تتعرض أحواض اليمن المائية لاستنزاف عشوائي هو الأسوأ في تاريخ البلاد، إذ تهدر المياه الجوفية بمعدلات قياسية من قبل مليشيا الحوثي، العميلة للنظام الإيراني، والتي وجدت في استنزاف وهدر المياه الجوفية مصدراً آخر لجني الأموال.

ورغم أن آخر التحذيرات الأممية تشير إلى أنه بحلول العام 2030 سيتم استنفاد أحواض المياه في اليمن، إثر الاستنزاف الجائر، إلا أن مليشيا الحوثي لم تأبه بذلك وتواصل حفر الآبار العشوائية التي كان آخرها دعمها لتعميق حفر 10 آبار قديمة وحفر 3 آبار جديدة في الحوض المائي في محافظة عمران، بحسب مصدر حكومي تحدث لوكالة "العين الإخبارية".

وأشار المصدر إلى أن مليشيات الحوثي تمارس عبثا ممنهجا بالموارد المائية، حيث وصل حفر الآبار العشوائي في المحافظات الخاضعة لسيطرتها، وخاصة صنعاء وعمران وذمار، وصل إلى عمق 1500 متر، الأمر الذي يعرض المياه الجوفية للجفاف ويفاقم العجز المائي. 

ولفت المصدر إلى أن مليشيات الحوثي وبدلا من مراعاة حقوق استخدام المياه الجوفية للمزارعين أو للمجموعات، تعمل في تشجيع الحفر العشوائي وتقوم بتمويل العديد من الموالين لها لحفر آبار منها ارتوازية واستثمارها، لا سيما على مزراعي القات، وتجني مقابل كل ساعة ريّ من البئر الواحدة أكثر من 10 آلاف ريال أي ما يعادل 20 دولارا أمريكيا، بحسب تقديرات بعض المزراعين. كما أكد المصدر أن سلطات المليشيا الحوثية تجني مبالغ طائلة مقابل التصاريح لحفر الآبار أو جبايات تفرضها على ملاك هذه الآبار.

وتشير التقديرات إلى أن هناك نحو 110 آلاف بئر في اليمن الكثير منها حُفرت بشكل عشوائي وبدون تراخيص في السنوات الأخيرة من الحرب والانقلاب الحوثي على الحكومة الشرعية، فيما لا يعرف عدد الآبار بالتحديد التي تستثمرها مليشيات الحوثي والتي يتركز معظمها في أحواض صنعاء، ومحافظات عمران وصعدة وذمار، وإب ومديرية دمت.

وتقع اليمن ضمن مناخ جاف وشبه جاف كأسباب تقف خلف شحة مصادر المياه، فيما تحذر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" من نفاد الموارد المائية في الـ6 الأعوام المقبلة، ومن أن الاستنزاف العشوائي للمياه الجوفية يقود إلى كارثة في بلد يعمل فيه 70% في الأرياف بالزراعة.

ونقلت الوكالة عن المزارع اليمني، جلال الخولاني قوله إن "مليشيات الحوثي وعبر مشرفيها في المديريات والأرياف عمدت إلى السيطرة الكاملة على آبار المياه الجوفية، ومنعتهم من الوصول إليها". ويضيف المزارع اليمني، والذي اختار هذا الاسم المستعار لإخفاء هويته خوفا من التنكيل الحوثي به وبأسرته، أن المليشيا حفرت عشرات الآبار العميقة بشكل عشوائي، بمختلف مناطق العاصمة المختطفة صنعاء، ما أدى إلى نضوب المياه من بعض الآبار القديمة، وتهديد محاصيلهم الزراعية، فضلا عن اعتمادهم الكلي عليها في توفير مياه الشرب.

وأشار المزارع إلى أن الآبار التي قامت المليشيا الحوثية بحفرها تتجاوز بعضها الـ1000 متر تحت سطح الأرض، معتبرا ذلك استنزافا واضحا للمياه الجوفية، لتحقيق مصالح قياداتها ومشرفيها من خلال تحكمهم بأعمال الري الزراعي، مؤكدا أن المليشيا ومن خلال أفعالها التي وصفها بـ"الظالمة" تجاه الموارد المائية، تعمل على تأجيج النزاعات والصراعات بين الأهالي والمزارعين لكي تجد مبررا للتدخل ووضع يدها للتحكم بالموارد المائية.

وتعد الأمطار المصدر الرئيسي للمياه في البلاد، ونتيجة لتبعات التغيرات المناخية ضربت موجات الجفاف العديد من المناطق، ما أدى إلى زيادة حدة الأزمات المائية. وبحسب خبراء ومختصين في الزراعة، فإن كمية الأمطار المتساقطة على عموم محافظات البلاد تتصف بالندرة، وجميع تلك الأسباب تؤثر على إنتاجية القطاع الزراعي والذي يعتمد عليه نحو 70% من سكان اليمن في المناطق الريفية.

ويوضح المختصون أن اليمن يعاني وفي ظل حرب المليشيا الحوثية ضد اليمنيين، من العجز المائي، حيث تقدر المياه المستهلكة أو المسحوبة من المياه الجوفية بـ5.1 مليار متر مكعب سنوياً، وهي كمية تفوق بكثير الموارد المائية المتجددة المقدرة بـ(2.5 مليار متر مكعب سنوياً) مسببة عجزاً مائياً سنوياً يقدر بحوالي 2.6 مليار متر مكعب.

ويقع معظم العجز المائي، وفقاً للخبراء، في حوض صنعاء ثم أحواض صعدة وعمران وذمار الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية، بعد أن وصل عمق حفر الآبار إلى أكثر من 1500 متر، مخلفاً آثاراً كارثية على الحياة المعيشية للمواطنين واستقرارهم الاقتصادي والاجتماعي.

