بوينغ تطلق رحلتها الفضائية المأهولة الأولى
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
أطلقت شركة "بوينغ" أمس الأربعاء 5 يونيو/حزيران كبسولتها الفضائية "ستارلاينر" المأهولة بنجاح بعد محاولتي إطلاق باءتا بالفشل لمشاكل تقنية، وهو ما يمثل نقطة تحول كبيرة لعملاق الطيران في ظل إخفاقات متتالية على مستوى صناعة الطائرات التجارية.
وانطلقت "ستارلاينر" برفقة رائدي الفضاء "باري ويلمور" و"سونيتا ويليامز" من محطة "كيب كانافيرال" الفضائية على متن صاروخ الفضاء "أطلس 5" الذي تنتجه شركة "لوكهيد مارتن".
ولم تمض سوى 4 دقائق حتى انفصل الجزء العلوي للصاروخ عن جزئه السفلي (خزان الوقود الأساسي) في مرحلته الأولى، ثمّ تلا ذلك المرحلة الثانية حيث انفصلت الكبسولة الفضائية عما تبقى من الصاروخ، لتنطلق بعدها نحو محطة الفضاء الدولية التي تقع على مسافة 400 كيلومتر من سطح الأرض.
وتأتي هذه الرحلة المأهولة بعد أشهر من التحديات الفنية التي تبعت الرحلة الأخيرة غير المأهولة للكبسولة ذاتها في عام 2022 إلى محطة الفضاء الدولية.
وتهدف "بوينغ" إلى جعل "ستارلاينر" التي تموله وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، منافسا قويا لمركبة الفضاء "دراغون" التابعة لشركة "سبيس إكس"، وهي إحدى أكثر المركبات الفضائية المعتمدة منذ عام 2020. وأكد مدير ناسا "بيل نيلسون" أهمية هذه الرحلة واصفا إياها بأنها علامة فارقة في تاريخ الوكالة.
وتعتبر هذه الرحلة التجريبية حاسمة لأجل حصول "ستارلاينر" على ترخيص كامل يمكّنها من إجراء مهام روتينية لصالح "ناسا" وبقية الوكالات الأخرى. ومن المقرر أن تصل كبسولة الفضاء إلى المحطة الدولية خلال الأيام القادمة لتظلّ لمدة ثمانية أيام قبل أن تعود مجددا إلى الأرض.
وأعرب رئيس برنامج ستارلاينر "مارك نابي" عن فخره الكبير بتنفيذ المهمة دون أي عراقيل أو عيوب، بعد إخفاقين حدثا خلال الأسابيع الماضية.
ويتكوّن طاقم الرحلة من اثنين من روّاد الفضاء المخضرمين الذين عملوا في "ناسا"، إذ أمضى كلّ منهما 500 يوم مجتمعين في الفضاء فيما سبق.
كما تندرج هذه الرحلة المأهولة ضمن اتفاقية أبرمتها "بوينغ" مع "ناسا" عام 2014 بعقد قيمته 4.2 مليارات دولار، على أن تُرسل عدّة بعثات فضائية مأهولة باستخدام "ستارلاينر" لصالح "ناسا" مستقبلًا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فضاء هذه الرحلة
إقرأ أيضاً:
"زجاج القمر".. تحويل غبار أحذية رواد الفضاء إلى خلايا شمسية مذهلة
قد يُوفّر الغبار الذي يتراكم على أحذية رواد الفضاء يوماً ما الطاقة لمساكنهم على القمر، فقد طوّر باحثون خلايا شمسية مصنوعة من غبار قمري مُحاكي، تُحوّل ضوء الشمس إلى كهرباء بكفاءة، وتتحمل أضرار الإشعاع، وتُقلّل الحاجة إلى نقل المواد الثقيلة إلى الفضاء.
ووفق موقع "إنترستينغ إنجينيرينغ"، قد يُعالج هذا الاكتشاف أحد أكبر تحديات استكشاف الفضاء، وهي ضمان مصدر طاقة موثوق للمستوطنات القمرية المستقبلية.
