نقابة الفنانين الأردنيين: من المهم أن يستمر مهرجان جرش

أصدرت نقابة الفنانين الأردنيين بيانا، بشأن مهرجان جرش للثقافة والفنون، أكدت فيه أنها تؤيد إقامة المهرجان هذا العام وأن يكون بصبغة وطنية وعروبية.  

اقرأ أيضاً : وزيرة الثقافة لـ"رؤيا": لم يتم تحديد موعد مهرجان جرش 2024 وليس أولوية

وقالت النقابة في بيانها، إنه من المهم أن يستمر مهرجان جرش، مؤكدة أنه من المهم كذلك أن يكون بصبغة وطنية عروبية، تعكس المشروع النهضوي، والقيم الأردنية الأصيلة.

 

وتابعت النقابة: "يجب أن تكون هناك أغنية أردنية، قصيدة ومسرح وأفلام جادة الطروحات، معرض تشكيلي وفعاليات تعكس جراح غزة؛ تقوي فينا الإرادة والصمود، فرق عربية ملتزمة في المحتوى والأداء؛ من المهمّ أن يرقى الفن ليقف كتفًا بكتفٍ إلى جوارِ فلسطين وشعبها، إلى جوارِ إخوتِنا، إلى جوارِنا نحن، كي يظل صوت الأردن عاليًا، قويا، يمد فلسطين وشعبها ثباتا وتمسكا بالحياة".

تاليا النص الكامل بيان نقابة الفنانين الأردنيين 

كان للبشر كلامٌ نقشوه على جدران الكهوف، فيه مقاومةٌ للطبيعة الضروس وأملٌ بغدٍ جديد؛ وقبلَ أن تتمكّن الجدران من الاستماع، كان للبشرِ آذانٌ. وعليه؛ إنَّ الاعتراض على إقامة مهرجان جرش وصل بقوّة الصوت، وصلَ حتّى استلزم الاعتراض المشروع، ردًّا مشروعًا كذلك؛ إيمانًا بتاريخ هذا المهرجان العريق الذي نقش هيبته ووجوده الفاعل في خارطة المهرجانات العربية والعالمية.

ومنذ أن نفى أفلاطون الشعراء عن مدينته، ظلّ الفنّ متّهمًا بوقوفه على الجانب الآخر من الحياة، بل معاديًا للحياة ونقيضًا لها، إلى أن استقرّت في الأذهان مقولاتٌ باتت راسخةً: لا صوتَ يعلو فوق صوت البندقيّة… "الرصاصةُ ما تزال في جيبي"...، ما عساها تفعل الوردة أمام جرحٍ مفتوح؟ لقد وصلَ بنا الحالُ إلى التقليل من كلِّ أشكالِ الحياةِ، فزعٌ في دواخلنا يطيّر غربانه، والموتُ يتسربُ في النسغ من الروح، شبحيٌّ مؤلمٌ في عروقِنا، في عروقِ غزّة المفتوحة جرحًا أبديًّا.

لا أحدَ يقلّلُ من حجمِ الفاجعة، فأصواتُ الآباء والأمّهات المكلومين أبلغُ من كلّ القصائد والأغاني، ومن اللغة التي تتلعثم حروفها وتضيق دوائر تعبيرها، أشكال الحجارة المهدّمة تصرخُ حيواتٍ كانت تضجّ في داخل "غزة" أملًا ورغبةً وطموحاتٍ؛ حيوات تأخذ من زرقة البحر مدياتها. ولعلَّ الوقتَ قد حانَ، أمام المأساة المستمرّة أمام ناظرينا، أن نواجه أنفسنا بأسئلة حدنا عنها منذ السابع من أكتوبر: أعلينا أن نقف مع الحياة أم الموت؟ وما الذي تعنيه الحياة- أساسًا- في ظلّ كل هذه القسوة والفناء؟

