شبكة اخبار العراق:
2024-06-29@13:59:10 GMT

الاعمار كما يراه الحمار ؟

تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT

الاعمار كما يراه الحمار ؟

آخر تحديث: 6 يونيو 2024 - 9:56 صبقلم:د.سنان السعدي يعتقد البعض ان اعمار الاوطان يتم من خلال اعادة بناء البنى التحتية من شوارع وجسور وخدمات ومدارس ومستشفيات ومصانع الخ … ، لاسيما في البلدان التي تجرعت مرارة الحروب ونتائجها ، وهؤلاء قد وصلوا الى درجة كبيرة من الأستحمار تغلبوا فيها على الحمار ؟ .بناء الاوطان يحتاج الى تنشئة جيل جديد بمفاهيم جديدة وقيم راسخة ، من اجل ان يقوم باعمار وطنه ، فجيل الحروب لا يصلح لإعادة البناء بسبب الانهيار النفسي والقيمي الذي اصابة نتيجة الحروب التي خاضها .

ومن اجل تنشئة ذلك الجيل الذي سوف توكل اليه هذه المهمة العظيمة ، يجب على الدولة الاهتمام بمن سوف يقع على عاتقه مهمة تنشئة واعداد ذلك الجيل وهما ( المرأة والمعلم ) ، فكلنا يعلم المهمة العظيمة الملقاة على عاتق المرأة والدور العظيم الذي انتدبها الله له ، فهي كل المجتمع وليس نصفه انها المربية والمعلم الاول قبل ان يبلغ اطفالها السن القانوني للتعلم ، فان صلحت الام صلح ابنائها وكلما زاد عدد الامهات الصالحات زاد عدد الابناء الصالحين وبالنتيجة التراكمية سوف يكون هناك جيلا جهازا لاستقبال القيم الجديدة التي سوف يقوم بضخها اليه المعلم في المدرسة ابتداءً من المرحلة الابتدائية حتى دخوله الجامعة . لذلك على الدولة ان تقوم بتقييم وضع المرأة العراقية ، بعد ان تعرض مجتمعنا العربي والاسلامي ، ولاسيما المجتمع العراقي الى عملية ضخ ممنهجة لبعض القيم والافكار الهدامة بعد الانفتاح الذي حدث في العراق بعد عام 2003 ، التي اغلبها ضخت الينا تحت غطاء حقوق المرأة ، وحرية المرأة ، وغيرها من شعارات براقة بريق الذهب المقلد ، والتي نتج عنها كثرة حالات الطلاق ، فضلا عن التفسخ الاخلاقي ؟ ولتحقيق ذلك تستطيع الدولة الاستعانة بأساتذة علم الاجتماع واساتذة علم النفس المحالين الى التقاعد لتفرغهم ، من خلال تأسيس مراكز بحثية خاصة لهذا الغرض ، للوقوف على اهم التحديات التي تواجه المرأة العراقية وسبل معالجتها واعادة تأهليها من اجل الانطلاق بمهمة تنشئة جيل الاعمار . قد ابدع الشاعر حافظ إبراهيم في قصيدة العلم والأخلاق عندما وصف الام بالمدرسة في قوله “الأمُ مدرسةٌ إذا أعددتها… أعدت شعباً طيب الأعراق”. اما المعلم فهو اساس المجتمع وهو المهندس الذي يقع على عاتقه اعادة بناء المجتمع ، والطبيب الذي يعالج المجتمع من امراضه ، من خلال نشر الوعي ونقل القيم السماوية الى الاجيال الناشئة ، لذلك على الدولة ان تعيد النظر بالمعلم العراقي الذي كان يشار له بالبنان عالميا وعربيا ، كذلك لا يمكن الفصل بين المعلم والمنهاج التعليمية الرثة التي اصبحت لا تتناسب مع المرحلة التي نعيشها والمستقبل الذي نطمح اليه ، قد يقول البعض واين دور القاضي والضابط والمهندس والطبيب وغيرهم ؛ جواب ذلك ان هؤلاء كلهم هم من نتاج المرأة والمعلم . عندما سئل احد الصحفيين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، والذي كان ينوي من وراء ذلك سؤال احراج السيد أردوغان ، بانك رجل اسلامي وتنادي بالمبادئ الاسلامية وتركيا في عهدك تعج بالملاهي واماكن الدعارة ؟ كان جواب السيد أردوغان له ، باني قد انشئت جيلا من الحفظة وهم من سوف يقومون بأغلاق هذه الملاهي ومراكز الدعارة مستقبلاً . يا له من جواب لقد القمه حجراً . ركزوا معي ( لقد انشئت جيلا ) ؟؟ اذن اعادة بناء الاوطان لا يتم في ليلة وضحاها فهو عملية تحتاج الى تخطيط طويل الامد واستراتيجية راسخة مبنية على اسس متينة . ولكي نرى قدسية المعلم في بلاد الكفار ؟ اذكر لكم قول الكافرة شاربة الخمر وأكلت لحم الخنزير المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في حضور مئات من القضاة والأطباء والمهندسين حينما طالبوها بزيادة رواتبهم شأنهم شأن المعلمين الحكوميين الألمان الذين حصلوا على الزيادة فاكتفت ميركل بإطلاق جملتها المشهورة “كيف أساويكم بمن علموكم” اما المعلم اليوم في العراق الجديد عراق الديمقراطية والحرية ، فهو من اقل شرائح المجتمع شأنا واكثرهم فقرا وبؤسا ، فهو لا يملك قوته ولا يستطيع ان يعالج نفسه ، بل لا يستطيع ان يظهر بمظهر محترم بسبب انهيار وضعه المالي ، فضلا عن انهيار شخصيته المعنوية بسبب مخالطته لعامة الناس من خلال عمله في الاسواق او عمله سائق اجرة من اجل سد حاجته ، فلا هو تمكن من سد حاجته ولا هو نجح في الحفاظ على كرامته . كذلك يجب اعادة النظر بمن تسلل الى السلك المقدس سلك التعليم من معلمين ومعلمات الذين لا يصلحون لممارسة هذه المهنة المقدسة ؛ بسبب انحطاطهم الاخلاقي ، فضلا عن هشاشة معلوماتهم ، لا سيما في هذه الايام التي تشهد ظهور طبقة من المعلمات الفاشنستيات اللواتي تعج بهن مواقع التواصل المختلفة وهن يقمن بالبث من داخل المدارس كأنهن راقصات ، بعد ان كنا نرى معلماتنا قديسات في ثمانينيات القرن الماضي ؟سادتي الافاضل انا لم اخرج عن النص فكل الذي طرحته هو للتوضيح فقط ان الاعمار وبناء الاوطان يحتاج الى استراتيجية رصينة تقوم على ركيزتين اساسيتين هما : المرأة والمعلم لا شريك لهما . وان الاعمار هو ليس كما يراه الحمار ؟ هو بناء مستشفى او تبليط شارع او بناء جسر .الاعمار هو تنشئة جيل جديد مؤمن بالوطن راسخ القيم سليم الفكر بعيدا عن الطائفية والحزبية ، جيل يملك شيء لا يملكه اغلب ساسة العراق وهو الهوية الوطنية .

