شارك الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروعي التأمين الصحي الشامل وحياة كريمة بوزارة الصحة والسكان، في جلسة حوارية بعنوان «الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية»، نظمت هذه الجلسة شركة محرم وشركاه للسياسات العامة والاتصالات الاستراتيجية، وهي الشركة الرائدة في مجال السياسات العامة والعلاقات الاستراتيجية الحكومية في أفريقيا والشرق الأوسط، وذلك ضمن فعاليات ملتقى صحة أفريقيا Africa Health ExCon 2024.

وضمت الجلسة، كل من الدكتورة أنيفا كاوييا، وزيرة الدولة الأوغندية لشئون الصحة العامة، والدكتور دوجلاس مومبيشورا، وزير صحة زيمبابوي، والدكتور أحمد مرسي مدير تشغيل شركة إليفات لإدارة المستشفيات، والمهندسة دينا حسن، مدير تطوير الشراكات بمركز الابتكار التطبيقي في وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كما أدارت الجلسة السيدة سمر صبيح، نائب رئيس شركة محرم وشركاه للسياسات العامة والاتصالات الاستراتيجية.

وقال الدكتور أحمد السبكي، رئيس هيئة الرعاية الصحية، في كلمته الافتتاحية خلال الجلسة، إن وجودنا في ملتقى الصحة الإفريقي والذي ينظم وينعقد في مصر يعكس رؤية القيادة السياسية والدولة المصرية باهتمامها بالتجمعات الأفريقية وتنشيط حالة التفاعل ما بين الدول الأفريقية وتبادل الأفكار والرؤى المتطورة والمبتكرة في قطاع حيوي ومهم، وهو قطاع الرعاية الصحية.

وسلط الدكتور أحمد السبكي، الضوء على النظام الصحي المصري الحديث، مشيرًا إلى أنه يرتكز على 3 محطات هامة، وهم الإصلاح الصحي من الناحية التكنولوجية، ورؤية هيئة الرعاية الصحية بمنظومة التأمين الصحي الشامل في تطوير الأنظمة التكنولوجية في قطاع الرعاية الصحية باعتبار أن مستقبل الرعاية الصحية سوف تقوده من ناحية تقديم الخدمات، واستعادة ثقة المواطن في الخدمات الصحية الحكومية من خلال بناء نظام رعاية صحية جديد قائم على الحوكمة والتطوير والتكنولوجيا.

وأشار الدكتور أحمد السبكي، إلى أنه بموجب قانون التأمين الصحي الشامل المصري رقم (2) لسنة 2018، تم إنشاء 3 هيئات وهم: هيئة الرعاية الصحية مقدم الخدمات، هيئة التأمين الصحي الشامل المنوطة بشراء الخدمات بشكل استراتيجي والتعاقدات مع الجهات الصحية من الجانبين الحكومي والخاص، هيئة الاعتماد والرقابة الصحية المنوطة بإصدار معايير الجودة وأيضا اعتماد المنشآت الصحية كشرط أساسي لدخول هذا النظام.

وأضاف، أنه في دولة كبيرة مثل مصر يزيد عدد سكانها عن 120 مليون مواطن ما بين مصريين أو مستضافين على أرضها، وبها تنوع كبير جدًا من الناحية الجغرافية فكان لا يمكن إطلاق مشروع بهذا الحجم العملاق مشروع التأمين الصحي الشامل لتحقيق التغطية الصحية الشاملة لجميع المصريين إلا من خلال الاعتماد على التكنولوجيا.

وأوضح السبكي، أن دور التكنولوجيا جاء في أول مراحل مشروع التأمين الصحي الشامل، وهي مرحلة التخطيط الصحي في المنشآت الصحية حيث تم استخدام التكنولوجيا في بناء الخرائط الصحية المبنية على نظام إلكتروني قوي مع الاستعانة بعدد من الخبراء الدوليين والشركات المتخصصة في هذا المجال، وقال أنه مع التخطيط الصحي باستخدام تقنية GIS Mapping تمكننا أن نوزع استثمارات الدولة في بناء المستشفيات والمراكز والوحدات الصحية بشكل عادل على المحافظات.