في حياتِنا كلّها، لم نعرف ثقافةَ الموت يومًا، بل كُنّا على طولِ الدرب أنصارًا للحياة، منذ حديث الرسول: "إذا قامت الساعةُ وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها"، وحتّى اللحظة هذه، نرى مظاهر الفرح المسروق من الموت تنتشر في غزّة. لا خلاف جوهريًّا في نظرنا إلّا في التفسير، ذاك المبني على مقدّمات تقول: إنّ الفنّ ينتمي إلى عالم "إضاعة الوقت"، إلى المتعة المنفصلة عن الواقع، التي تتجاهل الدماء وتجعل المرء يلتفتُ إلى نفسه مزهوًّا، ونراها النقيض التامّ لذلك.

وإذا ما تجاوزنا التفسير المباشر للحياة، بوصف الفنّ وسيلةً لكسب الرزق والمعيش، إذ لا داعيَ لهذه الظروف الصعبة التي تعيشها النقابة والمنتسبون لها، أولئك الذين لا يملكون عملًا إلا الفنّ، الذين يمثّل لهم "مهرجان جرش" الوسيلةَ السنوية ليكملوا درب الحياة المشبع بالآلام، فالأغنية طالما كانت شريكة الساسة والمقاومين في وجه المستعمرين، بندقيّتنا في وجه القبح والألم اللذين ظلّلا حياتنا حتّى لم نجد من بدٍّ إلّا أن نشكّك فيها، عوضًا عن مدِّ السبابةِ في وجه الجاني، والتحديق طويلاً في وجه الوحش.

وعليه نقول: من المهم أن يستمرّ مهرجان جرش، مهرجان الوطن، بل من المهمّ كذلك أن يكون بصبغة وطنية عروبية؛ تعكس مشروعنا النهضوي، وقيمنا الأصيلة، ووقوفنا إلى جانب أشقائنا الفلسطينيين في معاناتهم، أن تكون هناك أغنيةٌ أردنية، قصيدةٌ ومسرحٌ وأفلام جادة الطروحات، معرضٌ تشكيليٌّ وفعاليات تعكس جراح غزة؛ تقوي فينا الإرادة والصمود، فرقٌ عربية ملتزمة في المحتوى والأداء؛ من المهمّ أن يرقى الفنّ ليقف كتفًا بكتفٍ إلى جوارِ فلسطين وشعبها، إلى جوارِ إخوتِنا، إلى جوارِنا نحنُ، كي يظلَّ صوتُ الأردنِّ عاليًا، قويًّا، يمُدُّ فلسطينَ وشعبها ثباتًا وتمسُّكًا بالحياةِ.

وعلينا أن نختار: هل نكون ضحيَّةً مثاليّةً، مستكينةً، تجلسُ وتضعُ يدًا على خدٍّ، أو أن يكونَ صوتُنا عاليًا، مُحبًّا، يجذبُ الحياة من تلابيبها، نقفُ مع الخيارِ الثاني كلّ مرّةٍ، فبالأغنية وحدَها تمكّنا من القول "شدينا عالقوم الظمر يوم الغارة ما نتعثر، والقوم اللي شتتناهم صحنا عليهم الله أكبر".

اليوم؛ وفي هذه الظروف المتشابكة، لا تملكُ نقابةُ الفنّانين الأردنيّين طبيبًا لترسله إلى غزّة فيعالج شعبها، ولا تملك محاميًا يقفُ دفاعًا عن الفردِ أمام العدوانِ، لكنّها تملكُ فنّانًا، بوسعِهِ أن يقف على المنصَّةِ، وبصوتِهِ، بآلتِهِ، يقفُ إلى جانب القضيّةِ وفي صلبها، في صفِّ العدالة والحقيقة، آخر معاقلنا أمام التوحش، تملك فنانًا يقاوم بأدواته، بثقافته ونظرته للحياة والأمل.

