مدينة لا تنام.. ماذا قال الخبراء بعد فوز «القاهرة» بعاصمة السياحة؟
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
أشاد العديد من الخبراء والمختصين بفوز مدينة القاهرة كعاصمة للسياحة للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي لعام 2026، وهو ما أعلن عنه خلال أعمال الدورة الـ 12 لمؤتمر وزراء السياحة للدول الأعضاء بالمنظمة، والتي عقدت بدولة أوزبكستان.
ومن جانبه، تحدث عادل الجندي مدير عام الإدارة الاستراتيجية بوزارة السياحة، والمسئول عن الملف المصري الذي تم تقديمه، عن الجهود التي قام بها فريق العمل قبيل التقدم بالملف، مشيرًا إلى أن العاصمة الإدارية الجديدة كانت مركز ثقل في ترجيح فوز القاهرة باعتبارها وجهة جديدة جاذبة لسياحة رجال الأعمال.
وقال الجندي، إن «الوزارة أعدت ملفًا احترافيًا دوليًا بكل المقاييس، يلبي كافة المعايير للفوز بالجائزة»، لافتًا إلى أن المعايير كانت دقيقة للغاية، من ضمنها أن يكون هناك أثر مجتمعي واقتصادي لهذه المدينة، وأن يكون لها عنصر مميز لدى باقي الدول، وقدرة على استيعاب الزائرين، وأن يكون بها مجموعة من الخدمات السياحية التي تثري التجربة السياحية، بالإضافة إلى آليات لتسهيل الزيارة من حجز إلكتروني ونظام لتسويق المدينة على مستوى عالمي وكثير من المعايير الأخرى.
وأضاف الجندي: «العنصر الذي رجح كفتنا للفوز هو إدراك فريق العمل للمطلوب، فلم يكن المطلوب عرض المعالم السياحية التي تتمتع بها المدينة، ولكن المطلوب أن نثبت أننا قادرون على جعل القاهرة وجهة سياحية تضم العديد من المقومات».
وأردف: «وضعنا العديد من المقومات، مثل المسار الإنساني للقاهرة وهي المسارات التي تقام على هامش الفعاليات الدولية، بالإضافة إلى التراث الإنساني والأطعمة الشعبية وكلها أمور تفتقدها كثير من الدول المنافسة» لافتًا إلى أن النظر إلى عنصر آخر ساهم في فوز القاهرة وهو المدن السياحية والمدن الذكية، والعاصمة الإدارية الجديدة كانت عنصر ثقل كبير جداً لأنها جاذبة لسياحة رجال الأعمال.
وتابع: «ركزنا على وجه القاهرة التراثي، مثل المتحف المصري الكبير، ومتحف الحضارات، المتاحف القومية مثل متحف محمد علي، والقصور الثقافية التي أثرت الملف لدرجة أننا قسمنا الملف إلى عدة ملفات أسميناها وجوه القاهرة، كما تم تسليط الضوء على المواقع المفتوحة التي أنشئت مؤخرًا في الأحياء التراثية مثل الفسطاط».
وشدد على أن السياحة الثقافية أصبح لها وزن أكبر كثيرًا من المتعارف عليه، لافتًا إلى أن الملف طرح ما يتردد عن القاهرة وما يقال عنها في الرأي العام العالمي وكونها مدينة لا تنام، حية وديناميكية باستمرار، منبها إلى أن الملف أظهر للعالم حجم التطور الجاري في مصر وفي القاهرة تحديدًا، موضحًا أن حجم التطور كان لافتًا ومفاجئًا للجميع.
وعن الآثار المرتقبة على المدى القصير والطويل، قال الجندي إن «دول العالم الإسلامي دول قوية اقتصاديا للغاية، فعلى سبيل المثال تركيا وماليزيا وإندونيسيا لديها إمكانات اقتصادية تؤهلها لتكون موردًا للسياحة، واكتساب هذه الدول يضمن التسويق للسياحة عبر مدينة تتوافر بها كافة الخدمات».
وأوضح أن مثل هذه الفعاليات تضعك على منصة تسويقية مجانية، فالقاهرة تخطت مستوى التأثير الإقليمي بهذا الفوز وأصبحت مدينة عالمية خارج الإطار الإقليمي، وبالتالي يتم توسيع الطلب السياحي بشكل مضطرد.
وأشاد وزير السياحة الأسبق، هشام زعزوع بفوز القاهرة كعاصمة للسياحة للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، مشيرًا إلى أن اختيار أي مدينة على مستوى دولي يجذب الانتباه العربي والعالمي.
