقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. فصادرات الصين إلى الولايات المتحدة تخضع حالياً لرسوم جمركية تصل أحياناً إلى 30% بعد قرار ترامب زيادتها مرتين بنسبة 10% في كل مرة منذ تنصيبه في 20 يناير(كانون الثاني) الماضي. ومن المحتمل تزايد الإجراءات العدائية تجاه الصين، خاصة ما يتعلق بتدفق رؤوس الأموال بين البلدين في أعقاب نشر "سياسة استثمار أمريكا أولاً" للرئيس ترامب التي تستهدف منع خروج الاستثمارات من الولايات المتحدة وإعادة الاستثمارات الخارجية إليها. ورغم ذلك من الصعب التكهن بالإجراءات العدائية المستقبلية.

ورغم أنه يمكن للمرء توقع زيادة إجراءات تحفيز الاقتصاد الصيني وليس تقليصه لمواجهة تداعيات الإجراءات الأمريكية، فإن الصين تفضل عادة الانتظار لرؤية تطور الأمور. وكما أوضح وزير المالية الصيني لان فو آن في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، فإن هدف بكين هو "الحفاظ على مساحة الحركة أمام سياساتها وأدواتها اللازمة للتعامل مع حالة عدم اليقين القادمة من مصادر محلية أو خارجية".

The Policy will also protect our strategic industries and locations, while also making sure the United States is the world’s best destination for investment. https://t.co/uBhyDIr15S

— Secretary of Treasury Scott Bessent (@SecScottBessent) February 27, 2025 اضطرابات مالية

أما العامل الثاني الذي يحد من رغبة الصين في اتخاذ إجراءات أكبر لتحفيز الاقتصاد، فهو ما يمكن تسميته "قلق الميزانية العامة" حيث يقترب معدل الدين العام للحكومة المركزية من 100% من إجمالي الناتج المحلي، والسلطات مترددة في زيادة هذا الدين خوفاً من حدوث اضطرابات مالية يمكن أن تهدد الأمن القومي. وفي حين أن معدل الدين للحكومات المحلية أقل كثيراً ويبلغ حوالي 30% من إجمالي الناتج المحلي، فإن اعتمادها على إيرادات مرتبطة بالأراضي، يعني  أن أوضاعها المالية هشة نتيجة أزمة القطاع العقاري.

ويمكن القول بوضوح إن الحكومة المركزية لا ترغب في تقديم دعم فوري كبير، والحكومات المحلية لا تستطيع ذلك، رغم أن السلطات قد تتدخل ببعض إجراءات التحفيز إذا تدهورت مستويات الثقة.

كما أن إجراءات التحفيز التي أعلنت مؤخراً تميل أكثر نحو دعم الإنتاج وليس الاستهلاك.  على سبيل المثال سيتم توجيه الجزء الأكبر من حصيلة بيع السندات الخاصة للحكومات المحلية خلال العام الحالي وقيمتها 4.4 تريليون يوا ما يعادل 607.38 مليار دولار تقريباً نحو سداد مستحقات الشركات  المتأخرة والاستثمار في مشروعات البنية التحتية.

ومن بين حصيلة السندات الخاصة المقررة للحكومة المركزية في العام الحالي وقيمتها 1.8 تريليون يوان، سيتم توجيه 300 مليار يوان فقط نحو برامج دعم التجارة والاستهلاك، في حين سيستخدم الجزء الباقي  في دعم تحديث المعدات والتصنيع عالي التقنية وإعادة رسملة البنوك التابعة للدولة.

لذلك يمكن القول إن خلاصة اجتماعات البرلمان الصيني في الأسبوع الماضي هي أن الصين ستظل على الأرجح اقتصاداً تجارياً بامتياز، وسيظل الفائض التجاري الكبير عنصراً أساسياً. في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى تحويل عجزها التجاري إلى فائض،  ليصبح السؤال المطروح هو من سيدعم ازدهار التجارة العالمية وقيادة الاقتصاد العالمي نحو الخروج من دائرة التباطؤ؟.

 يرى لوبين أن الصين للأسف لن تكون هي الإجابة في ضوء السياسات الراهنة، في حين يمكن الرهان على أوروبا لكي تقود قاطرة الانفاق الاستهلاكي والاستيراد في العالم خاصة وأصبحت السياسة المالية الأكثر مرونة  راسخة في ذهن مستشار ألمانيا المنتخب فريدريش ميرتس الذي سيقود أكبر اقتصاد في أوروبا خلال السنوات المقبلة.

مقالات مشابهة

  • جامعة جنوب الوادي تتقدم 83 مركزا في التصنيف الأكاديمي العالمي
  • الرئيس التنفيذي لـ«الاتحاد»: «سند» تخطط للتوسع في أسواق أفريقيا والهند وشرق آسيا
  • اليوم العالمي للكلى.. الصحة تضيء مبنى الديوان العام
  • واشنطن تطرد سفير جنوب أفريقيا.. والأخيرة ترد!
  • «التجديف الحديث» يشارك في «الكونغرس العالمي»
  • واشنطن تطرد سفير جنوب أفريقيا.. وبريتوريا: إجراء مؤسف
  • رغم الحرب والنزوح .. الإحتفال بيوم المستهلك العالمي 15 مارس من كل عام
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزّع 450 سلة غذائية في مدينة جوهانسبرغ بجمهورية جنوب أفريقيا
  • النمو في الصين لا يكفي لإخراج الاقتصاد العالمي من دائرة التباطؤ
  • واشنطن تطرد سفير جنوب أفريقيا لأنه يكره ترامب.. كيف ردت بريتوريا؟