سودانايل:
2024-11-16@15:47:05 GMT

بروف سليمان صالح فضيل الذي اعرفه

تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT

د. حامد عمر
hamidomer122@gmail.com
◦ اكتب هذه الخاطرة عن احد الشخصيات الوطنية القومية المرموقة التي تعدت شهرته الوطن الي رحاب العالم في مجال الطب خاصة في تخصص الجهاز الهضمي حيث اختير ضمن احسن عشرة اطباء جهاز هضمي في العالم في عام ٢٠٠٩ ، ورئيساً للجمعية العربية للجهاز الهضمي، وهو أحد علماء السودان وعملته القومية المبرئة للذمة في المحافل الدولية، بالطبع اعني هنا البروفيسور سليمان صالح فضيل .

.اكتب هذه الخاطرة ليس تلميعا او دفاعا عنه و لكن أنصافاً له ، لان الرجل منذ ان عرفته لأكثر من خمسة عقود ، لا يحب الأضواء ويعمل في صمت وبتجرد ونكرانا للذات وبمهنية عالية في مجاله، و يشهد له زملاؤه الاطباء بذلك و المرضي علي نطاق الوطن والدول الأفريقية والعربية المجاورة. .. ان آثر بروف سليمان عدم الحديث عن نفسه صراحةً ، إلا ان أعماله ومهنيته تتحدث عنه ، فدونكم ذلك الصرح الطبي الشامخ ، مفخرة العلاج في السودان ، مستشفى فضيل ، الذي شيده بروف سليمان من جهده و سهره المضني في عيادته وعصاميته و طموحه ورؤيته الثاقبة ، حتي تحقق له ما اراد وبني ذلك الصرح في مطلع عام ٢٠٠٣ و رفده باحدث المعدات والأجهزة الطبية و بالاطباء المتميزين فاصبح مستشفى فضيل موئلا للعلاج ويتدرب فيه الاطباء طلاب الدراسات الطبية العليا في السودان..وفي صمت تام من غير دعاية إعلامية انشا بروف سليمان فضيل وحدةً للمناظير و اخري للعناية المركزة ملحق بها مصنعاً للأوكسجين بمستشفى الفاشر من حر ماله وظل يدعمهما حتي قيام الحرب في ١٥ أبريل ٢٠٢٣ ، كما شيد بروف سليمان من حر ماله ايضاً مركزاً صحياً و مدرسة ثانوية في قري ليست في مناطق اهله او قبيلته. وفي اطار دعمه للتعليم و مساعدته للطلاب فقد استأجر( ومن حر ماله) مساكن للطلاب الذين يدرسون بالجامعات في ولاية الخرطوم، وانا شاهد علي ذلك اذ ساقتني الصدفة ان اقف علي احد هذه المساكن التي استأجرها بروف سليمان في مدينة الفتيحاب بام درمان .هذا غيض من فيض..مهنية بروف سليمان والتزامه الصارم في عمله و استقبال المرضي في عيادته و تعامله الأنساني وإدارته لشؤون المستشفى ، كل ذلك لم يحد من تميزه الأكاديمي ومواكبته للجديد في المجال الطبي ، وكتابة ونشر البحوث العلمية ، إذ له عدة بحوث متميزة ربما فاقت السبعين بحثاً منشورةً كلها في دوريات ومجلات علمية محكمة عالمياً، كما انه ظل مشاركاً بارزاً في معظم المحافل العلمية الدولية.
◦ بالرغم ان بروف سليمان صالح فضيل ليس له انتماء سياسي إلا انه شخصية وطنيه مطبوع بهموم الوطن ويحظي باحترام السياسين باختلاف مشاربهم ، و من إسهاماته في شأن الوطن يشهد له مع المرحوم محجوب محمد صالح و أسامة داود وآخرين ، تحركهم الدؤوب عبر ما عرف بلجنة ( محجوب محمد صالح و أسامة داود وسليمان فضيل ) ، هي لجنة وطنية قومية ( ليست قبلية ) وقد سعت حثيثاً لردم هوة الخلاف بين العسكر والقوي المدنية ابان ثورة ٢٠١٩ . وهنا ايضا لابد من ذكر الدور البارز والعمل الاخلاقي و الإنساني الجليل الذي قام به مستشفي فضيل في علاج الجرحي والمصابين ابان ثورة ٢٠١٩ مجاناً..
