مسؤول أميركي: تفاقم الصراع يجعل السودان نسخة أسوأ بكثير من الصومال
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
حذر مسؤول أميركي رفيع في أفريقيا من أن الحرب في السودان قد تتحول إلى صراع إقليمي شامل أو تصبح الدولة فاشلة في غياب اتفاق سلام دائم ومسار يفضي إلى انتقال سياسي نحو حكومة يقودها مدنيون.
وأعرب المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو عن اعتقاده بأن "السيناريو الأسوأ أن يصبح السودان نسخة جامحة من الصومال لمدة 20 أو 25 عاما".
وأضاف بيرييلو في مقابلة أجرتها معه مجلة فورين بوليسي الأميركية أن "السرعة التي يمكن أن يتحول بها هذا (الصراع) من حرب بين طرفين إلى حرب بين 7 أو 8 أطراف تجذب إليها دول الجوار الكبيرة، بل قد يصبح نسخة أخرى أسوأ من الصراع في ليبيا"، وقد عانت كل من الصومال وليبيا من عدم استقرار وصراع مزمنين.
ورسم بيرييلو صورة قاتمة للوضع الحالي للحرب الأهلية في السودان بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، والتي دفعت البلاد إلى حافة الانهيار الإنساني والمجاعة بعد عام من الحرب.
وذكرت المجلة في تقرير لمراسلها للشؤون الدبلوماسية والأمن القومي روبي غرامر أن محللين سودانيين وخبراء أجانب لطالما حذروا من تجاهل العالم الحرب المستعرة في السودان، والتي تطغى عليها الصراعات الدائرة في قطاع غزة وأوكرانيا.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد عيّن في فبراير/شباط الماضي بيرييلو -وهو دبلوماسي سابق وعضو ديمقراطي في الكونغرس– لقيادة جهود الولايات المتحدة لمعالجة الأزمة بالسودان.
ومنذ ذلك الحين حاول بيرييلو إحياء محادثات السلام في مدينة جدة السعودية، لكنه لم ينجح حتى الآن.
وفي هذا الصدد، قال "نحن منخرطون بفاعلية مع جميع الأطراف في محاولة إنهاء هذه الحرب كل يوم"، مضيفا "هناك أيام نشعر فيها بأننا قريبون جدا، وأيام أخرى لا ينتابنا القدر نفسه من الإحساس".
بيرييلو: نحن منخرطون بفاعلية مع جميع الأطراف في محاولة إنهاء هذه الحرب كل يوم، وهناك أيام نشعر فيها بأننا قريبون جدا وأيام أخرى لا ينتابنا القدر نفسه من الإحساس
ووفق المجلة، فإن إمكانية إجراء محادثات سلام مهما كانت بعيدة المنال باتت أكثر إلحاحا في ظل تضييق قوات الدعم السريع الخناق على مدينة الفاشر حاضرة إقليم دارفور الغربي المكتظة بالسكان ومعقل الجيش السوداني.
وتخشى منظمات الإغاثة من أن ترتكب قوات الدعم السريع فظائع واسعة النطاق -بما في ذلك الاغتصاب الجماعي والتعذيب والمجازر- إذا ما سيطرت على المدينة مثلما فعلت في مدن أخرى استولت عليها.
وتفيد المجلة الأميركية في تقريرها بأن بيرييلو لم يخض في تفاصيل موعد انعقاد محادثات السلام في جدة أو إذا ما كانت ستستأنف أصلا، وتنقل عنه أنه يجب استنفاد كل الخيارات، مشددا على الحاجة إلى "اختراق دبلوماسي كبير الآن".
عواقب وخيمة
ويرى الخبراء أن عواقب انهيار السودان وتحوله إلى دولة فاشلة ستكون بعيدة المدى، فقد كان للصراع في ليبيا المجاورة -التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 6 ملايين نسمة والذي لا يقارن مع عددهم في السودان البالغ نحو 50 مليونا- تداعيات واسعة على تدفق المقاتلين المتطرفين والأسلحة إلى أجزاء أخرى من القارة، بما في ذلك منطقة الساحل، وتأثيرات كبيرة على تدفق اللاجئين الذين يحاولون العبور إلى أوروبا.
ويقول كاميرون هدسون الخبير في السياسة الأميركية بأفريقيا في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية "نحن نتحدث عن شيء يفوق حجم الأزمة الليبية بـ10 أضعاف".
ويضيف أن "احتمالات السيطرة على التدفق غير المشروع للمخدرات والأسلحة والمهاجرين والمقاتلين عبر المناطق غير المستقرة في أفريقيا كبيرة، وقد نفقد القدرة على منع كل ذلك إذا انهار السودان".
وقال "هناك عواقب وخيمة لتجاهلنا السودان أو فهمنا الخاطئ له، وهو ما لا يدركه الكثيرون".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات فی السودان
إقرأ أيضاً:
ماكرون يدعو طرفي الصراع في السودان إلى “إلقاء السلاح”
“ندعو طرفي النزاع إلى إلقاء السلاح وكافة الجهات الفاعلة الإقليمية التي يمكنها أن تلعب دورا، إلى القيام بذلك بطريقة إيجابية، لصالح الشعب الذي عانى كثيرا”
التغيير: وكالات
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت طرفي النزاع في السودان إلى “إلقاء السلاح” بعد عام ونصف من الحرب التي تعصف بالبلاد معتبرا أن المسار الوحيد الممكن هو “وقف إطلاق النار والتفاوض”.
وقال ماكرون،وفقا لـ”فرانس برس”، خلال جولة في القرن الافريقي عقب اجتماع مع رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد “ندعو طرفي النزاع إلى إلقاء السلاح وكافة الجهات الفاعلة الإقليمية التي يمكنها أن تلعب دورا، إلى القيام بذلك بطريقة إيجابية، لصالح الشعب الذي عانى كثيرا”.
وأضاف “العملية الوحيدة الممكنة في السودان هي وقف إطلاق النار والتفاوض وأن يستعيد المجتمع المدني الذي كان مثيرا للإعجاب خلال الثورة، مكانته” في إشارة إلى التحرك الشعبي الذي أطاح الرئيس السابق عمر البشير عام 2019، وأثار تفاؤلا كبير.
ومنذ أبريل 2023 اندلعت حرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.
وأدى القتال إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 11 مليون شخص.
ويواجه حوالي 26 مليون شخص انعداما حادا في الأمن الغذائي، وفقا للأمم المتحدة التي دقت ناقوس الخطر مجددا الخميس بشأن الوضع في البلاد التي قد تواجه أخطر أزمة غذائية في التاريخ المعاصر.
وهناك حاجة إلى مساعدات بقيمة 4,2 مليار دولار لتلبية حاجات السودانيين عام 2025، بحسب إيديم ووسورنو رئيسة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
الوسومالسودان القرن الافريقي ماكرون