ويقول الباحث الرئيسي فيليكس لانغ من جامعة بوتسدام بألمانيا: "الخلايا الشمسية المُستخدمة في الفضاء الآن مذهلة، حيث تصل كفاءتها إلى 30% وحتى 40%، لكن هذه الكفاءة لها ثمن".
ويضيف: "إنها طاقة باهظة الثمن وثقيلة نسبياً، لأنها تستخدم الزجاج أو رقائق سميكة كغطاء، من الصعب تبرير رفع كل هذه الخلايا إلى الفضاء، بدلًا من إرسال الألواح الشمسية من الأرض".
ويُعمّق فريق لانغ في استكشاف المواد الموجودة على القمر، ويهدفون إلى استبدال الزجاج المُصنّع على الأرض بـ "زجاج القمر"، أو الزجاج المُشتق من الريغوليث القمري.
هذا التحول وحده كفيل بخفض كتلة إطلاق المركبة الفضائية بنسبة 99.4%، وخفض تكاليف النقل بنسبة 99%، وجعل الاستيطان القمري طويل الأمد أكثر جدوى.
خلايا أخف وأقوىلإثبات جدوى فكرتهم، قام الفريق بصهر الغبار القمري المُحاكى، وتحويله إلى زجاج يُشبه الزجاج الطبيعي المتكوّن على سطح القمر، ثم دمجوا هذا الزجاج مع مادة البيروفسكايت، وهي من المواد الرائدة في تكنولوجيا الطاقة الشمسية، بفضل كفاءتها العالية وتكلفتها المنخفضة.
النتيجة؟خلايا شمسية قادرة على توليد طاقة أكبر بـ100 ضعف لكل غرام يُرسل إلى الفضاء، مقارنةً بالألواح الشمسية التقليدية.
يقول الباحث لانغ: "عندما تُقلل الوزن بنسبة 99%، لا تحتاج إلى خلايا بكفاءة 30%. يمكنك ببساطة تصنيع عدد أكبر منها على القمر. كما أن خلايانا أكثر مقاومة للإشعاع، بعكس الأنواع التقليدية التي تتدهور بمرور الوقت".
ميزة مضادة للإشعاعيعد الإشعاع من أكبر التحديات التي تواجه الخلايا الشمسية في الفضاء، إذ يتسبب في تعتيم الزجاج تدريجياً، مما يُضعف قدرته على تمرير ضوء الشمس.
لكن "زجاج القمر"، بفضل مكوناته الطبيعية من شوائب الغبار القمري، يُظهر ثباتًا عالياً في مواجهة التعتيم الإشعاعي، ما يمنحه تفوقاً ملحوظاً على الزجاج الصناعي المستخدم في الألواح التقليدية.
تصنيع بسيط وإمكانيات مستقبليةمن أبرز مزايا زجاج القمر أيضاً سهولة تصنيعه، فهو لا يحتاج إلى عمليات تنقية معقدة، بل يمكن ببساطة استخدام أشعة الشمس المركزة، لإذابة الغبار وتحويله إلى زجاج مناسب، لصناعة الخلايا الشمسية.
وقد حقّق الفريق في هذه المرحلة كفاءة وصلت إلى 10%، وهي نسبة مشجعة كبداية. ويعتقد الباحثون أن استخدام زجاج قمري أكثر شفافية قد يرفع الكفاءة إلى 23%، ما يجعله منافساً مباشراً للألواح الأرضية.
عوائق قمرية وتحديات واقعيةرغم هذا الإنجاز، لا تزال هناك عقبات أمام التطبيق الفعلي للتقنية على سطح القمر. من أبرزها:
الجاذبية القمرية المنخفضة، التي قد تؤثر على كيفية تشكّل الزجاج.
عدم ملاءمة الفراغ القمري لاستخدام بعض المذيبات الكيميائية الضرورية في تصنيع البيروفسكايت.
التقلبات الحادة في درجات الحرارة، التي قد تؤثر على استقرار المواد.
ولهذا، يطمح الفريق إلى إرسال تجربة صغيرة الحجم إلى القمر لاختبار هذه الخلايا الشمسية في بيئة واقعية تمهيداً لمشروعات أكبر مستقبلاً.