بيني جانتس: استعدوا لقتال ولأيام أكثر صعوبة يمكن أن تصل بنا إلى الحرب
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
طلب الوزير في مجلس الحرب بيني جانتس من رؤساء بلدات شمال إسرائيل، أن يستعدوا للقتال و"لأيام أكثر صعوبة يمكن أن تصل بنا إلى الحرب"، وذلك وفقا لنبأ عاجل على قناة "القاهرة الإخبارية"، اليوم الخميس.
وتتخذ المواجهات بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني شكلا ينذر بتصعيد خطير بعد أكثر من ثمانية أشهر من العمليات القتالية المستمرة على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وذلك في ظل تصاعد الدعوات الإسرائيلية إلى شن حرب واسعة تستهدف الوجود اللبناني في الجنوب.
وبحث كابينيت الحرب الإسرائيلي تصاعد حدة المواجهات مع حزب الله، في جلسة عقدها أول أمس، فيما أجرى رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، جولة ميدانية قرب المنطقة الحدودية مع لبنان، في حين صدر عن وزراء في الائتلاف والليكود تصريحات تدعو إلى المبادرة بتصعيد المواجهات مع حزب الله.
ورغم أن الوضع الأمني بات يتدهور مع دخول الحرب على غزة شهرها التاسع، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في وقت سابق ، إن إسرائيل مستعدة للقيام بـ"عملية عسكرية قوية" في الشمال، علما بأنه كان قد هدد بتحويل بيروت "إلى غزة" ثانية إذا وسّع حزب الله من هجماته.
ولفتت الإذاعة العامة الإسرائيلية ("كان - ريشيت بيت") إلى "إشارات تصدر عن الأجهزة الأمنية مفادها بأن عملية في لبنان (تصعيد عسكري إسرائيلي) غير ممكنة إلا بعد انتهاء العملية في رفح"، في حين أشار موقع "واللا" إلى أن التقديرات في الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن العملية في رفح قد تنتهي نهاية الشهر الجاري.
وتصاعدت التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان، في الأيام الماضية، وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هليفي، أول أمس، إنه "نقترب من النقطة التي سيتوجب فيها اتخاذ القرار، والجيش جاهز ومستعدّ جدا لهذا القرار. نحن نهاجم حزب الله على مدار ثمانية أشهر، حيث يدفع حزب الله ثمنًا باهظًا جدًّا".
وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإن كبار المسؤولين على المستوى السياسي في إسرائيل أجروا جلسة مغلقة، الثلاثاء الماضي، على خلفية "التصعيد في الشمال"، وأفادت بأن الوزيرين بيني جانتس وغادي آيزنكوت، اعتبرا أن "على إسرائيل أن تسعى جاهدة للتوصل إلى اتفاق مع حماس من أجل التفرغ للمعركة" مع حزب الله.
وذكرت القناة أن رئيس الحكومة، نتنياهو، اعترض على هذا التوجه وقال إن "تحقيق أهداف الحرب في غزة هو الأولوية القصوى"، وشدد على أنه "بعد تحقيق أهداف الحرب في الجنوب (على غزة) فقط، سيكون من المناسب التعامل مع الجبهة الشمالية"، علما بأن شركاءه في اليمين المتطرف يدعون إلى تصعيد المواجهة وتوسيع رقعة الحرب.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: جيش الاحتلال حزب الله اللبناني قطاع غزة حزب الله
إقرأ أيضاً:
بين عبدالناصر والسيد نصر الله أكثر من وجه شبه وأمل بنصر قريب
في السابع والعشرين من شهر سبتمبر استشهد القائد الأسمى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، بعدما قصف العدو “الإسرائيلي” مقره. لقد شكل هذا الحدث مقدمة لشن “إسرائيل” حملة برية ضد الحزب بغية تحقيق هدفها بالقضاء عليه وفرض تسوية على لبنان شبيهة بتلك التي حاولت فرضها قبل 42 عامًا عبر اتفاقية 17 أيار التي أُلغيت في آذار 1984.