ويعتبر اليمن واحداً من أكثر البلاد معاناة من ندرة المياه في العالم، وأصبح الحصول على المياه والغذاء والخدمات الأساسية فيها أشد صعوبة بالنسبة لمعظم اليمنيين. ووفقا لتقارير أممية فإن أزمة المياه في اليمن تؤثر على ملايين الأفراد يوميًا، وأن شبكة أنابيب المياه لا تغطي سوى 30% من السكان، وهي تعاني من الأضرار وتحتاج إلى الصيانة في العديد من الأماكن، في حين يلجأ يوميًّا أكثر من 15 مليون يمني إلى طرق مكلّفة ومستهلكة للوقت في سبيل الحصول على ما يكفيهم من المياه المأمونة، وفقا لذات المصدر.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: الملیشیا الحوثیة المیاه الجوفیة ملیشیات الحوثی حفر الآبار إلى أن

إقرأ أيضاً:

مياه الفيوم تنظم ندوة توعية حول ترشيد استهلاك المياه

 قامت إدارة التوعية ف شركة مياه الشرب والصرف  الصحى بالفيوم بتنفيذ ندوة توعوية حول ترشيد استهلاك المياه بالتعاون مع مركز النيل للإعلام بحضور محمد هاشم مدير مركز النيل للإعلام وحنان حمدي مدير البرامج بمركز النيل والمهندس نصر مطاوع مديرية الري والشيخ علي صلاح الوعظ والإرشاد وذلك داخل قاعة مركز النيل للإعلام وبحضور عدد كبير من المواطنين.

مسئولية مشتركة

من جانبه أوضح المهندس محمد عبدالجليل رئيس الشركة أن التوعية بأهمية المياه وترشيد استهلاكها مسئولية مشتركة وعلي الجميع أن يتكاتف من أجل الحفاظ علي كل نقطة مياه من الاهدار في ظل التحديات التي تحيط بنا من كل جانب َو محدودية الموارد المائية وثبات حصة مصر من مياه النيل والزيادة السكانية المرتفعة التي تشهدها الدولة المصرية حيث تتجاوز ٢.٥ مليون نسمه سنويا فعلي الجميع أن يدرك حجم المشكلة وأن يعوا أن حلها يكمن في الترشيد وغرس سلوكيات إيجابية داخل كافة المجتمع حتى نعبر بوطننا لبر الأمان.

وأكد  أن حصة مصر من مياه النيل ثابتة والتي تقدر بنحو ٥٥ مليار ونصف متر مكعب سنوياً علاوة علي نحو ٥ مليار متر مكعب ما بين مياه جوفية وأمطار وتحلية مياه البحر ونحو ٢٠ مليار متر مكعب يتم الحصول عليها من أعادة إستخدام مياه الصرف الزراعي في حين أن الدولة المصرية تستورد نحو ٣٤ مليار متر مكعب مياه افتراضية سنويا من السلع والمواد من دول الخارج وأن هناك فجوه بين الموارد المائية وثباتها والزيادة السكانية المرتفعة والتي تتطلب زياده الوعي المائي وتعزير مفهوم ترشيد استهلاك المياه والحفاظ علي مصادر المياه من التلوث.

وأشار “النجار” ان الندوة تناولت مجهودات الدولة في توفير كوب مياه نظيف لكل مواطن مطابق للمواصفات الصحية بدء من المأخذ مروراً بمراحل تنقيتها وصولاً بحنفيات المستهلكين وحث كافة فئات المجتمع علي ضرورة نشر التوعية بقضايا المياه وحث المواطنين علي عدم الإسراف فيها واستخدامها قدر الاحتياج وعدم إهدار المياه أو استخدامها في غير الأغراض المخصصة لها والتصدي لكل الظواهر السلبية والسلوكيات الخاطئة إتجاه المياه علاوة علي الحفاظ علي مصادر المياه من التلوث وعدم إلقاء المخلفات والحيوانات النافقة و صرف الصرف العشوائي وماكينات الري بالمجاري المائية وتصحيح المعلومات المغلوطة واستخدام التكنولوجيا الحديثة كالقطع الموفرة التي تساهم في توفير مياه الشرب وتقلل تدفق المياه وفاتورة الاستهلاك الشهرية وانها متواجده ومتاح شرائها والحصول عليها بكافه أفرع الشركة بكل المراكز.

1000044105 1000044108 1000044102

مقالات مشابهة

  • مليشيا الحوثي تمنع إقامة فعالية احتجاجية بإب للتضامن مع قضية اغتيال الشيخ أبو شعر
  • مياه الفيوم تنظم ندوة توعية حول ترشيد استهلاك المياه
  • مليشيا الحوثي تبني برج اتصالات في موقع أثري بالجوف وسط إدانات واسعة
  • مليشيا الحوثي تختطف نازحة بالحديدة بعد أيام على اختطاف عضو مجلس محلي
  • البيضاء.. مسلحو قيفة يقطعون طريق رداع ويتهمون مليشيا الحوثي بإثارة الفتن بين أبناء القبائل
  • مليشيا الحوثي تحتجز شاباً لليوم الخامس في سجن بصنعاء
  • مليشيا الحوثي تختطف مدير مستشفى “يوني ماكس الدولي" بصنعاء
  • واشنطن تفرض عقوبات جديدة على مليشيا الحوثي
  • مساحات الجريمة تتسع في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.. مقتل أب على يد إبنه وأربع إصابات أخرى في حوادث عنف متفرقة بمحافظة إب .. عاجل
  • رئيس مياه الإسكندرية يجوب غرب المدينة لمتابعة جودة خدمات المياه