زهير عثمان حمد

في ظل التحديات العميقة التي تواجه السودان اليوم، يبرز الحاجة الماسة إلى نهج جديد يجمع بين القيم الديمقراطية، والمشاركة المجتمعية، والإرادة الوطنية. وأقول هنا لحث العامة والمثقفين على توحيد الجهود من أجل إنبثاق قوة جديدة، قادرة على قيادة السودان نحو السلام الدائم والوحدة الوطنية.
تشخيص الواقع الراهن: الخطوة الأولى نحو التغيير تبدأ بفهم عميق لمشاكلنا الحالية.

من الفساد المستشري إلى البطالة المتفشية، والجريمة، وسوء الخدمات الأساسية، نحتاج إلى جمع البيانات وتحليل الوضع بدقة لتحديد أولوياتنا الوطنية.
رؤية وطنية شاملة: يجب أن نضع رؤية موحدة تستند إلى العدالة والسلام والتنمية المستدامة. هذه الرؤية ستوجه جهودنا نحو أهداف قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل، وتسهم في توحيد الصفوف حول مستقبل مشرق للسودان.
إشراك القوى المدنية: لا يمكن تحقيق التغيير بدون إشراك كافة القوى المدنية. يتعين علينا تشكيل ائتلاف يضم منظمات المجتمع المدني، والنقابات، والجمعيات الأهلية، والأحزاب السياسية، والشباب، والنساء، والمجموعات المهمشة. تنظيم مؤتمرات وورش عمل يمكن أن يكون منصة للنقاش المثمر وتبادل الأفكار.
إطار شامل للحوار الوطني: لضمان مشاركة الجميع في عملية السلام، يجب إنشاء منصة شاملة للحوار الوطني. تحديد جدول أعمال واضح يشمل القضايا الأساسية، مثل الإصلاح السياسي والتنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية، سيكون خطوة مهمة نحو تحقيق التوافق الوطني.

بناء الثقة بين مكونات المجتمع: التواصل الشفاف والمستمر مع المجتمع هو أساس بناء الثقة. تبني برامج للمصالحة الوطنية سيساهم في معالجة الجروح القديمة وبناء جسور جديدة بين مختلف مكونات المجتمع السوداني.
إصلاحات مؤسسية لتعزيز الديمقراطية: يتعين علينا إصلاح النظام القضائي لضمان استقلاليته وتعزيز سيادة القانون. تقوية المؤسسات الديمقراطية سيسهم في ضمان حكم القانون والمشاركة الشعبية، مما يعزز من استقرار النظام السياسي.
تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية: مكافحة الفساد ووضع سياسات اقتصادية تركز على خلق فرص عمل وتحسين الظروف المعيشية هي خطوات حاسمة. تحسين الخدمات الأساسية مثل التعليم، والصحة، والكهرباء، والمياه بشكل كافٍ وعادل سيعود بالفائدة على الجميع.

رصد وتقييم التقدم: وضع مؤشرات لقياس التقدم نحو تحقيق الأهداف المحددة وإجراء تقييمات دورية للتأكد من السير في الطريق الصحيح هو أمر ضروري. هذا النهج سيمكننا من تعديل استراتيجياتنا حسب الحاجة والاستفادة من الدروس المستفادة.
الشراكات الدولية لدعم جهود السلام: إقامة شراكات مع المنظمات الدولية والحكومات الصديقة لدعم جهود السلام والتنمية في السودان هو خطوة استراتيجية. استقطاب الدعم الفني والمالي سيعزز من قدراتنا المحلية ويمكننا من تحقيق أهدافنا.

التوعية والتثقيف المستمر: تنظيم حملات توعية لزيادة الوعي بأهمية الحوار الوطني والسلام هو أمر جوهري. تنفيذ برامج تثقيف مدني لتعزيز قيم المواطنة والديمقراطية والسلام سيساهم في بناء مجتمع واعٍ ومسؤول.
في ظل التحديات العميقة التي تواجه السودان اليوم، نحتاج إلى نهج جديد يجمع بين القيم الديمقراطية، والمشاركة المجتمعية، والإرادة الوطنية. يأتي هذا المقال ليحث العامة والمثقفين على توحيد الجهود من أجل إنبثاق قوة جديدة، قادرة على قيادة السودان نحو السلام الدائم والوحدة الوطنية.