المصدر: رؤيا الأخباري

كلمات دلالية: مهرجان جرش وزارة الثقافة جرش نقابة الفنانين الأردنيين نقابة الفنانین الأردنیین مهرجان جرش نقابة الفن من المهم إلى جوار أن یکون فی وجه

إقرأ أيضاً:

خسارة الأهلي .. إعلامي يكشف عن قرار مرتقب لرابطة الأندية بشأن أزمة القمة

كشف الاعلامي عمرو الدرديري  عن قرار رابطة الاندية بشأن أزمة القمة عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك.

وكتب الدرديري : رابطة الانديه تصرح وفقاً لموقع في الجول سنصدر قرارا خلال ساعات باعتبار الأهلي خاسرا أمام الزمالك بثلاثية وخصم 3 نقاط إضافية من رصيده بنهاية الموسم.

عمرو الدرديري: الزمالك يطالب بتحكيم أجنبي في مباراة بيراميدز.ماذا ينتظر الأهلي حال اعتذاره عن مواجهة بيراميدز في الدوري؟.. الدرديري يجيبالدرديري يعلق على عقوبة وقف حارس الأهلي

مباراة الاهلي القادمة

يستعد النادي الأهلي لمواجهة إنبي يوم 20 مارس الجاري ضمن منافسات كأس عاصمة مصر، بعد انسحاب المارد الأحمر من خوض مباراة القمة أمام الزمالك أمس في بطولة الدوري.

ومن المقرر إقامة مباراة الأهلي وإنبي يوم 20 مارس في تمام الساعة التاسعة مساء على ستاد القاهرة الدولي في بطولة كأس عاصمة مصر.

في سياق أخر لم يتم حسم موقف مباراة القمة بشكل رسمي ولم تعلن رابطة الأندية عن نتيجة اللقاء بفوز الزمالك باعتبار الأهلي منسحبا.

وحضر الزمالك إلى استاد القاهرة الدولي، بينما لم تصل حافلة الأهلي ليطلق حكم المباراة صافرته بعد انتهاء المدة القانونية، وتنتظر رابطة الأندية تقرير الحكم لإصدار قرارها.

تاريخ انسحابات الأهلي من القمة:

وسجل النادي الأهلي ثلاث وقائع رسمية للانسحاب من بطولة الدوري أمام الزمالك حيث سبق وانسحب الأهلي أمام الزمالك للمرة الأولى عام 1941 وكانت في الجولة الأخيرة من المسابقة.

وجاءت الواقعة الثانية في موسم 1966 في بطولة الدوري وخرج الأهلي من المباراة في الدقيقة 20 بسبب عدم احتساب هدف له أمام الأبيض.

والواقعة الثالثة كانت في موسم 1972 وكانت بسبب اعتراض الأهلي على قرارات طاقم التحكيم بعد طرد ثنائي الفريق عادل هيكل ومحمد الصقر .

مقالات مشابهة

  • الراعي: من المهم أن يعترف المجتمع الدولي بسيادة لبنان وحياده
  • التعامل مع الجوع أثناء الصوم
  • الخارجية الفرنسية: من المهم ألا ينتقل التوتر الأمني من سوريا إلى لبنان والعراق
  • «إعلام دمياط» ينظم لقاءً توعويًا لنقابة التمريض
  • "مشاجرة أمهات".. أمن القاهرة يكشف حقيقة فيديو خطف طفلة من أمام مدرسة بمدينة بدر
  • الاستيطان وغزة والجولان ولبنان أمام مجلس الأمن الأسبوع المقبل
  • إعلامي يكشف تفاصيل اجتماع مجلس إدارة الأهلي بشأن مباراة القمة
  • الأنبا إرميا يشارك في حفــــل السحور السنوي لنقابة الصيادلة
  • خسارة الأهلي .. إعلامي يكشف عن قرار مرتقب لرابطة الأندية بشأن أزمة القمة
  • الأهلي يواصل اجتماعاته لتجهيز «بيان الرد» على قرار الرابطة بشأن القمة