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: من خلال من اجل

إقرأ أيضاً:

القومي للمرأة ينظم ندوة حول "المرأة والتكنولوجية "

نظم المجلس القومي للمرأة ندوة حول "المرأة والتكنولوجيا" ضمن أعمال الشبكة الإقليمية لتعزيز دور المرأة في مواقع القيادة واتخاذ القرار، بحضور كل من الدكتورة نسرين البغدادي عضوة المجلس والمنسقة الوطنية للشبكة الإقليمية، و و نهي مرسي رئيسة الإدارة المركزية للفروع واللجان بالمجلس، و شيماء نعيم مدير عام الإدارة الإستراتيجية بالمجلس ( عضوات الشبكة بمصر) ، و الدكتور محمد حجازي المستشار القانوني لغرفة تكنولوجيا المعلومات لاتحاد الصناعات المصرية.

افتتحت الندوة الدكتورة نسرين البغدادي ، وعرضت نبذة تعريفية عن فترة رئاسة مصر  للشبكة الإقليمية التي تضم مصر وتونس والأردن والمغرب.

وأكدت المنسقة الوطنية للشبكة الإقليمية على أن الهدف من عقد الندوة هو التوعية بالتشريعات التى توفر الحماية للمرأة في إطار التعامل مع التكنولوجيا ، مؤكدة على أن موضوع " المرأة والتكنولوجيا" يعد أحد أهم الموضوعات المطروحة علي الساحة حاليًا، مضيفة أن التكنولوجيا قد خدمت المرأة ولكن لها أيضا جانب سلبي عليها ، مشيرة إلي أضرار الذكاء الاصطناعي والعنف السيبراني الذي يهدد المرأة لاسيما في المناصب القيادية.

فيما ناقش الدكتور محمد حجازي "العنف السيبراني ضد المرأة في مواقع اتخاذ القرار"، والتحديات التي تواجه المرأة خلال استخدامها مواقع التواصل الاجتماعي والتي تشمل التحرش ، واختراق حساباتها الشخصية علي مواقع التواصل الاجتماعي، والتهديد بتدمير سمعة المرأة بصور وفيديوهات مفبركة، ونشر اشاعات وأكاذيب عن المرأة، ثم تطرق الي طرق حماية المرأة من العنف السيبراني ومنها عدم تصفح اى مواقع غير موثوقة، وعدم توصيل الهاتف المحمول بأي شبكة مجهولة المصدر ، ووجوب التوقف عن استخدام كارت المشتريات (الفيزا) للشراء من مواقع مجهولة عبر الانترنت. 

كما أشار الدكتور محمد حجازي الي القوانين المصرية التي تنظم التعاملات السيبرانية و تكافح جميع الجرائم الإلكترونية، كما عرض الفرق بين الأمن السيبراني وحفظ الخصوصية.

 

مقالات مشابهة

  • وزارة العمل تنظم ندوة بعنوان "أثر المساواة بين الجنسين على تنمية المجتمع" بالمنيا
  • صور تكشف عن وجه رمسيس الثاني قبل وفاته بلحظات.. كان عمره 90 عاما
  • غضب أمريكي من التصعيد النووي الإيراني.. وحزمة عقوبات جديدة
  • المرأة اللطيفة.. ماذا تخبرنا أصوات تطبيقات الذكاء الاصطناعي ؟
  • القومي للمرأة ينظم ندوة حول "المرأة والتكنولوجية "
  • تربية ديالى تخلي مسؤوليتها عن وفاة عامل بناء بمدرسة ضمن مشروع القرض الصيني
  • انطلاق منتدى لجنة الصداقة النسائية الإماراتية - اليابانية
  • الصدأ يطال عتاد مرصد الزلازل بالحسيمة و الغموض يلف مصير المشروع
  • دعونا نضع حداً لحرب الضعفاء هذه: الجزء الأول
  • رئيس برنامج جودة الحياة: رؤية المملكة أسهمت في وقاية المجتمع من آفة المخدرات