من النكسة إلى الوكسة.. سنرى ليلا مُلتهبا
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
تلتئم حكومة الكيان على عَجل الآن بعد عِظَم ما يأتي من جبهة الشمال، فـ"حزب الله" يقوم بعمليات دقيقة وجريئة ومؤذية بشكل أفقد العقول في كل مؤسسة الكيان، واستنفد كل استراتيجيته ووضعها في مأزق خياراتها فيه محدودة بل تكاد تكون صفرية.
قلنا سابقا إن ما بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر ليس كما قبله، وزمن الهزائم ولّى، وشعار وحدة الساحات والجبهات تم تطبيقه بطريقة أو بأخرى وبمسميات مُتعددة؛ منها ما سُمي جبهة إسناد ومنها ما سُمي جبهة مشاغلة ومنها ما كان جبهة حصار اقتصادي، ما أدى لحضور "الناتو" بقيادة أمريكية في محاولة منه لوقف ذلك ولم يستطع ولن يستطيع، وهناك جبهة "الضفة" التي تُقدّم بشكل يومي ما تستطيع لأسباب ليس الآن هو المجال لذكرها، ولكنها قادمة لا محالة.
اليوم نستطيع القول بأن بدايات الطوفان التي بدأت من غزة الشرف والكرامة والتي أخذت أشكالا متعددة؛ تتدحرج نحو المعركة الفاصلة التي تقترب شيئا فشيئا، وأن الفرصة لفرض واقع جديد ومشهد غير مألوف للكثيرين سيظهر حتما، لأن مشهد الإبادة لا يمكن أن تكون نتيجته ألاعيب أمريكية ومحاولات لليّ التاريخ الذي كُتبَ بدماء الأطفال والنساء، ورُسم بالدمار الذي أحدثته الآلة الأمريكية بيد جيشٍ مجرم لا أخلاقي حوّل قطاع غزة الى كتلة ركام.
بدايات الطوفان التي بدأت من غزة الشرف والكرامة والتي أخذت أشكالا متعددة؛ تتدحرج نحو المعركة الفاصلة التي تقترب شيئا فشيئا، وأن الفرصة لفرض واقع جديد ومشهد غير مألوف للكثيرين سيظهر حتما، لأن مشهد الإبادة لا يمكن أن تكون نتيجته ألاعيب أمريكية ومحاولات لليّ التاريخ الذي كُتبَ بدماء الأطفال والنساء، ورُسم بالدمار الذي أحدثته الآلة الأمريكية بيد جيشٍ مجرم لا أخلاقي حوّل قطاع غزة الى كتلة ركام
تجتمع حكومة الكيان وهي تعلم أن حادثة "حورفيش" كانت رسالة واضحة لما هو أعظم، وأن التصعيد الذي تتحدث عنه أقطاب حكومة نتنياهو نتيجته قيام "الحزب" باستهداف قاعدة عسكرية في "حورفيش"، أي أنّ الرد كان عمليا وببث مباشر، كما صرح بذلك سابقا أمين عام حزب الله السيد "نصر الله". وهو بذلك يقول لنتنياهو بأن عليكم التفكير مليون مرة قبل القيام بعمليات تتجاوز قواعد الاشتباك، وفي نفس اللحظة يقول لسيده في البيت الأبيض الرئيس "بايدن" عليك أن تستعجل الموقف الإسرائيلي بالموافقة على شروط "حماس" و"المقاومة" في غزة، لأن هذا هو وحده القادر على منع الهزيمة الاستراتيجية لك ولمستعمرتك في غرب آسيا، لكن السؤال وضمن المتابعات لما يصدر ويُصرَّح به في الإعلام لدى الكيان يوحي بأمور مختلفة تُعبر عن مفهوم الاستعلاء والاستكبار الذي لا يعكس حقيقة الواقع، خاصة بعد الملحمة في غزة العزة.
أعتقد أن الفرصة بالنسبة إلى نتنياهو قد نضجت وأصبح بالإمكان استغلالها، وهذا يتلخص بما يلي:
أولا: نتنياهو في أزمة داخلية مع أقطاب حكومته المتطرفين وأيضا مع القادمين إلى حكومة الطوارئ (المعسكر الوطني)، وهو بحاجة إلى حدث جديد يعطيه الفرصة لكي يُلملم نفسه من جديد.
