د. حامد عمر
hamidomer122@gmail.com
◦ اكتب هذه الخاطرة عن احد الشخصيات الوطنية القومية المرموقة التي تعدت شهرته الوطن الي رحاب العالم في مجال الطب خاصة في تخصص الجهاز الهضمي حيث اختير ضمن احسن عشرة اطباء جهاز هضمي في العالم في عام ٢٠٠٩ ، ورئيساً للجمعية العربية للجهاز الهضمي، وهو أحد علماء السودان وعملته القومية المبرئة للذمة في المحافل الدولية، بالطبع اعني هنا البروفيسور سليمان صالح فضيل .
◦ بالرغم ان بروف سليمان صالح فضيل ليس له انتماء سياسي إلا انه شخصية وطنيه مطبوع بهموم الوطن ويحظي باحترام السياسين باختلاف مشاربهم ، و من إسهاماته في شأن الوطن يشهد له مع المرحوم محجوب محمد صالح و أسامة داود وآخرين ، تحركهم الدؤوب عبر ما عرف بلجنة ( محجوب محمد صالح و أسامة داود وسليمان فضيل ) ، هي لجنة وطنية قومية ( ليست قبلية ) وقد سعت حثيثاً لردم هوة الخلاف بين العسكر والقوي المدنية ابان ثورة ٢٠١٩ . وهنا ايضا لابد من ذكر الدور البارز والعمل الاخلاقي و الإنساني الجليل الذي قام به مستشفي فضيل في علاج الجرحي والمصابين ابان ثورة ٢٠١٩ مجاناً..
◦ ربما لا تسع هذه الخاطرة للإحاطة بكل أعمال وصفات بروف صالح في مجال الحقل الطبي و العمل الوطني والإنساني والاجتماعي والخيري ، فهنالك من هم ادري مني بذلك خاصة من زملائه الاطباء ، ولكن بكل اسف (ربما قلة) منهم من لا يعجبه هذا العمل ومنكراً لشخصية بروف سليمان القومية ودوره الوطني ، ومن يريد ان يٌقعدَ ويحصر بروف سليمان في اطار القبيلة الضيق للنيل منه، مع العلم بانهم يعرفون ان ذلك امر تجاوزه بروف سليمان ولم يعرف عنه انتماء قبلي منذ ايام الدراسة وتجاوز ذلك الي رحاب الوطن الواسع والفضاء العالمي.
✓ لا اشك ان بروف سليمان صالح شخص بار جداً باهله ووفيّ لاسرته وأبناءه واخوته ، يبادلهم ويبادلونه حباً بحب ووفاء بوفاء ، ولكن لكل منهم شخصيته وحر في اتخاذ قرارته وانتمائه السياسي ان اراد ، لانهم نالوا من التاهيل ورجاحة العقل الذي يمكنهم من اتخاذ قراراتهم دون ثأثير بروف سليمان في ذلك. فالدكتور تجاني صالح فضيل مثلا ، يحمل درجة الدكتوراة في اللغة الفرنسية واستاذ جامعي ثم سفيراً ووزيرا ، تقلد كل تلك المناصب بتاهيله الأكاديمي المرموق و لا لكونه فقط شقيق بروف سليمان او بتزكية منه ..اما عصام ، حسب علمي ، فهو في المقام الاول ضابط تخرج من الكلية الحربية وتدرج في القوات المسلحة السودانية الي رتبة العميد ثم احيل للتقاعد، ليس لعدم تاهيل او كفاءة عسكرية ، فالرجل يشهد له بالكفاءة والانضباط العسكري المهني ، ولكن احيل الي التقاعد لاسباب معلومة للجميع ، وحينما التحق بالدعم السريع فذاك قراره اتخذه وحده ، وليس للبروف سليمان او الاسرة شأن او تاثير عليعصام في اتخاذ قراره وانضمامه للدعم السريع ( ومثله كثر من الضباط المتقاعدين ) وبالتالي لا تملك اسرته او بروف سليمان الحق في ان يقرروا استمرار عصام في الدعم السريع او الخروج منه . ..فما لكم كيف تحكمون ..