◦ ربما لا تسع هذه الخاطرة للإحاطة بكل أعمال وصفات بروف صالح في مجال الحقل الطبي و العمل الوطني والإنساني والاجتماعي والخيري ، فهنالك من هم ادري مني بذلك خاصة من زملائه الاطباء ، ولكن بكل اسف (ربما قلة) منهم من لا يعجبه هذا العمل ومنكراً لشخصية بروف سليمان القومية ودوره الوطني ، ومن يريد ان يٌقعدَ ويحصر بروف سليمان في اطار القبيلة الضيق للنيل منه، مع العلم بانهم يعرفون ان ذلك امر تجاوزه بروف سليمان ولم يعرف عنه انتماء قبلي منذ ايام الدراسة وتجاوز ذلك الي رحاب الوطن الواسع والفضاء العالمي.
✓ لا اشك ان بروف سليمان صالح شخص بار جداً باهله ووفيّ لاسرته وأبناءه واخوته ، يبادلهم ويبادلونه حباً بحب ووفاء بوفاء ، ولكن لكل منهم شخصيته وحر في اتخاذ قرارته وانتمائه السياسي ان اراد ، لانهم نالوا من التاهيل ورجاحة العقل الذي يمكنهم من اتخاذ قراراتهم دون ثأثير بروف سليمان في ذلك. فالدكتور تجاني صالح فضيل مثلا ، يحمل درجة الدكتوراة في اللغة الفرنسية واستاذ جامعي ثم سفيراً ووزيرا ، تقلد كل تلك المناصب بتاهيله الأكاديمي المرموق و لا لكونه فقط شقيق بروف سليمان او بتزكية منه ..اما عصام ، حسب علمي ، فهو في المقام الاول ضابط تخرج من الكلية الحربية وتدرج في القوات المسلحة السودانية الي رتبة العميد ثم احيل للتقاعد، ليس لعدم تاهيل او كفاءة عسكرية ، فالرجل يشهد له بالكفاءة والانضباط العسكري المهني ، ولكن احيل الي التقاعد لاسباب معلومة للجميع ، وحينما التحق بالدعم السريع فذاك قراره اتخذه وحده ، وليس للبروف سليمان او الاسرة شأن او تاثير عليعصام في اتخاذ قراره وانضمامه للدعم السريع ( ومثله كثر من الضباط المتقاعدين ) وبالتالي لا تملك اسرته او بروف سليمان الحق في ان يقرروا استمرار عصام في الدعم السريع او الخروج منه . ..فما لكم كيف تحكمون ..
◦ اما ان جاز الحديث عن الضرر الذي لحق بعيادات الاطباء وكما تباكي و تقيّا احد الحاقدين بذلك ، الا يعلم او يري هذا ومن معه الدمار الذي لحق بمستشفى فضيل وكذلك مستودع المعدات والأجهزة الطبية بجبرة الذي تم نهبه تماما ونقلت معداته واجهزته بالشاحنات ، وكذلك نهبت حوالي عشرين عربة تخص المستشفي و بروف سليمان وأسرته ، علاوة علي نهب منزله ومنزل شقيقه الدكتور تجاني. تلك خسارة واضرار قيمتها المادية لا يدركها هؤلاء، قطعاُ لو مِْنيّ احدهم ( لا قدر الله) بمثل ما مّني به د. سليمان ، لنالهم خطل و مس في عقولهم ، ولكن بروف سليمان وأسرته ظلت هاماتهم عاليه، و بخلقهم النبيل المعهود ، راضين بما قسمه الله . واخيراً تبقي الشخصيات الوطنية المتزنة التي ليس لها انتماء سياسي صريح والمتجردة من الانتماء القبلي مثل بروف سليمان صالح فضيل هم الأجدر والأنسب للسعي في التوسط بين الفرقاء لتضميد جراحات الوطن ،

