حذر مسؤول أميركي رفيع في أفريقيا من أن الحرب في السودان قد تتحول إلى صراع إقليمي شامل أو تصبح الدولة فاشلة في غياب اتفاق سلام دائم ومسار يفضي إلى انتقال سياسي نحو حكومة يقودها مدنيون.

وأعرب المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو عن اعتقاده بأن "السيناريو الأسوأ أن يصبح السودان نسخة جامحة من الصومال لمدة 20 أو 25 عاما".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مقال بواشنطن بوست: انتكاسة لمودي وبريق أمل لمسلمي الهندمقال بواشنطن بوست: انتكاسة لمودي وبريق ...list 2 of 2لوبس: الشعبوية واليمين المتطرف يهددان أوروبا من الداخللوبس: الشعبوية واليمين المتطرف يهددان ...end of list

وأضاف بيرييلو في مقابلة أجرتها معه مجلة فورين بوليسي الأميركية أن "السرعة التي يمكن أن يتحول بها هذا (الصراع) من حرب بين طرفين إلى حرب بين 7 أو 8 أطراف تجذب إليها دول الجوار الكبيرة، بل قد يصبح نسخة أخرى أسوأ من الصراع في ليبيا"، وقد عانت كل من الصومال وليبيا من عدم استقرار وصراع مزمنين.

ورسم بيرييلو صورة قاتمة للوضع الحالي للحرب الأهلية في السودان بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، والتي دفعت البلاد إلى حافة الانهيار الإنساني والمجاعة بعد عام من الحرب.

وذكرت المجلة في تقرير لمراسلها للشؤون الدبلوماسية والأمن القومي روبي غرامر أن محللين سودانيين وخبراء أجانب لطالما حذروا من تجاهل العالم الحرب المستعرة في السودان، والتي تطغى عليها الصراعات الدائرة في قطاع غزة وأوكرانيا.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد عيّن في فبراير/شباط الماضي بيرييلو -وهو دبلوماسي سابق وعضو ديمقراطي في الكونغرس– لقيادة جهود الولايات المتحدة لمعالجة الأزمة بالسودان.

ومنذ ذلك الحين حاول بيرييلو إحياء محادثات السلام في مدينة جدة السعودية، لكنه لم ينجح حتى الآن.

وفي هذا الصدد، قال "نحن منخرطون بفاعلية مع جميع الأطراف في محاولة إنهاء هذه الحرب كل يوم"، مضيفا "هناك أيام نشعر فيها بأننا قريبون جدا، وأيام أخرى لا ينتابنا القدر نفسه من الإحساس".

بيرييلو: نحن منخرطون بفاعلية مع جميع الأطراف في محاولة إنهاء هذه الحرب كل يوم، وهناك أيام نشعر فيها بأننا قريبون جدا وأيام أخرى لا ينتابنا القدر نفسه من الإحساس

ووفق المجلة، فإن إمكانية إجراء محادثات سلام مهما كانت بعيدة المنال باتت أكثر إلحاحا في ظل تضييق قوات الدعم السريع الخناق على مدينة الفاشر حاضرة إقليم دارفور الغربي المكتظة بالسكان ومعقل الجيش السوداني.

وتخشى منظمات الإغاثة من أن ترتكب قوات الدعم السريع فظائع واسعة النطاق -بما في ذلك الاغتصاب الجماعي والتعذيب والمجازر- إذا ما سيطرت على المدينة مثلما فعلت في مدن أخرى استولت عليها.

وتفيد المجلة الأميركية في تقريرها بأن بيرييلو لم يخض في تفاصيل موعد انعقاد محادثات السلام في جدة أو إذا ما كانت ستستأنف أصلا، وتنقل عنه أنه يجب استنفاد كل الخيارات، مشددا على الحاجة إلى "اختراق دبلوماسي كبير الآن".