لافتا، أن مشروع التأمين الصحي الشامل كان يكتمل بتطوير كافة المنشآت الصحية وإدخال الأنظمة الإلكترونية لإدارة المنشآت الصحية في قطاع الرعاية الصحية الأولية والثانوية والثالثية، ومن هنا جاءت المرحلة بعد التخطيط الصحي بالتعاقد مع منظومة إلكترونية شاملة لكافة مدخلات ومخرجات المنظومة الصحية الجديدة بالتنسيق مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وأجهزة الدولة المعنية وأحد الشركات الوطنية لتكوين تحالف وإنشاء قاعدة بيانات لكافة المنتفعين يخدمات المشروع والمطبق حاليًا في 6 محافظات وسيتم امتداده إلى جميع محافظات الجمهورية بحلول عام 2030.

مؤكدا، أننا اليوم أمام نظام إلكتروني متكامل واكتمل بوجود منصة تشاركية في مقدمي الخدمة من القطاع الخاص والقطاع الحكومي، مؤكدًا أنه لدينا تجربة ناجحة وعديدة في هذا المجال، كما أشار السبكي إلى أن النتائج التي حققتها مصر من خلال تنفيذ مشروع التأمين الصحي الشامل نتائج عظيمة ومبهرة، وأيرزها تسجيل 6 مليون مواطن بمنظومة التأمين الصحي الشامل حتى الآن، بالإضافة إلى نظام إلكتروني تكنولوجي لمقدمي الخدمة والرعاية الشاملة به محددات لإدارة نظام الرعاية الصحية مثل HIS وLIS وPACS، كما أشار إلى وجود 6 مليون سجل صحي للمواطنين المسجلين بالمنظومة مربوط بأكواد صحية موحدة داخل 6 محافظات تطبيق نظام التأمين الصحي الشامل الآن وبجميع المحافظات تدريجيًا مع امتداد تطبيق المنظومة، بالإضافة إلى ميكنة 100% من مراكز ووحدات الرعاية الصحية الأولية بالكامل، و80% بالمستشفيات.

وتابع السبكي: أنه بعد هذه المرحلة من بناء النظام سنكمل على هذه النجاحات حيث أنه اصبح لدينا الآن ربع مليار صورة في نظام معلومات الأشعة (RIS) مما يشير إلى وجود كم هائل من بيانات الصور الطبية المخزنة والمدارة على ضمن النظام، ومن خلال استخدام الذكاء الاصطناعي مع نظام معلومات الأشعة (RIS) يمكننا من التنبؤ بالأمراض والتشخيص الدقيق والسريع للأمراض وتحليل البيانات الضخمة وتحسين كفاءة العمل والتعليم والتدريب والبحث الطبي والتشخيص عن بُعد ورسم خريطة جينية للأمراض والطب الشخصي.

وأشار الدكتور أحمد السبكي، إلى أن هناك مجموعة من حلول الذكاء الاصطناعي والاستعانة بالخبرات الدولية والقطاع الخاص لإمدادنا به، ومجموعة من حلول الذكاء الاصطناعي بالشراكة مع الأجهزة والجهات المعنية في الدولة، وأضاف أنه نستثمر فرصة انعقاد ملتقى الصحة الأفريقي لدعوة المنظمات الدولية والمؤسسات المانحة بتوجيه الجزء الأكبر من المساعدات للدول الأفريقية في تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي للحد من أي فجوات وخاصة في مجال التكنولوجيا الحديثة، ومنها الذكاء الاصطناعي.

