أكد وزير الموارد المائية والري الدكتور هاني سويلم، على دور البحث العلمي كأداة مهمة في التعامل مع تحديات المياه والتكيف مع تغير المناخ.. مشيرا إلى الدور المهم للباحثين بالجامعات والمراكز البحثية في تقديم حلول مبتكرة للتعامل مع هذه التحديات.

جاء ذلك في كلمة وزير الري خلال مشاركته في فعاليات "المؤتمر الدولي للمناخ والبيئة" والمنعقد بمقر "جامعة النيل الأهلية".

واستعرض الدكتور سويلم التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية في مصر، مثل ارتفاع درجة الحرارة وما سينتج عنها من زيادة الاحتياجات المائية، بالتزامن مع زيادة عدد السكان على مر السنوات مع ثبات الموارد المائية المتجددة، وما نتج عن ذلك من تراجع نصيب الفرد من المياه، حيث تراجع نصيب الفرد لأقل من خط الفقر المائي (أقل من ١٠٠٠ متر مكعب سنويا) اعتبارا من التسعينيات من القرن الماضي وصولا إلى حوالي ٥٠٠ متر مكعب سنويا في الوقت الحالي.

واستعرض الموقف المائي الحالي، وأشار إلى وجود فجوة كبيرة بين الموارد والاحتياجات المائية، حيث تبلغ احتياجات مصر المائية حوالي ١١٤ مليار متر مكعب من المياه سنويا، في حين تقدر موارد مصر المائية بحوالي ٥٩.٦ مليار متر مكعب سنويا (٥٥.٥ مليار من مياه نهر النيل - ١.٣ مليار من مياه الأمطار - ٢.٤ مليار من المياه الجوفية العميقة الغير متجددة - ٠.٤ مليار من تحلية مياه البحر)، مع إعادة استخدام ٢٠.٩ مليار متر مكعب سنويا من المياه، واستيراد محاصيل زراعية من الخارج تقابل استهلاك مائي يقدر بحوالي ٣٣.٥ مليار متر مكعب سنويا من المياه.

وعرض الوزير مشروعات التعاون الثنائي بين مصر ودول حوض النيل والتي قامت مصر خلالها بحفر آبار مياه جوفية تعمل بالطاقة الشمسية، وإنشاء محطات رفع ومراس نهرية وخزانات أرضية وسدود حصاد أمطار ومراكز للتنبؤ بالأمطار ومعمل لتحليل نوعية المياه، وتنفيذ أعمال لمقاومة الحشائش المائية، ودراسات فنية للإدارة المتكاملة للموارد المائية بالدول الأفريقية، وتوفير دورات تدريبية ل ١٦٥٠ متدربا من ٥٢ دولة أفريقية، كما أوشك العمل على الانتهاء في إنشاء مركز للتنبؤ بالأمطار في جنوب السودان.

وأشار إلى أعمال تطوير منظومة المراقبة والتشغيل بالسد العالي بأحدث التقنيات والخبرات المصرية، بالإضافة لأعمال إحلال وتأهيل المنشآت المائية الكبرى على نهر النيل مثل قناطر أسيوط الجديدة وتطوير أنظمة تشغيل قناطر إسنا، بالإضافة لأعمال إحلال وصيانة العديد من القناطر مثل أعمال إحلال مجموعة قناطر ديروط الجديدة، بالإضافة لحصر وتقييم ٤٧ ألف منشأ مائيا بمختلف المحافظات ووضع أولويات للصيانة أو الإحلال طبقا للحاجة.. مؤكدا على الدور الهام للجامعات والمراكز البحثية في المساهمة في أعمال تصميم والإشراف على صيانة أو إحلال هذه المنشآت وتصميم نماذج مختلفة لمنشآت مصبات نهايات الترع، بالإضافة لتنفيذ مشروعات عديدة لصيانة وإحلال محطات الرفع والعمل رفع كفاءة التشغيل لتقليل استهلاك الكهرباء والتي سيقابلها تقليل للإنبعاثات الكربونية بحوالي ٢٥ ألف طن سنويا.

كما أشار إلى توسع الوزارة مؤخرا في مجال تأهيل الترع بمواد صديقة للبيئة.. لافتا إلى دور الجامعات والمراكز البحثية في تقديم المقترحات العلمية لتقنيات مختلفة في هذا المجال، بالإضافة لتقديم مقترحات لمعدات ملائمة لصيانة الترع المبطنة.