تشخيص الواقع الراهن , الخطوة الأولى نحو التغيير تبدأ بفهم عميق لمشاكلنا الحالية. يجب أن نقوم بتحليل دقيق للتحديات التي نواجهها، مثل الفساد المستشري، والبطالة المتفشية، وسوء الخدمات الأساسية. من خلال جمع البيانات وتحليل الوضع، يمكننا تحديد أولوياتنا الوطنية والعمل على حل هذه المشكلات.
والشباب، والنساء، والمجموعات المهمشة. من خلال تنظيم مؤتمرات وورش عمل، يمكننا خلق منصات للنقاش المثمر وتبادل الأفكار، مما يسهم في بناء توافق وطني قوي.

إطار شامل للحوار الوطني , لضمان مشاركة الجميع في عملية السلام، يجب إنشاء منصة شاملة للحوار الوطني. يجب تحديد جدول أعمال واضح يشمل القضايا الأساسية، مثل الإصلاح السياسي، والتنمية الاقتصادية، والعدالة الاجتماعية. هذا الحوار يجب أن يكون مفتوحًا للجميع ويسعى إلى تحقيق التوافق الوطني.
. بناء الثقة بين مكونات المجتمع , التواصل الشفاف والمستمر مع المجتمع هو أساس بناء الثقة. تبني برامج للمصالحة الوطنية سيساهم في معالجة الجروح القديمة وبناء جسور جديدة بين مختلف مكونات المجتمع السوداني. يجب أن تكون هذه البرامج شاملة وتعزز قيم التسامح والتعايش السلمي.
. إصلاحات مؤسسية لتعزيز الديمقراطية , يتعين علينا إصلاح النظام القضائي لضمان استقلاليته وتعزيز سيادة القانون. تقوية المؤسسات الديمقراطية سيسهم في ضمان حكم القانون والمشاركة الشعبية، مما يعزز من استقرار النظام السياسي ويعطي المواطنين الثقة في مؤسساتهم.
. تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية , مكافحة الفساد ووضع سياسات اقتصادية تركز على خلق فرص عمل وتحسين الظروف المعيشية هي خطوات حاسمة. يجب تحسين الخدمات الأساسية مثل التعليم، والصحة، والكهرباء، والمياه بشكل كافٍ وعادل لضمان رفاهية جميع المواطنين.

. رصد وتقييم التقدم وضع مؤشرات لقياس التقدم نحو تحقيق الأهداف المحددة وإجراء تقييمات دورية للتأكد من السير في الطريق الصحيح هو أمر ضروري. هذا النهج سيمكننا من تعديل استراتيجياتنا حسب الحاجة والاستفادة من الدروس المستفادة لضمان تحقيق التغيير المطلوب.
الشراكات الدولية لدعم جهود السلام , إقامة شراكات مع المنظمات الدولية والحكومات الصديقة لدعم جهود السلام والتنمية في السودان هو خطوة استراتيجية. استقطاب الدعم الفني والمالي سيعزز من قدراتنا المحلية ويمكننا من تحقيق أهدافنا. يجب أن تكون هذه الشراكات مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