وأكد السبكي، أنه ولا بد البدء من الآن تشارك أفضل الخبرات والممارسات الناجحة في هذا المجال بالإضافة إلى تعزيز القواعد والسياسات والبنية التحتية لتفعيل استخدام الذكاء الاصطناعي في الدول الأفريقية، إلى جانب بناء القدرات البشرية وإنشاء مراكز للابتكار والتطوير، مؤكدًا على أهمية الأمن السيبراني ومشيرًا إلى استعداد مصر بخبرتها وتاريخها الطويل التعاون مع الدول الأفريقية الشقيقة في هذا المجال وتناقل الخبرات لكيفية الحفاظ على سرية البيانات وخاصة في مجال الرعاية الصحية التي تعد أمن قومي.

وأضاف السبكي، أنه لا يمكن تصور النهوض بمنظومة الرعاية الصحية في القارة الأفريقية فيما يتعلق بالتكنولوجيا وتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي وإنشاء مراكز الابتكار والأبحاث والتطوير إلا من خلال تكاتف وتضافر جهود الجميع في الدول الأفريقية، بالإضافة إلى إنشاء منصة لمناقشة قانون موحد لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي لحوكمة عملية الذكاء الاصطناعي والاستفادة من كافة البيانات في الدول الأفريقية وبشكل دقيق وفعال.

وأعرب الدكتور أحمد السبكي، عن تطلعه لإنشاء وكالة أفريقية متخصصة في حلول الذكاء الاصطناعي لخدمة أفريقيا وعددها الكبير وبياناتها الضخمة، بالإضافة إلى توجيه الاستثمارات وأموال الجهات المانحة في هذا الاتجاه، وأيضًا بالشراكات مع القطاع الخاص كحكومات تدعيم هذا الاتجاه، كما اوصى بضرورة استيعاب أجندة التحاد الفريقي 2063 لهذا الجانب الحيوي، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي سيصبج مثل الكهرباء في الثورة الصناعية الثالثة والرابعة، والإنترنت في الثورة الصناعية الخامسة، وأكد أنه في الوقت الحاضر لا يمكن لأحد الاستغناء عن التكنولوجيا، وأن الذكاء الاصطناعي سيصبح جزءاً لا يتجزأ من مستقبل البشرية.

وتجدر الإشارة، إلى أن ملتقى الصحة الأفريقي Africa Health ExCon 2024، يشهد العديد من الجلسات الحوارية والتفاعلية للعديد من الجهات الصحية ومختلف القطاعات المعنية، بحضور العديد من الشخصيات البارزة والمتخصصين في مجال الرعاية الصحية، كما يتم استعراض أحدث الابتكارات والتقنيات في مجال الخدمات الصحية، وأن الملتقى يعد فرصة ذهبية للشركات العاملة في خدمات الرعاية الصحية لاستكشاف إمكانيات الاستثمار في أفريقيا، ووضع رؤى مبتكرة واستراتيجيات موحدة لتطوير قطاع الرعاية الصحية بأكمله في القارة الأفريقية، ويجذب الحدث أكثر من 500 من كبرى الشركات من مختلف دول العالم، بالإضافة إلى أكثر من 60 ألف زائر من أكثر من 100 دولة حول العالم.

اقرأ أيضاًرئيس هيئة الدواء يجتمع و مدير سياسات ومعايير منتجات الرعاية الصحية بـ «الصحة العالمية»

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الهيئة العامة للرعاية الصحية حياة كريمة مشروع التأمين الصحي الشامل وزارة الصحة مشروع التأمین الصحی الشامل استخدام الذکاء الاصطناعی الدکتور أحمد السبکی قطاع الرعایة الصحیة الدول الأفریقیة المنشآت الصحیة فی هذا المجال بالإضافة إلى فی الدول فی مجال من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

سلطنة عُمان وباكستان تبحثان تعزيز التعاون الاقتصادي وجذب الاستثمارات

العُمانية: التقى معالي قيس بن محمد اليوسف، وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار اليوم بمقر الوزارة، معالي جام خان، وزير التجارة الفيدرالي بجمهورية باكستان الإسلامية، الذي يزور سلطنة عُمان حاليًّا.