عواقب وخيمة

ويرى الخبراء أن عواقب انهيار السودان وتحوله إلى دولة فاشلة ستكون بعيدة المدى، فقد كان للصراع في ليبيا المجاورة -التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 6 ملايين نسمة والذي لا يقارن مع عددهم في السودان البالغ نحو 50 مليونا- تداعيات واسعة على تدفق المقاتلين المتطرفين والأسلحة إلى أجزاء أخرى من القارة، بما في ذلك منطقة الساحل، وتأثيرات كبيرة على تدفق اللاجئين الذين يحاولون العبور إلى أوروبا.

ويقول كاميرون هدسون الخبير في السياسة الأميركية بأفريقيا في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية "نحن نتحدث عن شيء يفوق حجم الأزمة الليبية بـ10 أضعاف".

ويضيف أن "احتمالات السيطرة على التدفق غير المشروع للمخدرات والأسلحة والمهاجرين والمقاتلين عبر المناطق غير المستقرة في أفريقيا كبيرة، وقد نفقد القدرة على منع كل ذلك إذا انهار السودان".

وقال "هناك عواقب وخيمة لتجاهلنا السودان أو فهمنا الخاطئ له، وهو ما لا يدركه الكثيرون".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات فی السودان

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: شعب جنوب السودان لا يستطيع تحمل عواقب حرب أهلية أخرى

قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك إن الأمين العام يتابع بقلق بالغ الوضع المقلق في جنوب السودان وإن بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان دعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس والتمسك باتفاق السلام المنشَط، وفي مؤتمره الصحفي اليومي ذكر دوجاريك أن البعثة الأممية تنضم إلى شركاء السلام الإقليميين والدوليين الآخرين في الإعراب عن قلقها إزاء وضع رياك مشار النائب الأول لرئيس البلاد قيد الإقامة الجبرية.

وقال دوجاريك: "نحذر من أن هذا الإجراء يدفع البلاد خطوة أخرى نحو حافة الانهيار في حرب أهلية وتفكيك اتفاق السلام".

وأفاد بأن بعثة حفظ السلام تحث مرة أخرى، الرئيس ونائبه الأول على حل المظالم، وإنهاء المواجهة العسكرية، والتمسك باتفاق السلام المنشط، والمضي قدما بالبلاد معا نحو المستقبل السلمي والديمقراطي الذي يستحقه شعبهما.

وأضاف: "سلطنا الضوء يوميا تقريبا على محنة شعب جنوب السودان ومعاناته، وينبغي أن يكون واضحا للجميع أن شعب جنوب السودان لا يستطيع تحمّل عواقب حرب أهلية أخرى".

وذكَّر بأن 9.3 مليون إنسان في جنوب السودان يحتاجون بالفعل إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية، حيث تُبقي الصراعات وتغير المناخ والأزمة الاقتصادية الكثيرين على حافة البقاء على قيد الحياة.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة إنه من الضروري أن يضع قادة البلاد مصلحة الشعب في المقام الأول.  

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يوسع سيطرته على الخرطوم
  • سفير السودان لدى سلطنة عُمان يقدم نسخة من أوراق اعتماده
  • الإدارة الأمريكية تكشف عن أدواتها للتدخل ووقف الصراع المدمر في السودان
  • عقوبات أميركيّة جديدة تستهدف حزب الله
  • أيها الفلسطينيون.. يا أهل غزَّة
  • قاض أميركي يأمر إدارة ترامب بحفظ محادثات فضيحة سيغنال غيت
  • الأمم المتحدة: شعب جنوب السودان لا يستطيع تحمل عواقب حرب أهلية أخرى
  • اعتقال رياك مشار يهدد السلام في جنوب السودان وتحذيرات دولية من تجدد الصراع
  • تجارة الذهب تنشط خلال الصراع الدائر في السودان.. تمر عبر الإمارات
  • في ذكرى اندلاع حرب اليمن: كيف تغيرت جماعة الحوثيين خلال عقد من الصراع؟