وقال: «يترجم ذلك لواقع مختلف، ويجذب المزيد من السائحين ويساعد على تدفق حركة السياحة، خاصة أن القاهرة بعد التحديثات الأخيرة والمطار الجديد غرب القاهرة، كلها مسائل تساعد مصر سياحيا واستثمارات قوية للغاية».
وشدد زعزوع، على أن «المنتج السياحي الثقافي المصري سيزيد أعداد القادمين، إذ تمثل نسبة السياحة الثقافية ما يقرب من 20% من إجمالي حركة السياحة الوافدة، ومن المتوقع زيادة تلك النسبة بسبب التحديث في البنية التحتية والقاهرة على وجه التحديد، فضلا عن نقل الجهاز الحكومي إلى العاصمة الإدارية الجديدة واستخدام المباني الأثرية للوزارات في استخدامات سياحية مثل استخدام مجمع التحرير وتحويله إلى فندق».
وأضاف: "كل هذا يساعد في لفت النظر إلى ما يحدث في القاهرة، بالإضافة إلى أن الوزير الحالي أحمد عيسى يتحدث عن برامج لزيادة أعداد الغرف من جانب المستثمرين في القاهرة، حاليًا هناك نحو 35 ألف غرفة تعمل في القاهرة الكبرى، ونحن بحاجة إلى 50 ألف غرفة على الأقل بالقاهرة والمناطق المحيطة بها، وهذا أصبح مجالا مهما للاستثمار مع الإشارة إلى أن هناك فنادق تبنى في أكتوبر والتجمع ومستقبل سيتي".
وتابع «أن زيادة الاستثمارات في القاهرة يستتبعها عمل برامج جديدة، وهذا ما يتحدث عنه الوزير وأنا سعيد بهذا، السائح الأجنبي كان نصيبه في القاهرة يومين أو ثلاثة قبل أن يغادر إلى الصعيد أو البحر الأحمر، وبالتالي زيادة الغرف والتوسع في البنية التحتية، بالإضافة إلى الإنشاءات في منطقة متحف الحضارات وتحديث منطقة الفسطاط وغيرها، كلها أمور تزيد الاهتمام بالقاهرة فضلا عن زيادة طول الفترات وهو ما يعني إنفاق أكثر وزيادة أكبر للموارد من العملات الأجنبية».
من جهته، رحب مستشار وزير السياحة السابق، سامح سعد، بفوز القاهرة خلال الدورة الـ 12 لمؤتمر وزراء السياحة للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي.
وقال سامح سعد، إن فوز القاهرة سيمثل حراكًا في السياحة الثقافية بالمدينة التراثية، ويعطي صورة إيجابية عن مصر وعن اهتمام الدولة بتطوير آليات عمل القطاع السياحي وتعزيز مكانته.
ونبه سامح سعد، خلال حديثه إلى أن مصر ليست بحاجة إلى مزيد من الدعاية الإعلانية لاجتذاب السائحين بقدر ما هي بحاجة إلى انتهاج وسائل جديدة تواكب التطور التكنولوجي الكبير وتمكنها من استهداف جمهور السائحين عبر آليات مغايرة، مؤكدا أن فوز القاهرة يعد دعاية كبيرة ليس للمدينة وحدها ولكن للمقصد السياحي المصري بأكمله، فهو يثبت أن مصر تنتهج رؤى جديدة في طرحها لواحدة من أهم المدن التراثية على مستوى العالم، مُشيدًا في هذا الصدد بالملف الذي تقدمت به وزارة السياحة وما اشتمل عليه من جوانب استُعرضت للمرة الأولى.
اقرأ أيضاًقبل نتائج انتخابات الغرف السياحية.. ماذا ينتظر الأعضاء من المنتخبين الجدد؟
ما هو برنامج «العمرة بلس» الذي أعلنت عن إطلاقه «السياحة» اليوم؟
منتج «العمرة بلس» في معرض جدة الدولي للسياحة والسفر
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: السياحة الاستثمار السياحي أحمد عيسى وزير السياحة والآثار الاقتصاد اليوم الاقتصاد الآن قطاع السياحة في مصر هشام زعزوع وزير السياحة الأسبق للدول الأعضاء بالإضافة إلى فوز القاهرة فی القاهرة ا إلى أن لافت ا
إقرأ أيضاً:
برلمانية: مصر من أوائل الدول التي تبنت الأجندة التنموية الحضرية الجديدة
عبرت النائبة الدكتورة نيفين حمدي، عضو لجنة الشؤون الإفريقية بمجلس النواب، عضو الهيئة البرلمانية العليا عن حزب حماة الوطن، عن سعادتها لما شهدته العاصمة المصرية القاهرة من استضافتها لأعمال الدورة الثانية عشرة للمنتدى الحضري العالمي "WUF12" ، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي يستمر حتي الثامن من نوفمبر الجاري ، كأول دولة تستضيفه في إفريقيا منذ 20 عامًا تحت شعار "كل شيء يبدأ محليًا.. لنعمل معًا من أجل مدن ومجتمعات مستدامة".