وفي مجال تطوير منظومة توزيع المياه، أوضح سويلم مجهودات الوزارة مؤخرا في مجال صيانة بوابات أفمام الترع، واستخدام النماذج الرياضية في إدارة المياه مثل نموذج RIBASIM، وإنتاج خرائط التركيب المحصولي باستخدام تقنية الاستشعار عن بعد، وتحديث معادلات حساب التصرفات المائية، وتطوير آليات حصر بيانات الزمامات الزراعية وحساب مختلف الاستخدامات المائية لتحديد الاحتياجات المائية المطلوبة بدقة عند كل مجرى مائي.

وحول التحول لأنظمة الري الحديث، قال الوزير إن هذا التحول مهم جدا شريطة الأخذ في الاعتبار العديد من العناصر مثل درجة ملوحة التربة، ومدى الزيادة في الإنتاجية المحصولية، وزيادة وعي المزارعين بأهمية تقنيات الري الحديث وطرق تشغيلها.. مشيرا إلى وضع أولويات للتحول للري الحديث في مزارع قصب السكر والبساتين، ولافتا أيضا إلى دور روابط مستخدي المياه في التعامل مع تحدي تفتت الملكية الزراعية وزيادة التنسيق بين المزارعين في مجال توزيع المياه وتحديد المحاصيل المنزرعة وتسهيل إجراءات استلام البذور والتقاوي والأسمدة وتسهيل الوصول للأسواق الكبرى لبيع المحاصيل الزراعية.

وفيما يتعلق بالتعامل مع الفجوة الكبيرة بين الموارد والاحتياجات المائية، أكد الدكتور سويلم تنفيذ الدولة المصرية العديد من المشروعات الكبرى في مجال إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي، حيث تم تنفيذ ثلاثة مشروعات كبرى لإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي بطاقة تصل إلى ٤.٨ مليار متر مكعب سنويا، هي محطة الحمام بطاقة ٧.٥ مليون متر مكعب يوميا، ومحطة بحر البقر بطاقة ٥.٦ مليون متر مكعب يوميا، ومحطة المحسمة بطاقة مليون متر مكعب يوميا.

وفي مجال التكيف مع تغير المناخ والحماية من أخطار السيول، فقد قامت الوزارة بوضع أطالس لمخرات السيول بكافة المحافظات المعرضة لأخطار السيول، وتنفيذ مشروعات للحماية من أخطار السيول بإجمالي ١٦٢٧ عملا صناعيا بسعة تخزينية ٣٥٠ مليون متر مكعب، حيث أسهمت هذه المشروعات في حماية المواطنين وحصاد مياه الأمطار وشحن الخزانات الجوفية.

وفي مجال حماية الشواطئ المصرية، تم تنفيذ أعمال حماية بأطوال تصل إلى ١٢٠ كيلومترا، والتي نتج عنها اكتساب مساحات من الأراضي قدرها ١.٨ مليون متر مربع، كما قامت الوزارة بتنفيذ "مشروع تعزيز التكيف مع التغيرات المناخية بالساحل الشمالي ودلتا نهر النيل" بتمويل بمنحة من صندوق المناخ الأخضر وبالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بأطوال تصل إلى ٦٩ كيلومترا في خمس محافظات ساحلية هي: بورسعيد، دمياط، الدقهلية، كفر الشيخ، والبحيرة باستخدام مواد صديقة للبيئة وبالتعاون مع المجتمع المحلي، مع تبني منهجية للتوسع في استخدام النظم الصديقة للبيئة لحماية الشواطئ في كافة المشروعات المستقبلية، ودراسة نقل الرمال من منطقة الدلتا البحرية لتغذية أماكن النحر بالمناطق الشاطئية بالتعاون مع الجانب الهولندي.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: المجتمع المحلي المشروعات المستقبلية مخرات السيول منطقة الدلتا البحرية وزير الري ملیار متر مکعب سنویا ملیون متر مکعب من المیاه ملیار من فی مجال

إقرأ أيضاً:

وزير الري يتابع جهود حوكمة وإدارة المياه الجوفية بالوادي الجديد

كتب- عمرو صالح:

عقد الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، اجتماعًا لمراجعة إجراءات حوكمة المياه الجوفية وتعزيز الإدارة المستدامة لها في محافظة الوادي الجديد.

كما ناقش نتائج الزيارة الميدانية التي قام بها مسؤولو قطاعي المياه الجوفية وتطوير الري لتفقد المزارع النموذجية بالمنطقة ودورها في ترشيد استهلاك المياه.