ولقد بدا جلياً أن أحد الأهداف الاستراتيجية لـ”إسرائيل” بعد عملية “طوفان الأقصى” كان توجيه ضربة إلى حزب الله، تحدث تحولاً استراتيجيا في مجمل توازنات المنطقة. وبعد أكثر من عام على اندلاع عملية “طوفان الأقصى” صدرت معلومات مؤكدة من الجانب “الإسرائيلي” تفيد بأن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو كان قد تلقى مسبقًا معلومات، تفيد بنية حركة حماس شن عملية عسكرية واسعة النطاق في جنوب فلسطين المحتلة.
هنا، فلنعد إلى تاريخ استشهاد السيد نصر الله، والذي أعلن رسميًا في الثامن والعشرين من أيلول 2024، والذي صادف الذكرى الخامسة والأربعين لوفاة جمال عبد الناصر. وعند المراجعة المتمعنة للأحداث نجد أن هذا ليس وجه الشبه الوحيد بين الزعيمين اللذين شكلا رمز النضال ضد “إسرائيل” على مدى أكثر من جيلين امتدا من العام 1948 وحتى يومنا هذا.
لقد شكل الوجه الأول للشبه بين الزعيمين تحقيق الراحل عبد الناصر انتصاراً كبيرا على قوى الاستعمار و”إسرائيل” في العام 1956، وتحقيق السيد نصر الله انتصاراً عظيماً على “إسرائيل” وداعميها الغربيين في العام 2006. نصر عبد الناصر جعله يخرج كزعيم للأمة العربية، ليصبح أسيرًا لهذه الصورة، فيما شكل نصر العام 2006 مقدمة لتحول السيد نصر الله إلى زعيم لقوى محور المقاومة في العالمين العربي والإسلامي ليصبح بعدها أسيرًا لهذه الصورة.
بنتيجة ما حصل في العام 1956، فإن خصوم عبد الناصر وجهوا له ضربة في سورية تمثلت بالانفصال في العام 1961، ليليها اضطراره لخوض حرب اليمن بغية الرد على محاصرته من الجنوب، بينما سعى أعداء المقاومة وعلى رأسها السيد حسن نصر الله إلى تفجير سورية حتى يحاصروا المقاومة من جهة الشرق ويكسروا ظهرها. وإن كانت حرب اليمن قد كشفت ظهر عبد الناصر، فإن حرب سورية، والتي كان خوضها ضرورياً، أيضاً ساهمت في كشف ظهر المقاومة بشكل كبير، وهذا يفسر لماذا مرت معظم اغتيالات قيادات حزب الله عبر سورية.
أما وجه الشبه الأخير بين الزعيمين، فقد كان اضطرارهما لخوض معارك من دون أن يكون خوضها من ضمن حساباتهما. لقد كان على عبد الناصر في العام 1967 أن يهب لنجدة “البعث” في سورية الذي كان قد دخل في تصعيد مع العدو “الإسرائيلي” وفرض معركة من خارج الجدول الذي كان قد حدده عبدالناصر، وهو الأمر نفسه الذي حصل مع السيد نصر الله الذي وقف إلى جانب غزة في معركة إسناد لم يختر هو توقيتها ولم يحسب هو ظروفها.
وإن كان دخول عبد الناصر حرب العام 1967 قد أدى إلى النكسة التي قدر لنا أن نعاني من آثارها لخمسة عقود، فإن سقوط النظام السوري الداعم للمقاومة بعد أكثر من سنة على عملية “طوفان الأقصى” يعتبر نكسة بحد ذاته. لكن كما رفض عبد الناصر الاستسلام وخاض حرب الاستنزاف وأسس لحرب التحرير في العام 1973، فإن حزب الله بقيادة الشيخ نعيم قاسم اختار المضي في الطريق التي خطها السيد نصر الله في التمسك بنهج المقاومة، وهو ما سيؤسس لنصر وتحرير جديد في المستقبل.