فوضي التعليم صاحبت اللاجئين في حلهم وترحالهم
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
فوضي التعليم صاحبت اللاجئين في حلهم وترحالهم وفي المهاجر كان النمو والتكاثر للمدارس السودانية تدار بعقلية (الكناتين) والربح السريع والوزارة كالعادة تغط في نوم عميق !!..
الشعب السوداني صار صيداً ثمينا ولقمة سائغة للجميع ينهشونه بتلذذ ويمتصون دمه وياكلون لحمه وعظمه ويتركون ان تبقي منه شيء للكلاب والقطط الضالة !!.
لا اريد أن اتحدث عن الجمارك والضرائب ولعلكم جميعا علي دراية تامة بأن هاتين المصلحتين في ظل أي حكم دكتاتوري دعائي تكون الدولة فيه غير منتجة وكل شيء فيها مستورد حتي البيض والتوم وقلم الرصاص والابرة والخيط والجلابية وازياء وأدوات المدارس ولا حصر لما نستورد وخاصة الكماليات التي لا لزوم لها مثل هذه السلع المستفزة التي تخرج لنا السنتها وهي متكئة في ارفف المتاجر الفخمة والاغنياء وعلية القوم يتبخترون ويدفعون أمامهم العجلة المحملة بما لذ وطاب لتقف بهم أمام الخزينة فيدفعون المبلغ المهول ولا يبالون بأن خارج المحل يوجد معذبون في الأرض يقتاتون علي القمامة من داخل حاوية النفايات !!..
تعرفون أن الدولة الكسولة غير المنتجة والتي تحت حكم عسكري تملأ خزينتها من عائدات الضرائب والجمارك المفروضة علي اهلنا الطيبين ولكن المحسوبين علي النظام والمقربين يشملهم العفو الجمركي والضريبي ومع ذلك تضيق شركاتهم علي المواطن وتغالي له في الأسعار وبذا يكون هذا الباشا مثل المنشار ( طالع واكل ونازل واكل ) !!..
طبعا أنا أتكلم قبل الحرب فكل خطوة يخطوها المواطن لطلب خدمة في دواوين الحكومة أو في جهاز المغتربين لا بد أن يدفع من الرسوم والاتاوات المبالغ فيها وكان المسألة هي عملية انتقامية من المواطن ليكره اليوم الذي ولدته فيه أمه !!..
نعود للمدارس التي رحلت الي المنافي وفتحت أبوابها للمتعطشين للعلم من أبناء الأسر المنكوبة التي تركت وراءها بالوطن كل شيء ومنهم من وصل إلي أرض اللجوء بالملابس التي عليه ومن غير مؤونة أو زاد واستقبلتهم إدارات هذه المدارس بالرسوم العالية التي لا قبل لهم بها وإذا جمعنا تكلفة الزي المدرسي مع الترحيل ورسوم التسجيل ورسوم الرحلات والترفيه نجد أن المبلغ يعجز عن سداده الكثيرون ويرجع التلميذ كاسف البال حزينا الي البيت ينظر في الأفق لعل هذه الحرب المفتعلة تقف ويعود الي دياره وأمه الرؤوم بلاده الحبيبة !!..
ومن العجائب و الغرائب التي لا تخطر علي البال أن معظم معلمي المرحلة الثانوية صاروا من حملة الدكتوراة ولا ننكر تأهيلهم العالي ولكن لماذا تركوا التعليم الجامعي حيث مكانهم الطبيعي ونزلوا الثانويات !!.. يقول معظمهم أن المرتبات بالجامعة لاتسمن ولا تغني من جوع ومنهم من يبالغ ويقول إن مرتب الجامعة لايكفي لشراء البنزين والفطور !!..
وعليه فهم وغصبا عنهم يتجهون للثانوي حيث المرتب احسن وتتوفر لهم الدروس الخصوصية عالية الثمن ولهم الفرصة الكبيرة في تأليف المذكرات التي تباع بأثمان مجزية وهم أيضا في حركة دائبة مثل النوارس بين مدرسة وآخري يقدمون الحصص هنا وهنالك دون التقيد بدوام محدد ومنهم من كونوا لوبيات أسموها معسكرات هي عبارة عن مدارس ظلت تستقطب الطلاب الذين يريدون معلما يفكر نيابة عنهم ويجهز لهم كل شيء حتي الاجابات والحلول توفر له علي طبق من ذهب فيجلس سعادته مثل القمر في فناء داره والمعسكر يحمله في كفوف الراحة وبعض المعسكرات قبيل امتحانات الشهادة توفر للطلاب السكن خمسة نجوم وإشراف علي مستوي مع وجبات غنية بكافة المغذيات الصحية وترفيه ورفع الروح المعنوية إضافة إلي أن المعلمين المختارين لقيادة المعسكر ويقومون بالتدريس هم من الأسماء اللامعة في بلادنا وكل منهم عالم في مجاله تبرزه الدعاية مصحوبة بصورته وهو في كامل الأناقة والتلفزيون والصحف والمجلات تساعد في هذه المهرجانات الدعائية للمعلمين الذين عجزت أمريكا وأوروبا واليابان عن الإتيان بمثلهم !!..