◦ اما ان جاز الحديث عن الضرر الذي لحق بعيادات الاطباء وكما تباكي و تقيّا احد الحاقدين بذلك ، الا يعلم او يري هذا ومن معه الدمار الذي لحق بمستشفى فضيل وكذلك مستودع المعدات والأجهزة الطبية بجبرة الذي تم نهبه تماما ونقلت معداته واجهزته بالشاحنات ، وكذلك نهبت حوالي عشرين عربة تخص المستشفي و بروف سليمان وأسرته ، علاوة علي نهب منزله ومنزل شقيقه الدكتور تجاني. تلك خسارة واضرار قيمتها المادية لا يدركها هؤلاء، قطعاُ لو مِْنيّ احدهم ( لا قدر الله) بمثل ما مّني به د. سليمان ، لنالهم خطل و مس في عقولهم ، ولكن بروف سليمان وأسرته ظلت هاماتهم عاليه، و بخلقهم النبيل المعهود ، راضين بما قسمه الله . واخيراً تبقي الشخصيات الوطنية المتزنة التي ليس لها انتماء سياسي صريح والمتجردة من الانتماء القبلي مثل بروف سليمان صالح فضيل هم الأجدر والأنسب للسعي في التوسط بين الفرقاء لتضميد جراحات الوطن ،
احسن عشرة اطباء جهاز هضمي في العالم ٢٠٠٩ ضمن (الاول من اليمين ) بروف سليمان صالح فضيل
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
ولكن من الذى كتب مخطوطة «الأسد والغواص»؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بعد أن قرأت رواية "الغواص" للدكتورة ريم بسيوني كان التساؤل الذى يدور بينى وبين نفسى هو لماذا اختارت هذه الروائية الإمام الغزالي لتكتب قصة حياته بكل تفاصيلها وظلت فترة الإجابة غير كافية لكنني اقتنعت أخيرا بأنها لم تختار الإمام الغزالي لتكتب رواية الغواص ولكنه هو الذى جذبها بقوة إليه وهذا ما صرحت به الروائية فى حوارات كثيرة عندما دار تساؤل حول خلفية كتابتها لهذه الرواية فكانت تحكى قصة حقيقية حدثت لها وهى أنها عندما كان عمرها ثمانية عشر عاما وكانت وقتئذ طالبة فى القسم الأدبى بالمرحلة الثانوية درست فى مادة الفلسفة رحلة الإمام من الشك لليقين فأعجبتها رحلته جدا فقررت بعدها أن تقرأ كتابه "المنقذ من الضلال" وقالت إنها فى هذا العمر الصغير توهمت أنها فهمت كل مافيه تماما وبكل ثقة اعتقدت أيضا أنها عرفت سيرته الذاتية والعقلية والروحية من هذه القراءة الأولى لكنها أضافت قى نفس حوارها أنها بعد عشرة أعوام تالية على هذه القراءة قررت أن تعيد قراءتها لهذا الكتاب مرة ثانية فاكتشفت أنها لم تفهم مسيرته الفكرية والروحية كما تصورت وتأكدت أن رؤيتها كانت قاصره فاضطرت أن يكون التأنى هو منهجها حتى تفهم سياحته الداخلية في أعماق نفسه، والتى أراد منها أن يبين كيف انتهى إلى ما انتهى إليه فى كتابه المنقذ من الضلال بعد معاناة شاقة في آفاق التفكير والبحث عن المعرفة اليقينية.. ثم ذكرت أنها بعد عشرة أعوام أخرى عندما أعادت قراءة هذا الكتاب مرة ثالثة اكتشفت للأسف أنها أيضا لم تفهم مراد هذه الشخصية ذات العمق الفكري والفلسفى والصوفي فقررت أن تقرأه بتمهل وعناية لكى تفهم مقصده من هذا الكتاب.
الأجمل انها عندما قررت أن تكتب الرواية عن هذا الإمام العبقري قرأت هذا الكتاب مرة رابعة ضمن قراءتها لكل مؤلفاته فاكتشفت انها كانت يجب ان تفهم كتاب المنقذ من الضلال بشكل اعمق فاضطرت أن تدرس كل كلمة يقولها فى هذا الكتاب وتبحث فى مؤلفاته الأخرى لتفهم مراده!.
ومن أجمل ما قالته انك اذا أعدت قراءة اى كتاب للإمام الغزالي تكتشف أن به فكرة ورؤية جديدة.لكن الأغرب هو أنها أيضا انجذبت بشدة لرفيقة دربه بقوة أكثر من انجذابها للإمام الغزالي وكتبت تفاصيل لقاء الفتاة الجميلة ثريا لتصبح شريكة رحلته الطويلة وزوجته بأسلوب سلسل وجميل بل وأرجعت كتابة المخطوطة المصورة التى تم تداولها بعنوان "الأسد والغواص"والتى لم يكن يعرف أحد شيئا عمن كتبها الا بعد أن كتب عالم أجنبي كتابًا عن فلسفة أبي حامد الغزالي وقال فيه أن بطل مخطوطة الأسد والغواص يحاكي الغزالي في شخصيته ومصيره وبذكاء الكاتبة توقعت ان كاتبة هذه المخطوطة زوجته ثريا ولم توضح رأيها هذا الا فى نهايه الرواية بقولها:
" وصلت لنا مخطوطة من حكاية الأسد والغواص دون ذكر اسم المؤلف، ولكن كلمات الغزالي وأفكاره وسيرته كانت تصاحب من ألفها كأنه أقرب إليه من أي إنسان" وهى تقصد زوجته كما صرحت هى فى أحاديثها.
أكتفي بهذه الأجزاء من القراءة فى رواية الغواص.