ثانيا: نتنياهو في أزمة مع حليفته الاستراتيجية، الولايات المتحدة، ومع كل العالم وبالذات حلفاءه في أوروبا.
ثالثا: نتنياهو مهدد من محكمة الجنايات الدولية بإصدار قرار باعتقاله، و"إسرائيل" تحاكَم في محكمة العدل الدولية بشبهة الإبادة الجماعية.
رابعا: "إسرائيل" كلها تعيش أزمة على مستوى العالم ككل، وتعيش أزمة الانقسامات الداخلية المتعددة؛ من أسرى ومحتجزين، إلى قانون التجنيد، إلى الاتهامات المتبادلة بين مؤسسة الجيش والأمن من جهة والمستوى السياسي الحاكم والمتطرف من جهة أخرى.
خامسا: "إسرائيل" على الصعيد الداخلي أصبحت في واقع أصعب مما كانت عليه قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر؛ خلال فترة الصراع على ما سُميَ بـ"الإصلاح القضائي".
قلنا لكم ونعيدها، ليس السابع من تشرين الأول/ أكتوبر سوى البداية وتداعياته عظيمة؛ لأنه حدث غير مسبوق في التاريخ المعاصر، وكشف عيوب دولة الاستعلاء وصاحبة الإفراط بالقوة، ومقولة "ما لا يأتي بالقوة سيأتي بمزيد من القوة"، وهنا ووفقا لتلك العقلية التي لا تريد أن تُغادر مربع القوة، فإنها سوف تذهب إلى:
1- تصعيد في كل منطقة الجنوب اللبناني عبر حملة جوية مكثفة.
2- محاولة القيام بعمليات اغتيال ضد قادة من المقاومة.
3- استخدام قوة مفرطة وبذخائر غير مسبوقة.
وهذا سيكون بهدف الذهاب إلى حرب محدودة جدا يحاول نتنياهو من خلالها التالي:
معضلة نتنياهو أن الأمور والوقائع مختلفة كليا عما سبق، وأن ما قام به جيشه ودولته من إجرام في قطاع غزة يجب أن يدفع ثمنه، وهذا الثمن ليس أقل من رؤية سياسية تؤدي لرسم خارطة جديدة في المنطقة كلها؛ أساسها السيادة لشعوبها وليس للمستعمرة الأمريكية، أي انتهاء نظرة الاستكبار والاستعلاء، بحيث يحصل الشعب الفلسطيني على حقه في الحرية والاستقلال
أولا: الخروج من أزمته الداخلية والذهاب إلى صفقات شاملة تُعفيه من سقوط حكومته.
ثانيا: الذهاب لصفقة مع حزب الله تُعيد الهدوء لفترة طويلة وتؤدي لعودة المستوطنين في الشمال إلى مستوطناتهم.
ثالثا: الذهاب إلى صفقة في غزة تؤدي إلى إنهاء الحرب وصفقة تبادل للأسرى.
رابعا: بعد ذلك سيذهب نتنياهو لانتخابات مبكرة في محاولة منه لجني ثمار الصفقات وعودة الهدوء.
معضلة نتنياهو أن الأمور والوقائع مختلفة كليا عما سبق، وأن ما قام به جيشه ودولته من إجرام في قطاع غزة يجب أن يدفع ثمنه، وهذا الثمن ليس أقل من رؤية سياسية تؤدي لرسم خارطة جديدة في المنطقة كلها؛ أساسها السيادة لشعوبها وليس للمستعمرة الأمريكية، أي انتهاء نظرة الاستكبار والاستعلاء، بحيث يحصل الشعب الفلسطيني على حقه في الحرية والاستقلال، وأيضا واقع جديد في لبنان والجولان وسوريا.