وتم خلال اللقاء بحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، واستكشاف فرص التعاون والشراكة في مختلف القطاعات وخاصة في الأمن الغذائي وقطاع التعدين والمستلزمات الطبية والدوائية، مع التركيز على استغلال القطاعات الواعدة، وتعزيز بيئة الأعمال، وجذب الاستثمارات، إضافة إلى تسهيل الإجراءات التجارية وزيادة التبادل التجاري، وأكد معالي وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار على متانة العلاقات الاقتصادية بين سلطنة عُمان وجمهورية باكستان الإسلامية، موضحًا أهمية توسيع آفاق التعاون التجاري والاستثماري، وتعزيز الشراكات التجارية بين مؤسسات وشركات القطاع الخاص في البلدين.

وتشير الإحصاءات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى أن الميزان التجاري بين سلطنة عُمان وباكستان حتى ديسمبر 2024 يميل لصالح باكستان، حيث بلغت قيمة الصادرات العُمانية إلى باكستان ما يقارب 89 مليون ريال عُماني، في حين بلغت الواردات العُمانية من باكستان 97.6 مليون ريال عُماني، وتتمثل أهم السلع المستوردة من باكستان إلى سلطنة عُمان في الأرز والذرة الصفراء وكبريتات الباريوم، بينما تشمل السلع المصدرة من سلطنة عُمان إلى باكستان البولي بروبيلين، وبولي إيثيلين، والألمنيوم، والرصاص.

وتأتي هذه اللقاءات في إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، والعمل على توسيع مجالات التعاون المشترك بما يخدم المصالح الاقتصادية للجانبين.

كما استقبل معالي الدكتور سعود بن حمود الحبسي وزير الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، اليوم بمكتبه معالي جام خان، وزير التجارة الفيدرالي بجمهورية باكستان الإسلامية، وناقش الوزيران خلال المقابلة الموضوعات المتعلقة بالتعاون في مجالات الزراعة، واستعراض فرص الاستثمار المشتركة التي يمكن أن تُسهم في تطوير القطاع الزراعي في البلدين.

وأكّد معالي وزير الثروة الزراعية والسمكية على أهمية هذه الزيارة في تعزيز التعاون الثنائي، مشيرًا إلى أن باكستان تمتلك مجموعة متنوعة من المنتجات الزراعية التي يمكن تصديرها لسلطنة عُمان.

من جانبه أعرب معالي الضيف عن اهتمام بلاده بتعزيز التعاون مع سلطنة عُمان، مؤكّدًا على أهمية العمل المشترك لتحقيق التنمية المستدامة والاستفادة من الموارد الطبيعية بشكل يضمن الفائدة للجانبين.

مقالات مشابهة

  • الأول من نوعه عالمياً.. مسح متخصص يكشف تأثير الذكاء الاصطناعي على الرعاية الصحية
  • عُمان وباكستان تبحثان تعزيز التعاون الاقتصادي وجذب الاستثمارات
  • سلطنة عُمان وباكستان تبحثان تعزيز التعاون الاقتصادي وجذب الاستثمارات
  • السعودية والولايات المتحدة تبحثان سبل تعزيز التعاون الدفاعي
  • وزير الصحة يبحث مع اليونيسيف تعزيز التعاون في الرعاية الصحية والتغذية
  • «السبكي» يبحث مع شركة صينية سبل استخدام الذكاء الاصطناعي ونقل خبرات التجهيزات الطبية للمستشفيات
  • «عبدالغفار» يبحث مع «اليونيسيف» تعزيز التعاون في الرعاية الصحية والتغذية
  • "أدنوك" تعزز ريادتها في الذكاء الاصطناعي بقطاع الطاقة
  • أدنوك وإيه آي كيو تعززان دور الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة
  • وزير الصحة يبحث مع ممثل اليونيسيف تعزيز التعاون في الرعاية الصحية والتغذية