احسن عشرة اطباء جهاز هضمي في العالم ٢٠٠٩ ضمن (الاول من اليمين ) بروف سليمان صالح فضيل

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

سليمان: الدول لم تمنع تسليح الجيش بل الداخل حال دون فرض سيادته

قال الرئيس العماد ميشال سليمان في تصريح له اليوم إن "سلاح الجيش الأقوى يبقى هو شرعية المؤسسة العسكرية القانونية، الوطنية، العربية والدولية، وهو أقوى وأفْعَل من الصواريخ البركانية والزلزالية. أتيحت فرصًا عديدة لتسليح الجيش ونذكر آخرها بين عامي 2013 و 2015 التي حالت دون تحقيقها سياسات الخارج ومصالحه فأجهضتها على أيدي الداخل".

اضاف: "أقرت المملكة العربية السعودية أواخر العام 2013 هبة لتسليح الجيش اللبناني بقيمة 3 مليارات دولار،  بأسلحة فرنسية جديدة، والهبة غير مشروطة لا يُقيّدها أي مطلب من أي نوع كان. وُقّعت العقود بين المملكة وفرنسا وما كان على الجيش الا انتظار استلام الأسلحة التي اختارها دون حظر لأي نوع منها وهذا كان ما حرصت شخصياً على وضعه كشرط وشدّدت عليه، بالتنسيق مع المملكة، في محادثاتي مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وقبل إعلان المملكة الرسمي عن الهبة والسير بالعقود".

وتابع: "للأسف نجح الداخل اللبناني في دفع المملكة إلى إلغاء هذه الهبة في شباط 2016 عندما صار الفراغ الرئاسي سيّد الموقف، وعندما أطلقت  الإتهامات للمملكة وجرى تخوينها  والتشكيك بمواقفها ومناصرة أعدائها! إضافة إلى رفض اعلان بعبدا الذي أيّدته المملكة ومعظم الدول وتبناه مجلس الامن".

واردف: "أقرّت المملكة أيضًا هبة أخرى للقوى الامنية بقيمة مليار دولار نقدًا وغالبيتها للجيش اللبناني في الرابع من آب عام 2014 لشراء الذخائر وحاجات القوى العسكرية الملحّة والضرورية للتصدي لداعش واقتلاعها. حصل ذلك عندما دخلت مجموعات داعشية في 2 آب 2014 في فترة الفراغ الرئاسي إلى جرود عرسال وخطفت وقتلت عسكريين. وقد مُنحت هذه الهبة بناءً لطلبي من عاهل المملكة العربية السعودية خلال مكالمته لي مستفسرًا عما حصل في لبنان. لم أكن في حينه رئيسًا" ورغم ذلك طلبت منه مساعدة الجيش لتلبية حاجاته الفورية، وقد انفق جزء من هذه الهبة ولكن ومع الأسف ألغي المبلغ المتبقي منها بما قيمته  600 مليون دولار في شباط 2016 لنفس الأسباب المدرجة في الفقرة الأولى وفي نفس القرار".

اضاف: "وقّعتُ عام 2013 مشروع قانون برنامج  لمدة خمس سنوات لتسليح وتجهيز الجيش ضمن اعتماد مليار و 600 مليون دولار في حينه حيث اقره المجلس النيابي عام 2015 بعد أن خُفّضَ المبلغ الى  حوالي 900 مليون دولار في حينه. لا ادري كم صُرف منه وكم تراجعت قيمة صرفه بعد انهيار العملة الوطنية".

وختم: "خلاصة القول، لم تمنع الدول تسليح الجيش لا بل عمل الداخل على الحؤول دون فرض سيادة الجيش على كامل الاراضي اللبنانية بحجة أن ليس لديه أسلحة كافية للدفاع عن لبنان، في حين كان الحل السهل والسريع يكمن في تسليم صواريخ فصائل المقاومة بكافة تلاوينها للجيش بعد ايار عام 2000. لذلك عندما يقرر جميع اللبنانيين بضرورة حصر السلاح بيد السلطة الشرعية وحدها دون سواها، فالسلاح سيأتي دون إبطاء ومن غير  تحفظات".

 

مقالات مشابهة

  • أفضل أنواع المانجو في الشتاء.. أحدها صالح للتخزين والعصير
  • فضيل الأمين: التصويت بالانتخابات البلدية واجب وطني لتحقيق مشاركة شعبية فاعلة
  • سليمان: الدول لم تمنع تسليح الجيش بل الداخل حال دون فرض سيادته
  • أحمد سليمان: كثرة الشائعات تزيد الزمالك قوة
  • أحمد سليمان: ملف زيزو على رأس الأولويات
  • سليمان رحو مدربا جديدا لترجي مستغانم
  • جوميز يقرر تأجيل مناقشة صفقات الزمالك الشتوية.. ولكن باستثناء وحيد
  • كريستيانو رونالدو يكشف جانبًا خفيًا من شخصيته: أحب المزاح ولكن باعتدال.. فيديو
  • نذرت بأن أصوم يومًا محددًا ولكن لم استطع فماذا يلزمني؟.. الشيخ “سعد الشثري” يوضح
  • أحمد عز "دخولي التمثيل اعتمد على الشكل ولكن الشكل لن يدوم"