رؤوف العطار: الأعمال الرقمية ليست فناً تشكيلياً
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
آخر تحديث: 6 يونيو 2024 - 1:10 ممحمد حسين الداغستاني
على مدى ربع قرن أقام رؤوف العطار أكثر من 150 معرضا تشكيليا فردياً ومشتركا له حضوره المتميز في مدن وطنه العراق، فضلا عن مصر والأردن والسعودية وايطاليا والولايات المتحدة الأمريكية والإمارات وغيرها، وكان حريصا على أن يستلهم حضارات بلاد الرافدين ويحول مضامين الفلسفة والفكر الإنساني إلى لوحات استقطبت الاهتمام ودفعت بالكثير من النقاد والفنانين إلى الاشادة بها عبر انطباعاتهم المدونة في سجلات زيارات معارضه الشخصية أمثال “أحمد ماهود وخالد جبر والمعماري الدكتور خسرو الجاف والدكتورة سعاد محمد خضر” وغيرهم .
إن المتابع للنتاج الإبداعي للعطار يقف مليا أمام العدد الكبير من الجداريات التي رسمها وشكلت سجلا حافلا بموضوعات تاريخية وحضارية وتعبيرية تتسم بالدقة والإنسيابية والتأثر بالتصميم الهندسي والمعماري نتيجة دراسته في كلية الفنون الجميلة قسم التصميم. وقد نفذ أغلبها بالحبر والألوان المعدنية، وكذلك بالرسم على الاكرلك ومواد مختلفة على الخشب كجداريته عن “مطار بغداد الدولي، ومعالم كردستان، والقدس، وبلاد ما بين النهرين، وشمس الحرية، وملكة الإناء الفوار” وغيرها. هذه الجداريات تفترش مساحات تتراوح بين 120 × 2.5 متر إلى 130 × 4 متر وهي بمجملها أقرب إلى الأعمال العالمية الملحمية المبهرة.
أما عن لوحاته فالعطار يستلهم من الأرث الشعبي وخلفيته الفكرية موضوعات ذات تقنيات عالية، ففيها طلاسم ورموز وأساطير وحكايات من ألف ليلة وليلة، وهو في ذلك يرسم بحرية تامة وبقوة ايحائية تحيل العمل إلى كتلة حيوية من الحركة والفعل والحدث غير المألوف وبأسلوب أقرب إلى الفن السريالي وربما التكعيبي أحيانا، ثم يعتمد أسلوب التراكم والجمع في معارضه الشخصية، فاللوحة لوحدها لا يمكن لها أن تشي عن الفكرة المنتقاة للمعرض، إلا إذا تناول المتلقي لوحات المعرض كلها ليكتمل لديه مقصد الفنان وهدفه.
والمرأة في لوحات العطار فهي ليست عادية، وإنما كائن أسطوري يرتبط جدليا بقضايا إنسانية سامية، وهي تعيش مع تداعيات المدن والحيوانات والموجودات وبإشكال هندسية متنوعة، كما وتناول فنون العمارة والتطور في لوحاته بأطراف بين، ولولا نفيه القاطع بعدم استخدامه واعتماده على الفن الرقمي لكان للناقد أن يفسر دقته الهندسية الفريدة واهتمامه البالغ بالتصميم في رسم اللوحة وأجوائها وخلفياتها بتقنيات الكمبيوتر الحديثة، لكنه يؤكد خلال لقاءاته الصحافية على أن المنجز الفني الذي يتكأ على الفن الرقمي ليس فنا وإنما تكنولوجيا برامجية بحتة لا صلة لها بالفن التشكيلي.
لا شك أن العطار أفلح تماما في مزج الماضي بالحاضر، وتكوين تجربة غنية مميزة أهلته لينال جوائزعالمية منها، “جائزة اوهايو من امريكا، موسوعة فنون فرنسا. وجائزة انتوفا في ايطاليا، وكريستمور، وكولومبو وكذلك جائزة ميلانو في إيطاليا” وغيرها. ويبدو واضحا تماما أن العطار يعشق فنه لأنه يدرك عبره مدلولات وجوده الإنساني، وربما عبرت كلمات والده الراحل المؤرخ الدكتور عماد عبد السلام رؤوف بحقه الذي سجلها في معرضه الشخصي الرابع “خطاب أول المسافة” في العام 2000 عن أفضل تفسير لإعماله الإبداعية، حيث قال: “ما معنى أن يهب الله إنسانا مرتين، مرًة للحياة بعد أن كاد الموت يخطفه، ومرة للفن بعد مكابدات جمة، إلا أن يكون تعالى قد ربط بين حياة هذا الإنسان وفنه برباط أبدي لا فكاك منه، فليس عجبا بعد هذا أن ينطق الحبر وتشدو قطعة الفحم، ويغني اللون ليعبر الجميع عن فكرة دفينة أو إحساس معمق بما هو مجهول.. أن فن رؤوف إذا هو تعبير عن نوع ارتضاه الله له من حياة”.
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
هذه قسوة ليست حرباً..البابا فرنسيس يندد بغارة إسرائيلية على غزة
أدان البابا فرنسيس، اليوم السبت، "قسوة" غارة جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل 7 أطفال من عائلة واحدة في قطاع غزة، الدفاع المدني في القطاع، أمس الجمعة. و
وقال الحبر الأعظم أمام أعضاء في حكومة الفاتيكان: "أمس، تعرّض أطفال للقصف. هذه قسوة وليست حرباً. أريد أن أقول هذا لأنّه يمسّ قلبي".وقالالدفاع المدني في غزة، إن 10 من عائلة واحدة، بينهم 7 أطفال، قتلوا بعد غارة إسرائيلية على منزلهم في جباليا بشمال القطاع أمس الجمعة، مشيراً إلى أن أكبر الأطفال كان في السادسة من العمر.
An Israeli government minister today criticised Pope Francis for suggesting the international community should study whether Israel’s military offensive in #Gaza constitutes a genocide of the Palestinian people, Reuters reports.#Israel #Memo #palestine
READ:… pic.twitter.com/DPV8KWP2lI
ومن جهته قال الجيش الإسرائيلي إن هذه الحصيلة لا تتطابق مع المعلومات التي في حوزته، وأضاف أن "القوات الإسرائيلية ضربت عدداً من الإرهابيين الذين كانوا يعملون في بنية عسكرية لحركة حماس، وكانوا يشكلون تهديداً".
وسبق للبابا فرنسيس أن د دعا إلى السلام، بعد هجوم حماس في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والحرب التي شنّتها إسرائيل على قطاع غزة.
وفي الأسابيع الماضية، أدلى البابا بتصريحات أكثر حدّة ضد العمليات الإسرائيلية. وقال في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إن "غطرسة الغزاة. تسود على الحوار في فلسطين"، في موقف نادر يتناقض مع الحياد التقليدي للحبر الأعظم.
وفي مقتطفات من كتاب نُشر في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، دعا إلى "دراسة متأنية" لمعرفة إذا كان الوضع في غزة "يتوافق مع التعريف التقني" للإبادة الجماعية"، وهو اتهام رفضته إسرائيل بشدّة.
واعترف البابا فرنسيس بدولة فلسطين في 2013، ويقيم معها علاقات دبلوماسية، ويؤكد دعمه لحل الدولتين.