وزارة الطاقة تُطلق معجمًا لمصطلحات الطاقة بمختلف مجالاتها بالتعاون مع مَجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
أطلقت وزارة الطاقة بالتعاون مع مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، اليوم، معجمًا لمصطلحات الطاقة يهدف إلى توفير أكثر المصطلحات المتداولة في مختلف مجالات الطاقة، باللغتين العربية والإنجليزية، لجميع المتخصصين والمهتمين بهذا المجال، ولعامة المًطلعين.
وتضمُّ النسخة الأولى من المعجم أكثر من “1500” مصطلحٍ، مصنفة في ثمانية مجالات هي: البترول والغاز، والطاقة الذرية والنووية، والاستدامة، والكهرباء، والطاقة المتجددة، ووحدات القياس، وأسماء الجهات والمبادرات، والاختصارات الشائعة.
وبهذا، يوفر المعجم مصدرًا موثوقًا به لجميع المصطلحات المتداولة في القطاع، ويُيسّر توحيد استخدامها في جميع أشكال المحتوى، كما يعكس ثراء اللغة العربية بالمصطلحات المُستحدثة المختصة بمجالات الطاقة.
ويسهم المعجم في إثراء المحتوى العربي بالمصطلحات اللغوية الشائعة في مجال الطاقة بمختلف أنواعها، كما يعد مرجعاً موثوقاً للباحثين والعاملين في قطاع الطاقة؛ لأبرز المصطلحات الفنية المختصة بمجالات الطاقة المختلفة باللغة العربية، وما يقابلها باللغة الإنجليزية، مدعوماً بمزايا عديدة، منها: سهولة استخدام النسخة الرقمية التفاعلية، والمصدر الموثوق المعتمد، والترتيب الهجائي باللغتين العربية والإنجليزية الذي يشمل جميع مجالات الطاقة.
وقام بإعداد المعجم كفاءات وطنية متخصصة في منظومة الطاقة، وراجعه واعتمده فريق لغوي مختص من مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، الذي يسعى، بمبادراته، وبرامجه، ومشروعاته اللغوية المتنوعة، إلى المحافظة على سلامة وهوية اللغة العربية، ودعمها نطقًا وكتابةً، وتيسير تعليمها وتعلّمها داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، وسيستمر العمل على تطوير المعجم ليواكب المستجدات والمتغيرات والتحولات.
اقرأ أيضاًالمملكةالخريجي يلتقي نائبة وزيرة خارجية السلفادور
وطُبقت، في تطوير المعجم، منهجية تضمنت ست مراحل رئيسة بدأت بحصر المصطلحات الإنجليزية من مصادر عدة متخصصة في قطاع الطاقة، ثم ترجمة المصطلحات إلى اللغة العربية، مع مراعاة أسس الترجمة الصحيحة، وتصنيف المصطلحات بحسب مجالات الطاقة، ومراجعتها فنيًا ولغويًا من قبل خبراء ومختصين في مجالات الطاقة واللغويات ثم ترتيبها ألفبائيًا، وأخيراً توحيد المصطلحات التي يختلف استخدامها من جهة لأخرى، ومن بلد لآخر، حسب ما هو متداول في قطاع الطاقة بالمملكة.
ويأتي إطلاق المعجم في وقت تقود فيه وزارة الطاقة القطاع في المملكة لتحوّل جوهري، وفق رؤية المملكة 2030، تمثل في اتساع نطاق مسؤولياتها، عبر تشكيل منظومة متكاملة للطاقة، تشمل المواد الهيدروكربونية، والطاقات المتجددة والنظيفة، وبرامج لتكامل الكهرباء، ومواجهة التغير المناخي، والاستدامة والابتكار، وكفاءة الطاقة وترشيدها، والاقتصاد الدائري للكربون، والهيدروجين، وصولًا إلى تحقيق أهدافها الإستراتيجية المتمثلة في كفاءة الاستهلاك والتنمية الاقتصادية، والريادة في أسواق الطاقة، وتعظيم المنفعة المالية، وتعزيز المحتوى المحلي، وإدارة الكربون، وأمن وموثوقية الإمدادات.
ويمكن الاطلاع على المعجم من خلال الرابط التالي: https://www.moenergy.gov.sa/ar/Pages/Dictionary.aspx ، كما يمكن البحث فيه من خلال منصة المعاجم الرقمية “سوار”: siwar.
ksaa.gov.sa.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية مجالات الطاقة
إقرأ أيضاً:
معرض الكتاب يناقش مستقبل اللغة العربية
ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، شهدت القاعة الرئيسية ندوة فكرية حملت عنوان "اللغة العربية: رؤية مستقبلية"، حيث اجتمع نخبة من أعضاء مجمع اللغة العربية لمناقشة قضايا اللغة العربية بين الماضي والمستقبل.
شارك في الندوة كل من الدكتور مأمون عبد الحليم، والدكتور محمد فهمي طلبة، والدكتور محمود الربيعي، فيما أدار الحوار الدكتور عبد الحميد مدكور، الأمين العام لمجمع اللغة العربية، الذي استهل اللقاء بتوجيه الشكر إلى الهيئة العامة للكتاب، مشيدًا بأهمية هذا الحدث الثقافي الذي بات يحتل مكانة رفيعة بين معارض الكتاب الدولية.