وقالت عضو لجنة الشؤون الإفريقية بمجلس النواب في بيان لها اليوم، إن المنتدي الحضري العالمي في نسخته الثانية عشر، بمثابة حدث استثنائي، نظرا لعدد المسجلين والمشاركين فيه وعددهم 37 ألفا و72 وزيراً وعشرات العمد والمحافظين ورؤساء البلديات من مختلف أنحاء العالم، بهدف تسليط الضوء على الإنجازات المصرية في التنمية المستدامة خلال العقد الماضي، وتبادل الخبرات والابتكارات لتحقيق مستقبل أفضل للمدن ووضع حلول لبعض المشكلات التي تواجهها كأزمات المناخ والحلول المبتكرة لمواجهة التغيرات المناخية وكذلك توطين أهداف التنمية المستدامة والتمويل المحلي وكذلك دور الحكومات المحلية في التنمية والسياسات الحضرية وجعلها مدن مستدامة ورفع جودة حياة سكانها .
وأشارت عضو الهيئة البرلمانية العليا عن حزب حماة الوطن، الي أهمية المناقشات والموضوعات والمحاور المطروحة علي أجندة المنتدي العالمي وما شهدته جلساته من نقاشات مثمره، وهو الموضوع الرئيسي،"كل شيء يبدأ من النطاق المحلي، فضلا عن مناقشة ٧ موضوعات أخري عن أهم السياسات الحضرية الوطنية والدولية في التعامل مع تلك الموضوعات وهي السكن للمستقبل والمدن وأزمة المناخ و معاً أقوى وتمويل توطين أهداف التنمية المستدامة و العصر الرقمي المرتكز على الإنسان وفقدان السكن، منوهة الي وجود العديد من التجارب المصرية الناجحة في تلك الموضوعات التي لديها العديد من النجاحات لعمليات التنمية المستدامة الحضرية.
واكدت النائبة نيفين حمدي، أن استضافة القاهرة للمنتدي الحضرى العالمى في نسخته ال12، كثاني مدينة إفريقية، تعد تتويجاً للجهود الكبيرة التى بذلتها الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس السيسي، وأثمرت عن تحقيق طفرة كبيرة فى مجال التنمية العمرانية بمختلف مجالاتها، فضلا عن أهميةالعاصمة القاهرة ويعزز من مكانتها كوجهة عالمية للنقاش حول كافة القضايا، بالإضافة إلي الرساله الأهم والتي تعكس التقدير الدولي لمدينة القاهرة التراثية والحضارية والتاريخية.
وعبرت نائبة حماة الوطن، عن تطلعها بأن يسهم المنتدى الحضرى العالمى في الوصول إلي حلول وسياسات فعالة يتوافق عليها المشاركون لعدد من التحديات وابرزها أزمة السكن وتغير المناخ والمدن وتعزيز الوصول إلي تمويل الدول وكذا الخروج باستراتيجيات قابلة للتنفيذ لربط الأهداف العالمية بالواقع المحلي خاصة في ظل التوترات الإقليمية والدولية.
وتابعت نيفين حمدي قائله: "لديا الثقة في أن هذا المنتدى سوف يصبح قصة نجاح كبيرة"، وستشمل نتائجة وتوصياته إنشاء شراكات وتحالفات جديدة للنهوض بالتنمية الحضرية المستدامة، وتعزيز كل من الخطة الحضرية الجديدة للوكالة الأممية وخطة التنمية المستدامة لعام 2030، ومعالجة التحديات العالمية الرئيسية التي تفرضها أزمة الإسكان العالمية وتغير المناخ ومواجهة تعقيدات التنمية الحضرية المستدامة بشكل مباشر، وكلاهما يقترحان رؤية لمستقبل أفضل وأكثر استدامة للجميع.