. التوعية والتثقيف المستمرتنظيم حملات توعية لزيادة الوعي بأهمية الحوار الوطني والسلام هو أمر جوهري. تنفيذ برامج تثقيف مدني لتعزيز قيم المواطنة والديمقراطية والسلام سيساهم في بناء مجتمع واعٍ ومسؤول. يجب أن تركز هذه البرامج على إشراك الشباب والنساء لضمان مشاركة جميع شرائح المجتمع في بناء المستقبل.
و يتعين علينا جميعاً، كمواطنين ومثقفين، أن نعمل معاً لإحياء قوة جديدة تنبثق من عمق المجتمع السوداني. هذه القوة هي التي ستقودنا نحو السلام الدائم والوحدة الوطنية. لنقف معاً من أجل سودان أفضل، سودان يسوده السلام، العدل، والتنمية المستدامة.
إن توحيد جهودنا وإيماننا بقدرتنا على تحقيق التغيير هو المفتاح لبناء مستقبل مشرق لأجيالنا القادمة. لنعمل يداً بيد نحو تحقيق هذه الأهداف النبيلة وخلق سودان جديد يسوده الاستقرار والازدهار.
رؤية وطنية شاملة , يجب أن نضع رؤية موحدة تستند إلى العدالة والسلام والتنمية المستدامة. يجب أن تكون هذه الرؤية مستدامة على المدى البعيد وتشمل أهدافًا قصيرة ومتوسطة الأجل. يمكن أن تكون هذه الرؤية هدفًا مشتركًا يجمع بين جميع شرائح المجتمع السوداني.
إشراك القوى المدنية , و لا يمكن تحقيق التغيير بدون إشراك كافة القوى المدنية. يجب أن نعمل على تشكيل ائتلاف يضم منظمات المجتمع المدني، والنقابات، والجمعيات الأهلية، والأحزاب السياسية، إنّ تحقيق هذه الأهداف يتطلب التزاماً قوياً من جميع أفراد المجتمع السوداني , بالتعاون والعمل الجاد، يمكننا بناء دولة قوية ومزدهرة تسودها العدالة والسلام والتنمية المستدامة لجميع الأجيال القادمة.

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: والتنمیة المستدامة المجتمع السودانی الخدمات الأساسیة لدعم جهود السلام السلام والتنمیة والوحدة الوطنیة مکونات المجتمع للحوار الوطنی تحقیق التغییر القوى المدنیة یتعین علینا أن تکون هذه بناء الثقة نحو تحقیق سیساهم فی فی بناء هو أمر یجب أن

إقرأ أيضاً:

نسرين البغدادي: تمكين المرأة ضرورة لتحقيق السلم المجتمعي ومواجهة التطرف

أكدت الدكتورة نسرين البغدادي نائبة رئيسة المجلس القومي للمرأة ، أهمية تسليط الضوء على قضايا المرأة في مجالات السلام والأمن من منظور إفريقي، مشددة على ضرورة توحيد الجهود الإقليمية لضمان تمكين المرأة في مواقع اتخاذ القرار.


جاء ذلك خلال مشاركتها في ورشة العمل التحضيرية التي نظمها مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام (CCCPA) تحت عنوان "المرأة كركيزة أساسية في الوقاية من النزاعات وبناء السلام المستدام"، بالتعاون مع حكومة نيوزيلندا، واستمرت على مدار يومين.


وأشارت نسرين البغدادي إلى أن العالم يشهد تحولات سريعة ومتلاحقة تنعكس بصورة مباشرة على أوضاعه الداخلية وعلاقاته الإقليمية والدولية، مؤكدة أن المرأة والطفل هما الأكثر تأثرًا بهذه التغيرات. 


وأوضحت أن أهداف التنمية المستدامة في معظمها تدعو إلى مشاركة المرأة في مختلف المجالات، باعتبارها ركيزة أساسية في دفع المجتمع نحو التنمية الشاملة.


وأضافت أن المجلس القومي للمرأة تعاون مع مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني لتطوير خطة تهدف إلى رفع وعي المرأة بأهمية دورها في السلم والأمن المجتمعي، بما يسهم في تعزيز جهود صنع السلام المجتمعي. ولفتت إلى أن المجلس أطلق في فبراير الماضي مبادرة وطنية تحت عنوان "معًا بالوعي نحميها" لتعزيز الأجندة الوطنية لتمكين المرأة.


واستعرضت نائبة رئيسة المجلس اختصاصات المجلس ومحاور الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030، والتي تعد أول استراتيجية من نوعها بشهادة الأمم المتحدة.