تحدث مدكور عن اللغة العربية بوصفها لغة ذات خصوصية فريدة، فهي لم تنشأ من رحم لغة أخرى كما هو الحال مع اللغات الأوروبية مثل الفرنسية أو الإيطالية، بل تمتد جذورها عميقًا في التاريخ، حتى ظهرت منذ قرون طويلة بهذه القوة والثراء، متجليةً في الشعر والنثر، ثم ما لبثت أن انتشرت في مختلف أنحاء العالم.
من جانبه، طرح الدكتور محمود الربيعي رؤيته حول مستقبل اللغة العربية، مشيرًا إلى أن التنبؤ بمستقبل اللغات يعتمد على قراءة الحاضر، فكما أن لكل أمة مشروعًا قوميًّا تنطلق منه نهضتها، فإن اللغة يجب أن تكون في صميم هذا المشروع. وأكد أن العربية، مثلها مثل الكائنات الحية، تمر بمراحل من التقدم والتراجع، فلا يمكن أن تظل ثابتة كما هي، ولا أن تعود إلى شكلها القديم بحذافيره، بل ينبغي أن تتطور بما يلبي احتياجات الناطقين بها.
وانتقل الحديث بعد ذلك إلى مستويات اللغة، حيث استعرض الربيعي تصنيف اللغوي السعيد بدوي، الذي قسم العربية إلى عدة مستويات، منها "فصحى التراث"، التي باتت حكرًا على المواعظ الدينية، ولم تعد مستخدمة في الحياة اليومية، ما يجعلها غير مؤهلة لتكون لغة المستقبل. أما "فصحى العصر"، فهي الأقرب إلى الواقع، إذ تمثل تطورًا طبيعيًا لفصحى التراث، مع بعض التعديلات التي تجعلها أكثر سلاسة في الاستخدام. ولتجنب الانحدار نحو العامية، شدد الربيعي على أهمية التمسك بفصحى العصر، ودعمها عبر ثلاث ركائز أساسية: تحسين التعليم القومي، وإلزام وسائل الإعلام باستخدام الفصحى، وتقريب اللغة من الناس من خلال الفنون، كما فعلت أغاني أم كلثوم، التي جعلت العامة ينطقون العربية الفصحى دون شعور بالغربة عنها.
أما الدكتور محمد فهمي طلبة، فقد تناول محورًا بالغ الأهمية، وهو دور الذكاء الاصطناعي في تعليم اللغة العربية، موضحًا كيف أصبحت التقنيات الحديثة جزءًا لا يتجزأ من العملية التعليمية، خاصة مع تزايد أعداد الطلاب وصعوبة التواصل المباشر مع المعلمين. وأكد أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد ترف، بل بات ضرورة فرضها العصر، حيث يسهم في تصحيح الامتحانات إلكترونيًا، وتقييم مستوى الطلاب بدقة، وتطوير برامج تساعد على تعلم النطق الصحيح للعربية وقراءة القرآن بالتجويد، لتؤدي دورًا مشابهًا لدور المعلم الحقيقي. كما أشار إلى التعليم عن بعد، معتبرًا إياه أحد الحلول الذكية التي توفر بيئة تعليمية تفاعلية تحاكي الواقع.
وفي سياق استعراض اللغة العربية عبر العصور، قدم الدكتور مأمون عبد الحليم رؤية متفائلة، معتبرًا أن اللغة العربية اليوم تعيش واحدة من أزهى عصورها في مصر. وألقى نظرة على تاريخ العربية، موضحًا أنها في حقبة ما قبل الإسلام كانت محصورة في الجزيرة العربية، لكنها مع ظهور الإسلام وانتشار الفتوحات أصبحت لغة عالمية، ووصلت إلى الأندلس والبرتغال وجنوب فرنسا، بل إنها كانت لغة الإدارة والعلم في العصر العباسي، حيث دُرست بها الطب والهندسة والكيمياء في جامعات قرطبة، وظل كتاب "القانون" لابن سينا يُدرَّس في فرنسا لمدة 25 عامًا باللغة العربية.
غير أن الحال لم يبقَ على ما هو عليه، فقد شهدت العربية تحديات كبرى مع سقوط الأندلس، وامتداد الحكم العثماني، الذي فرض التركية كلغة رسمية، مما أدى إلى تراجع العربية في كثير من البلاد.
واستمر التدهور حتى القرن العشرين، حين عادت الحركة القومية العربية إلى الواجهة، ورافقها إحياء للغة العربية، حيث نشأت مجامع لغوية ومؤسسات تهتم بصونها وتطويرها، ما أعاد لها بعضًا من مكانتها المفقودة.
في ختام الندوة، أجمع المشاركون على أن اللغة العربية ليست مجرد أداة تواصل، بل هي هوية وثقافة وأساس لأي مشروع قومي نهضوي، مشددين على ضرورة دعمها عبر التعليم، والإعلام، والتكنولوجيا، لضمان بقائها لغة حية قادرة على مواكبة تطورات العصر والاستمرار في أداء دورها الحضاري.