ترشيد الموارد الجوفية والتزام بالإجراءات القانونية

أكد الوزير، ضرورة الالتزام بالضوابط التي تضمن الإدارة الرشيدة للمخزون الجوفي، مشددًا على أهمية التوسع في استخدام نظم الري الحديثة في الوادي الجديد، وتكثيف الجهود لحصر الآبار الجوفية ومواجهة التجاوزات، سواء من خلال السحب الجائر أو الحفر غير القانوني.

وأشار الدكتور سويلم إلى أن الوزارة تعمل على وضع سياسات مستدامة لتنمية واستغلال المياه الجوفية، مع فرض ضوابط لاستخدامها وترشيدها، وحمايتها من التلوث والتعديات.

كما أكد الالتزام بقانون الموارد المائية والري رقم 147 لسنة 2021، والتوسع في تشغيل الآبار بالطاقة الشمسية لتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية.

حوكمة رقمية وتعزيز الشفافية

استعرض الوزير الخطوات الجارية للتحول الرقمي في منظومة تراخيص الآبار الجوفية، بهدف تسهيل الإجراءات للمنتفعين وتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد.

كما أعلن عن انتظام عقد اللجنة العليا لترخيص الآبار شهريًا لمتابعة جميع المستجدات وضمان الالتزام بالإجراءات القانونية.

إنجازات ومشروعات في الوادي الجديد

بلغ متوسط الاستثمارات السنوية للمشروعات التنموية المتعلقة بالمياه الجوفية في محافظة الوادي الجديد نحو 325 مليون جنيه، وفقًا لما أوضحه الوزير.

واستعرض نتائج الزيارة التفقدية التي قام بها الدكتور أسامة الظاهر، رئيس قطاع المياه الجوفية، والمهندس محمد إبراهيم، رئيس قطاع تطوير الري، في منتصف نوفمبر الجاري.

نجاحات زراعية تعتمد على المياه الجوفية

شملت الزيارة تفقد مزرعة ناجحة لأحد الشباب المستثمرين في واحة الخارجة، حيث تُزرع نباتات عطرية وتين شوكي وتوت باستخدام أنظمة الري بالتنقيط.

كما تضمنت الزيارة لقاءات مع روابط مستخدمي المياه على الآبار الحكومية، بهدف تعزيز التنسيق بين الوزارة والمجتمع المحلي لإدارة المياه الجوفية بكفاءة.

تعزيز دور روابط مستخدمي المياه

أكد الوزير، أهمية تفعيل دور روابط مستخدمي المياه في تنظيم وإدارة الموارد المائية الجوفية بالتعاون مع أجهزة الوزارة المختصة، لضمان الاستغلال الأمثل لهذا المورد الطبيعي غير المتجدد.

اقرأ أيضًا:

طقس الـ6 أيام المقبلة.. الأرصاد: انخفاض الحرارة ـ4 درجات وبرودة وأمطار

ضوابط الحج السياحي البري 2025

حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 21-11-2024

ما الفئات الأكثر عرضة للإصابة بمرض السكر وتحتاج للفحص الدوري؟

الدكتور هاني سويلم وزير الري اجتماع الدكتور هاني سويلم

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الخبر التالى: إعادة العمل بنظام تقسيط توصيل الغاز الطبيعي للمنازل الأخبار المتعلقة وزير الري ومدير الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي يبحثان تعزيز التعاون أخبار

مقالات مشابهة

  • اقتراح تخصيص 250 مليار دولار سنوياً للدول النامية لمكافحة تغير المناخ
  • أكاديمية البحث العلمي تشارك في جلسة بمؤتمر المناخ
  • أكاديمية البحث العلمي تطلق النسخة الثالثة من كتاب «التكنولوجيا الخضراء»
  • أكاديمية البحث العلمي تشارك في جلسة حوارية بمؤتمر المناخ بأذربيجان
  • وزير الري يتابع إجراءات حوكمة المياه الجوفية في محافظة الوادي الجديد
  • وزير الري يتابع جهود حوكمة وإدارة المياه الجوفية بالوادي الجديد
  • وزير الري يتابع إجراءات حوكمة المياه الجوفية بالوادي الجديد
  • وزير الري يبحث تعزيز التعاون المصري الإيطالي في مجال المياه
  • وزير الري يبحث تعزيز التعاون المصرى الإيطالى بمجال المياه مع مدير الوكالة الإيطالية
  • وزير الري يؤكد أهمية مشروع «برنامج تدريب المياه المصري - الإيطالي.. المعرفة المائية»