طبعا كل شيء ( بي تمنه ) وهنا لايوجد موطئ قدم للفقراء والمساكين !!..
طيب اذا كان معلم السودان ومدارس السودان وصلت إلي هذا المستوي الرفيع من التقدم في مجال التعليم فلماذا في الحقيقة لانري مخرجات تنافس في سوق العمل ولانري انتاج ولابنية تحتية وكل مانراه هو فوضي عارمة وتشرد ونزوح ولجوء ولادولة ولاحكومة وعلي راس كل هذه المصائب وزارة التربية غائبة عن الوعي وقد فلت منها الزمام وكل معلم في التعليم العام أنشأ له مدرسة مستقلة عن كل رقابة يفرض فيها ما يحلو له من رسوم ويدرس منهجه الخاص به ويضع في ذهنه أنه اينشتاين زمانه!!..
اصلحوا التعليم قبل اصلاح الاقتصاد والسياسة إذا أردتم لهذه الحرب أن نتوقف !!..
حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم.
ghamedalneil@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: کل شیء
إقرأ أيضاً:
مفوضية الأمم المتحدة: تراجع عدد اللاجئين بالكونغو الديمقراطية إلى 523 ألفا و365 لاجئا
قالت ممثلة مفوضية الأمم المتحدة السامية لشئون اللاجئين في جمهورية الكونغو الديمقراطية أنجل ديكونجو-أتانجانا "إن عدد اللاجئين في جمهورية الكونغو الديمقراطية سجل انخفاضا طفيفا من 523 ألفا و710 لاجئين إلى 523 ألفا و365 لاجئا، بنسبة 0.06% بفضل عودة هؤلاء اللاجئين إلى بلدانهم الأصلية".
وأضافت المسئولة الأممية - وفقا لما نقلت صحف محلية، اليوم /السبت/ - أن اللاجئين في الكونغو الديمقراطية يتدفقون بشكل رئيسي من أربعة دول هي: جمهورية إفريقيا الوسطى ورواندا وبوروندي وجنوب السودان، مشيرة إلى أن عدد طالبي اللجوء إلى الكونغو الديمقراطية تراجع من 1920 إلى 1155، فيما أعيد 55 لاجئا كونغوليا إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية في سبتمبر الماضي.
وأوضحت أن العدد الإجمالي الحالي للاجئين في جمهورية الكونغو الديمقراطية هو 524 ألفا و520 لاجئا، يشمل 523 ألفا و365 لاجئا و1155 من طالبي اللجوء، بالإضافة إلى أكثر من 6.4 مليون نازح داخلي بسبب الاضطرابات الأمنية، لاسيما في شرق البلاد.
ولفتت إلى أن استمرار الأزمة الأمنية في جمهورية الكونغو الديمقراطية يزيد من محنة هؤلاء النازحين، مؤكدة أن الحل الوحيد لهذه الأزمة هو السلام المستدام في الكونغو؛ حيث أنه بدون السلام لا يوجد احترام لحقوق الإنسان ولا للتنمية المستدامة.
وناشدت المسئولة الأممية الحكومات الصديقة للكونغو الديمقراطية ومجلس الأمن إلى العمل على إرساء السلام في شرق الكونغو من أجل خير هذا البلد وجيرانه والقارة بأكملها، منوهة إلى المفوضية ستواصل جهودها للبحث عن حلول مستدامة لمشكلات النازحين، لاسيما من خلال الإعداد لحالات الطوارئ والاستجابة لها وإدارة مواقع النازحين وتوفير الحماية المجتمعية وتعزيز الاستقلالية والمرونة والإدماج الاجتماعي والاقتصادي.
كما لفتت إلى أن هناك العديد من التحديات التي تعيق عمل مفوضية الأمم المتحدة السامية لشئون اللاجئين في جمهورية الكونغو الديمقراطية، منها: عدم كفاية الموارد لتلبية الاحتياجات الكبيرة ونقص الجهات الفاعلة في مجال التنمية في بعض المناطق، إلى جانب الوضع الأمني غير المستقر في شرق البلاد، وإعلان وباء جدري القردة كحالة طوارئ دولية للصحة العامة.
جدير بالذكر أن جمهورية الكونغو الديمقراطية هي ثاني دولة إفريقية تضم أكبر عدد من النازحين داخليا بعد جنوب السودان.