"انظروا إلى الميدان"، هذا ما قاله السيد "حسن نصر الله"، فالميدان هو صاحب الكلمة الفصل، وهو الذي سيقرر كل المشهد، نعم من سيقرر ليس الخطط "الأمريكية" ولا الـ"تريكات" والخدع السياسية لنتنياهو، فقط هو "الميدان" حيث هناك "المقاوم" حافي القدمين ولابس "الزنوبة- الشبشب"، وذاك المختفي بين أشجار وتضاريس الجنوب اللبناني.. فمن النكسة إلى الوكسة سنرى ليلا مُلتهبا، ومن أسلوب رقصة "التانغو" الإسرائيلية إلى رقصة "الدحية" لمحور كامل.. ليست بعيده.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حزب الله غزة نتنياهو اللبناني لبنان غزة نتنياهو حزب الله سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة اقتصاد رياضة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
بداية الانقلاب الشتوي بمصر.. ظاهرة غريبة تحدث ليلا في السماء
شهدت البلاد اليوم الانقلاب الشتوي، الذي تزامن مع أقصر نهار في العام، بمدة لا تتجاوز 10 ساعات، مقابل ليل يمتد إلى نحو 14 ساعة، ويعد من أبرز الظواهر الفلكية التي عرفها الإنسان منذ العصر الحجري الحديث، إذ ارتبطت آنذاك بأنشطة أساسية، مثل التزاوج بين الحيوانات وتخزين المؤن استعدادا لفصل الشتاء.
بداية الانقلاب الشتوي في مصرالانقلاب الشتوي، الذي يأتي في 21 ديسمبر من كل عام، وفقًا لـ«ديلي ميل»، إذ يميل القطب الجنوبي للأرض نحو الشمس، فتكون أشعتها عمودية تماما على مدار الجدي، أي عند خط عرض 23.44 درجة جنوبًا، بينما يكون ذروة فصل الصيف فلكيًا في النصف الجنوبي للكرة الأرضية.
وتعد هذه الظاهرة سبب تغير الفصول، فيحدث الانقلاب الشتوي في نصف الكرة الشمالي عندما تتماشى الشمس مع مدار الجدي، ويحدث الانقلاب الصيفي عندما تكون الشمس مباشرة فوق مدار السرطان.
وحدث الانقلاب الشتوي للعام 2024 في جميع أنحاء العالم اليوم، الساعة 9:21 بالتوقيت العالمي المنسق (UTC)، بحسب الموقع الإلكتروني «Earthsky.org»، والمتاحف الملكية في جرينتش.
بلاد تتأثر بالانقلاب الشتويكشفت bbc عن أكثر البلدان التي تتأثر مع الانقلاب الشتوي، إذ تتباين مدة النهار على نحو ملحوظ كلما اقتربت من القطب الشمالي، إذ أشارت إلى أن الفرق سيكون واضحًا في مدينة أوسلو النرويجية، حيث تُشرق الشمس عند الساعة 9:18 صباحًا، وتغرب عند الساعة 3:12 مساءً، بينما تصل فترة النهار إلى ثلاث ساعات و54 دقيقة فقط في ألاسكا الذي يقع داخل الدائرة القطبية الشمالية، حيث لن يصله أشعة الشمس.
ظاهرة غريبة تحدث ليلًا في سماء مصر مع الانقلاب الشتويرغم أن الفرق بم يكون واضحًا في مصر، إلا إن اليوم، تستعد السماء بالتزامن مع بداية فصل الشتاء لظاهرة فلكية، حيث تزينها شهب «الدببيات» بحسب ما ذكر الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، عبر حسابه الرسمي على «فيسبوك».
ومن المقرر أن تزين الشهب التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة السماء بدءا من ليل السبت وحتى فجر الأحد، وهي أحد الزخات الشهابية الخفيفة؛ فيبلغ عددها حوالي 10 شهب في الساعة.
ما شهب «الدببيات» التي تزين السماء مع الانقلاب الشتوي؟وفقًا لـ«تادرس» تحدث الشهب نتيجة الحطام الغباري المتناثر على طول مدار المذنب Tuttle الذي تم اكتشافه عام 1790، إذ تسقط حينها شهب الدببيات القادمة بالقرب من (النجم القطبي) وهو سبب تسميتها، وعلى الرغم من إن توقيتها السنوي من 17 إلى 25 ديسمبر من كل عام، لكن ذروتها تكون ليلة 21 وفجر 22 ديسمبر.