وأكدت أهمية الإجراءات التي يتخذها المجلس لتحويل النساء المعرضات للعنف إلى الجهات المختصة لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي والصحي والاقتصادي لهن.


وفي هذا السياق، تطرقت البغدادي إلى مبادرة "المرأة المصرية صانعة السلام.. معًا ضد التطرف والإرهاب" التي أطلقها المجلس عام 2017 بمناسبة اليوم العالمي للسلام، بمشاركة نحو 25 منظمة من منظمات المجتمع المدني. 


وأشارت إلى أن المبادرة استندت إلى المادة 237 من الدستور المصري، التي تنص على التزام الدولة بمواجهة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله، إضافة إلى التزامات المواثيق الدولية الداعية إلى إشراك المرأة في تطوير المقاربات الوقائية ضد التطرف والإرهاب.


وأكدت نائبة رئيسة المجلس الدور المحوري الذي تلعبه المرأة المصرية في مكافحة الإرهاب والتطرف، وفي توحيد صفوف القوى الوطنية، مشيرة إلى أن الإرهاب لا ينتمي إلى دين أو جنسية أو حضارة بعينها ، وأنه يشكل أحد أكبر التحديات التي تواجه تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ولفتت إلى أهمية ضمان وجود مزيد من القيادات النسائية في كافة مستويات صنع القرار، لا سيما في مجالات السلم والأمن ومحاربة الفكر المتطرف.


كما شددت على ضرورة تشجيع المرأة على تربية أجيال تتبنى قيم السلم والتسامح وقبول الآخر، وتعزيز ثقافة المواطنة والمساواة بين الجنسين، داعية إلى مراجعة وتطوير المناهج التعليمية الرسمية لترسيخ هذه القيم، إلى جانب تشجيع المرأة على استخدام التكنولوجيا بطرق تسهم في تعزيز ثقافة السلم والتسامح ومكافحة التطرف.


واختتمت نسرين البغدادي كلمتها بالتأكيد على محورية دور الإعلام في نشر الوعي وتسليط الضوء على دور المرأة في المجتمع، وكذلك أهمية تطوير المنظومة الثقافية وتوظيف الفنون والإبداع كوسائل فعّالة للارتقاء بالفكر والثقافة، والمساهمة في التصدي للتطرف والعنف.


يأتي انعقاد هذه الورشة تزامنا مع النسخة الخامسة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين، الذي يسعى إلى إحياء أجندة المرأة والسلام والأمن، والبناء على ما تحقق خلال 25 عاما من العمل في هذا المجال على الصعيدين الإفريقي والدولي.

مقالات مشابهة

  • جامعة قناة السويس تنظم برنامجًا تدريبيًا لتعزيز بناء الإنسان وشخصيته المتكاملة بكلية التجارة
  • التعليم العالي: التحديات الوطنية وتأثيراتها العالمية والتنمية المستدامة للجامعات التكنولوجية
  • "تعليم اليوم من أجل وظائف الغد".. التحديات الوطنية وتأثيراتها العالمية والتنمية المستدامة للجامعات التكنولوجية على مائدة جلسات اليوم الثاني بالمؤتمر
  • جامعة القناة تنظم برنامجًا تدريبيًّا لتعزيز بناء الإنسان وشخصيته المتكاملة
  • نسرين البغدادي: تمكين المرأة ضرورة لتحقيق السلم المجتمعي ومواجهة التطرف
  • ناصر الزهراني: الأسرة المتماسكة تصنع مجتمعاً مستقراً
  • الاحتفال بإطلاق السياسة الصحية الوطنية لسلطنة عُمان ضمن جهود تحقيق "رؤية 2040"
  • إيران: لا نمانع في بناء الثقة مع المجتمع الدولي حول برنامجنا النووي
  • محافظ الشرقية يؤكد أهمية تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية
  • أحمد حمدي: تحقيق السلام في فلسطين يتطلب تحقيق العدالة والاعتراف بالشرعية